جدلية حكم الاحتفال بالمولد النبوي:
لكم يحزنني ويفطر قلبي ويدميه ما صرت أشاهده يوميا على صفحات وسائل *التقاطع*الاجتماعي
فقد صار الجميع، يفتي، ويحلل ويحرم، يحلل ويناقش ويعطي رأيه في مواضيع لم يفصل فيها حتى العلماء.
ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي(بخصوص جدلية حكم الاحتفال بالمولد النبوي)، من تلاسن وتحازز وتباغض، وصلت حد السب واللعن والقذف، وشق الصف، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التآلف والتكاتف، لهو مرض ينبغي على العقلاء التسريع بعلاجه وتبيان خطورة المراء والجدال التي تورث الشقاق وتفتت عضد الأمة، لأن الطريقة المتناقش بها استفزازية من كلا الطرفين، فليتنا نتعلم الأدب قبل العلم.
وغالبية هؤلاء إلا من رحم ربي يريد الجدال لذاته، ويريد فرض رأيه وإلزام غيره بالقوة.
كم أعجب حقا لمن ينتقد و يعترض على من يقول ببدعية المولد، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟! هو اعتقد ما يستبرئ لدينه وعرضه، وأنت لن تحاسب مكانه!!
وكم أعجب أيضا لمن يريد الوصاية على غيره، فيحاول فرض قناعاته على شخص يعلم سلفا أقوال من يخالفه في المسألة!!
فيا طالب العلم من سألك فأجبه پما تعرف من كلام العلماء، ومن نشر منشورا للاستهزاء أو الاستفزاز فلا تدخل معه في تلك المعركة.
يلزم أن يركز المسلم في الدعوة على محيطه الخاص، وعلى من يسأل، ويريد التعلم حقا، أما وخصمك يعرف سلفا ما تود قوله فلم ستعيد الكلام لمن لا يود سماعك؟!
العلم موجود في بطون الكتب وهو معلوم للكثيرين، لكن الأدب والحكمة غير موجودين، والتربية عزيز مفقود.
كثرة اللغو تدل على فراغ الأوقات، وأيما أمة تركت العمل فسيكثر فيها الجدل.
وهذه آفة عظيمة قلَّ من يسلم منها، وماكان لعاقل أن يدخل فيها، لو تم له عقل.
ولا ينفع في هذا الباب حسن النية، فغالب المتجادلين لا يرغبون في التعلم أو السؤال، وانما همهم إما تسفيه أو إقصاء.
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:
"ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"
قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:" أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا..."
وعن جابرٍ رضي الله عنه: أَن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ:" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُم إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجلسًا يَومَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنَكُم أَخلاقًا، وإِنَّ أَبْغَضَكُم إِليَّ وَأَبْعَدَكُم مِنِّي يومَ الْقِيامةِ: الثَّرْثَارُونَ، والمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ.."
فيا من تدعون محبته، أين أنتم من سنته؟!
يقول الشاطبي: قال الغزالي في بعض كتبه : ( أكثر الجهالة إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلاء، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذ على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها).
ختاما:
الإلزام هو البدعة.
لا أظننا بحاجة إلى سؤال العلماء عن حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي فكلا الطائفتان تعرفان كلام العلماء في الأمر.
نحن بحاجة إلى معرفة حكم الجدال في المسألة.
#شمس_الهمة