الاثنين، 6 ديسمبر 2021

يحدث في بلد العميان (قصة)

 يحدث في بلد العميان:


عاد سالما من ايطاليا التي أنهكها الوباء، عاد وجثث الموتى لا تفارق مخيلته وتفكيره.

وصل إلى منزله، مكث مدة الحجر اللازمة، كان لا ينزع الكمامة حين ينزل إلى الشارع، وكذلك القفازات، يترك دائما مسافة الأمان اللازمة بينه وبين الناس، كان لا يكف عن توعية الناس، وسرد قصص الوباء، لكن لا أحد كان يأخذ الأمر على محمل الجد.

ثم ماذا حدث؟

اعتبره الناس حاملا للفيروس، وأشاعوا ذلك بين الناس، ورفضوا الاقتراب من بقالة أخيه، قاطعها الجميع، وكسدت بضائعه، ولم يجد ما يقوت به عياله.

أما أخوه الآخر فكان يبيع الخضروات، وتمت مقاطعته هو الآخر، تاركين أولاده يتضورون جوعا.

وكل ذلك بسبب المثقف الواعي العائد من ايطاليا.


كانت امرأة مثقفة وواعية، موسوسة نظافة، وتحرص على أخذ التدابير اللازمة، تتابع مختلف النشرات والأخبار لدرجة جعلتها مهووسة وخائفة على زوجها وأطفالها، تلقى زوجها اتصالا بأن عائلة أخيه الأكبر كلها تعاني المرض، كانوا مصابين بالكورونا، ويخفون الأمر، قالوا له أن الجدة تحتضر ويلزمه الحضور فورا.

لم يجد بدا من الذهاب لإلقاء النظرة الأخيرة على والدته المسنة، ارتدت زوجته الكمامة والقفازات، ورفضت الضيافة المقدمة بأدب، فلم تأكل أو تشرب شيئا، وحين غادرت المكان رفقة زوجها، أمر صاحب الدار أن ينظف مكانها جيدا، ثم أردف قائلا:( لقد رفضت نزع الكمامة، هذا يعني أنها مصابة بالفيروس).

أصبح الصحيح المعافى متهما، والمريض الحامل للفيروس بريئا غير متهم.


قال "عادل" في منشور على الفيس بوك أنه في حال إصابته بالفيروس فلن يخفي أمر إصابته. فهذا أمر عادي، والمرض ليس فضيحة.

- لماذا يخفي الجميع خبر الإصابة؟ هل هذا هو الوعي؟!(تساءل قائلا).

بعد أيام أصيب بالفيروس، واحتاج سيارة تقله إلى مركز التحاليل، طلب من ابنته أن تهاتف صديقه(فلان) ليقلهم إلى ذلك المكان.

قامت ابنته بالمطلوب، هاتفت العم (فلان)، وأخبرته حقيقة المرض، فاعتذر بأدب وتحجج بشتى الأمور.

هاتفت أصدقاءه واحدا بعد الآخر، رفض الجميع أن يقله.

هنا توجه "عادل" لصفحته على الفيس بوك، وكتب منشورا يقول:( تبا للأطباء، لقد قالوا أنني أصبحت مصابا بالفيروس، وحين أجريت التحليل النهائي، وجدوه سالبا، وقالوا أنها انفلونزا موسمية فقط، فالحمد لله من قبل ومن بعد).


يقول أحدهم: كان ممرضا، يناديه الناس من أجل الحقن، فالمستشفى لا يستقبلهم هناك بسبب الوباء، اشتكى لي أن الناس الذين يتصلون به يوميا مصابون بالفيروس، لكنهم لا يخبرونه الحقيقة، وأنهم إلى ذلك لا يرتدون الكمامة، ولا يتخذون الإجراءات اللازمة، وأن إحداهن ظلت تسعل أمامه.

سأله الفتى إن كان يرفض أن يتعامل مع هؤلاء المرضى، فأجابه بالنفي، معتبرا أن ما يقوم به عمل انساني، لكنه ينشد الحقيقة فقط، ليحتاط لنفسه.

في المساء هاتفه الفتى راجيا منه أن يزور والدته المسنة المصابة بالفيروس، من أجل الحقن، أجابه بأنه قادم، وأنه سيكون أمام بيته خلال عشرة دقائق.

مرت عشر دقائق، عشرون، ثلاثون، ساعة كاملة من الانتظار

هاتفه ثانية(الهاتف مغلق أو خارج مجال التغطية).


من الصعب العيش بمثالية وسط الحمقى والجهال، ومن يفعل ذلك لا شك سيغدو أحمقا بنظرهم، وسينتظره نفس المصير الذي حدث للمبصر في بلد العميان.


#خواطر_زمن_الوباء


الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

في العلاقة الزوجية لازم تقسم يومك إلى أربع مساحات

 


في العلاقة الزوجية لازم تقسم يومك إلى أربع مساحات

- مساحة العمل خط أحمر(لا يوجد اتصالات ولا كلام حب ولا تواصل إلا للضرورة القصوى).للمرأة والرجل على حد سواء.

- ‏مساحة هواياتي وأصدقائي، لي حقي كاملا فيها.

- ال‏مساحة العائلية الخاصة(أبوي، أمي، إخواني، أهلي).

- ‏مساحة الأصحاب والأصدقاء.

- ‏مساحة (أنا وانتي) مساحة ثابتة، متنفس بعد التعب، والإرهاق، والمشاكل، وهكذا يتجدد الحب ويتجدد الشغف ولا تفقد العلاقة رونقها.

تأتي العلاقة العاطفية من بعد تعب، ارهاق، شغل...تسحب المشاعر السلبية، وتعطينا طاقات متجددة، طاقات كلها حب...نظريةالخميس...عندنا 55 خميس في العام...نفرح كل مرة بإطلالة يوم الخميس



الحب باق إلى يوم القيامة، لكن العلاقات متغيرة، فإذا أنا اختزلت الحب في الشخص المقابل ، أنا لن أحب أبدا

لكن الحب فيني أنا، أنا اللي أحب وأنا اللي أختار

أكثر الأشخاص بينكسروا ليه؟

لأنهم يظنون لما يروح الشخص اللي احنا متعلقين فيه، الحب راح معاه

ده غلط.

الحب باق موجود لكن لأنها مسألة تعود، حيروح حيجي غيرو


أشياء كثيرة تروح قيمتها بالطلب، ومن قيمة الشخص اللي بيطلب


#مراجعة فيلم(three Idiots):

 


#مراجعة فيلم(three Idiots):

الحياة سباق، هكذا كان دكتور الجامعة يحفز الطلاب.

- من أول من صعد إلى سطح القمر؟

- يجيبونه: نيل أرمسترونغ

- من هو الشخص الثاني

- ‏لا توجد إجابة

- دعكم من هذا، لا يهم، الحياة لا تعترف سوى بأصحاب المراكز الأولى.

إن لم تكن في المركز الأول سيسحقونك، لا أحد يعترف بك..

المسلسل ناقش هذه الفكرة على عقول الطلاب، ونتائجها ومآلاتها الكثيرة (التنافس المحموم يولد الضغط، والضغط يولد الانفجار) 

المنظومة التعليمية التي تعتمد هذا المبدأ فاشلة، وغالب دول العالم الثالث تنتهج هذا النهج.

التعليم من أجل النتيجة وليس لأجل التثقيف والتنوير والتطوير...

الغالبية شاهدت الفيلم، وكثيرون عبروا عن إشادتهم به.

كون الفيلم ترجم ما يشعر به طلاب جامعات -البلدان المتخلفة- من ظلم(حقرة) من طرف دكاترة الجامعة، طريقة تلقين وإلقاء المقررات، وجفافها وعدم الاستمتاع بالمعلومة...

لكن من جهة أخرى لم أجد أحدا يلتفت للرسائل السلبية الأخرى في المسلسل والتي قد تقتل الرغبة في التعلم أيضا...

فشخصيا حين تابعت الفيلم وجدت أننا كشعوب متخلفة نشترك جميعا في طريقة التعليم البدائية التي تعتمد وتركز على المجموع(النتيجة)، بدل التركيز على الإبداع واحترام تفاوت القدرات والمدارك والعقول.

لذا فالفيلم نوه لذلك وشخص المشكلة بدقة وبراعة وإبداااع.

لكن التشخيص شيء والحل شيء آخر تماما.

فبرأيي الشخصي، لقد وفقوا في تشخيص مشكلات التعليم بدول العالم الثالث.

لكنهم لم يوفقوا في طرح الحلول.

والحل المعتمد من قبل كاتب النص يتمثل في التمرد...طرف النقيض...ردة الفعل العكسية المتطرفة.

ففي بداية الفيلم نلاحظ المبالغة في احترام القوانين والتقيد بها والتزام الجدية، لدرجة الطاعة العمياء التي تسحق الإرادة وتشلها، وتقضي على روح المبادرة والإبداع.

لكن كردة فعل على هذا لجأ كاتب النص لنقيض الأمر ألا وهو المياعة والهيافة والتسيب، واللامبالاة..ويظهر ذلك من خلال التمرد على القوانين والتمرد على الأستاذ في مشاهد مبتذلة جداا

التبول على جدران الجامعة...شرب الخمر...مصاحبة البنات...اللامبالاة وعدم الاهتمام بالنظافة والاتيكيت والنظام وووو.

وهذه الأخيرة مضرة بالمجتمعات أيضا..

فشرب الخمر والسهر في الليل ووو لا يمكن لهم أن ينتجوا إنسانا متعلما مثقفا ناجحا...بل إنسانا فاشلا تماما ومضيعا لشبابه.

الجد المبالغ به مضر وكذلك اللامبالاة والهيافة مضرة.

إتباع القوانين بشكل آلي مثل مسطرة مضر، ولكن العيش سبهللا بدون قوانين فوضى مضرة أيضا..

#1001_movie


#شمس_الهمة

مراجعة المسلسل التركي رغم الأحزان:

 

مراجعة المسلسل التركي رغم الأحزان:
(قراءة في فكرة زمن العلمنة الناعمة)

يقول أحد الكتاب: كل القصص قد حكيت من قبل ، و الكاتب الشجاع ليس من يجد قصة جديدة بل من يجد طريقة جديدة في سرد قصة قديمة ، و لو تمكن من فعل هذا لصار نتاجه بمثابة تحفته الموعودة ( الماستر بيس). ينبغي علينا دوما ان نجد طرقا جديدة للقص(الكاتب الإيراني شهريار مندانيبور مؤلف الرواية الشهيرة: (قصة حب إيرانية تحت مقص الرقيب)

كلنا شاهد أفلاما ومسلسلات تتحدث عن فتاة فقيرة مسكينة، تعيش أوضاعا مزرية، وبعد بلوغها سن الثامن عشر، تكتشف أنها ابنة أحد الأثرياء، وأنه تم اختطافها عند ولادتها من قبل شخص سيء.
لطالما شاهدنا أفلاما ومسلسلات تعيد هذه القصة وتكررها بأساليب مختلفة، ولعل أشهر من يلوك هذه الفكرة ولا يجيد غيرها هم كتاب الشعوب المتخلفة التي ابتعد عنها التفكير والإبداع لإنتاج قصص وأعمال إبداعية مغايرة (المكسيك، فنزويلا، الهند وتركيا وغيرهم كثير...)

ورغم إعادة إنتاج هذه القصة بنسخ مختلفة قليلا، إلا أن جمهورها لا يزال كبيرا، وغالبا تدر على أصحابها إيرادات لا بأس بها...فكلنا نتشوق للحظة النهاية، لحظة اكتشاف الفتاة لوالديها الحقيقيين، لحظة اجتماع الأسرة المشتتة من جديد في ضمة دافئة بين الأب أو الأم والفتاة.
لحظة الحضن الدافئ، والعاطفة الأبوية الصادقة، تجعلنا دوما نبكي ونتأثر ونتفاعل معها.

لكن رغم ذلك نادرا ما نشاهد نموذجا متفردا يعيد إنتاج القصة بطريقة إبداعية تشدنا، فغالب الأعمال تركز على الثراء، وانتشال الفتاة من حياة الفقر، وأنها الوريثة الوحيدة لأسرة غنية، من دون خروج عن هذا القالب.

لكن قصتنا اليوم مختلفة تماما، قصة المسلسل دراما تحاكي حقبة تاريخية عاشتها تركيا زمن التسعينات...
زمن حكم الجنرالات العلمانيين المعادين للدين والإسلام ومظاهره كالحجاب والآذان والصلاة...

الحبكة والعقدة:

روووعة القصة تكمن في روعة الحبكة والتشويق وكثرة الأحداث وكذا التفاصيل الصغيرة.
قصة تجعلك ترى بأم عينك خيوط القدر، وهي تنسج وفق مراد الله وحكمته...قصة تجسد العدالة الإلهية، وسنن الله في الكون...وكيف تحوط عناية الله عباده المؤمنين المخلصين.
(لا توجد لقاءات عبثية في الحياة، كل إنسان تصادفه هو إما اختبار أو عقوبة أو هدية من السماء)

تبدأ قصتنا مع فتاة قروية إسمها (إليف) حلمها أن تصبح طبيبة، لكن والدها يزوجها دون رضاها بزوج غني مدلل...
والدة الفتاة تسهل هربها إلى إسطنبول، وتمنحها بعض المال، مع وررقة صغيرة عليها اسم رجل قالت أنه سيساعدها...
خارج حدود القرية تصادف الفتاة ضابطا شابا كان يخدم بالقرية يدعى(عزيز)، يجد أنها ملاحقة فيساعدها في الهرب إلى إسطنبول بعد أن يعرف قصتها.

تذهب الفتاة إلى العنوان المطلوب، فتفاجأ أنه سكن عسكري يضم ضباطا برتبة كبيرة...تسأل الحراس عن الاسم المكتوب في القصاصة والذي كان(قدرت كاراي)، فيخبرونها أنها وصلت للعنوان الصحيح، لكن القوانين لا تسمح لها بالدخول لأنها محجبة...تستغرب الأمر وتنتظر عند الباب الخارجي إلى أن يصل الجنرال قدرت كاراي في سيارته الخاصة، وحين تتحدث معه ويعرف قصتها، يقوم بطردها شر طردة، ويقول أنه لا يعرفها ولا والدتها ولا يشرفه معرفة (هيك أشكال) يقصد المحجبات.

تتابع الحلقات أين تجد (إليف) سكنا للبنات، تسكن به، وتبدأ مسيرتها في دراسة الطب...لتلتقي هناك بمديرة الجامعة الدكتورة (رنا كاراي) والتي يتصادف أنها أخت الجنرال (قدرت كاراي).
رنا كاراي كانت تكره المحجبات أيضا، وكل ما يمت بصلة إلى الإسلام، مثل أخيها تماما.
تناضل (إليف) وصديقاتها المحجبات عن الحجاب، وأحقية ارتداءه بالجامعة، وأحقية الدراسة..
وينشأ حقد وضغينة ومعارك بينها وبين الدكتورة (رنا كاراي) بسبب الحجاب.

مشهد آخر يقودنا إلى حياة رنا كاراي الخاصة، رنا كاراي التي تحتفظ بثياب طفلة صغيرة في صندوق صغير، تقوم كل يوم بإخراجها من الصندوق وشمها وضمها والبكاء فترة طويلة...لأنها لم تحظ بضم ابنتها فقد توفيت عقب ولادتها مباشرة.

ويقودنا مشهد ذكريات رنا كاراي إلى قصة زواجها من المحامي (ابراهيم)، وكيف تركها بدون تبرير
وأخلف وعده وهي حامل وبأمس الحاجة إليه.
المحامي ابراهيم كان شخصا متدينا وقتها، والجنرال قدرت كاراي كان ضد زواج شقيقته من شخص ملتزم...لذا عارض زواجها، لكنها تزوجت رغما عنه.
وحين فشل زواجها وتخلى عنها زوجها بعد مدة...كرهت رنا كاراي كل المتدينين، وكرهت معه المنظومة الإسلامية برمتها.

تتابع الأحداث و يستمر التشويق، وتتعرض والدة إليف (غير الحقيقية)إلى مرض شديد في السجن تضطر معه لإخبار إليف أنها ليست ابنتها الحقيقية، وأنها متبناة، وأن لا أحد يعرف والديها الحقيقيين سوى الاسم الذي كان مكتوبا بالقصاصة (قدرت كاراي) فهو من أوصى بالطفلة إلى ضيعة(قرية)مجهولة وأغدق على أصحابها المال حتى يكفلوا الطفلة من دون أن يفتشوا في ماضيها أو عن والديها.

المحامي ابراهيم يخرج من السجن، ويضطر للظهور في حياة (رنا كاراي) مجددا، ولكن للأسف ليس كحبيب، إنما كخصم وعدو لدود، فقد أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن المحجبات وضرورة حصولهن على التعليم الجامعي مثل غيرهن.

المحامي ابراهيم، ويا لروعة الأقدار وجمال ما تخبئه عناية الله، كان دوما مع (إليف) وصديقاتها المحجبات، كان يرعاهن ويأويهن في منزل البنات ويقدم لهن خدمات وتوجيهات كثيرة...خصوصا إليف لتميزها عن الجميع بصلابتها ونضالها وحرصها على نيل حقوقها دون التفريط بمبادئها.

بعدها تكتشف رنا كاراي الحقيقة والسر المخبأ من 18 سنة، تكتشف أن ابنتها لا تزال حية، وتكتشف أن ابراهيم لم يتخل عنها إنما أجبر لفعل ذلك تحت التهديد، فقد أجبره الجنرال قدرت كاراي على التخلي عن رنا كاراي وإن لم يفعل قتلها بدون رحمة.

يعود الزوجان ليقابلا بعضهما، ويقرران البحث معا عن ابنتهما وفلذة كبدهما...ولا يعلمان أن القدر وضع الفتاة أمام ناظريهما مجددا.

نعم إليف كانت ابنتهما، وكانا يقابلانها كل يوم دون أن يعرفا أنها ابنتهما، فعناية الله ساقت لهما ابنتهما بعد 18 سنة.

يستعمل الجنرال قدرت كاراي قوته وسطوته ونفوذه، ويلجأ إلى تهديدهما مرة أخرى، أنه في حال عادا للاجتماع معا رفقة ابنتهما فسيقتل الجميع، وهكذا يقوم الزوجان بحماية ابنتهما من بعيد فقط، ودون إخبارها أنهما أبويها الحقيقيان.

الجانب الرومنسي من القصة:

لطالما نفرت من القصص الرومنسية واعتقدت بيني وبين نفسي أنها مجرد تخدير وتغييب للعقول، وأن الأجدر بالكتاب الملتزمين أن يتجنبوا الكتابة عن مسائل الحب لأننا طيلة عقد من الزمان أتخمنا منها، ولم نقرأ أو نشاهد سواها..وأن الأولى كتابة أعمال هادفة تناقش قضايا مجتمعية دون التطرق لمسائل الحب.

لكن عقب قراءة أعمال إسلامية ملتزمة، وجدت كيف يمكن توظيف الرومانسية بطريقة إيجابية تخدم القيم والدين وتقوم بتوجيه عاطفة الحب توجيها صحيحا سليما بدل معاداته معاداة شاملة.

وبالفعل فقد نجح كاتب القصة في استغلال الجانب الرومنسي وتجييره لخدمة القضية الأساسية في المسلسل.
فقد وقع الضابط (عزيز) ابن الجنرال (نزار)، الرجل الثاني في البطش بالإسلاميين واليد اليمنى للجنرال قدرت كاراي، وقع في حب القروية المحجبة (إليف).
وكان عليهما النضال ضد الجميع، للحفاظ على حبهما وزواجهما.
فزواج ضابط شهير من محجبة، كان سيكون بمثابة الفضيحة المدوية للجنرال نزار الذي كافح طيلة مسيرته في الجيش، لمنع الإسلام والقضاء على الحجاب والدين.

الأحداث السياسية:
من فرط واقعيتها بدت حقيقية إلى أبعد حد.
فالكاتب اقتبس من تاريخ ليس ببعيد، وكل ما كتب بالمسلسل حدث مثله في تركيا وتونس والجزائر.
واضطر القائمون على المسلسل كتابة عبارة (أن الأشخاص والأحداث في المسلسل، محض خيال وإن تشابهت مع الواقع)، تجنبا لأي ملاحقات أو مساءلات قضائية.

المسلسل عميييق جدا، ويصور بدقة كواليس الإطاحة بالإسلاميين وكيفية اختراق الأحزاب والتنظيمات الإسلامية، وكذا يكشف بدقة صناعة الإرهاب والمظاهرات والثورات في مختبرات الأنظمة الشمولية، واستغلال التفجيرات الإرهابية للإطاحة بالإسلاميين.(تماما كما حدث عندنا بالجزائر، وكيف تم اختراق حزب الفيس الإسلامي).

المخابرات متواجدة في الجامعات، شخصية الشاب (ضياء)، والشابة المحجبة (سراب).
كيف يتغلغلون داخل البيت الإسلامي، وكيف يوجهون الطلاب الملتزمين، وكيف يصنعون الأحداث، ويقومون بالأعمال المتطرفة وكذا التفجيرات الإرهابية ويلصقونها بالملتزمين.

الجيش وكواليس المؤسسة العسكرية حكاية أخرى مشوقة:

المشاهد التي تم عرضها في المسلسل تشبه إلى حد كبير ما يحدث في مؤسسة الجيش عندنا بالجزائر.
مؤخرا وعقب الأحداث الأخيرة وحكاية *النوفمبرية الباديسية* وما أشيع أنه صراع أجنحة في مؤسسة الجيش..جناح الوطنيين الشرفاء، وجناح العصابة والعلمانيين الذين عتوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.

- جناح العلمانيين ممثل بالجنرال قدرت كاراي، وذراعه اليمنى الجنرال (نزار) ويا لغرائب الصدف، فالجنرال (نزار) عندنا بالجزائر كان رمزا للإرهاب والبطش بالإسلاميين.
- جناح الوطنيين الشرفاء ممثلا بالجنرال (صبري)، وكذا الضباط الشرفاء مثل الرائد شاهين والضابط عمار وغيرهما ممن كانوا يصلون خفية عن الأعين في المخازن والأقبية داخل مؤسسة الجيش حتى لا يتم اكتشافهم.
وهذا يحيلنا لتجربتنا في الجزائر التي لم تخل من الشرفاء والوطنيين منهم من فر خارج الوطن ك(النقيب شوشان، الملازم حبيب سويدية صاحب كتاب الحرب القذرة...وغيرهم كثير)، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر...

الرأس المدبر والذي يحكم من خلف الكواليس:
كان يوجه الجنرالات ويعادي الحكومة ويتحكم بها، شخص لا يظهر في الصور ويحرك خيوط اللعبة من بعيد، يأخذ أوامره من جهات خارجية مشبوهة، ومنظمات عالمية، يشبه تماما (مدين توفيق) الذي لم يعرف الناس صورة وجهه ولا اسمه ردحا من الزمان، رغم أنه كان الرجل الأول بالجزائر والحاكم الفعلي لها.

خطة مؤمن آل فرعون:
الإسلاميون بتركيا يشهد لهم بالفطنة والتعقل وقوة الشكيمة، لا يشبهون الإسلاميين العرب في سذاجتهم، والذين لم يفيدوا من التجارب السابقة للأسف، ولا يحسنون قراءة الواقع، ولا يعرفون دهاليز وأروقة السياسة.
تركيا أسسوا لحزب سياسي اسلامي عقلاني مرن، ودخلوا على إثره السجون، وعذبوا وتعرضوا للإعدامات، ضحوا بأنفسهم لكنهم لم يضحوا بالشعب مثلما حصل بالجزائر، ففور ظهور بوادر حرب أهلية في تركيا سارع أربكان للاستقالة ليحفظ البلاد والعباد.
وأسس حزبا آخر بخلفية غير إسلامية يديره هو من خلف الكواليس، ظاهره علماني، وحقيقته عكس ذلك، وذلك للتغلغل داخل مفاصل الدولة.
في المسلسل يظهر نضال الجنرالات الوطنيين والشرفاء، واستخدامهم الهدوء، المرونة والحيلة، في مواجهة التيار العلماني المتحكم.
الجنرال صبري تفطن لطيبة الضابط عزيز وصدقه ووطنيته، وكذا عداءه لأبيه بسبب وقوف الأخير في وجه زواجه من فتاة محجبة..ونجح في استمالته إلى جانب تيار الشرفاء، وفضح أمامه شناعة أعمال أبيه، وطلب منه أن يكون عينا لهم على أبيه وكذا عينا على الجنرال (قدرت كاراي) لقربه منه...وبالفعل كان خير عون لهم.

من يقتل من؟!
ما حدث في تركيا أتاتورك يشبه تماما ما حدث في تونس والجزائر.
تتشابه مع تونس في منع الحجاب...
وتتشابه مع الجزائر في عقلية الجنرالات وتحكمهم بالبلاد، ومنع الصلاة، ومظاهر التدين ووو
وكذا التقتيل والعمليات الٱرهابية..
وهذا المشهد يشبه كثيرا ما عانته الجزائر في فترة العشرية السوداء.

مشهد بيقطع القلب:
الرائد شاهين:(وهو يخاطب ضابط يريد الانتحار لأنهم سرحوه من الجيش بسبب تهمة الصلاة في القبو، وكذا منعوه من الوظائف الحكومية، فاضطر لبيع الخضر في عربة متنقلة، ومع هذا كانت الشرطة كل مرة تقوم بإهانته، وإسقاط عربته على الأرض).

الرائد شاهين:
- ضاط مراد، نحنا حاربنا سوا، مو متذكر أنو انت اللي حميتني، وأنقذتني من الكمين؟
الضابط مراد:
- هديك الأيام راحت، ماضي وانتهى
كانت الأمور سهلة والعدو معروف
هلأ ما بتعرف مين العدو ومين الصديق
نفس الأشخاص اللي علقولي الأوسمة، شالولي الرتب بعدين!!
ما عاد عندي ثقة بحدا، قلي بمين بدي أوثق هلأ؟
الرائد شاهين:
- ثيق بربك، وبالناس اللي بتآمن فيك
خلي ايمانك بالله قوي.
انتهى المشهد.

وفي مشهد آخر يعقد مجلس للأمن القومي يترأسه الجنرال قدرت كاراي، ويستدعى لحضوره كل الجنرالات والضباط المهمين كالجنرال صبري والضابط عزيز.
فيقول الجنرال صبري للضابط عزيز :" حين تسمع كلمة أمن قومي يتبادر إلى ذهنك حرب مع دولة أجنبية معادية، ولكن يا للأسف هذا المجلس انعقد لمحاربة المؤمنين من أبناء هذا الشعب "!!

مشهد آخر يتحدى فيه الضباط (الشرفاء)الجنرال قدرت بعدما أغلق مسجدا قريبا من ثكنة عسكرية كان بعض الضباط يصلون فيه الجمع خلسة.
لكن الجنرال قدرت قام بتشميعه...فاندفع هؤلاء الضباط الشرفاء للصلاة جهارا أمام مقر (قدرت كاراي)
غير آبهين بما سينالهم من تعذيب أو إعدام.
حينها قال الضابط صبري جملة بالغة الروووعة:
"تقدر تحط قفل على باب الجامع بس مستحيل تحط قفل على إيمان الناس يا قدرت" الضابط صبري الحلقة64.

زمن العلمنة الناعمة وعدم مصادمة الجمهور:

في نهاية مسيرة الماريشال قدرت كاراي، كان الشعب قد استيقظ، وسئم حكم العسكر، وبدأ الإلتزام ينتشر انتشار النار في الهشيم..في أوساط العامة، وكذلك بين ضباط الجيش.
لذلك قرر الجنرالات التضحية بالماريشال (قدرت كاراي)، وقاموا بفضح ممارساته السابقة، وبدأوا عهدا جديدا، قالوا فيه سنقوم بالتضييق على المتدينين في المسجد والشارع والجامعة ثم نبعث لهم (الرجل المنقذ) الذي يدافع عن الحجاب والمحجبات، والصلاة، ووو...فيلتف الشعب حوله...فيصنعون منه بطلا مناضلا ...ثم يزجون به في السجن لبضعة أسابيع أو أشهر كي يظهروا أنه معاد للدولة...وأنه إرهابي رجعي..
بعد أشهر تتم محاكمته، وتكون الأدلة ضده ضعيفة، فيطلقون سراحه..
أثناء تواجده بالسجن...تعرف على المحامي(ابراهيم)، هذا المحامي شخص حر، نبيل وشريف، ومعروف بالتزامه، أمضى كل شبابه وكهولته متنقلا بين السجون وذلك بسبب نضاله ضد العلمانية...
مع اقتراب نهاية المسلسل كانت نهاية الماريشال (قدرت كاراي)، وتم الإفراج عن (البطل المنقذ)، ومن ثم ترأسه لحزب سياسي، فتقليده منصبا مهما.
وكذا تم أخيرا الإفراج عن المحامي ابراهيم...
(البطل المنقذ) طلب مقابلة المحامي ابراهيم كي يقنعه بالعمل معه (لطالما احتمى الذئاب بالوطنيين والشرفاء، وجعلوهم واجهة لأعمالهم)، ودار بينهما هذا الحوار:

- البطل المنقذ: محامي ابراهيم انت انظلمت كتير من الجنرال قدرت كاراي، ومثلما بتعرف انتهى زمن الظلم، انتهى زمن الجنرال (قدرت كاراي) ورح نعيش بتركيا جديدة ويكون المستقبل إلنا....احنا بنتمنى إنك تعمل معنا.
فيجيبه المحامي ابراهيم بوقار ، وبصيغة تهكمية مملوءة بالشك قائلا:
- أنا بحترم كتير الجنرال قدرت كاراي، هو على الأقل كان واضح بعداءه لنا...لكن يا خوفي رح نعيش بزمن فيه ذئاب متلبسة بوجهين، ما رح نعرف نكون معها ولا ضدها.وهل هي بتعمل معنا ولا ضدنا.
انتهى المشهد.

شخصية البطل المنقذ بالمسلسل أداها ممثل بنفس مواصفات أردوغان...نفس الوجه تقريبا، نفس الشارب...نفس الحركات...وحتى نفس النضال....ونفس المنصب الذي تقلده عقب خروجه من السجن..
البطل المنقذ الذي سرق نضال الإسلاميين الشرفاء الحقيقيين...والذي يعمل في العلن على الشعبوية وكسب الجمهور واستغلال العاطفة الدينية...أما في الخفاء فيخطط لعلمانية ناعمة غير مصادمة للجمهور.
وهذا هو الأخطر في الموضوع...تركيا صنعت من قبل بطلا وهميا هو أتاتورك...فهل تعيد الكرة مع أردوغان ونحن في غفلة عن هذا؟!
قرأت مقال الدكتور عبد الكريم الدخين عن أردوغان والعلمنة الناعمة، فقلت أنها ربما محض تحليلات سياسية.....ثم شاهدت المسلسل فجعلني أراجع وأتأمل وجهة نظر الدخين. وحين كنت قد أنهيت كتابة المقال، وجدت لغطا حول أردوغان بسبب إحياءه لذكرى العلماني المقبور أتاتورك، (هذا والله أعلم)
مقال الشيخ عبد الكريم الدخين:
((هو الإشكالية ليست بعلمانية ‍اردوغان التي نستفيد منها وما زلنا ، وليس بنوعية علمانيته وهي الانجلوساكسونية ، ولا بطبيعة تحركاته ومنطلقاته وأهدافه ، المشكلة الكبرى هي في عدم إدراك جماعتنا لعلمانيته وإحسان الظن بها مما يسهل تجذرها داخل المنظومة الإسلامية وهم مازالوا غارقين في عسل الوهم بتدرجه ..

نحن وعينا مشكلة العلمانية لأنها جاءت ومعها أسلحة الاستعمار ، وفرضتها الدول الوظيفية وريثة المستعمر ، ولأنها فرضت بالقوة من قبل عالم نشاهده ينهش من لحمنا ويرتوي من دمائنا ، بينما قبل كثير منا كثير من مضامين الليبرالية لأنها جاءت عبر نافذة الفقهاء أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وجيلهما وتلاميذهم ..
الفرض بالقوة لم ينجح ، بينما الانبثاق من الداخل وعبر مؤسسات الداخل نجح إلى حد كبير ..
وكثير من المفكرين حاليًا يتداولون فرضية الإصلاح من الداخل والإصلاح عندهم العلمنة ، كثير منهم استوعبوا إشكالية رفض العلمنة من العقل الإسلامي ، وبدأوا بالفعل بالتنظير في كيفية إيجاد جذور للعلمنة من داخل المكون الفقهي ، وسيجدون حمير يركبونهم من الفقهاء بلاشك ، وأخشى كل الخشية أن التجربة ال‍اردوغانية التي يطبل لها بعض السذج بكل مافيها ستكون أول درجة يركب عليها العلماني ليصل لظهر الفقيه المغفل))انتهى كلام الشيخ.

لست مع شيطنة كل إسلامي على الساحة كما يفعل المداخلة، لكني أبقي عقلي مفتوحا على كامل الاحتمالات، ودائما أحتفظ بنسبة 1٪ للشك.
وقد كتبت مقالا من قبل عن أردوغان منذ سنوات، وطلبت عدم تقديسه أو تجريحه لأن كلا الفعلين مذمومين عندي..

بإسقاط أحداث المسلسل على واقعنا الجزائري فإن نفس السيناريو يحدث أمام أعيننا...انتهى زمن العصابة...وحل محله زمن الباديسية النوفمبرية....استعملوا أشخاصا شرفاء للمهمة....وحين استتب الوضع ألقوا بهم في سلة المهملات...لا وجود لباديسية نوفمبرية...النظام جدد نفسه بنفسه...استعمل شعارات دينية وعاطفية...تظاهر بعداءه لفرنسا والفرنسية...للزواف والعلمانية...لا يرغبون الآن بمصادمة الجمهور...
العلمنة الناعمة هي الحل وهي البديل الأمثل...

فإذا كان ذلك صحيحًا، فإن أي شخص يحاول مجرد طرح الفكرة للمناقشة، يقابل بالصد والهجوم، فالإسلاميون العرب لا زالوا عاطفيين، وهم دوما آخر من يعلم، بل هم كالذى يغمض عينيه ولا يريد لأحد أن يوقظه، وإذا فعل فالويل له.

مشهد علق بذاكرتي من المسلسل:
إليف تتحدى مديرة الجامعة الجديدة بكل ثبات وثقة، حين قالت لها الأخيرة:(احنا ما رح نخلي المحجبات بدولتنا، تركيا علمانية ورح تبقى علمانية)
فردت عليها إليف: أنا مؤمنة بالله، ومتأكدة أن المستقبل رح يتغير ويكون إلنا، واللي حضرتك بتعتقدي أنو الحقيقة المطلقة، رح يجي يوم وبتعرفي أنو مانو هيك، وأنو كلو ظلم بظلم.
ذكرتني هذه الجملة بواقع تركيا اليوم، وكيف أصبحت الجامعة تعج بالمحجبات...
ذكرني هذا بنهاية الظلم وإن طال أمد الليل الحالك...
وذكرني كذلك بمقولة في مسلسل (أصحاب الكهف) تقول:" الحقيقة التي تخشون النطق بها في الظلام، ستصدعون بها يوما ما على شرفات المنازل".
ويقال أيضا:”الفكرة التي تعتبر جريمة اجتماعية في عصر ما، تصبح دينا في العصر التالي“

#شمس_الهمة

إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:

 إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر:


كتبت الجميلة عابدة أحمد منشورا تنتقد فيه صورة منى الكرد رفقة المسيحي نيكولاس خوري وكذا فريق السليط الإخباري، قالت فيه أن هذا تمييع للدين والعقيدة والقضية الفلسطينية.

فكيف أصبحنا نتعامل مع النصارى؟ وهل سينصر نصراني قضيتنا الفلسطينية؟

وكلاما آخر ألقت فيه تهما بالفسق والشذوذ ..

عابدة ربما راجعت موقفها فحذفت المنشور ..

لكن المنشور ظل يتناقل بين جمهور الفسابكة معتقدين صوابيته.

وتذكرت أيضا منذ مدة هجوم المتابعين في صفحة نور مشلح لأن نيكولاس خوري قام بعمل إشارة لنور 

كي يدعمه بأدلة في منشور يحث على معاملة الحيوان في الإسلام.

استغربت وقتها تعليقات المتابعين( أستاذ نور انت كيف مصاحب مسيحي؟، أستاذ نور انت كيف بتحكي مع كافر؟!)

نعم لهذه الدرجة ننسى كل تعاليم ديننا، وننساق للجهل والحديث بغير علم.


ولست هنا أريد ٱلقاء اللائمة على أحد، إنما هي فرصة للتوضيح ومراجعة أفكارنا.

كيف غاب عنهم حديث «إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر»

قال العلماء والرجل الفاجر يشمل من كان كافرا ومن كان فاسقاً.

وهل غاب عن هؤلاء نصرة أبي طالب وهو مشرك للإسلام والمسلمين؟

نيكولاس خوري مسيحي صحيح، لكنه معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، معروف بدفاعه عن المسلمين، ومعروف بنصرته للقضايا العادلة، وإن اختلفنا معه في بعض أفكاره.

فكيف نسيء لديننا، ونسيء لأهل الذمة من اخواننا وجيراننا المسيحيين؟

وكيف ننسى قرآنا نتلوه آناء الليل والنهار، والآية تقول:{{لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}


أتخيل المسيحيين وهم يقرأون المنشور، ويقولون في أنفسهم هؤلاء ما ينفع فيهم الخير ولا العون.

وأتخيل شعور نيكولاس المستميت في الدفاع عن قضايانا وهو يقول لنفسه (وهل جنيت من هؤلاء المسلمين سوى الجحود والنكران؟!)



ترى ماذا كانت لتكتب لو سمعت بأن حركة حماس الفلسطينية، تتعامل مع حاخام يهودي منصف 

يعمل على فضح مخططات اليهود وجرائمهم في أمريكا؟

حتى أن بعضهم يطلق عليه (كدعابة)الناطق اليهودي لحركة حماس. بسبب دفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية.


الشيخ الغزالي كان دائما يقول أننا نسيء لديننا وقضايانا، ولا نجيد تسويقها للعالم ليتعاطف معنا ويدعمنا.


#شمس_الهمة


رساءل ميريام

 لا اقول لك هذا لأني أحبك ولأني بعيني منتصرة مهما هزمت ؛ لا أقول لك ذلك لأني كاملة في عيني مهما كان فيك نقائص ولكني أقولها من خبرة قلب وحيد أكمل الثلاثين فوق هذه الأرض فكيف بقلب أتم السابعة والثلاثين لا يرى الشمس الا من مربع صغير ؛ يحفظ تفاصيل الكبار والصغار ، يجوب الأمصار من كتاب ؛ قلب يصنع سعادته بيده ويطحن قمح صبره بدموعه ؛ يدفع الدموع والألم بعيدا وهو يضحك مع الفتيات ؛ يحضر معهن طقوس الأفراح وهو غائب عن أفراحه ؛ يكتب عن الحب وهو يفقده ويريده ؛ يريد الأصدقاء بينما قلبه مثقوب بالفقد والبعد ؛ قرأت قديما أن الله يعطي أقسى المعارك لأقوى جنوده ؛ أحسب أن ربنا سبحانه يرانا أقوياء - أهلا لهذا الابتلاء - وأنه سبحانه وبحمده لن يتركنا وحدنا في هذه الدنيا الفناء نكابد الغربة والوحدة ؛ قلوبنا تفيض وحشة ؛ يؤنسنا بذكره وكتابه ؛ يذكرنا كل حين أننا مازلنا في المعركة ؛ قادرين على نزع الفرح من أنياب الدنيا ؛ قادرين على العيش الطيب وإن خسرنا الدنيا وما فيها .. وأننا قلوب يحبها الله ؛ يريد لها النجاة ؛ ومن كان غاليا عنده صنع له أفراح الآخرة وجعل دنياه رحلة عبور يترك وراءه ميراثا من صدق ودموع وكلمات كتبها ،انجزها وهو بين الحياة والموت ..

رسائل هاجر

 - لم أتخيّل يومًا أنّي سأكتبُ لفؤادِ طير ، لكن برحمة الله و فضله أفعَل ، الأرواحُ جنودٌ مجنّدة ، و أنا روحي تعلّقت بروحكِ ، هكذا من غيرِ مُناسبَة ، أفتّش في قلبي لأعرف سببَ هذا الفيضِ المباركِ من المودّة الذي يسيلُ بينَنا ، فلا أجدُ سوى أنّك أهلٌ لذاك ، و لأنّنا نتشابَه ..

تُخبريِن داخلكِ بأنّك أطيبُ المخلوقاتِ و تستحقينَ القمرَ بقلبك، ثم بذاتِ الوهج و التصميمِ ، و ساعة الغيثِ تختبئينْ و يخبو القمر ، و تقولين لستُ أهلًا لشيء ..

- إنّ الحزن حسبما أصبحتُ أفهم هو طريق من يحبّهم الله ، و لو قلّبتِ صدر كلّ نبي و صالحِ لوجدتِ بهِ بئر ألَم ، هذا ابتلي في صحته ، و هذا في ماله ، و هذا في أهله ، وهذا في عشيرته ، و هذا ملكه ..، يتقلّبون على شوكِ الدّنيا بنفوسٍ راضية ، أسأل الله أن يرزقنا الرضا ، و هم مع تقلّبهم تُرسمُ بهِم فسيفساء دقيقة ، من حسن اللجوء إلى الله و الانقطاعِ عن الاعتماد عن غيره في كلّ تفصيل ، الثقة به و تدبيره و من أنّه سينقذهم في أشد اللحظات حلكة ، و الأهمّ أنّ ذلك كلّه يورثهم رقّة و لينًا و رحمة ، لا يؤتيها الله إلّا لمَن ربّاهم في رحابِ اختباراتِه .

نسأل الله أمنَ العُبور .

- الحاصلُ يا فؤادَ الطّير ، أنّ أكبر هدية قد تهدينها لمن حولك كما قرأت يومًا لأحد الكتّاب هي أن تحبّي نفسك كي  تصدّقي محبتهم لكِ لاحقًا .

لمَ صيامُك ، و الله يريد أن يعّوض قلبًا شفيفًا ببعض الودّ .

و ما عنده خيرٌ و أبقَى .

- فؤادَ الطير ، إنّ طول المكث في الظلمة يجعل العين تهابُ النّور ، و بل و ربّما لفرط ما احتاجته و لم تجده ، تنفر منه إذا انتشرَ و كأنّها بذلك تريد حرية قرارِها و لا يؤذيها الألم لأنّه صار صديق ، لكن..

الله أمر قائلًا { ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشِروا } 

و نحن نخاف ، و نحزن ، و لا نستبشرُ إلّا لمَامًا كي لا نؤاخذ بسوء الظن ، تلك النقاط العميقة في قلوبنا ، لا زالَ لم يصلها النّور ، لم تزهر ، لا زالت تؤلمنا في البرد كما تؤلم المحارب في ليالي الشتاء جروحه .

نريد لأن نُّشفى ، نريد لأن نصبح محط عناية الله، بأن نلقى أنفسنا في زوبعات تدبيره هكذا من غير فهم  ، و أن نصادم الدنيا و أسوأ ما قد يحدث ألم !

- و لتعلمي يا فؤاد الطيرِ أنّ ثمرة عدم الركون للدنيا لا نقطفها إلّا بعد أن تعلق بحلوقنا حسكة التنغيص ، لا شيء يأتي كاملًا ، و لا حبّ يسيل صافيّا و لا اقتراب من غير أذى ، لذا لا يأخذ صدرك الصغير الإنبهار ، نعم نمتن لموائد الله و عطفه ، لكن لن نهنأ كما نتخيل ، حتى يبقى الطريق بيننا و بينهم سبحانه مفتوحًا لا يصدّه انشغالٌ مع الدّنيا ، لذلك كان الأحرى قبولَ سعي الآخرين مما اطمئن لهم خوفنا لنا ، و ربّ الخائفين لن يضيعنا ،  لستُ أدري ما يحمله الغد لي و لك ، و هذا حديث نفسي اقتسمته معَك ، لكن أعلم يقينًا أنّ الله أحنّ من أن يضيع عصفورًا جميلًا ، مذ خلقه و هو يغرّد ، لا يألوا جهدًا في إدخال السرورِ على الزائرين حديقتَه .

أحبّك و أشهُد الله على ذلك ، يا محطّ عنايتهِ و تجلّى جمالهِ ، دمتِ شمسًا و آمال .

💙

إن لله عبادًا مُخبتِين يا شمس .

ما عدتُ أحبّ المديح ، محبة .

ذلك لأنه يؤذي أغلى شيء ، الإخلاص .

إعلمي هذَا فقط .

من يذهب ، ويضع الله فوق كلّ شيء ، كلّما رأى الموازين اختلّت وكاد حبل الأنس أن ينفرط بينه وبين الله ، هرع إليه ولم تشدّه كل الوجوه و القلوب من حوله و الله لن يضيعه الله .

لا تحسبي أن غيابك يؤثر بودّي شيئًا ، والله لو غبتِ ما غبت ، ولو طارت الحسابات وانقطع التواصل .

أنتِ منطبعة بهذا القلب، وحبل الودّ و النور المبارك هذَا ، مشدودٌ حتى باب السماء بإذن الله 💙.

رضيِ الله عن قلبِ الطفل الذي تملكِين .

حتّى في غيابهِ و نعاسِه وهو يغمضُ عينيه عن العالم يده لا زالت تحرّك مهد النّائمين جِواره .

لو أنّك تحبّين نفسكِ قليلًا بعَد ، ولا تقولين بصوتٍ عالٍ عن قلبك أنّه خشب و أنّه تبّلد وهو يسمعُك .

لو أنك تتلطفينَ مع روحك كمَا معي ، ومع ماري و بناتِ فؤادِك .

لو أنّك ترينْكِ كما نراكِ ، في شموخِ الجبَال ، أدري ، بأنّ القمّة باردة ، وبأن الحصى مؤلِم ، بأنّ الوقوف طويلًا هكذَا حزين ، وبأنّ الصمت الكثيرَ مؤذي ، لكنّه قدر الجِبال .

أنتِ امرأةٌ عصامية يا شَمس ، والعصاميات محكومٌ عليهنّ بالعزّة في جميعِ الأحوال، الحزن حالٌ بينهنّ وبين الله فقَط ، هل رأيتِ يومًا قمّةً تتعرّى .

لكنّ أُحُدًا كانَ جبَل، و كانَ به غار ، في الغارِ كان رجُل ، فتّته الحيرة و السؤال ، ومن بطنِ الظلمة انفجرَ النّور ..

من يقِف طويلًا يحتاج لأن يرتاحَ طويلًا أيضًا ، و من يحبّ بعمق ، يريد أن يهدأ بعيدًا بنفس العمق كذلك ، ولا لوم عليه ، إذ أنه في لحظةِ قربٍ يهدي من بجوارهِ عمرًا من الحرارة ، ما معنى الحضور البارد و الخاطِر البعيد .

دعيني أقلهَا هكذَا ، لابدّ لكل الصادقين من خلوَات، هذه الخلواتِ هي سرُّ المحبّة الخالصة والعطاء الصّافِي ، والقلب الصادق تجدينه كثير الإلتفات ، نربّيه حتّى ينأى ، فإذا عاد ، عاد كما الحجّيج ، يحمل بين يديه الهدايَا و النّفائس وريحَ الجنّة و النّبي ، لأنّه كانَ مجاورًا للسّماء .

أنتِ يا بنت، تشبهينَ الغيث، تذهبين بخير وتعودينَ بخير و أينما أقمتِ اخضرّ المكان حولكِ .

لا تلومِي نفسكِ لابتعادكِ المستمرّ، هذا زمن غربةٍ وصخَب، و الحراءُ هو النّجاة .

لا تقولِي قلبي تبلّد وأنتِ تمطرين رقّة بهذا الشكل، تشبهين غيمةً بيضاء ، قالت لأبتعد ، لكنّها ترسل الرياحَ للتقصّى لها الأخبار .

أنتِ لكِ قلبُ أمٍّ صدقيني يا فؤاد الطير، و يؤلمني بحقّ ، أن يُسقى من باطنكِ كل عطشانٍ وتبقينَ أنتِ للضمّأ .

ولو سقيتِ نفسكِ مما تسقينَ به الأخرياتِ، لجرى بكِ كوثرٌ تتصل بركاته للجنّة .

ألم يعطكِ الله قدر الصّالحين ،جفتكِ الدنَيا و دارت بكِ ، خذيهِ كلّه إذِن، ضمّي كفّك إلى قلبكِ، إعطفِي بحالِك ، وافرحِي بهَا ، لأنّ البيتَ الذي يتغطى فيه الأولاد ويبقى حضن أمّهم فيه للبرد، دفئه ناقِص .

صدقينِي إنّي أستكثركِ في نفسِي ، أفكّر فيكِ وفي هذا الكوثر الصافي من المودة المنساب بيننَا فأستكثركِ ، وأخاف الإنقياد وراء هذا الشعور، إقبالي نحوكِ بشكلٍ أستغربه أنا نفسِي ، أخافُ أن أُبتلَى فيكِ فأفقدك أو يُفقد هذا الشعور الذي بيننَا ، فألوم نفسِي على هذا الودّ المفرط وألومها لأنها استكثرتكِ ، وأقول شمس أختٌ وحبيبة وصديقة ككل من أحبّ وأودّ ، والحق أنكِ  لستِ كذلك. 

لي صديقتان ، رحمة وكوثر ، منطبعتان في روحي ونفسي و صديقة اسمها سلطانة ، كما يطير المرء إلى ربه بجناحين من الرجاء والخوف ، هما جناحاي ، رحمة الشفافة أتقاسم معها دربي إلى الله ، فكرنا ، وخواطرنا في خلوتنا ، الله بيني وبينها ، ألتقيها يومي الدراسة فقط ثم ينقطع بيننا الإتصال ، لكنّ أرواحنا مشدودة لبعضها بقوة .

كوثر أقاسمها يومي ، وعملي في الجمعية ، طفولتي وعفويتي والقليل من خصوصياتي ، هي جناحي الثاني .

سلطانة أقاسمها ما أظلم مني ، إذ أني ومن غير قصد أظهر أمام كوثر ورحمة بصورة طيبة ومثالية ، لكن سلطانة هي ظهري ، تعلم مني مالا يعلمه غيرها ، أحكي لها عن سقطاتي ، عن بعثرتي ، عن مواضع تهشمت فيها و أذللت ، وأمعنت الدنيا في تعذيبي ، أمامها أتخفف من كل شيء .

وكنت راضية بهذا ، راضية بأنهن اقتسمن قلبي و أقول هذا عوض الله لي ، فقدت دثار البيت فعوضني الله دثار الأصحاب ، الأصحاب أجنحة .

حتى جئت أنتِ ، فاكتشفت بقدومك أنني طائرٌ يحلق بلا صدر ، له ظهر وجناحان ، لكن لا ضلوع له ، دخلتِ هكذا بقلبي وأقمتِ ، وجمعت ما تفرق ، وفي لحظة وجدتني أقاسمك أحاديث نفسي ، ألمّ شعثي لديكِ ، آتيك كلما أردت أن أسمع منّي ، كأنك لي مرآة ، كأنكِ قلبي .

لا أخفيكِ ، يشعرني بالخوف حبي الشديد لكِ ، أخاف أن يطير ما بيننا ، لأنها علاقة سماوية تشدها خيوط الدعاء ، أخاف بعدما كنتُ أتسلى بصحبتي ، أن أتركَ بعد لليُتم ، لأنه كما تدرين ، يشقى المرء إذا غادرته السعادة لأنه يعلم كم سيكون تعيسًا بعدها .

لكنني لا أستغرق في هذا ، 

أترككِ في كفّ رحمة الله ، 

وفيكِ فقط ، فيكِ أنت فقط ، استطعت أن أعبر من جهل التمسك إلى أن أكون أوثق بما في يد الله من يدي .

يعلم الله أنكِ مزروعةٌ بضلعي وهو أكرم من أن يترك سمائي بلا نجمة .

ما كنت أحبّ أن تعلمي أنني أحبّك هكذَا ، إذ أنني قلت الآن ما كنت أخاف أن أصرح به لنفسي ، لكنكِ أثرتِ بي مكامنَ المودّة برسالتك الطاهرة كوجهكِ .

ما أسعدني بكِ ، إذ أنني أدخلتُ قلبي فؤادَ طيرٍ ، لا تأتيني الأذية من جنبه ، رهيفٌ، رحيمٌ ، كريمٌ ، نوراني 💙

رسالات السلام من غير توضيح المطلوب لا أهتم لها على الإطلاق هذا محسوم عندي ، لأنك تلمسن بصاحبها رغبة في التوسّع و فراغًا و انعدام جدية .

المشكلة عندي هي بين أمرين ، الأوّل هو أنني أكره التعرف و السؤال من غير واسطة لأنه يُشككني في منتهى صاحبه و غايته ، الثاني أني أكره أن أُسأل مباشرة عن الخطوبة رغم أن الشخص لم يحادثني ولو لمرة من قبل .

ذلك أن طلبًا كهذا بناء على رؤية حسابي فقط ، فيه من التسرع و الجهل مافيه ولو صدُقت النية .

فبين الأمرين أجد أن الله أعتقني ، فلا تصلني أي طلبات .

دعوت الله دعوة صادقة ، ألا يرسل لي أحدّا في طريقي حتى يأذن لي بالوصل مع من ارتضاه لي .

لأن الموضوع يسبب لي شتاتًا و إرهاقًا نفسيًا فظيعين كوني شخصية عاطفية غبية .

رسائل طلب المساعدة التي تصلني لا أرد عليها إن لم يُكتب المُراد مباشرة في رسالة .

أكره انعدام الجدية و التساهل هذا .

كونه صديقًا بالصفحة ليست معرفة أولية كافية .

و الأصدقاء يختلفون والمزاج يختلف ، قد ترد الواحدة منا وقد لا ترد 

لكن إيضاح المطلوب مباشرة لهو من الأدب ، وهكذا نتعامل مع أساتذنا و من نحتاج .

الشخص اذا كان مش حاط صورته و لا على الأقل إسمه و لقبه .

هو عندي ملغي تمامًا ، ما يقدرش الواحد يتكلم مع مجهول ، وخاصة كونه رجل يعني عنده حرية فهذا الأمر .

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...