الجمعة، 26 يونيو 2020

كتبنا ومؤلفاتنا لا تخرج عن نمط ردات الفعل العاطفية!!


كتبنا ومؤلفاتنا لا تخرج عن نمط ردات الفعل العاطفية!!
قبل أيام كتبت مقالا بعنوان (هل يجدي الفكر الانسحابي؟)، وذكرت ضمن المقال الجملة التالية(لنتفق أولا أن الفقه الإسلامي ليس هو الإسلام، والدعاة الملتزمين لا يمثلون بالضرورة الإسلام.)، جملة عفوية لم يدر بخلدي أنها ستسبب شبه أزمة عالمية.
فانبرى أحد الإخوة يشهر بي في المجالس ويقول انظروا تأثير الفكر النسوي، شمس تريد إلغاء آراء الفقهاء، شمس تردد ما يقوله الحداثيون ووو الكثير من هاته الاتهامات.
لن أتحدث أنه ترك المنشور كلية وركز على جملة واحدة، وبنى عليها أحكامه، واتهاماته، وأخذ يرغي ويزبد ويتنمر ووو. ولن أتحدث عن أسلوبه المنفر في الرد.
لكن راجعت مقالي بعدها، و تأملت كلامه فيما بعد، وبحثت في الأمر، فوجدت أن هذه العبارة يرددها الحداثيون والفيمينست كثيرا، لعدة أهداف منها ضرب المرجعيات، وتطويع الفقه والأحكام لصالح الحداثة وووو.
أما من أين جئت أنا بهاته الجملة، وأنا لم أقرأ للحداثيين أو النسويات من قبل، فلا أعرف.
فكرت كثيرا في الأمر، ثم تذكرت أني سألت دكتور شريعة مرة ليرشدني فقد بت لا أقتنع بكلام المشايخ، خصوصا في قضايا المرأة، وأنني أخاف على نفسي من هذا.
فأجابني أن المشايخ ليسوا هم الإسلام بالضرورة، وكذلك الفقه فهو جزء ضمن مظلة الإسلام الواسعة، أما بعض الأمور الفقهية فمن حقي وحقك أن نرفض أو لا نقتنع ببعضها، ونبحث ونسأل حتى نعثر على الحق الذي يسكت شكوكنا وأفكارنا، وذكر لي الصحابية التي لم تقتنع بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذت تجادله حتى أنزل الله حكما يرضيها.
ذلك الأخ لو اكتفى بتنبيه بسيط، أن هذه الجملة وراءها ما وراءها، وأن الحداثيين يستعملونها بكثرة، وحبذا لو حذفتها أو قمت بتعديلها، لكنت فعلت وعدلت المقال بمنتهى البساطة.
بحثت أكثر في الموضوع، وقرأت مقالات المشايخ والدعاة عن الأمر، لكن مع ذلك لم أراه ذلك الشيء الخطير.
فليس بالضرورة  رفض كل ما يقول به العلمانيون، وأن ليس فيه بعضا من الصحة، فالمسلم لا يرفض الحق لمجرد أنه خرج من فم علماني مع اقرارنا برغبتهم في استعمال ذلك الحق بطرق خبيثة، يهدفون من وراءها لتمييع أحكام الدين، وإسقاط القدوات وووو.
وكما يقول الأستاذ عمار جيدل: المتجرد للحق لا يتوقف عن [من] يقول، ولكنه ينظر إلى جملة [ما] يقول.
ناهيك أن الكثير من العلماء يقولون أن فقه القرون المتأخرة بحاجة إلى مراجعة، والتكلس وتقديس أقوال أئمة المذاهب أدى إلى تعطيل الفكر الإسلامي عن الإبداع، والاجتهاد
وتعطل الاجتهاد لم يكن بسبب اغلاق باب الاجتهاد بسبب العلماء كما يشاع، ولكن الاجتهاد تعطل لأن المختصين تحولوا من الاتصال المباشر مع القرآن والسنة إلى الالتزام بكلام أئمة المذاهب، والانغلاق عن التفاعل مع الآخرين، وسياسة الاقصاء للآخر فلا يتعلم شخص من آخر.
ذلك أن الاجتهاد هو ثمرة النظر في مصدرين:
أولها: ( القرآن والسنة) ومن مظاهر اعجازهما هو تجدد معانيهما بتجدد الأزمنة وتنوع الأمكنة.
ومن الطبيعي أن لا يحدث ذلك مع كتابات أئمة المذاهب، فليس لها مثل هذا الإعجاز ، فإنما هي أفهام بشرية محدودة بحدود الأزمنة التي عاصروها، والأمكنة التي عايشوها.
والمصدر الثاني هو الآفاق والأنفس أي البيئة الطبيعية والاجتماعية، وهذه انقطعت عن أتباع المذاهب بسبب التقوقع على الذات والاقصاء للآخرين فجفت أفهام الذين توقفوا عند آثار المذهبية، ولم يملكوا سوى فن الاجترار(الحواشي والمختصرات والشروح).
الملاحظ لدى فئة الملتزمين بالتحديد كلما طرحت هذه المسائل وغيرها كذكورية الفقه الإسلامي، عمل المرأة، حقوق المرأة، نقد السلف، تنقية الموروث، كانت ردات الفعل قوية وغاضبة.
وكانت الردود دوما واقعة في حقول التوتر العالي، دون أن تحظى تلك المسائل بفرصة التأمل الهادئ، والمتعقل والمنصف.
للأسف لا زالت كتاباتنا ومؤلفاتنا لا تخرج عن نمط ردات الفعل العاطفية.
قرأت قبل مدة كتيب أقيسة الاختلاطيين للشيخ ابراهيم السكران، فلم يقنعني، ذلك أن كل ماكتبه ردة فعل على دعاوى العلمانيين والحداثيين، لذلك لم تكن ردوده وسطا بل اتخذت طرف النقيض، بحيث أهمل كثيرا من القصص والمواقف والأحاديث الصحيحة التي تثبت أن المجتمع النبوي كان مجتمعا مختلطا لكن بضوابط، والدكتور يوسف القرضاوي، والمفكر محمد عمارة، وعلي عزت بيجوفيتش، كلهم يرون أن حجب المرأة ليس هديا نبويا البتة.
فنساء زمن النبوة لم يكن معزولات عن الرجال كما قال الألباني في كتابه ((الرد المفحم فيمن تشدد وألزم))
فقال:[وإني لأعتقد أن مثل هذا التشديد على المرأة، لا يمكن أن يخرج لنا جيلاً من النساء، يستطعن أن يقمن بالواجبات الملقاة على عاتقهن ، في كل البلاد والأحوال، مع أزواجهن وغيرهم، ممن تحوجهم الظروف أن يتعاملن معهم، كما كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كالقيام على خدمة الضيوف، وإطعامهم، والخروج في الغزو، يسقين العطشى، ويداوين الجرحى، وينقلن القتلى، وربما باشرن القتال بأنفسهن عند الضرورة، فهل يمكن للنسوة اللاتي ربين على الخوف من الوقوع في المعصية -إذا صلت أو حجت مكشوفة الوجه والكفين- أن يباشرن مثل هذه الأعمال وهن منقبات و متقفزات؟ لا وربي، فإن ذلك مما لا يمكن إلا بالكشف عن وجوههن وأكفهن، وقد ينكشف منهن ما لا يجوز عادة، كما قال تعالى:{إلا ما ظهر منها}، كما سنرى في بعض الأمثلة الشاهدة لما كان عليه النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم].
وقبل مدة قامت صفحة مسلمة خلاف الحداثة بنشر تغريدة آلاء حمدان تقول فيها «لماذا سمح للرجال بالعودة إلى المساجد بينما لم يسمح للنساء بذلك؟»
واعتبرت التغريدة نسوية وتدعو لتأليه الأنثى، وانظروا الفكر النسوي وووو، لدرجة جعلت متابعي صفحتها يهاجمون آلاء حمدان بشدة.
والمتأمل للتغريدة يرى أنها عادية جداا، وإن كانت صاحبتها نسوية أو تحمل نفسا نسويا.(حسب الاتهام الموجه، وليس ما أعتقده).
فما الضير أن تشتاق مدرسة القرآن للعودة للمساجد، وما الضير أن تشتاق المرأة للصلاة في المسجد؟
والأعجب الآن أن أي مسلمة تطالب بحق شرعي تصنف فورا ضمن تيار النسوية.
ليست كل امرأة تبدي رأيا أو امتعاضا، أو انتقادا نقوم باتهامها بالنسوية وبمعاداة الدين.
ولنا خير مثال في قدوتنا السيدة عائشة رضي الله عنها حين راجعت حديثا صحيحا لأبي هريرة فقالت(قالت: بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب، وذكرت أنها كانت تعترض بين يدي رسول الله وهو يصلى).
وليس مبررا أبدا خوفنا من موجة النسوية التي باتت منتشرة بكثرة، أن يدعونا هذا لتغطية الشمس بالغربال، وسياسة تكميم الأفواه مخافة هذه الموجة.
ولا يجب إنكار أن مجتمعنا العربي المعاصر ذكوري، وقد اعتاد على تبني سياسات ذكورية لا تناسب المرأة ولا تراعيها.
اضافة أننا لعقود لم نتعود مراجعات المرأة لتلك المؤسسات الدينية أو العلماء أو غيرهم.لهذا أي امرأة تبدي رأيا مخالفا نقول عنها فيمينست، فقط لأنها امرأة ولأن قولها خالف ما تعودناه وان كان خاطئا.
وعدم الانصاف في مثل هذه الظروف، وسياسة تكميم الأفواه بحجة النسوية، ستزيدها وتذكي نارها وليس العكس.
وهكذا المتأمل لجميع قضايانا سيرى ويدرك تمام الإدراك أننا نتعامل بردود عاطفية غير متعقلة وغير منصفة وغير مدروسة، ناهيك أنها متسرعة جداا، وفي هذا يقول علي شريعتي:
(( تيار التغريب عصف بالمجتمعات الإسلامية نتيجة لتيارين، تيار المنسلخين التقدميين الذين روجوا له بين أبنائنا. وتيار المحافظين والتقليديين الذين قاوموا هذا التغريب من خلال وسائل المقاومة البدائية، والتصدي المتعجرف الذي صدر عنها.
والذي ساهم على نحو غير مباشر في تمهيد الأرضية في مجتمعاتنا لقبول الفكرة التغريبية أكثر.
وشبه ذلك كمثل بقعة بنزين اذا أريقت في موضع وشبت فيها النار.
فكلما حاول بعض السذج اطفاءها بأساليب متسرعة وغير مدروسة ازدادت اشتعالا.
وهذا هو السبب الذي جعل التصدي البدائي للغرب، غالبا ما يكون مدعاة لقبول تلك الأفكار في المجتمع، وايجاد عقد وردود لدى أبنائه يسفر عنها الترحيب بما يدعو إليه الغرب)).
ختاما:
الإسلام لا يخاف من الأفكار، لا يخاف من الأسئلة، لا يخاف من العلمانيين ولا النسويات.
الإسلام لا يقمع الأفكار والتساؤلات، ولا يتنمر على أصحابها، بل يحتويهم ويجيب على انشغالاتهم.
أتساءل كيف نسكت جلبة الأفكار والتساؤلات التي تسكن عقولنا؟ وماهو ذنبنا أننا خلقنا مفكرين؟
ولماذا نسعى بأنفسنا إلى طرد المسلمين والمسلمات إلى منظومات فكرية أخرى، في حين أننا قادرون على احتوائهم في منظومتنا نحن.
إذا لم نسع على نحو جاد لإصلاح شأن أبناءنا من أفق مبادئنا ومنطلقاتنا ورؤانا، فإن غيرنا سينجز المهمة وفق ما يراه، وعلينا آنذاك ألا نلوم إلا أنفسنا.
وتذكروا:
(ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
#شمس_الهمة

قوة الإعلام(ردا على مقال دعاة على أبواب هوليوود)



قوة الإعلام( ردا على مقال دعاة على أبواب هوليود):
قبل مدة قرأت مقالين للدكتور عبد الرحمن ذاكر ينتقد فيهما الدعاة والكتاب الذين لا يتورعون في صفحاتهم عن ذكر عناوين أفلام أجنبية للمتابعين، وبعضهم لا يتورع عن إخفاء أنه يتابع نتفلكس(والجميع يعلم أن نتفلكس باتت الراعي الرسمي للشذوذ).
لكن كالعادة جنح الخطاب لطرف النقيض، وزعم صاحبه أننا لا نحتاج إلى إعلام إسلامي، ولا بديل إسلامي لهوليود، طبعا مع أن الدكتور ظهر في عدة محطات إسلامية لتقديم حصص وبرامج للناس.
مشكلتنا في الوطن العربي أننا لا زلنا نتأرجح بين طرفي النقيض، إما أسود أو أبيض وقل من يتحدث عن الوسط، قل من يعدل كفتي الميزان.
كلام الدكتور عبد الرحمن عمن وصفهم بغلمان الحداثة والتنوير من دعاة يحسبون على الوسط الإسلامي صادق جداا، فبرأيي الشخصي ذلك التمييع لا يصدر إلا عن منهزمين ثقافيا وحضاريا، وحسب رأي الأستاذ الجزائري ياسين اعمران: "أن من لا يتورع عن ذكر عناوين أفلام فيها ما يخدش الحياء، ومن يذكر نتفلكس فهذا يتهم في دينه"، قد تتابع أي شيء في حياتك الخاصة، لكن لا للمجاهرة بالمعاصي(وإن بليتم فاستتروا).
أما عن قوله أننا لا نحتاج إلى إعلام إسلامي، بسبب أن القائمين هناك يضيعون الصلوات، على حد قوله، ويضحون بأوقاتهم وأعمارهم على اللاشيء، لأن جل الأعمال مميعة وضعيفة، فهنا أقول:
هل تجارب الإعلاميين السابقة والحالية التي منيت بالفشل ربما، أو انعدام الشخصية الاعلامية القوية،  والمحنكة والاحترافية، أو انعدام الرؤية الإعلامية الملتزمة بضوابط الشرع، أو اتسامها بالضعف والركاكة، يبرر لترك العمل الإعلامي؟
هل يعني هذا أن العمل الإعلامي  باطل في أساسه؟! وأن الواجب الركون والانطواء على النفس؟!
- يقول الشيخ البشير عصام المراكشي بخصوص الأمر:((إذ الخلاف حول المفهوم لا يبطله، وإلا لزم إبطال الحقائق جميعها، إذ لم تسلم حقيقة من اختلاف الناس فيها تنظيرا وتطبيقا.)).
المادة الإعلامية التركية:
في زمن ارتفع عدد الصحف والمجلات الوطنية والإقليمية والمحلية التركية إلى 6778 صحيفة ومجلة، وارتفع عدد محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون العامة والخاصة إلى 248 قناة تلفزيونية و 1059 محطة إذاعية. وساعدت مؤشرات التطور تلك على تكريس حالة المنافسة وزيادة المواجهة بين المجموعات الإعلامية الكبرى، ذات التوجهات العلمانية من جهة، ووسائل إعلام التيار الإسلامي من جهة أخرى.
فصانعو السياسة في تركيا، يعتمدون على وسائل الإعلام كأداة أساسية للتعبير عن مواقفهم، وسياساتهم لكسب الدعم والتأييد لبرامجهم، فضلا عما تمثله من قنوات مهمة يستخدمونها في تعبئة الرأي العام، إزاء القضايا المتعلقة بالشؤون الخارجية أو الداخلية، وفي بناء البيئة السياسية وإعادة تشكيلها في ظل تواصل النزاع بين العلمانيين والإسلاميين، التجاذب بين الإسلاميين والعلمانيين تحول الآن إلى محور الصراع السياسي والفكري داخل تركيا، حيث تشكل وسائل الإعلام التركية أدوات المواجهة الرئيسة بين التيارين.
ولا يخفى على أحد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدرك أن توظيف الإعلام هو الوسيلة الوحيدة لكسب الرأي العام وإحكام السيطرة على البلاد، فاستخدم في سبيل ذلك كل الطرق بين الترغيب والترهيب لوسائل الإعلام ليضمن خضوعها لإملاءاته، وقد نجح في ذلك تقريبا.
فلا يخفى على عاقل الأعمال التركية الإسلامية التي ظهرت مؤخرا، والتي وصل صداها للمنطقة العربية، وقد شاهدت أعمالا كثيرة تغرس الإيمانيات، وروح الإسلام، وتدافع عن الحجاب كقضية هوية، وتعري تيارات العلمانية والماسونية التي حكمت تركيا ردحا من الزمان.
سلبيات الدراما التركيا الإسلامية على الفرد والمجتمع العربي:
الرغبة في التبعية:
كمتابعة جيدة للأعمال والمسلسلات التاريخية والدرامية التركية، لا أنكر وجود ايجابيات عديدة، لكن ذلك لا ينفي وجود سلبيات سواء على الفرد أو المجتمع.
المشاهد للدراما التركية كالمشاهد لأفلام هوليود، سيتأثر لا محالة، والتأثير هنا هو تأثير الرغبة في التبعية للنموذج التركي واعتباره النموذج المشرف الأوحد الذي يستحق أن نكون لا منافسين شرفاء، ولكن تابعين ضعفاء له، نرغب في الهيمنة التركية على بلداننا، والانضواء تحت قيادتها، كما كنا أيام الخلافة العثمانية، وهذا لا بأس به حال فرض أي نموذج إسلامي نفسه على الساحة باستحقاقه خلافة المسلمين، لكن الواقع يقول أن تركيا اليوم ليست تركيا الخلافة، فتركيا اليوم التي تبحث عن استرجاع أمجاد الماضي وهي لما تسترجع هويتها الإسلامية بعد، نموذج غير مؤهل لقيادة دفة الشعوب المسلمة.
خطر العقيدة المنحرفة:
لا يخفى على المتابع للأعمال التركية، ما يتلبسها من محاولة لإحياء الطرق الصوفية الضالة والمنحرفة، ودس هذا الأمر في ثنايا الأعمال التاريخية والدرامية ليس بريئا بالمرة كما يعتقد البعض.
في كتاب الإسلام بين الشرق والغرب، شرح علي عزت بيجوفيتش سبب بروز الصوفية أواخر الخلافة العثمانية، كتعبير عن الانفصال بين الدين والدولة( ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، ووجود شكل روحاني يشبه روحانية الكنيسة من إعلاء قيمة الإنسان، مع تجاهل للتاريخ الأرضي الواقعي، وهو بهذا يفسر انتشار الصوفية كدين جماهيري ارتضاه الحكام والخلفاء وروجوا له، كي لا ينازعهم العامة على الحكم، ولا يقوموا بمحاسبتهم أو الثورة عليهم.
وكفتاة عقيدتها سلفية تيمية كنت سأفضل التبعية للنموذج السعودي غير أن الأخير غير مؤهل وغير مشرف أيضا، ويتخذ من المدخلية وغلاة الطاعة، وتقديس الحاكم، جمهورا ذليلا، خانعا لتثبيت دعائم الحكم، تماما كما يفعل العصملي أردوغان.(ما لقيصر لقيصر، وما لله لله).
والتدافع السلفي الصوفي” كنموذج في مسألة استحقاقات الصراع على الخلافة، نموذجان لا يستحقان قيادة دفة الشعوب العربية حاليا.ونأمل في نموذج آخر حبذا لو كان جزائري، وليس هذا من باب (أنا من غزية إن غزت غزوت)، ولكن الدول العربية الكبرى كمصر والسعودية والعراق وسوريا غير مؤهلين حاليا، والمرشح الوحيد المتبقي هو الجزائر، وأتمنى بشدة أن تضطلع الجزائر بدورها الحقيقي(مجرد حلم)😊
المادة الإعلامية الشيعية:
المتابع للأعمال الشيعية التاريخية والدرامية، يرى الفرق واضحا والبون واسعا بين إعلام الدولة السنية وإعلام الدولة الشيعية.
الشيعة نجحوا في تقديم البديل لجمهورهم، مسلسلات الأكشن، الدراما، الكوميديا، والأعمال التاريخية.
والملاحظ للأعمال الشيعية يرى بشكل لا يدع مجالا للشك كيف تكون السينما الإسلامية بحق، وكيف تكون الأعمال الدرامية.
وما يميز الأعمال الشيعية، هو الواقعية، المحافظة على تعاليم الإسلام الظاهرة، البعد عن الإثارة والجنسانية، الالتزام بضوابط الإسلام فالحجاب غير ملفت، والملاءة الإيرانية الفضفاضة حاضرة، اختيار الممثلات ليس تبعا للجمال(فشكل الممثلة دوما متوسط)، في مقابل اختيارهم لوسامة الممثلين من الرجال.
واستطاعت الأعمال الشيعية التغلغل بقنواتها ومسلسلاتها فوصلت للمواطن العربي، طفلا كان أو شابا أو شابة، ولا نستغرب مستقبلا من تحول أولادنا إلى المذهب الشيعي في حال لم ننتبه لأنفسنا.
المادة الإعلامية الأمريكية:
طبعا لا يخفى على أحد تأثير المادة الإعلامية الأمريكية وهيمنتها على العالم بأسره، واستخدامها لترسانتها الإعلامية الضخمة لحرب الإسلام والمسلمين، وإسهامها في الإسلام فوبيا بشكل كبير.
لكن ما سأتحدث عنه هنا هو لفتة مهمة ذكرها الأستاذ فاضل سليمان في برنامجه ذكرى وعبرة (الحلقة3) بعنوان (قوة الإعلام)، حيث قال أنه كان متواجدا بنيويورك أيام أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأن المسلمين وقتها تلقوا الدعم من الشعب الأمريكي طيلة شهر كامل بعدها، فالأمريكيات ارتدوا الحجاب وذهبوا إلى المولات تضامنا مع المسلمات، والأمريكيين تعهدوا بحماية المسلمين وووو.
ثم بعد شهر بالتمام انقلب الوضع إلى النقيض تماما، حتى أن أحد الأمريكيين دفع امرأة مسلمة نحو القطار فماتت، وحين تم التحقيق معه، وجدوا أنه انسان مسالم لا سوابق له من قبل.
طيب لماذا انقلب الأمر؟
ولماذا ارتكب أمريكي مسالم تلك الجريمة؟
الإجابة يقول الدكتور فاضل سليمان تكمن في الحشد الإعلامي الرهيب، وضغط الخبر والصورة اللذان يشوهان الإسلام ويحضان على الكراهية، وبالتالي حصل ليس فقط تغييب للعقول، إنما تلويث للعقول.
بشكل أصبح فيه المواطن الأمريكي البسيط يعتقد أنه اذا لم يقتل المسلمين فسيقتلونه هم، وبالتالي معركته مع الإسلام معركة وجود.
وهذا كله بسبب قوة الكلمة، وقوة الإعلام.
ثم يردف طيب أين إعلام المسلمين؟
يقول الدكتور أن ربع أو ثلث الأطباء في أمريكا مسلمون.
من الذي يؤثر أكثر في توجيه الناس للمجتمع؟
الطبيب، أم الصحفي والإعلامي؟
الطبيب يدخل عنده 10مرضى و 20مريض. يقول لهم الطبيب(افتح بؤك، خرج لسانك، قول آااا).
انما الصحفي يكتب مقالا يقرأه ملايين القراء في يوم، وهكذا يستطيع أن يغير اتجاهات التفكير في المجتمع.
مع احترامي الشديد للأطباء، لكن من يستطيع أن يؤثر أكثر؟
الطبيب والمهندس أم الإعلامي؟
الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت عليه سورة الشعراء، ولو كانت في زمننا هذا لسميت سورة الصحفيين.
وذلك لخطورة دور الشعراء وقتها وأنهم كانوا يوجهون الناس من خلال الشعر ، يستطيعون تغيير تفكير المجتمع، يستطيعون اشعال الحروب إذا أرادوا، ويستطيعون نشر السلام إذا أرادوا.
والشعراء يتبعهم الغاوون، فالبسطاء والعوام من الناس يميلون لتصديق كل شيء، حتى الأكاذيب والإشاعات.
كيف واجه الرسول صلى الله عليه وسلم شعراء زمانه؟ واجههم بشعر محترف وأقوى من شعر القبائل المعادية، وكان يقول لحسان ابن ثابت(اهجهم وروح القدس معك، اهج قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل).
ما نحتاجه اليوم لمواجهة العالم هو قوة الإعلام، وبدل ما يقول أب لابنه عاوزك تطلع طبيب أو مهندس فأنا عاوز أشوف أب بيقول لابنه عاوزك تطلع صحفي عشان تدافع عن الإسلام.انتهى كلام فاضل سليمان.
المادة الإعلامية السنية العربية:
هنالك مقولة تقول(صاحب المشروع وإن كان ضالا أو شريرا، سيتفوق على من لا يملك مشروعا).
فللأسف لا زال العرب السنة لا يراوحون مكانهم، ولا زلنا نخوض جدليات هل السينما حلال أم حرام؟
وهل التمثيل حلال أم حرام؟
يقول الشيخ سلمان العودة:
لن ينتهي الجدل الفقهي، ولا يجب أن نحجر عليه، لكن الحياة منطلقة في أبواب الاقتصاد والسياسة والتقنية والمواصلات والفضاء والإلكترونيات بأوسع مما يقول الفقيه.
والتصحيح وارد وممكن حتى بعد ظهور الأعمال، فحركة التطور والاختيار والتحسين لا تتوقف، ومجرد الرفض لا يصنع شيئاً، وهجاء الواقع المرير لا يُقدِّم بديلاً.
ولا يلزم أن يتفق الناس على شيء ما حتى يتحقق، فنظراتهم تختلف، وقد يميل قوم إلى إغلاق الأبواب، بينما يراها آخرون مفتوحة على مصاريعها، ويرون الإسهام في الميدان بدلاً من مجرد الامتعاض أو الإنكار.
والعمل الدرامي يفترض أن يكون مواكباً لمتغيرات الساحة العربية، مستجيباً لتطلعات الشعوب وأحلامها، مدوناً لمرحلة من مراحل الحراك الإيجابي على كافة الصعد، ومنها الفنية والإعلامية، راسماً لمعاناة الفرد في حياته، راصداً لمشكلاته.
غياب هذا النوع من العمل هو أحد أسباب خداع الشعوب وتضليلها، وإظهار المجرم بمظهر الوطني المخلص المضحّي، وتصوير الوطني الصادق على أنه إرهابي أو سفّاك أو منافق أو غبي أو متخلف..انتهى كلام الشيخ.
والموقف الواجب إزاء بعض المحاولات الإسلامية وإن كانت ضعيفة، هو مناقشة المعروض ونقده نقدا بناء للتطوير، وليس محاكمته والتنفير والتحذير منه.
وكما يقول الشاطبي: (كل مسألة لا ينبني عليها عمل ; فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي).
وكان عمر رضي الله عنه يقول(لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له).
فقد رأينا وشاهدنا أن كل محاولة إعلامية من ملتزمين، تقابل بالإقصاء ويكون مصيرها الفشل والإجهاض، ولعل من يحارب قنوات طيور الجنة ويفتي بتحريمها، ويدع قنوات روتانا وشبكة الأم بي سي ويتغافل عنها خير مثال على واقعنا المرير.
لسنا راضيين عن المحاولات السابقة، وغالبها لا يمثل الإسلام أحسن تمثيل خصوصا في الشكل والمظهر، عكس الأعمال الشيعية الملتزمة، ولكن من المسؤول عن هذا؟
بإمكاننا فرض قوانين صارمة على اللباس والعلاقة بين الجنسين في التمثيل على غرار ايران، فلماذا لا نفعل؟
ختاما:
الفكر الانعزالي والانسحابي ما هو إلا طوباوية، وعالم يوتوبيا يعدنا بفردوس أرضي متخيل، لكنه صعب التحقيق على أرض الواقع اليوم، والدراما كما يسميها علي عزت بيجوفيتش  تعلي من قيمة فعل مكابدة الحياة، والجهاد الحقيقي.
#شمس_الهمة

الجمعة، 12 يونيو 2020

همسة إلى الجيل الذهبي


همسة إلى الجيل الذهبي:



انتشر في الآونة الأخيرة، لدى شباب مواليد الثمانينات والسبعينات، اعتقاد بأنهم أفضل من أجيال اليوم وأطلقوا على أنفسهم –بتبجح- اسم"الجيل الذهبي":

"جيلنا كان أفضل من جيل اليوم"

"الوضع يزداد سوءا ولن ينصلح حال الأمة"

"جيل اليوم سيء للغاية"

"حتمية تدهور الأمة"

كل جيل بما لديهم فرحون, أنا لا أحب تلك الأجيال كلها ابتداء من جيل الخمسينات, لم نقدم شيئا للأمة وهذا كفيل بأن يستبدلنا الله والعياذ بالله من شر ذلك.
ما بالنا أصبحنا مثل بني إسرائيل (كلما جاءت أمة لعنت أختها)؟

في اعتقادي الشخصي أن كل زمن يذهب يفتقده الناس، لكن في رأيي ليس الزمن هو ما يتغير و إنما نفوس الناس, فنسبة الجمال واحدة في كل زمن، لكن نسبة القبح في النفوس هي المتغيرة..

وأعتقد أننا الآن في زمن خاص، حيث اجتاحت حياتنا الحداثة الكاذبة، التي خلطت علينا الكثير من الأوراق، ولم نعد نعرف من نحن، ولا ما نحن، مما يجعل الزمن لا يملك مقاييس للتفريق بين القبح والجمال أصلا.

تلك الأجيال التي تنعت نفسها بالجيل الذهبي، هم أول من بدأ هدم قصور وأكواخ الزمن الجميل..
وقاموا بوضع حجر أساس العشش التجريدية الهشة في عصرنا الحالي في كل شيء...
فتغير طعم النكهة الجميلة، وسحر الماضي الخلاب، من قيم وعلاقات اجتماعية، وصور حياتية, بداية من المدرسة القديمة، والعلاقة النقية بين المدرس والطالب.

ذلك الجيل هو جيل الانبهار بالحضارة الغربية, جيل الماديات ..
جيل التبغ والسجائر, جيل نزع الحياء, ونزع الزي العربي الأصيل( الحايك, العمامة, الكوفية, الشماغ...).

أجيال ولدت في ظل الاشتراكية ... وعاصرت التحول الشديد كزلزال جرها إلى الرأسمالية...
أجيال لم تعاصر سوى الهزائم والنكبات العربية، وكانت سببا فيها بكثرة الذنوب...
جيل النكسة المكلوم بانكسار الكرامة العربية في أسوأ صورها...
جيل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومسلسلات الأبيض والأسود الماجنة...وعندما تذهب الأخلاق .. و تنعدم القيم .. و يموت الضمير .. فمن المؤكد أنه سيؤدى بنا الحال إلى ما نحن فيه الآن!!
وعندما توجد وسائل إعلام مخزية تبث أعمالاً مؤسفة، ترسخ في أذهان النشء، بحجة الفن والتقدم، والثقافة!!
بسبب ذلك الجيل تدنت الأخلاق و انعدم الاحترام ..

جيل استبدل القرآن والكتاتيب، بالمراقص والأوبيرات والسينما !!
الجيل الذي استبدل الكتاب والقراءة وجلسات السمر، بالجريدة والهاتف والراديو والتلفزيون ...
جيل حمى الاستهلاك، والانبهار بالغرب، ومنتجات الغرب!! والتخلي عن خدمة الأرض، وحرفة اليد، واستيراد كل شيء!!

جيل الفرقة بين المسلمين، و العصبية القوميَّة، والمذاهب المتعددة المستوردة، والتي أدت إلى تفشي الأنانيَّة والمنفعة الشخصية.

جيل تسبب في فجوة بين الجماهير دينية الفكرة والسُّلوك، والنخبة المُتعلّمة المتبنيَّة للعلمانيَّة فكرةً ومنهاجًا (فصل الدّين عن الدولة).
جيل الذُلٍ والاستكانة، والعَار والصدمات، و المصائب التي تنزفُ بالأمة، والصمت الأخرس للعرب والعجز الذلِيل للمسلِمين!!

الجيل الذي تاجر بكل مكتسبات تلك الحقبة، ليحصد اليوم:

أشباه شباب يتراقصون كالغواني في الطرقات!!
شعر مسدل وملابس مبتذلة!!
أم عن تدني القيم والأخلاق, وتفشي المخدرات، والفن المبتذل والثقافة التافهة, فحدث ولا حرج؟!

أعتقد أننا مجتمع يقدس كل ما هو قديم، بدعوى أنه الأصلح، وذلك لأننا لا نملك الحاضر ولا المستقبل، فنتعلق بكل ما هو قديم من عادات وتقاليد ، والتي يجب أن تغربل كثيراً ، ولنعترف أن الأجيال الماضية، لها الكثير من العيوب، والنواقص ، وليس كل معتقدات الجيل الحالي سيئة، أنا كأب أو أم ،يجب أن أتعلم من ابني و أعلمه، وليس علي أن أخضعه بالقوة، لمعتقداتي وعاداتي، يجب أن أكون منطقياً في نقد نفسي، ومجتمعي، وعاداتي وتقاليدي، وأميز بين المنطقي منها وبين الحشو، ومنها الكثير ما اختلط بالدين، وهذه الطامة الكبرى، فأصبحت عادات مقدسة!!

لا تخدعوا أنفسكم بالكذب على أجيال اليوم ...
تلك بضاعتكم ردت إليكم، جيل اليوم المنتقد هو نتاج أجيال الأمس فلنحسن تربيتهم ليقل انتقادهم.

الجيل الذي يحق له أن يغتبط ويسعد حقا، هو الجيل الذي يبني ويؤمن بالقيم ويتعايش..
 هو الجيل الذي يؤمن بالوسط حيث لا إفراط و لا تفريط... هو الجيل الذي يضحي من أجل الأمة ...
هو الجيل الذي يؤمن بالواقعية والعلمية...
جيل عمل وبناء جماعي....
جيل ربانية وإخلاص...
جيل نسبه الإسلام....
جيل دعوة وجهاد ..
جيل قوَّة وعزَّة...
جيل توازن واعتدال..

ذلكم هو الجيل الجدير بعمارة الأرض، وخلافتها خلافة إسلامية تقوم على توحيد الله والعدل بين النّاس..
أعتقد أن الأجيال اللاحقة هي من يحق لها أن تفخر لا نحن...
المعيار الذي يحدد الجيل الأفضل الذي يستحق عمارة الأرض، هو العمل الصالح، وعبادة الله وحده، والعيش وفق تعاليم الإسلام لا قوانين الغرب ..

ولأولئك الذين يستشهدون بحديث (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم..), فأقول:

الحديث الشريف الذي لقنوه لنا ناقصا للأسف الشديد "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..."يمثل ويؤصل لحتمية التدهور التاريخي...
ومعنى هذا أن لا نعمل، ولا نسعى مادام أننا نازلون نحو القاع لا محالة.

وإذا كان هذا القياس صالحا والمقارنة صالحة فمعنى هذا أن الجيل الذي سبق عبد الحميد بن باديس كان أفضل من جيل النهضة الذي بناه الشيخ!!

ولمن يتأمل الحديث سيجد أن الرواة التزموا دقة لا متناهية، وأمانة منقطعة النظير في رواية الأحاديث، والالتزام بنقل الحديث حرفيا لا ينقص منه كلمة أو حرف حتى لا يختل المعنى.

 فعن عِمْران بن حُصَيْن رضي الله عنهما يقول: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ أُمَّتي قَرْني، ثمَّ الذين يَلُونهم، ثمَّ الذين يَلُونهم - قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنَيْن أو ثلاثة.
 
فلم يقل الرواة عند نقلهم( خير الناس قرني، ثم القرن الذي يلي، ثم القرن الثالث)مثلا...
وهذا بحد ذاته إعجاز فدورة الحضارة عادة لا تقاس بالقرون، فقد تطول وقد تقصر حسب الظروف.
 
الفكرة أن الحديث عن الخيرية يشير لدورة حضارية معروفة منذ الأزل "نشوء فازدهار ومن ثم انهيار الحضارات"
و لا تنتهي الحضارات في دوامة تدهور تنتهي إلى القاع.

وفي هذا يقول الدكتور أحمد خيري العمري:
"الفكر المستند إلى هذا الحديث، يخالف نصوصا أخرى، صحيح أننا نؤمن أن الجيل الأول الذي تشرف بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الأفضل قطعا، لكن الحديث هنا لا يعني نفي الخيرية عن أجيال لاحقة بعيدة زمنيا.
وقد وردت أحاديث كثيرة تثني على أجيال لم تأت بعد".
قال عليه الصلاة والسلام: (أمتي كالغيث لا يعلم الخير في أوله أو آخره).
والقرآن الكريم قال عن السابقين "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين"... لكنه لم يحصر قائمة أصحاب اليمين في الأولين" ثلة من الأولين وثلة من الآخرين"

قائمة أصحاب اليمين مفتوحة فيها أماكن فارغة كثيرة، احجز مكانك.

أنا ضد حتمية السقوط, وضد كل ما يدفع إليه أو يروج له, فالاستسلام ضد الإسلام الذي يأمر بغرس الفسيلة حتى في وقت قيام الساعة.

 

 #شمس_الهمة
فضل الصحوة .. وبقايا الجاهلية !
كنت قبل أيامٍ في جلسةٍ مع بعض كبار السنّ وبعض من هم الآن في سنّ الكهولة ودار حوارٌ حول تغيّر الأجيال وتدهورها .. حتى وصل الكلام إلى أنّ جيل ما قبل الصحوة كان أفضل من جيل الصحوة ومن الجيل الحالي !
وهذا الكلام -في الحقيقة- مكرورٌ متداول ليس في الجزائر وحدها وإنما في بلاد الإسلام على اختلافها .. وخلاصته أنّ الجيل الذهبي الذي لم يتلطّخ بالإسلام المسيّس، ولا بـ "الحراموفوبيا" كان أفضل الأجيال تربيةً وتديّناً وتعلماً وأدباً .. وما أتى بعده إلا الغثاء !
طيب، لستُ في حاجةٍ لأقول لك أنّ هذا الكلام يهدم أكثر من حقيقة ويُضلل أكثر من جيل .. على رأس الحقائق: ما كان للصحوة من خير على الأمة الإسلامية عامة والجزائرية خاّصّة .. فقد كانت أجواء المعاصي مستشريةً في تلك الأجيال ما بعد الكولونيالية: من شرب الخمور، ومقارفة الزنى، واتّخاذ الأخدان، والتبرّج المكشوف، وفراغ المساجد إلا من كبار السنّ، والجهل بالدين وأحكامه ..
ومنها: إهدارٌ لجهود المصلحين التي أثمرت "الظاهرة الإسلامية" أو "الصحوة" بدءً بالشيخ الحسن البنا رحمه الله بمصر ووصولاً إلى رموزٍ كثيرة كانت القاعدة التحتية للجيل الملتزم بعد ذلك .. من أمثال الشيخ مصباح الحويذق، والشيخ أحمد سحنون، والشيخ عبد اللطيف سلطاني، والشيخ عمر العرباوي، والشيخ الحسن البغدادي وغيرهم .. رحمة الله عليهم جميعاً ..
ولولا الله ثم تلك الجهود المباركة لكان الشعب اليوم كله يمشي بالشرت !
محمد فاضل

الأحد، 10 مايو 2020

لماذا مقالاتي طويلة؟

لماذا مقالاتي طويلة؟
ولماذا أنشر في المجموعات؟
ولماذا المجموعات المختلطة؟

هذه أسئلة كثيرا ما طرحت علي سواء في التعليقات، أو في الخاص من البنات، ولا أخفيكم أني كنت أغضب كثيرا لهكذا أسئلة، خصوصا ما تعلق منها بموضوع تطويل النصوص، وقد كنت أجيب بغضب أن الانسان القارئ لن يعجزه قراءة منشور طويل، بل سيعتبره بمثابة السندويش، وكل من يتحجج بطول النص انسان سطحي وتافه.

لكن تراجعت عن ذلك كله، وتلك النظرة المثالية التي كنت أعتقد بها، وجدت أنني شخصيا لا أطبقها، فأنا أيضا أنفر من النصوص والمقالات الطويلة، لأن الانسان لا يأخذ ثقافته الحقيقية من الفيس بل من الكتب، والفيس يستعمل للتصفح الخفيف، لذا فقراءة منشور طويل يشكل صعوبة على الجميع.

لماذا أكتب المنشورات الطويلة اذن؟
حقيقة منشوراتي على الفيس مرت بمراحل، في البداية مجرد أسئلة، ثم تطورت لتصبح منشورات خفيفة فمتوسطة، والآن هي للأسف طويلة.
لماذا أصبحت طويلة؟
ذلك أني كنت أنشر المنشور، فأتلقى سيلا من التعليقات التي تعتبره منقوصا، وغير محايد، ولم يتناول المسألة الفلانية، ولم يعرج على الجانب الآخر ووو، بالإضافة إلى سوء الفهم، أو عدم وضوح الفكرة، أو شموليتها،ووو
 فأضطر لقضاء وقت مضاعف في الرد على سوء فهم هذا، والشرح للآخر، والامتنان لمن قام بالاضافة ووو فيستنزف هذا الكثير من وقتي وجهدي، لدرجة أني كنت أخرج بعد كل نقاش مرهقة جدا، ضعيفة جدا، وأشيخ مع كل سطر أكتبه، ويرتفع ضغطي وتتلف أعصابي مع كل تعليق مخالف فيه اتهام، أو جدال، أو تسفيه.
 ‏وكثيرا ما قضيت الليل بطوله أبكي من مجرد تعليق، وأنتحب من تعليق جارح، أو يحوي سوء ظن.
 ‏لذلك أحاول الآن عند كتابة مقال توقع كل الآراء المخالفة، والأفهام السطحية، فأسهب في الموضوع والتوضيح والاستدلال، وهذا جنبني الكثير من تلكم التعليقات، واختصر علي الوقت والجهد.

لماذا أنشر بالمجموعات؟
كنت قد كتبت سابقا منشورا عن هذا الأمر ثم فقدته، النشر في المجموعات مع مافيه من تضييع وقت في الجدالات والخصومات، وتحمل الاتهامات، وسوء الأدب، والعنف اللفظي، والذي ينعكس سلبا على صحة الانسان النفسية، خصوصا اذا كان ضعيفا، هشا، حساسا ومرهفا، والأمر أكثر صعوبة للمرأة بالتحديد.
فما نتحمله على هذا الفضاء من اساءات وعنف لفظي، لم نجابهه يوما في حياتنا الواقعية، إلا فيما ندر.
طيب لماذا لا أكتفي بالنشر في صفحتي، وللبنات المؤدبات الرقيقات اللواتي يجاملنني ويحببن قلمي؟
لماذا لا أكف عن ولوج هذه المجموعات، واقتحام المعارك والسجالات؟
لماذا ببساطة لا أريح رأسي من صداع النقاشات؟
لاحظت كثيرين وكثيرات استسلموا ويئسوا من محاولات التغيير لكم الجهل المنتشر وكذا الغباء.
فآثروا النشر بصفحاتهم بعد اكتساب المتابعين والأصدقاء.
فتجد الواحد منهم متربعا على عرش مملكته الفيسبوكية، وكلما عطس أو تثاءب، صفق له المتابعون والمعجبون وهللوا.
وهذا لعمري مفسدة ما بعدها مفسدة، فالمديح دوما مهلكة، اضافة لتضخم الأنا واكتسابها العند والجمود والغرور، فيضحى صاحبها لا يقبل نقدا ولا اختلافا، وبالتالي يتضرر فكره ويجمد عقله ويقنع فقط برأيه.
النشر بالمجموعات على ما فيه من سيئات، يكسب قلمك وفكرك وعقلك ومقالك الكثير.
أول حسنة للنشر في المجموعات أن عدد الأعضاء يصل إلى الآلاف، وصفحتك الشخصية مها بلغت لن يشاهد منشورك فيها ذات العدد الكبير فيما لو قمت بالنشر في المجموعات، وبالتالي يتم الانتفاع بالفكرة أفضل وانتشار الوعي على نطاق واسع.
وأعضاء المجموعات لا يجاملونك كما يجاملك الأصدقاء والمتابعون.
المجموعات مقر لتلاقح العقول والعصف الذهني الذي ينتج من فكرة واحدة أفكارا جديدة.
وهو إلى ذلك يسلط الضوء على مواطن الظل لمنشور ما، ربما لم تسمح مساحة المنشور بإبرازه، أو حتى قصر فكر صاحبه فغاب عنه ذلك. لأن العقول والأفهام والمدارك تتفاوت.
فقد يأتي القارئ فيجلي ما أهمله الناشر، فتعم الفائدة.
وقد يأتي أحد أولئك الذين يهملون مقاصد المنشور وصاحب المنشور ليعلق على جزئية صغيرة فيه، أحيانا يزعجنا الأمر، وفي أحايين كثيرة يكون إلهاما لنا للكتابة عن ذلك الموضوع، اذا نحن تعاملنا بصدر رحب وسخاء وذكاء مع الحريات ولم نقم بإعدام التعليقات أو التقليل من أصحابها.
فالمنشور الجيد هو ذلك الذي يحرك عقول القراء ويدفعهم للتفاعل والتساؤل والبحث، فيجد كل شخص نفسه فيه مما يجعل المنشور يلامس شريحة كبيرة من الجمهور.
والكاتب الحقيقي لا يعدم آراء القراء بل يجعلهم محل مشاركة معه في جهاده ضد الجهل والتعصب.

لماذا المجموعات المختلطة؟
يقال لي كثيرا بتجنب النشر في المجموعات المختلطة، لأن هذا محرم، واتهم دوما بأن لا هم لي سوى جمع الجامات من الجنس الآخر، ووصلت الوقاحة ببعضهن ان اتهمتني بخطف عقل حبيبها، وأخرى بأني أرمي سهامي لصيد عريس، وأخرى لا تتوقف عن عد القلوب لمنشور من منشوراتي، وأخرى تتبع كل حركاتي وسكناتي فتسألني من أين تعرفين هذا الشخص؟ ولماذا أشرت لفلان بالتحديد في موضوع ما وووو الكثير الكثير من الكلام القاسي والمؤذي والجارح والوقح من فارغات العقول، فارغات الأوقات، ولولا ذاك لما كان هذا حالهن أو منتهى تفكيرهن.
ومع ذلك أتحلم وأتصبر، وأظهر لهن الود، ولا أقابلهن بالند.
ذلك أني شخص مضغوط ومشغول على الدوام، وحين أضع هدفا نصب عيني، فإنني لا أتلفت حوالي ولا أتلفت ورائي، فأضيع في هذا الكلام والسخف أوقاتي.
شخصيا أميل للنشر في المجموعات النسائية، وفي مقابل كل عشرة مجموعات نسائية توجد مجموعة مختلطة.
لكن تجربة النشر في المجموعات النسائية لوحدها، أكسبت قلمي الجمود، والعاطفية.
فطريقة تفكير الإناث تختلف عن طريقة تفكير الرجال.
وبالتالي هي رغبة أن أكسب قلمي بعض العقلانية في الطرح.
وكذا بعض المنشورات التي أكتبها، هي بحد ذاتها رسائل للجنس الآخر فكيف يمكن لرسالتي أن تصل وأنا أقصرها على جنس معين؟
والله جعلنا في كوكب واحد، ولو شاء لأسكننا بكوكب والرجال بكوكب آخر كما يرغب البعض.
وذلك حتى نتبادل المنافع والأفكار ونرتدع برادع الأخلاق والضمير والايمان وليس برادع الجدار العازل والقوانين وووو.

في الأخير:
ما اكتسبه قلمي مؤخرا ليس منبعه الكتب أو القراءة الكثيرة، انما ما كان خيرا فهو من توفيق الله وحده، ثم حسنة هذه المجموعات، وخيرة تلك العقول التي ناقشتها فاستفدت منها.
وماكان في قلمي من خلل وقصور فهو من نفسي ومن الشيطان.
ممتنة للعدو قبل الصديق، وللمخالف قبل الموافق.

#شموسة

خبايا الإعلام القذر

خبايا الإعلام القذر، وخاطرة من كتاب في ظلال القرآن:

شهد العالم العربي مؤخرا أحداث صادمة بوتيرة متصاعدة، خصوصا في مجال الفن والإعلام، فمن صدمات نزع الفنانات المعتزلات للحجاب، إلى قضايا أخرى تمس القيم والأخلاق والدين.
ولعل موجة نزع الحجاب شهدت جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي وتربع الكثير منها على رأس قائمة الترندات.

طبعا الكثير تكلم عن هذا الأمر، وجعل منه شغله الشاغل وكأنه قضية كونية، ومما يؤسف له أن بعض المشايخ والدعاة انزلقوا مع العوام فخاضوا في ذات الموضوع.

الجزائر أيضا لم تسلم من مفاجآت وخرجات لم يعتدها المواطن الجزائري، فمن استفزازات الإعلام من مسلسلات مثيرة للجدل إلى برامج الكاميرا الخفية الهابطة، إلى حصص قناة النهار عن الخيانات الزوجية، وأكثر قضية شغلت الرأي العام الجزائري هي قضية المسماة(إكرام) والتي ظهرت مرة تبكي على فيديو لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا، ثم مافتئت أن ظهرت حاسرة الرأس متبرجة ومتهمة بخيانة زوجها عبد القادر.

هكذا قصص يروج لها، وتتصدر قائمة الترندات، ليست بريئة أبدا لمن له عقل.
وأول سبب يدعو للتشكيك بهاته القصص هو مدى وسرعة انتشارها في زمن تكثر فيه المواد المرئية، مما يثبت أن هنالك أطرافا وجهات معينة تقف خلف الأمر وتسهم بنشره على أوسع نطاق.
فالكثير من المواضيع التي يقذف بها دائما أمام الشعب الجزائري خصوصا والرأي العام العربي عموما مواضيع تافهة وقضايا هابطة.
يراد بها إشغال الشعب وإلهائه عن الأهم، بينما تعمل الأيدي في الخفاء لنهب ثروة الشعب ومقدراته.
كما أن الهدف الآخر لها هو ضرب القيم والأخلاق والدين، وإلا فلم تدور كل تلك المواضيع لتلتقي في فلك مشترك، حيث يتم ربطها دائما بالدين بشكل مريب يستهدف تشويهه.

حين ظهرت موجة اعتزال الفنانات وارتدائهن الحجاب، اعتقد الجميع أنها صحوة مباركة، إلا أن البعض ذكر أن تلك الموجة تزامنت مع الطّفرة الماليّة النفطيّة في المملكة العربيّة السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى، وقيل أن تلكم الفنانات تلقين مبالغ طائلة مقابل ارتداء الحجاب.
لا أحد صدق هذا الأمر وقتها، وقيل أنها إشاعات مغرضة من أعداء الدين ومن يمقتون الحجاب.

الآن صرت لا أستغرب أن أولئك الفنانات أو بعضهن على الأقل تلقين مبالغ مالية لارتداءه ومبالغ مالية أخرى لنزعه بهدف زعزعة الإيمان، وفتنة المسلمين والمسلمات.

إكرام الجزائرية أصبحت ثرية ثراء فاحشا بعد نزع الحجاب أيضا مما يدلل على أن هنالك من نسج بدقة خيوط العنكبوت ابتداء من ارتداءها للحجاب ثم ظهورها وهي تبكي على الرسول صلى الله عليه وسلم، وصولا إلى مرحلة نزع الحجاب.

من يقف وراء هذه الأحداث؟!

في مسلسل تركي هادف وقيم اسمه(ما بعد المطر) يعرض في حلقاته خطط الماسونية في تركيا، وكيفية استخدام الترسانة المالية والإعلامية الضخمة لتشويه الإسلام وضرب القيم، وتظهر في إحدى حلقاته فنانة شابة راغبة بالشهرة والظهور يتم استخدامها كدمية في مخططات قذرة، فيطلبون منها تارة الظهور مع زوجها، وأن علاقتهما رائعة، ثم يطلبون منها الظهور رفقة شاب آخر بصور توحي أنهما عشيقان، ثم يشيعون أنها تقوم بخيانة زوجها ويحدث جدل واسع بسبب ذلك، ثم يطلبون منها أن تعود لزوجها رفقة عشيقها والزوج راض وسعيد.
كل هذا والمخططون لهذا الأمر الخبيث يضحكون وينتشون لأنهم يقومون بضرب القيم في مقتل.

وهئا اقتباس نقلته لكم من المسلسل:
((نحنا لازم نرفع من قيمة هاي الفنانة كتير، انا حابب أنو نعملها نموذج لكل بنات هذا العصر
وإذا ضفنا على تم هالفنانة العظيمة كام كلمة عن الدين، وعرفنا نتصرف، رح يتخوت الناس فيها خوت.
فنانة مؤمنة وفلتانة بحياتها عالآخر هههههه
يرد عليه صاحبه: انت لا تقلق بالمرة يا منصور هاي الفنانة رح تساوي أي شي مشان الشهرة.
- ومبعد هالشي وهي عمبتابع قصة زواجها وحيكون عندها طفل من شخص تاني(الفنانة المؤمنة بتمل  وبتصير تحكي عن مسخرة الزواج وقصصو اللي بتوجع الراس بلا طعمة، وتحت عمل جماعي منظم من حضرتنا فينا نأثر بالناس بالطريقة اللي بدنا ياها، هذا المشروع صاير ضروري يامدحت.
- ‏المجتمع بدنا نصنعو بإيدينا.
- ‏لازم يكون مجتمع متحضر وعلماني، الأخلاق القديمة الموجودة عند الناس عائق بالنسبة إلنا))انتهى

ما الهدف من كل هذا؟!

اليوم وأنا أنهي المجلد الثالث (في ظلال القرآن)، تصادفت مع معنى خطير جدا ذكره الكاتب، لم أنتبه له من قبل، وكأنني أقرأ الآية لأول مرة في حياتي، فقد ذكر الكاتب في تفسير الآية التي تقول{ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
قال أن أهل الكتاب كانوا يأمرون أتباعهم بأن يؤمنوا أول النهار ثم يرتدوا آخره وهي طريقة ماكرة لئيمة وأن اظهارهم للإسلام ثم الرجوع عنه يوقع بعض ضعاف النفوس في بلبلة واضطراب ويفتن حديثي العهد بالإسلام وبخاصة العرب الأميين الذين كانوا يظنون أن أهل الكتاب أعرف منهم بطبيعة الديانات والكتب، فإذا رأوهم يؤمنون ثم يرتدون حسبوا أنهم ارتدوا بسبب اطلاعهم على خبيئة ونقص في الدين.

ويختم الكاتب أن هذه الخدعة لا تزال تتخذ إلى يومنا هذا في شتى الصور وشتى الأجيال وكل ذلك لفتنة المؤمنين.
فاعتبروا يا أولي الأبصار

#شمس_الهمة

الخميس، 7 مايو 2020

هل تقاس الحضارات بالمنجزات المادية والاختراعات؟


هل تقاس الحضارات بالمنجزات المادية والاختراعات؟

قالت لي إحداهن في معرض تعقيبها على موضوع الفرقة والاختلاف، أن هذه الأخيرة سبب كل بلاء، وأنها سبب تخلف العرب والمسلمين وقالت بالحرف:
 «الفرقة هي ما جعل أمتنا متخلفة حتى في وقت عزها لم تصل إلى اختراعات وتقدم كبيرين مقارنة بالمدة الزمنية التي ازدهرت فيها الحضارة الإسلامية بسبب انشغالهم بالفلسفة».

وكان هذا تعقيبي:
صحيح أن الفرقة والفساد الأخلاقي أول مؤشر لسقوط الأمم والحضارات.
غير أن هذين الأمرين من سنن الله، وليست خاصة فقط بأمة الإسلام، والسنن لا تحابي أحدا، وسيرورة الحضارة تمر عبر مراحل ثلاث لا رابع لها ألا وهي (نشوء فازدهار فسقوط) ولا تسلم حضارة ولا أمة من الأمم من هذا، ولا أي شيء أرضي مخلوق، فهذه سنة الله في خلقه، فكل شيء على هذه البسيطة يأفل ويموت ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
أما عن كون حضارتنا لم تحز تقدما علميا كما نراه اليوم في الحضارة الغربية، فأقول أن تقدم الحضارات لا يقاس بهذه الطريقة.
وأمة الإسلام قدمت الكثير الذي نجهله والذي استفاد منه الغرب وإن لم يعترفوا بذلك وقاموا بتغييبه.
والإنسانية مرت بمراحل، كل ما تأتي أمة تترك ميراثا للأمة التي تليها تبتدئ منه وتبني عليه، فكما أن أمة الإسلام أخذت من الأولين، فإن الغرب أخذوا هم أيضا عن الإسلام وبنوا على أسس نظرها مسلمون وسطروا لها.
ولعل مكتبات الغرب تعج بكتب إسلامية لم نسمع بها للأسف، وما نهر دجلة الذي صار أسودا بفعل لون الحبر المنبعث من الكتب التي رماها المغول إلا شاهد على حضارة أعطت وقدمت وخدمت البشرية.
أمر آخر أود الإشارة إليه أن مقياس تقدم وتحضر الأمم لا يكون فقط بكم المنجزات المادية والمخترعات، إنما تقاس الحضارات بالميراث الإنساني من علوم إنسانية ونفسية وآداب وتاريخ و....
إضافة أن حضارة الإسلام تفوقت على حضارة الغرب لاعتنائها بالجانب الإنساني والأخلاقي والروحاني الذي أهملته حضارة الغرب المادية وقامت بسحقه.

ومع هذا نقول أن جل المخترعات الحديثة كان مبدؤها المسلمون فما اختراع الكاميرا إلا من "القمرة", التي رسمها ابن الهيثم، وما يساوي علم الفلك لولا الإسطرلاب، وما تساوي الجغرافيا بدون الإدريسي و....القائمة طويلة.

ضف إلى ذلك البشرية مرت ولا تزال بمراحل، فلا تسبق مرحلة أختها، ابتدأت بمرحلة إشعال النار، ثم الزراعة فالصناعة, انتهاء إلى التكنولوجيا و العالم الرقمي.

والحق ما شهدت به الأعداء:

 في وقت تكثر فيه الأقاويل المحرضة ضد هذه الحضارة ,حيث يحاول الكثير من الغرب طمس معالم  الحضارة الإسلامية, وإنكار فضل هذه الحضارة على العالم الأوروبى بصفة خاصة والعالم الإنسانى بصفة عامة , ولكن يأبى الله إلا أن ينصر الحق في كل زمان ومكان , فنجد المنصفين منهم يخرجون من بين ظهرانيهم على فترات متتالية لينصفوا هذا الدين وتلك الحضارة التي جابت ربوع الأرض من أقصاها إلى أقصاها .

يقرر المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون في كتاب حضارة العرب:

لم يقتصر فضل العرب والمسلمين في ميدان الحضارة على أنفسهم؛ فقد كان لهم الأثر البالغ في الشرق والغرب، فهما مدينان لهم في تمدنهم، وإن هذا التأثير خاص بهم وحدهم؛ فهم الذين هذبوا بتأثيرهم الخلقي البرابرة الصليبيين

ويقول توينبي في كتابه دراسة التاريخ, متحدثا عن طريقة انتقال الحضارة الإسلامية إلى أوروبا فيقول:

وفى عالم الفكر كانت فتوحات الصليبيين الموقوتة في الشام , وفتوحاتهم الدائمة في صقلية والأندلس محطات إرسال متعددة, أمكن عن طريقها نقل كنوز عالم الشرق المتحضر إلى العالم المسيحي الغربي, وفى مقدمة ما نقله الغرب التسامح الديني والعلوم الإنسانية التي أسرت قلوب الغربيين , ولم يستطع الغرب أن يهضم كل ما كان لدى الشرق من قيم ونظم

ويقول ” ريتشارد كوك” في كتابه “مدينة السلام

إن أوروبا لتدين بالكثير لإسبانيا العربية, فقد كانت قرطبة سراجا وهاجا للعلم والمدنية, في فترة كانت أوروبا لا تزال ترزخ تحت وطأة القذارة والبدائية, وقد هيأ الحكم الإسلامي في إسبانيا مكانة جعلها الدولة الوحيدة التي أفلتت من هصور الظلام

ويقول ليبرى

 “لو لم يظهر العرب على مسرح الأحداث لتأخرت النهضة الأوروبية عدة قرون

شمس_الهمة


مساحة خاصة فقط


مساحة خاصة فقط!!


- قالت لي و(الأمس عيد) أنهم تشاجروا مع كنتهم الجديدة التي لم تكمل 15يوما ربما، فاستغربت كثيرا
وحين عرضت سبب تلك الخلافات، كان كلها واهيا لا يستحق ذلك، من بين ذلك أن الكنة الجديدة تغلق باب غرفتها بالمفتاح حتى لو خرجت لثوان فقط، وأنهم رأوا في ذلك إهانة واتهاما غير مباشر لأفراد البيت بأنهن سحارات أو سراقات.
ستعتبرون الأمر عاديا، وربما شائعا، فالناس هنا لم تتعلم بعد معنى كلمة (خصوصية)، وأن العوام هذا ديدنهم بعيدون عن الشرع ويعملون من الحبة قبة.
لكن لا تصدقون لو قلت لكم أن هذا الموضوع أخذ أزيد من ساعتين من الجدال المتواصل، وحرمني نوم ليلة كاملة رغم تعب نهار أمس.
ما جعل الدم يغلي في عروقي ليس بداهة الموضوع وتفاهته فحسب، ولكن كونه صادرا عن فتاة ملتزمة ومتدينةو متجلببة، تعنى بدقائق المسائل الفقهية، لكنها البارحة واليوم أتعبتني في جدال عقيم خرجت منه - حضرتها- أنهم (مش راح ياكلوها اذا فتحت غرفتها، وأنهم مربيين مليح ولن يقتحموا غرفتها).

- وقبلها بأيام تجادلت مع فتاة ملتزمة أخرى وفي معرض حديثنا ذكرت أنها كانت نافسا وأن أخت زوجها(الأرملة)، قامت برعايتها أفضل من أمها، وخلال أيام تواجدها تلك عند أخيها وزوجته، وجدت هاتفا رقميا صالحا يتخذه ولدهما الصغير لعبة عنده، فسألت أخاها أن يمنحها ذلك الهاتف إن لم يكن بحاجته.
تقول لي أن زوجها رفض بشدة منحها ذلك الهاتف، وأنها أيدت قراره(هذا والزوج فاحش الثراء لدرجة تمكنه من منح 40مليون جزائري هواتف ديجيتال دون أن ينقص ذلك من ماله شيئا)
وقالت في معرض جدالنا أن الزوج غير ملزم بالانفاق على أمه أو أخته العانس أو الأرملة.
وساقت لي الآية الكريمة التي تقول(يوم يفر المرء من أخيه و أبيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) وقالت أنها قرأت تفسير تلك الآية فوجدت أن الزوج ملزم بزوجته وأبنائه فقط.(لا يا شيخة!!)

- وقبلها وفي أحد مجموعات طلبة الشريعة، وفي معرض حديثه عن الجزائريات قال طالب الشريعة الملتزم ذاك(وهو شخص معروف جدا ويقوم بتنشيط الملتقيات الفكرية والمنتديات) قال واستهجن طلب الفتاة الجزائرية(باغية داري وحدي) معتبرا أن هذا يتنافى وخلق المرأة المسلمة(يا شيخ!!)

طبعا سأتكلم عن كل موضوع على حدى وأبسط كلام العلماء-لا كلامي أنا- فيه، إن كان في العمر بقية إن شاء الله.
لكن ما أود قوله اليوم وأنا على أعتاب الجنون وعلى حافة الانهيار أو جلطة تصيب دماغي، أن التدين ليس جلبابا أو قميصا أو اهتماما بتفاصيل المسائل الفقهية المرهقة والمختلف حولها.
((الدين المعاملة)).
وأنماط التدين المغشوش التي نراها لا تمت لأخلاق المسلم الحق.

وكل تلك النماذج لا تبشر بخير، وهم أكثر ضررا على الأمة من العوام والجهال والدهماء، كونك لا تستطيع نقاشهم أو اقناعهم، فهم معتدون بأنفسهم لدرجة التعالم والغرور، ويأخذون من الدين ما يناسب أهوائهم فقط، ولا يقفون عند حدود الله وأوامره ونواهيه.

كل ذلك ذكرني بقصة دم البعوض، عن أشخاص قتلوا سيدنا الحسين ريحانة شباب الجنة، ثم جاؤوا الإمام يستفتونه في دم البعوض!!

#شموسة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...