الخميس، 7 مايو 2020

من الذاكرة

من الذاكرة:

في فترة التسعينات كان والدي شابا متحمسا، يفيض وجدانه عاطفة لهذا الدين.
كان اخوانيا، انضم لحزب الفيس، ليس رغبة في منصب أو تعصبا لحزب، انما كان حبا للدين، فقد كانوا الممثلين الوحيدين عنه في تلك الفترة.
فاز الفيس في أول وآخر انتخابات نزيهة بالجزائر.
فرح والدي مثل أقرانه كثيرا، وذات يوم وبينما هو يحمل الزرابي من البيت للتحضير لإحدى التجمعات، أوقفته والدتي خوفا عليه، وروت له رؤيا كانت حتى ذلك الوقت من الصباح تكتمها عنه.
والدي لم يستمع لها يومها، كان مأخوذا ومنتشيا وتملأه الحماسة والعواطف، قال لها:
- مابالك يا امرأة؟! هذا حزب قانوني، والدولة سمحت بذلك، ولقد فزنا في الدور الأول
إنها لحظات تاريخية، عليك أن تفرحي وتزغردي، نحن نعيش لحظة التغيير الحقيقية، وستكون الجزائر بخير، فالغد كله لنا.
رأت والدتي فيما يراه النائم، امرأة تتوعد جارنا أبا صهيب(وقد كان رئيس حزب الفيس بتلك المدينة يومها)
ورأت جنازة مسجاة، يصلى عليها، فسألت أحدهم :
لمن التابوت؟!
فأجابها:
-الشعب الحر قتلوه.
والدتي كانت ترى الرؤى، فتأتي مثل فلق الصبح، وكانت تجيد تأويلها أيضا.
والدتي أولت رؤيا المرأة التي تتوعد جارنا بأنها الفتنة(فالمرأة فتنة بالمنام)
أما الشخص الذي كان بالتابوت فقد كان صيديليا مشهورا بمدينتنا، وقد حمل الحلم اسمه فقط، فقد ثبت فيما بعد أن كل من قتلوا كانو من الشعب، وجل المناطق التي فاز بها الفيس المحل، تعرضت لمجازر تشبه حملات الإبادة المتعمدة.
فكيف يخيل لنا اليوم إسقاط أشخاص لم ننتخبهم في الأصل؟!
وكيف نتوقع من نظام قضى على الشرعية، وخيار الشعب آنذاك، أن يقبل بخيار الشعب اليوم؟!
فقط أتسائل:لماذا لا نتعلم الدروس؟!
#شموسة
*********
الصورة المرفقة لوالد الشخص المذكور بالمنشور، ولفظ (الشعب الحر) كان يطلق على جميع أفراد العائلة، رغم أنه لم يكن اللقب الخاص بهم، ولعل لتلك التسمية قصة أجهلها.

لماذا تردين ولماذا تبررين؟!





لماذا تردين على أمثال هؤلاء؟
ولماذا يشتهر الكتاب الشباب دون غيرهم من الفطاحل؟
ولماذا الحساسية المفرطة؟



نفس الأسئلة تتكرر معي بعد كل مقال أكتبه، لدرجة بات أصحابها يكتمون على أنفاسي، وضقت ذرعا بقصر النظر الذي يملكون.

نشرت موضوعا بعنوان (الفتاة القارئة حتما لا تجيد الطبخ، ومقال لماذا تنشرون قوائم القراءة) ومواضيع أخرى لن أذكرها هنا.
لتأتيني الرسائل في الخاص وكذا بعض التعليقات كالآتي(لماذا تبررين؟ ولماذا تهتمين بأمثال هؤلاء؟ ولماذا تضيعين وقتك بالكتابة عنهم؟ لماذا لا تريحين رأسك؟ وتلتفتين لحياتك؟ ووو الكثير من هاته التعليقات التي لا تفهم أو لا ترغب أن تفهم أو لا تدرك حقا وظيفة الكاتب، وصاحب الرسالة، وكيفية النهوض بالأفراد والمجتمعات.

هي فتاة تعتقد أنني أهتم لكلام الناس كثيرا، وإلا لما كتبت مقالا للرد عليهم.!!
وهو يعتقد أن لي خصومة شخصية مع شاب ما، وأحاول بمقالي أن أستدر عطفه وأغير شعوره تجاهي!!
وأخرى اعتبرت أن موضوعا ما للتشفي والنيل من كاتب معين!!

أولا نحن لا نكتب مقالا للرد على معين، وإلا لكانت مواضيعنا لا منتهية، سمجة، ثقيلة، كون أصحابها يكتبونها لأغراض كريهة كالتشفي والانتصار للذات، أو فضح وتجريح خصم ما.

نحن حين نكتب، نكون قد مررنا بالكثير من النقاشات حول تلك المسألة في مجموعات الشعب بكل أطيافه، ومجموعات الشباب، فتبدى لنا أن ذلك الموضوع رغم بداهته، يشكل قناعة راسخة -شوهاء للأسف- لدى شريحة كبيرة من شبابنا، المرحلة الأولى تكون باستغرابنا، ثم الاستهجان، والقطرة التي تفيض الكأس تكون أنك صادفت ذلك الموضوع متداولا لدى النخبة، أو الطبقة المثقفة، أو بقلم كاتب أو صحفي أو أديب، أو شخص متدين.
هنا في هذه اللحظة بالذات يتدفق الإلهام، فتكتب عن الموضوع وتكون تلك القطرة التي أفاضت الكأس.
والكتابة هنا لا بغرض التشفي، أو الانتصار للنفس، الكتابة هنا رغبة في تغيير تلك النظرة الشوهاء عن موضوع ما، وهذا كله يصب في محاولة النهوض بمجتمعاتنا عبر تغيير تلك الأفكار إلى الأفضل.

لماذا أهتم بالرد، ولماذا أنصت لأمثال هؤلاء؟
ولماذا تشتهر كتابات الشباب دون غيرهم؟

يجب على الكاتب حين يريد أن يكتب أن يتصور له جمهورا جامعا لطائفتين:
الصنف الأول:
صنف كل من سبقه أو عاصره من كبار الكتاب، لا بد أن يحس احساسا عميقا بأنه عضو في ناد يضمهم جميعا، أنه يتوجه بكلامه لهذا الجمهور فيرتفع إلى سمائه، ويستمد من أنواره وأنفاسه سمو أفكاره وتعاليها.
والصنف الثاني من جمهوره: هم قومه الذين فيهم مولده وموته، لا كأفراد مرتبطين بزمان واحد فقط، بل كعجينة أعيد تشكيلها عصرا بعد عصر، اختلفت صورها ولكن تحت كل صورة معدن لا يتغير.
ولابد من الجمع بين الصورة المتشكلة والمعدن الأصيل.
(وهذا بالتحديد ما أفعله من خلال كتاباتي، ومن خلال ولوجي للمجموعات وردود أفعالي تجاه قضايا معينة).

وسأذكر مثالا توضيحيا عن المسألة:
في معرض الكتب الأخير، كانت الطوابير مزدحمة جدا في جناح دار عصير الكتب، ودار الجزائر تقرأ بالمقارنة مع دور نشر كبرى لم تحز نفس الاهتمام، فقيل عن عصير الكتب وغيرها أنها مصنع التفاهة والسطحية.
ذلك أن أغلب كتابها شباب مبتدئون، وأغلب الأعمال المنشورة ليست بالمستوى المطلوب؟
فلماذا يشتهر الكتاب الشباب الذين لا يملكون أسلوب ولا ثقافة الفطاحلة مع أن الكثير منهم مواضيعه رسالية وأفكاره جيدة؟
(الإجابة لأنهم يفهمون مجتمعاتهم، يفهمون أقرانهم جيدا، يفهمون ميولات جيلهم، وهذا ما فشل ويفشل فيه الكثير من الفطاحلة والعلماء والأدباء الكبار، لأنهم لا يختلطون مع مجتمعاتهم، فيخاطبونها من بروجهم العاجية)

فالكاتب الذي يستحق البقاء هو الذي يندمج في هذه العجينة فلا يبقى عنده هم خالطها إلا خالط وجدانه هو أيضا، فإذا تم هذا الاندماج استقام للكاتب من حيث لا يدري الأسلوب الذي ينفذ إلى قلوب قومه فيصيخون إليه بأسماعهم.
اذن فالمشاركة الوجدانية، بين الكاتب والجمهور هي الشرط الأساسي لتحقق اللقاء بين الاثنين.


طيب كيف نوفق بين هذا، وبين مقولة العقاد(أدبي ليس مروحة للكسلاء)؟

عندما توجه الناس بسؤال العقاد لماذا لا تبسط أدبك ليفهمك الناس؟ قال ولماذا لا تجهدون أنفسكم قليلا  لتفهموني، أدبي ليس مروحة للكسلاء.
على الكاتب أن يرفع الناس اليه لا أن يهبط إليهم.(هنالك شعرة بين أن تفهم الناس وتكتب لهم، وبين أن تفهمهم فتكتب ما يميلون اليه من مساوئ، لا بغرض الإصلاح وانما بغرض الظهور)

فعلى الكاتب أن يحاول السمو والتحليق في الأعالي ومعانقة القيم الكبرى، ومحاولة ابداع مستوى عال من الفن يبعث على المشاركة الوجدانية، وسوف يلتقي الطرفان يوما ما.

لماذا لا تخففين من الحساسية الزائدة؟


لا تنفجر الفنون إلا بالأحاسيس، فالأحاسيس هي رأس مال الكاتب، والأحاسيس الزائدة التي تعذب صاحبها هي مصدر الإلهام.
ومع اعترافنا بأن أغلب البشر يتمتعون بالأحاسيس بنسب مختلفة، إلا أن الكاتب والفنان لايكون مبدعا إلا اذا كان كتلة من الأحاسيس، ومعنى هذا أنه محشو ومغلف بالمشاعر، مرهف الحس، سريع الانفعال والتعاطف، يملك درجة عالية من الاحساس، مضاعف الإدراك والحس بالمسؤولية.
ولولا العواطف والأحاسيس لما انبرت الأقلام للكتابة.

#شموسة

فلسفة المسلسل الأمريكي الشهير (Star Trek Enterprise):


فلسفة المسلسل الأمريكي الشهير (Star Trek Enterprise):

قبل أيام نشر أحدهم بالمجموعة فيديو للشيخ حمزة يوسف، يقول فيه أن المسلمين لن يستطيعوا كتابة عملي ملحمي يستشرف المستقبل مثل سلسلة (Star Trek Enterprise) ذلك أنهم ببساطة لا يفكرون في المستقبل لأنهم لا يزالون يعيشون في الماضي.
على هذا تذكرت مقالا قديما لي كتبته حول تلك السلسلة الأمريكية الشهيرة.
ستار تريك هي أشهر سلسلة خيال علمي أمريكية، واستمرت مواسم كثيرة، تحكي السلسلة عن محاولة البشر صنع مركبة فضائية تسمى الأنتربرايز، ومحاولتهم للتحليق في الفضاء واكتشاف عوالم جديدة.
كانوا يرومون من خلال اكتشاف الفضاء، فهم عالمهم أكثر، وفهم الوجود بصفة عامة.
تقابل هذه الفكرة بالرفض من طرف "الفولكنز" وهم جنس غير البشر لكنهم يشبهونهم في الشكل، يعيشون على كوكب (............)، ولكنهم جاؤوا إلى الأرض رغبة في الاكتشاف، وأصبح ثلاثة منهم أعضاء في المجلس الأعلى للفضاء لدى البشر.
الفولكنز قوم عمليون، منطقيون، متفوقون على البشر ، لذا فهم متكبرون ومتعجرفون..وهم إلى ذلك عديمو المشاعر، لا يؤمنون بالحب ولا الأخلاق أو الشهامة أو أي شيء آخر، هم يقولون أن المشاعر سلوكات بدائية تخلص منها أجدادهم منذ قرون عديدة. (إنهم لا يؤمنون سوى بالعلم والمادة).
وهم يكرهون رائحة البشر، ويستطيعون شمها من على مسافة بعيدة.
الفولكنز رفضوا رفضا قاطعا السماح للإنتر برايز بالسفر إلى الفضاء اعتقادا منهم أنهم غير مؤهلين بعد.
لقد كانوا يقومون بالوصاية على البشر، ويتحكمون بهم نظير بعض الفتات التكنولوجي الذي كانوا يقدمونه لهم.(تماما مثل ما تقوم به الدول الغربية مع دول العالم الثالث وخصوصا المسلمين).
البشر لم يتمكنوا من السفر إلى الفضاء، حتى ألقوا خلافاتهم جانبا وتمكنوا من التعايش، ونبذوا الحروب.
وفي الحقيقية المسلسل بأفكاره يدفع إلى التعايش بين البشر من خلال عرضه لشعوب وثقافات الكواكب الأخرى.
يصور المسلسل أن المادية التي أرهقت البشرية، دفعتهم للبحث عن سر الوجود والخالق، والبحث عن عوالم أخرى يجهلونها.
وبالفعل رحلتهم تلك تعرفهم على أقوام شتى ومخلوقات وكائنات لا تحصى يقف الانسان عاجزا ومذهولا أمامها مهما بلغ به العلم.
في المسلسل جنوح نحو الايمان بالأمور الغيبية ويظهر ذلك جليا من خلال حلقة الأطياف التي تشعر معها وكأن كاتب المسلسل اطلع على باب تلبس الجن للانسان!!
المسلسل يوجه رسائل رائعة ليت الغرب يستفيد منها ويتعظ.
يتناول المسلسل قضايا التعايش، الحوار مع الآخر، وتقبل الآخر.
في احدى الحلقات تقوم الأنتربرايز بزيارة كوكب سكانه بدائيون جداا، وتقدم لهم المساعدة التكنولوجية فتكون تلك المساعدة وبالا عليهم لأنهم لم يكونوا أهلا لتلك التكنولوجيا بعد.
في حلقة أخرى جميلة جدا يتطرق المخرج إلى مايشبه عالم الجن تماما، طاقة غريبة على شكل أطياف تقوم باحتلال الأجساد التي تقابلها وتأخذها إلى عوالم خيالية ومن ثم تتمكن بالتحكم بها بشكل مؤذ وسلبي، حتى أن تلك الأطياف أرادت الاستيلاء على سفينة الأنتربرايز، لولا أن الكابتن اكتشف أمرها وتأثيرها المدمر، وتمكن من الهرب بعيدا والنجاة بطاقمه.
حلقة أخرى جميلة جداا وطريفة تحكي عن أحد الوفود من كوكب آخر قام بزيارة سفينة الأنتربرايز لإجراء بعض التبادلات، قام الكابتن جونسون آرتشر باستضافة ذلك الطاقم على مأدبة غداء، ففوجئ بغضب هؤلاء المفاجئ، وذكروا أنه قام بإهانتهم، وأنه لا يحترم الدستور المعمول به.
تفاجأ جونسون آرتشر كثيرا، واستوضح منهم أكثر فوجد أن السبب يتمثل في كونه* أكل أمامهم*!!
طبعا لم يمتلك جونسون آرتشر سوى الضحك بينه وبين نفسه والاعتذار لهم على الأمر، إنهم قوم يأكلون خفية عن بعضهم البعض.
في مشهد طريف للغاية من مسلسل ستار تريك، يقوم وفد من كوكب آخر بزيارة الكابتن جونسون آرتشر، وأثناء الزيارة يجدون الطاقم يشاهد مباراة كرة قدم، ولم يكونوا قد رأوها من قبل أو سمعوا عنها، لذا ينطق أحد من أولئك الوفد بارتياع.
((انظروا إنهم يحاولون قتل الحارس)) يقصد حارس المرمى( وذلك بعد مشاهدته لضربات الجزاء).هههههه.
للأسف مقالي القديم فقد تماما، ولا أتذكر الكثير من أحداث المسلسل، هذا ما أسعفتني به ذاكرتي المهترئة، وأحببت مشاركته معكم(ولعل بعضكم يضيف لنا ما راقه ويتذكره من أحداث).

فالشعور بالسببية والتطلع إلى البحث عن الغاية
أمور متجذرة في النفس اإلنسانية، لا تنفك عنها أبدا، وهذه الطبيعة تثري في نفس الانسان
أسئلة عميقة عن الوجود وطبيعته والغاية منه،
**********
ستار تريك هو قمة تطور الفعل السينمائي، من البساطة السردية إلى الوعي الفلسفي بالفكرة والعبرة والقصة، إنه سابق على عصره بذروة فهمه للأسئلة الكبرى، وقدرته على تصويرها بنقاء سينمائي بليغ.
#شموسة

قبل أيام صادفت فيديو للشيخ حمزة يوسف، يقول فيه أن المسلمين لن يستطيعوا كتابة عملي ملحمي يستشرف المستقبل مثل سلسلة (Star Trek Enterprise)

ذلك أنهم ببساطة لا يفكرون في المستقبل لأنهم لا يزالون يعيشون في الماضي.

على هذا تذكرت مقالا قديما لي كتبته حول تلك السلسلة الأمريكية الشهيرة, التي شاهدناها جميعا في قناة اليافعين "سبيس باور space power-".


ستار تريك إنتربرايز هو مسلسل خيال علمي أمريكي تم إنتاجه بواسطة ريك بيرمان وبرانون براغا ضمن إطار سلسلة ستار تريك الشهيرة.

تم عرض المسلسل بدء من يوم 26 سبتمبر 2001 وحتى. يوم 13 مايو 2005,  تمتد عدد حلقات المسلسل إلى 98 حلقة موزعة على أربعة مواسم.

تحكي قصة المسلسل عن إقلاع للبشر خارج المجموعة الشمسية بسفينتهم الخاصة إنتربرايز  الذي يقودها فريق بشري مكون من عشرات الأشخاص البشر،

بالإضافة إلى شخص واحد من الفولكان، وآخر من دونوبيلا.

كانوا يرومون من خلال اكتشاف الفضاء، فهم عالمهم أكثر، وفهم الوجود بصفة عامة.

"فالشعور بالسببية والتطلع إلى البحث عن الغاية, أمور متجذرة في النفس الإنسانية، لا تنفك عنها أبدا، وهذه الطبيعة تثري في نفس الإنسان, أسئلة عميقة عن الوجود وطبيعته والغاية منه".

تقابل هذه الفكرة بالرفض من طرف "الفولكنز" وهم جنس غير البشر لكنهم يشبهونهم في الشكل،

يعيشون على كوكب آخر, ولكنهم جاؤوا إلى الأرض رغبة في الاستكشاف،

وأصبح ثلاثة منهم أعضاء في المجلس الأعلى للفضاء لدى البشر.الفولكنز قوم عمليون، منطقيون، متفوقون على البشر ،

لذا فهم متكبرون ومتعجرفون..وهم إلى ذلك عديمو المشاعر، لا يؤمنون بالحب ولا الأخلاق أو الشهامة أو أي شيء آخر،

هم يقولون أن المشاعر سلوكات بدائية تخلص منها أجدادهم منذ قرون عديدة. (إنهم لا يؤمنون سوى بالعلم والمادة).

وهم يكرهون رائحة البشر، ويستطيعون شمها من على مسافة بعيدة.

الفولكنز رفضوا رفضا قاطعا السماح للإنتر برايز بالسفر إلى الفضاء اعتقادا منهم أنهم غير مؤهلين بعد.

لقد كانوا يقومون بالوصاية على البشر، ويتحكمون بهم نظير بعض الفتات التكنولوجي الذي كانوا يقدمونه لهم.(تماما مثل ما تقوم به الدول الغربية مع دول العالم الثالث وخصوصا المسلمين).

البشر لم يتمكنوا من السفر إلى الفضاء، حتى ألقوا خلافاتهم جانبا وتمكنوا من التعايش، ونبذوا الحروب.

وفي الحقيقية المسلسل بأفكاره يدفع إلى التعايش بين البشر من خلال عرضه لشعوب وثقافات الكواكب الأخرى.

يصور المسلسل أن المادية التي أرهقت البشرية، دفعتهم للبحث عن سر الوجود والخالق، والبحث عن عوالم أخرى يجهلونها.

وبالفعل رحلتهم تلك تعرفهم على أقوام وأعراق شتى, ومخلوقات وكائنات لا تحصى يقف الإنسان عاجزا ومذهولا أمامها مهما بلغ به العلم.


في المسلسل جنوح نحو الإيمان بالأمور الغيبية ويظهر ذلك جليا من خلال حلقة الأطياف التي تشعر معها وكأن كاتب المسلسل اطلع على باب تلبس الجن للإنسان!!

المسلسل يوجه رسائل رائعة ليت الغرب يستفيد منها ويتعظ.

يتناول المسلسل قضايا التعايش، الحوار مع الآخر، وتقبل الآخر.


في إحدى الحلقات تقوم الأنتربرايز بزيارة كوكب سكانه بدائيون جدا،

وتقدم لهم المساعدة التكنولوجية فتكون تلك المساعدة وبالا عليهم لأنهم لم يكونوا أهلا لتلك التكنولوجيا بعد.

في حلقة أخرى جميلة جدا يتطرق المخرج إلى ما يشبه عالم الجن تماما،

طاقة غريبة على شكل أطياف تقوم باحتلال الأجساد التي تقابلها وتأخذها إلى عوالم خيالية,

ومن ثم تتمكن بالتحكم بها بشكل مؤذ وسلبي، حتى أن تلك الأطياف أرادت الاستيلاء على سفينة الأنتربرايز، لولا أن الكابتن اكتشف أمرها وتأثيرها المدمر،

وتمكن من الهرب بعيدا والنجاة بطاقمه.

حلقة أخرى جميلة جدا وطريفة تحكي عن أحد الوفود من كوكب آخر قام بزيارة سفينة الأنتربرايز لإجراء بعض التبادلات،

قام الكابتن جونسون آرتشر باستضافة ذلك الطاقم على مأدبة غداء، ففوجئ بغضب هؤلاء المفاجئ،

وذكروا أنه قام بإهانتهم، وأنه لا يحترم الدستور المعمول به.

تفاجأ جونسون آرتشر كثيرا، واستوضح منهم أكثر فوجد أن السبب يتمثل في كونه *أكل أمامهم*!

طبعا لم يمتلك جونسون آرتشر سوى الضحك بينه وبين نفسه,

والاعتذار لهم على الأمر،

"إنهم قوم يأكلون خفية عن بعضهم البعض".

في مشهد طريف للغاية من مسلسل ستار تريك، يقوم وفد من كوكب آخر بزيارة الكابتن جونسون آرتشر،

وأثناء الزيارة يجدون الطاقم يشاهد مباراة كرة قدم، ولم يكونوا قد رأوها من قبل أو سمعوا عنها،

لذا ينطق أحد من أولئك الوفد بارتياع.

- انظروا إنهم يحاولون قتل الحارس

- يقصد حارس المرمى- وذلك بعد مشاهدته لضربات الجزاء. 


**********


ستار تريك هو قمة تطور الفعل السينمائي، من البساطة السردية إلى الوعي الفلسفي بالفكرة والعبرة والقصة، إنه سابق على عصره بذروة فهمه للأسئلة الكبرى، وقدرته على تصويرها بنقاء سينمائي بليغ.


#شمس_الهمة 

لنكن فاعلين

عن مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي: 


من خلال متابعتي لوسائل التقاطع الاجتماعي -عفوا- أقصد وسائل التواصل الاجتماعي لاحظت بعض السلوكيات التي لن تخدم أمتنا في شيء.

أرغب بالتعلم دائما لذلك أحتك بما يسمى بالنخب كثيرا حتى أستفيد، لذلك أنا عضوة في مجموعات متخصصة في شتى المجالات.

مجموعات الأساتذة، مجموعات الأطباء، مجموعات طلبة العلوم الشرعية ....وهلم جرا. 


في مجموعة الأساتذة: 


 كانوا لا يكفون عن التذمر من الحكومة والأولياء والتلاميذ وحتى المجتمع، ويعتبرون أنفسهم ضحايا، وكل هؤلاء الآنف ذكرهم سبب عذاباتهم، كما أنهم يعتبرون أنفسهم (أي المعلم) هو الأفضل من بين كل النخب فعلى يديه يتخرج الطبيب والمهندس والصحفي و.....

فهنالك اعتداد كبير بالنفس في هذا الجانب، فإياك إياك أن تتكلم عن المعلم والأستاذ أو تنتقدهما، وإلا صب عليك هؤلاء أنواع الشتائم والاتهامات. فهم لن يعترفوا بتقصير، وإن حدث وقام أحدهم بنشر صورة طفل عليه آثار الضرب المبرح فسيستميت هؤلاء بالدفاع عن الجاني واعتبارها حادثة فردية أو مفبركة أو سمها ما شئت، المهم أن لا تمس بشخص المعلم ففخامة الاسم تكفي. 


مجموعة الأطباء: 


 تنهج نفس النهج تقريبا، الطبيب (مظلوم) والجاني ( الحكومة، الشعب، المرضى وأولياؤهم).لا يوجد تقصير من الأطباء، بل الظلم كل الظلم واقع على فئة الأطباء، فليست الحكومة وحدها من يكره الأطباء ويتآمر عليهم، ولكن المجتمع الجاهل لا يرأف بحالهم ولا يقدر عذاباتهم، ويقف في صف الحكومة ضدهم، وإذا سألت عن السبب يقال لك إنها الغيرة (الذي لم يصل إلى عنقود العنب يقول أنه حامض). 


طلبة العلوم الشرعية:


  أسوء حالا من بين كل هؤلاء ، فالحروب والسجالات الفكرية والمذهبية على أشدها وليس لدى هؤلاء وقت للعامة أو الحكومة أو الشعب, فكل همهم أن ما قاله شيخي هو الصواب, وما قاله شيخك هو البدعة عينها، كل همهم الانتصار للطائفة والشيخ والفصيل، والحرص الشديد لإسقاط المخالف. لكن بالطبع يعتبرون أنفسهم الأفضل كونهم على ثغر عظيم وأن من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، ناسين أو متناسين أن ذلك العلم قد يكون حجة لهم وقد يكون حجة عليهم أيضا. 


بالعاميّةالجزائرية: (كلّ واحد حاسب لفْهامة حابسة عندو) 


لأكون منصفة تعلمت من هؤلاء الكثير، اكتشفت معاناة الأساتذة وفساد المنظومة التربوية، والضغط الملقى على عاتق هؤلاء والذي لن نتحمله مثلما يفعلون، فالأسر الجزائرية لا تستطيع تحمل طفل واحد أو السيطرة عليه، أو تربيته وتوجيهه التوجيه الصحيح، بينما الواجب والمفروض أن يتحمل هؤلاء أطفالنا وأبنائنا الذين قد يصل عددهم في القسم الواحد إلى الثلاثين أو الأربعين أو ما يفوق ذلك كله. 


الأطباء هم الآخرون لا يعلم معاناتهم إلا الله، لا أحد يعلم سلبيات مجانية الصحة، وانعدام الأمن في المستشفيات، والاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية في الليل البهيم، من قبل السكارى واللصوص المسلحين.لا أحد يعلم عن مخاطر انتشار الأمراض والعدوى التي تتهدد صحة الطبيب ومعاونيه.

ولا أحد يعلم أن الطبيب الواحد في بلادنا مسؤول عن أربعين رضيعا وأمهاتهم في اليوم الواحد، إضافة إلى استقبال المرضى في الاستعجالات وكذا استقبال عدد مهول من المرضى في النهار, هذا دون أن ننسى انعدام الوسائل والمواد الطبية وندرتها.

ولا أحد يعلم كيف ينام هؤلاء، وهل ينامون، وهل بعد الوقوف الطويل يجلسون، وهل يتاح لهم مكان للراحة، أو الغداء أو الجلوس، لدرجة أنهم يتناوبون في الليل على سرير واحد وأحيانا ينام أحدهم فوق كرسي.

لا أحد يعلم عن faux malades) المرضى المزيفين), ولا عن زوار الليل وسواح المستشفيات ومحبي الاستعجالات. 


طلبة الشريعة هم الآخرون ضحية منظومة تعليمية فاسدة، يعبون المقررات عبا ولا يأخذون الأدب ناهيك عن العلم، فكل ما يلقنونه بعيد كل البعد عن مسمى العلوم الشرعية، رغم أنهم يبذلون جهودا حثيثة لتطوير أنفسهم بعيدا عن منظومتنا الجامدة.


 بالنسبة لي كفرد من العامة لم أكن لأصدق مظلوميتهم وكلامهم من قبل، لكن الآن أتعاطف مع الأطباء والأساتذة فقط لأنني أدرك معاناتهم الحقيقية, ولأن فردين من أسرتي في المجال، كلامهم مع بعضهم في مجموعات معزولة، وتكتلات أشبه بجزر نائية، لا يقدم ولا يؤخر، أو ربما يؤثر بعض الشيء لكن ليس الكثير، المقالات التي تناقش المشكلات التي يكون المجتمع جزءا فيها يجب أن تطرح في مجموعات الفيس بوك الأخرى والتي خلفيتها غير مرتبطة بنفس الاختصاص.

فالعوام مثلي يحتاجون لتوعية كثيفة وجهود جبارة وموازية لما يبذله الإعلام المغرض, وطبقات الجهل المتراكبة والمتراكمة.

العوام يصدقون ببساطة الإعلام لأن كل عامي يملك قصة مخزية مع طبيب أو أستاذ تتمثل في سلوك مشين أو معاملة غير لائقة...

لذلك من الصعب أن تجعله في صفك وأنت كطبيب أو كأستاذ، لم تعترف بأن هنالك في المجال مخطئون، فالاعتراف بالخطأ والتقصير هو أول بوادر التغيير والإصلاح فالعلاج. 


أرى الجميع يتكلم ضمن نطاقه ويتصرف كضحية، الأساتذة في مجموعات مخصوصة، الأطباء، الممرضون...وهلم جرا...لا يوجد من يعترف بالخطأ والتقصير في هذه المجموعات وأنا ألاحظ من بعيد ومنضمة في جميع تلك المجموعات.


ستصبح الجزائر بخير إذا توقف كل فرد منا عن لعب دور الضحية وبإتقان.


بالنسبة لعموم المسلمين كفانا انتقادا غير مبني على المعلوم، فالكل يسب الكل والكل يلعن الكل، فهل تعلمون كواليس عمل الأستاذ أو الطبيب أو الممرض، ولماذا دائما تعممون؟! 

وبالنسبة للأساتذة والأطباء والممرضين وطلبة الشريعة، أين دوركم التوعوي في مجموعات التواصل الاجتماعي الأخرى، ولماذا لا نسمع لكم حسا، ولا نرى بصمة تخصصكم وأثرها؟!

نعم هم متواجدون لكن رسالتهم غائبة.لماذا يكتفي الجميع بجعجعة دون طحين في مجموعته الخاصة بينما لا حس له بيننا؟!

فهم يجعلون من مجموعاتهم حائط مبكى يمارسون فيها بعض التنفيس, لكن دون ممارسات فعلية وفاعلة على الواقع.

الشعور بالاضطهاد والتصرف كضحية هو سمة الدول المتخلفة.


لا تلعن الظلام، أوقد شمعة. 


نتمنى وجود أشخاص لا يتقاعسون في مشاركة غيرهم آراءهم ومعارفَهم من أجل الإفادة والاستفادة

دون حساسيّة التّعامل مع أهل التخصّصات الأخرى-

ومن الخطـأ أن تجعل كلّ فئةٍ من الفئات المذكورة نفسها الضحيّة الوحيدة للمسئولين أو للنّظام وما إلى ذلك..

ومن العيـبِ أيضا أن تعتبر كلّ فئةٍ نفسها الأفضل ، وأنّها عماد المجتمع وما إلى ذلك..

[لأنّ الحقيقة تُثبتُها تلك الصّلة التي تُحقّق التّكـامُل بين كلّ الفئات..]

فعلى يديّ المعلّم تتخرّج مختلف التخصّصات...والطّبيب يعالج النّاس من مختلف الفئات...

والأديب يكتب للعقول على اختلافِ تخصّصاتها..

والقارئ يستفيد من آراء ومعارف المعلّم والطّبيب والأديب والإمام..ويمكنه المشاركة أيضا بأفكاره ..فهي حلَقةٌ من الإفادة والاستفادة.

والمهم هو أن يؤدّي كلٌّ منّا دورَه في العطاء –وفقا لتخصّصه- عوض التذمّر من كلّ شيءٍ..

وأزيدُ عليه –وفقا لما يبرع في تأديته وتبليغه- فيكون فردا فعّالا في مجتمعه.

وكمثال: [ يمكن للطّبيب الذي يعالج المرضى أن يجتهد في تقديم نصائحه وتوجيهاته حتى خارج جلسات العِلاج،كأن يدوّن مقالات طبيّة نافعة، ولا ضيْرَ إن كان له نفَسُ الأُدباءِ فيشارك غيره خلجاته –إن كان بين هذه الفئة...]

والأمر نفسه بالنّسبة لطلبة العلم الشّرعي الذين يمكنهم المساهمة بشكلٍ إيجابيٍّ في النّصح والإرشاد والهَديِ الجميلِ النّافع ..


 ختاما:


هذه التكلات المعزولة، تعكس فرديتنا وفوضانا وتفرقنا وتشرذمنا، لأننا لا نحس ببعضنا، ولا نلتمس لغيرنا الأعذار.نحن مجرد تكتلات بشرية لا ترقى لوصف مجتمع بعد، وإلا لما كان هذا حالنا، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

#شمس_الهمة


العصبية المذمومة لا تنحصر في العصبية للأقوال والمذاهب الدينية، وإنما يندرج تحتها أيضًا التعصب لأبناء المهنة الواحدة كمن يدفع وجود ظلم واستهتار عن الأطباء لكونه طبيبًا مثلهم، في حين أن الطبيب في الواقع كغيره من البشر يعتريه ما يعتري الناس من الفساد وانعدام الضمير وقلة الديانة من نحو التساهل في العورات، وعدم الاعتناء بالتشخيص الجيد…إلخ
سعد خضر

تفاخر وتكاثر:(نداء لليوتيوبرز الجزائريات):

تفاخر وتكاثر:(نداء لليوتيوبرز الجزائريات):

المتابع لليوتيوبرز الجزائريات، يكاد يلاحظ نسخة طبق الأصل عن المحتوى المقدم(طبخات، مشتريات الأواني، ديكور، مكياج) وهذا لا يعاب كون المرأة بطبيعتها تميل إلى هاته الأمور بالفطرة، لكن أن يطغى جانب المظاهر والتفاخر وتغذية البطون وتجميل الشكل الخارجي، على جانب الاعتناء بدواخلنا، وتهذيبها، والاعتناء بعقولنا وتغذيتها فهذا مما يعاب على الجميع وبشدة.
فالأولى أن تهتم هؤلاء كونهن (مؤثرات)، بجانب تغذية عقل الفتاة وتثقيفها، وتنمية مداركها، وتوعيتها دينيا، وكذا توعيتها بحقوقها، ويا حبذا لو نشاهد تلكم اليوتيوبرز يعرضن مشترياتهن من الكتب بدل مشترياتهن من الأواني، ورصيدهن المعرفي والشرعي بدل الاقتصار على التزويق الخارجي.

وبالرغم من محدودية دخل الفرد الجزائري، إلا أنك تجد حربا طاحنة وتسابقا محموما بين اليوتيوبرز حول تصوير موائد الإفطار، وعرض أفخم الأكلات.
وينقسم الرأي العام حول هذا إلى فئتين:فئة ترى أن ذلك التصوير للطبخات والأكلات مذموم ويتسبب بأذى نفسي للفقير، وفئة أخرى ترى أن تلك الصور بريئة ومن قبيل تبادل الوصفات والأفكار بين البنات بغرض التعلم والتطوير.

لكن الملاحظ مؤخرا، أن الأمر زاد عن الحد، ليس بسبب الوصفات وحدها، ولكن بسبب ثقافة الأطقم ومشتريات الأواني التي باتت موضة هاته الأيام، فالأطقم التي تعرض فوق مائدة واحدة من دون احتساب لثمن الأكلات المعروضة، تساوي قيمتها ثروة.
فمن الأطقم التركية المتعددة الأشكال و الألوان، إلى الأواني النحاسية والذهبية الفخمة، إلى أطقم القهوة والشاي والسهرة وووو، بحيث قد تساوي قيمة طقم واحد مرتبا كاملا لمواطن جزائري بسيط.

قد يقول قائل أن الناس حرة فيما تعرض أو تقتني وحرة في كيفية انفاق أموالها، وأن الناس من قديم الزمان تتفاوت، ومائدة الغني لا تشبه حتما مائدة الفقير، ومن حق الغني الإمتاع والاستمتاع والتباهي.
وأن محاولتكم لتسوية الغني بالفقير، هي التي جعلت الفقير يحسد و يتحسس وينافس ويرهق نفسه في سباق غير متكافئ مع الغني، ويريد أن يتساوى معه شكلا ومظهرا وهذا ما يسميه دوستويفسكي بمتلازمة"زهو الفقراء".
وهنا يشعر الأغنياء بالتشابه واكتساب صفة العمومية، وبانعدام الأهمية، فتبادر الشركات الاقتصادية، لابتكار أشياء وسلع جديدة وباهضة، فيصبح عامة الناس أمام موضة جديدة وتحد جديد يثقل كاهلهم، وينطلقون ثانية كالخراف متتبعين خطى الأثرياء، وبالتالي أسر جديد وعبودية جديدة.

ومع نسبية صحة هذا الطرح، إلا أن المتابع لهؤلاء اليوتيوبرز يدرك جيدا أننا كمجتمع عربي متخلف نعاني كلنا متلازمة (زهو الفقراء).
في كتاب علي شريعتي "مسؤولية المثقف" ذكر الكاتب أن النساء العربيات يرتدين ملابس أفخم من النساء الغربيات، وأن العمارات الحديثة بدول كالبرازيل والكويت أكثر فخامة وأسطورية بحيث قد لا نجد لها نظائر في أوربا كلها.
وذلك بسبب مركب عقدة النقص الذي نعاني منه في مجتمعاتنا المتخلفة، ولا مفر أن تفضي عقدة التأخر إلى الإفراط، الإفراط في التقدمية واظهار التقدم.

من أين تحصل اليوتيوبرز على الأموال؟!

إحدى اليوتيوبرز صرحت مرة بعد سؤال احدى المتابعات عن ثمن الخواتم التي وضعتها في حفلة زفاف أختها فقالت أنها (بلاكيور) بمعنى ذهب مزيف!! وأنها متوسطة الحال، وليس لها من المال ما يمكنها من اقتناء الذهب!!
مع العلم أن ما تعرضه هذه الأخيرة يوحي بأنها من الأثرياء.
يوتيوبرز أخرى سلفية صرحت أن المنزل الذي تسكنه بالكراء وليس ملكا، وأنهم متوسطو الحال، في حين أنها تصور كل يوم طقما جديدا فاخرا!!

فمن أين تأتي هؤلاء بكل تلكم الأواني والأموال؟!
قد يغفل الكثير منا أن هؤلاء اليوتيوبرز الذين يروجون لثقافة استهلاكية لا نجني منها نحن سوى خراب البيوت، تستفيد منها صاحبة القناة من خلال أموال شركة اليوتيوب، أو من خلال شركة أو محل أواني مقابل الترويج لسلعته، فقد لاحظت أكثر من مرة أن صاحبات تلكم القنوات يعرضن الأواني بشكل دوري، ويذكرن إسم المحل الذي اقتنوا منه هاته الأواني، أو اسم الموقع أو الشركة على الأنترنت، وبالتالي هي شراكة بين المنتج وصاحبة القناة لدفعنا لمزيد من الاستهلاك.

هل هنالك آثار سلبية تترتب على ذلك؟!

لا شك أن هنالك آثارا سلبية كثيرة تترتب على ذلك، مقابل نتف ضئيلة جدا من الاستفادة، فهذه النماذج المعروضة تمارس على المرأة ضغطا عصبيا واكتئابا وتدفعها لمقارنة نفسها بالأخريات، وبالتالي احساسا بالظلم والدونية التي تؤدي بدورها لضغط على الزوج ومطالبته فوق ما يطيق وتتفاقم المشكلات بين الزوجين.
بالإضافة لمشاكل أخرى كثيرة فما يعرض من أطباق ومأكولات يتطلب جيشا من الخدم أو المعاونين لإنجازه، وجيشا آخر لتنظيف ساحة المطبخ بعد الانتهاء.
في حين لا يتناول الواحد منا سوى حبة بوراك وغرفية حريرة، أتسائل مالذي يدفع بالنساء للتسبب بشقاءنا؟!
وإذا كانت قدرات النساء وصحتهن الجسدية تتفاوت، وكذا تقسيمهن لأوقاتهن وأعبائهن، فقد تضيع احداهن صحتها البدنية وأوقاتها في اعداد الكثير من الوجبات، بينما تجد نفسها آخر اليوم منهكة، وبدون قدرة على القيام، والطاعات.
 في حين تستثمر أخرى أوقاتها في الطاعات والعبادات بما يشق عليها طول الوقوف في المطبخ وذلك لأنها قضت ليلها في طول القيام.
 ‏المرأة هي المتسبب الرئيس في هذا، ورغم ذلك فأكثر الضرر من جراء ذلك التفاخر سيكون من نصيب المرأة، لذا أقول دوما أن المرأة أكثر من يظلم المرأة.
 ‏ففي الزمن الماضي كان الجزائريون يجتمعون حول صحن واحد، ومع التقدم والعصرنة، صار لكل فرد صحنه الخاص، والآن تطور الأمر ليصبح لكل فرد ثلاثة صحون لوحده، واذا كان متوسط العائلات مكونا من أربعة أفراد، فيمكنكم احتساب عدد الصحون التي سيقع عبء تنظيفها على المرأة وحدها.
 ‏استوردنا الفردانية واتيكيت المطبخ والتقدمية الغربية، غير أننا ألغينا أن الفردانية تتطلب أن يقوم كل فرد بتنظيف صحنه وملعقته وشوكته وكأسه وووو.
 ‏لذا نحن نعيش بمظاهر غربية، وقيم جاهلية، فعوض أن تعلم المرأة أطفالها أن يقوم كل فرد بتنظيف صحنه، تتحمل هي كافة الأعباء.
 ‏مع أن ذلك ليس من ديننا، ففي الْمُنَاوِيِّ وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْضًا { أَنَّهُ كَانَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ وَيَرْفَعُ دَلْوَهُ وَيَعْلِفُ شَاتَهُ وَيَقُمُّ بَيْتَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ }. انتهى.

تحية لأم وليد:

ومن هذا المنبر أوجه تحية خاصة لأروع يوتيوبر جزائرية، تعلمنا منها الكثير رغم أنها تعرض كل طبخاتها في صحن أبيض وحيد من نوع (الأكوبال) طيلة ما يقارب خمس سنوات أو أكثر، وما عابها هذا وما انتقص منها.
فما الضير أن تصوري لنا أطباقك في طقم واحد طيلة الشهر الكريم؟!
وأن يكون لك طقم آخر جميل تحتفظين به لضيوف الغفلة.
فالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِأَهْلِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ. رواه مسلم
وكذا ينطبق الأمر على الأواني والأطقم.
وأتسائل أين ستكدسين كل تلك الأطقم، وكم مرة سيتوجب عليك تنظيفها في السنة؟

ختاما:

حيث وجدت البساطة وجد الرقي.
وما أجمل الاهتداء بهدي نبينا، صلى الله عليه وسلم الذي قال:
((فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم)).

#شمس_الهمة

قنوات الرداءة( لا يستفزونكم هذا مرادهم):

قنوات الرداءة( لا يستفزونكم هذا مرادهم):


الخَبَث، الشرور، الانهيار هكذا يلفظ والدي أسماء القنوات الجزائرية(الخبر، الشروق و النهار).
بسبب ما تقوم به هاته القنوات من نشر للتفاهة وتكريس للرداءة، ويصف الدكتور محمد بن موسى الشريف قنوات الMbc وشبكة روتانا التابعة لدولة السعودية وبعض قنوات الإمارات بقنوات الإفساد الممنهج والذي يتم فيه نشر الرذائل والإفساد باستهداف كل شرائح المجتمع من الطفل إلى المراهق إلى الشاب والشابة إلى المرأة المتزوجة والرجل إلى الشيخ الكبير في السن، اذن ليس عبثا ما ينشر في تلك القنوات، بل هو فساد وإفساد مقنن وبخطط مدروسة جيدا، قبح الله القائمين عليه وعجل بهلاكهم كي تستريح الأمة من شرورهم.

القنوات الجزائرية ليست بريئة كذلك، فدوما ما تكون الآلة الإعلامية بيد العلمانيين ومن يملكون النفوذ والمال.
والملاحظ في السنوات الأخيرة، تمادي تلكم القنوات في استفزاز الشعب من خلال العبث بالقيم والمبادئ والرموز.
وردات الفعل لكافة شرائح المجتمع غالبا ما تكون عاطفية، آنية، ثم لا تلبث أن تنسى مع الأيام.
لكن الأسوء أن ردات الفعل تلك هي ما تسعى وراءه تلكم القنوات وتبحث عنه، ونحن بغباءنا وتسرعنا نسهم بانتشار تلكم الأعمال، وزيادة نسبة متابعيها، والترويج لها بدعاية مجانية.
في حين أننا نجهل أن ما تفعله هذه القنوات ليس محض أخطاء ناجمة عن جهل القائمين عليها، بل هي أمور متعمدة تقوم بها تلك القنوات لعدة أهداف منها:

- أهداف ظاهرة:
- ‏وهي أن الأعمال والمسلسلات الرمضانية باتت كثيرة جدا، والتنافس بين الدول والقنوات على أوجه، فقد يتابع المواطن الجزائري الدراما السورية أو المصرية التاريخية أو الدينية-إن وجدت- بينما لا يقرب قنوات بلاده المعروفة بنقص الخبرة وكذا نقص الاحترافية، لذا يلجأ منتج المسلسل لحيل تضمن له نسب مشاهدة، وتضمن معه عدم إفلاسه فهو بالنهاية قد صرف مبالغ طائلة لإنتاج ذلك المسلسل أو البرنامج، فيعمد لدس شبهة أو إساءة أو شيء مثير للجدل يستهدف الدين أو الأخلاق.
(يعني من نيتكم تأمنوا بللي هداك اللي جاز فالكاميرا كاشي زوالي ومخدوع وووو، إذا لم يكن متواطئا بالأصل، وموافقا على الفكرة ما كانت لتعرض، لأنه يستطيع مقاضاة القناة، ولن تقوم أي قناة بفعل قد يجر عليها تبعات ومساءلات قانونية)!!يعني شوية تخمام برك.😴

- ‏وأهداف خفية:
تتمثل في الرغبة في تعويد الجزائري على مشاهدة الرذائل تدريجيا وذلك بتفعيل نظرية الوخز فتقوم كل مرة بوخز الضمير المسلم وطعنه في قيمه ومبادئه، واستفزاز ردات فعله، وفي الأخير وطبقا للنظرية يتبلد لديه الحس والشعور وبالتالي لا يستجيب فلا ينكر منكرا ولا يقر معروفا.
وهذه النظرية الخبيثة استعملتها أمريكا مع العرب لعقود، والآن يستعملها أبناء جلدتنا للقضاء على ما تبقى من فطر سليمة تأبى رؤية المنكرات.

ختاما:
إذا لم تستطع مقاطعة تلكم القنوات خلال شهر واحد فقط، فلا داعي لتقمص دور الفارس النبيل المدافع عن القيم والأخلاق، ولا داعي لعنتريات على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه القنوات كانت لتفلس لولا أنها تجد متابعة منا خلال الشهر الفضيل.
نحن الذين نسهم برواج بضاعتهم، عن طريق متابعتنا، ونسهم بانتشار أعمالهم عن طريق ردات فعلنا العاطفية غير الواعية.
أميطوا الباطل بالسكوت عنه.
ودواء الأهمال، الإهمال.

#شمس_الهمة




مختنقة من هذا العالم

مختنقة من هذا العالم، لا أتنفس مثل باقي البشر، أتنفس حرفا، ومع ذلك أقمع نفسي من التفكير،  أقوم بوأد أفكاري في مهدها دائما، لا أسمح لها بأن ترى النور...
أمارس عليها عمليات إعدام كل يوم، وأتفرج بمرآها تلفظ آخر أنفاسها..
أما تلك الحروف التي تتفلت من بين يدي، وتتمرد علي، وتناضل للبقاء، فهي لا ترقى للنشر، تشعر بالوحدة، وتقابل بالنبذ والإقصاء والتهميش…لذا لا مكان لها هنا بعد اليوم...
سأحتفظ بها في مرطبانات خاصة، وأحكم عليها الغلق..
لن أسمح لها برؤية النور مرة أخرى..
في مجتمعنا يقولون لك :تعلم تكلم
وإن فكرت في الكلام، فتكلم عن الحب، أبقهم في عوالم الحب المخدرة، إياك أن تفكر خارج صندوق الحب والأوهام ذاك...
سلام.

لا أتنفس مثل باقي البشر، أتنفس حرفا، ومع ذلك أقمع نفسي من التفكير،  أقوم بوأد أفكاري في مهدها دائما، لا أسمح لها بأن ترى النور...
أمارس عليها عمليات إعدام كل يوم، وأتفرج بمرآها تلفظ آخر أنفاسها..
أما تلك الحروف التي تتفلت من بين يدي، وتتمرد علي، وتناضل للبقاء، فهي لا ترقى للنشر، تشعر بالوحدة، وتقابل بالنبذ والإقصاء والتهميش…لذا لا مكان لها هنا بعد اليوم...
سأحتفظ بها في مرطبانات خاصة، وأحكم عليها الغلق..
لن أسمح لها برؤية النور مرة أخرى..
لذا أنشرها هنا وهناك على صفحات الفبس بوك، قيل لي ستسرق أفكارك، قلت اتركوها تسرق فأنا أتبرأ منها.
ان كانت أهلا للبقاء ستبقى وتفيد
وان لم تكن أهلا لذلك فالأحسن أن تختفي وتباد.
اللهم اجعلنا سمادا عضويا لحصاد قادم

أفكر خلسة، وأكتب خلسة، ويحجر على عقلي، وتمارس الوصاية على فكري.
لا أتنفس مثل باقي البشر، أتنفس حرفا، ومع ذلك أقمع نفسي من التفكير، أقوم بوأد أفكاري في مهدها دائما، لا أسمح لها بأن ترى النور...
أمارس عليها عمليات إعدام كل يوم، وأتفرج بمرآها تلفظ آخر أنفاسها..
أما تلك الحروف التي تتفلت من بين يدي، وتتمرد علي، وتناضل للبقاء، فأنشرها هنا وهناك على صفحات الفبس بوك، قيل لي ستسرق أفكارك، قلت اتركوها تسرق فأنا أتبرأ منها.
ان كانت أهلا للبقاء ستبقى وتفيد
وان لم تكن أهلا لذلك فالأحسن أن تختفي وتباد.
اللهم اجعلنا سمادا عضويا لحصاد قادم

#شمس#الهمة.

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...