عملة نادرة!!
في حسابي الخاص بالأجانب تعرفت على بعض المسلمات الجدد، كان الأمر مشوقا وجميلا أن تعرف قصص إسلامهن، لكنه سرعان ما تحول إلى غصة ومرارة وشعور بالغثيان.
صديقة فليبينية متزوجة من زوج مصري وتقيم في السعودية، شكت لي كيف يضربها ويهينها ويجبرها على تناول المشروبات الكحولية، كانت مسيحية ثم أحبت الإسلام، وسألته أن يعلمها الصلاة وسورة الفاتحة فسخر منها، وكان يهينها على الدوام.
سألتني أن أعلمها الإسلام، وسألتني عن بعض القوانين المدنية في السعودية، كونها تريد الفرار بابنتها ودينها وتعود إلى الفلبين لتكون مسلمة صالحة هناك.
صديقة أخرى بريطانية، تدعى "جان" روت لي قصة اسلامها، وكيف أنها خرجت بتجربة فاشلة من زواج عربي، تقول بأنها تعرفت على شاب تونسي، وبينما كانت تواعده، تقول بأنها أرادت ادخاله للمسيحية، لكنه كان يرفض الحديث عن الأديان جميعها، وأخبرها أنه مسلم بالاعتقاد والوراثة، ولكنه لا يفقه منه سوى الشهادتين.
تقول بأنها لم تكن تعرف عن الاسلام شيئا، لذلك بدأت بالقراءة وحينها عشقت الاسلام وتزوجت الشاب العربي، لكنه خيب أملها، تطلقت منه، وقالت لي بأنها عانت كثيرا من أثر التجربة، وفي الأخير رزقها الله بزوج سلفي كان تونسيا أيضا، وهي تعيش معه ولها منه أبناء، والواضح أنها سعيدة في حياتها ومنسجمة معه ومع أفكاره.
لدرجة أنها عرضت علي ترجمة أحد كتبي إلى اللغة الانجليزية، وكانت متحمسة جدا مع فكرة الكتاب، كون المسلمين الجدد يحتاجون هكذا كتب لتعينهم على فهم الإسلام، وكيف كان المسلمون يربون أولادهم على مبادئه.
في الغد الذي تلا ذلك اليوم، جاءتني بوجه آخر، هو أشبه بوجه المحققين، وسألتني إن كنت أنتمي لنفس المنهج؟!
وتقصد بالأخير المنهج السلفي طبعا!!
بدوري أجبتها أنني لا أنتمي لأي تيار، وبإمكانها الاطلاع على الكتاب كاملا، وإن كان هنالك مخالفات للمنهج، فيسرني أننا سنقوم بحذفها ونصوبها لتلائم المنهج.
لكنها كانت قد اتخذت موقفها، من ليس معي فهو ضدي.
سياسة الإقصاء الذي يتبعها بعض الأتباع، وصلت هنالك أيضا، وحلقت عبر أجنحة الأدعياء ممن شوهوا للأسف ذلك المنهج.
صديقة بولندية تدعى anna تعرفت عليها(عداءة عالمية)، كانت حديثة عهد بالإسلام، وكان ايمانها يتأرجح يمنة ويسرة، مثل كرة تنس يتقاذفها لاعبان، لم تجد معينا لها، فلم تكن تعرف أحدا من المسلمين وسط غربتها تلك. لذلك نصحها الناصحون على الفيس بوك، بأداء عمرة تتعرف بها على الإسلام والمسلمين، وترفع بها ايمانها، لكنها لم تجد محرما.
توسلتني بشدة كي أجد لها عريسا!!
وكأن الأمر بتلك السهولة التي تعتقدها!!
أخبرتها أن محاولة من هذا النوع أصعب بكثير من محاولات وكالة "الناسا" لإيجاد مياه على سطح المريخ!!
وأنني في حال وجدت أحدهم، فسأؤثرها به حتما، أو أننا سنتقاسمه مناصفة، وأجعلها ببساطة ضرة لي!!
حدثتها عن اختلاف الثقافات، وأن الأجدر بها أن تبحث عن مسلم بولندي جديد، فهو أفضل من المقامرة بزواج نتائجه معروفة سلفا.
لكنها كانت حالمة وعنيدة في ذات الوقت.
قالت أنها ستغنم على الأقل مسلما يتقن اللغة العربية، لتعليم أطفالهما مستقبلا.
تلكم الأوربيات لم يحببن العربي لسواد عيونه، أو بهاء طلته، إنما أحببن بقايا الأخلاق العربية والإسلامية فيه.
كنت أعتقد أن تلك التجارب حالات شاذة، وأن الغالب على الشباب العربي الاستقامة والصلاح، وأن تلك النماذج لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدا.
لقد كنت ساذجة جدا، وحالمة أيضا، لحين أفقت على فاجعة الفواجع، حين أضافتني تلك الانجليزية إلى مجموعة المطلقات من الرجال العرب، أدركت حينها حجم الضرر والمأساة، أما عن مآسي من تزوجن بجزائري ، فحدث ولا حرج!!
لقد قالت صديقتي بالحرف الرجل العربي الصالح عملة نادرة تكاد تندثر!!
هذا لم يكن كلام عربية أو افريقية عنكم معشر الألمان، بل كان كلام من ضاق الويلات وتجرع المرارة مرات..
شخصيا لم أقتنع وقتذاك، ففي كل مكان يوجد الطالحون كما يوجد الصالحون بكثرة أيضا ، هكذا خمنت!!
إلى أن انضممت مؤخرا لمجموعات النقاش الجزائرية، وقد كنت -قبلا- أعتبرها مضيعة للوقت، ولا أستعمل الفيس بوك إلا نادرا.
لأكتشف حقيقتنا المرة، وهي أننا مسلمين بالاسم فقط، وقد أسأنا للإسلام أكثر مما أساء له الأعداء.
لذلك أخي الألماني، السويدي، دعشوش المغشوش، حضرة الإفريقي، أو السعودي:
حين تتحدث وتحاضر وتخطب في الجموع، دع عنك موضوع المرأة، المرأة، ثم المرأة، وكأنها السبب في كل المشاكل الكونية.
فإن رأى أحدهم فتاة متحجّبّة ، اعتبرها بدون أخلاق ، لأنها متحجبة ، و لأن بعض الأفراد أخلوا بالحجاب!!
وإن رأى فتاة بدون حجاب نعتها بالكفر ، كأنّه على يقين بأن الله لن يهديها ناسيا أنّ الله يهدي من يشاء !!
وإن تحدث على العاملة، أو الطبيبة قذفها واتهمها دون وجه حق، علما أنه يحتاج إلى خدماتها!!
ثمّ أيّ دين هذا الذي يسمح للشّخص بقذف المحصّنات ، و سبّ المحجّبات؟!
عزيزي الألماني عليك بنفسك أولا، جاهد فيها ، فثمة جهادك الأكبر، فإن قدرت على نفسك، فستنفرج أزماتك الكونية كلها.
فيبدو أن الجنس الألماني مجبول على الكبر، ويرى جميع الأجناس ما دونه، أما هو فجنس الله المختار!!
ملاحظة: كلامي لا يعني التعميم، ولا يعني أنه يحرم عليك مناصحة أخواتك، لكن أن تجعله قضيتك الكبرى ، فهذا يحتاج إعادة نظر.
عزيزتي السويدية لا يعني ذلك أننا نبرئ أنفسنا من الخطأ.
فالمشكلة من الجنسين، فأزمتنا هي أزمة مجتمع بكامله،
إنها مشكلة أخلاق و مبادئ وقيم.
#بقلمي:#شمس_الهمة
**********
الألماني: لا أدري مصدرها
السويدي: قالها جمال ولد عباس ( احنا خير من السويد)
الإفريقي: راكم عارفينه
السعودي: نسبة إلى الجالية السعودية بالجزائر تطلق على جناب المفتين العامين للملكة العاشورية.
وكل تلك الألقاب أوسمة ونياشين، نالها الجزائري على حسن السيرة والسلوك.