الثلاثاء، 30 أبريل 2019

شعبة آداب


شعبة آداب:

قال لنا أستاذ العلوم الطبيعية عن يومياته في الثانوية والجامعة بحسرة، أنه درس البيولوجيا، ولم يؤهله معدله لدراسة الطب رغم تفوقه واجتهاده قائلا:
" يتم اختيارنا على أساس المعدل الجيد، حيث تتم غربلة طلاب المتوسط ويميز الرديء من الجيد، فيبعث أصحاب المعدلات المتفوقة قسرا أو اختيارا الى شعبة العلوم، بينما يتبقى أصحاب المعدلات الضعيفة ليصنفوا جبرا ضمن شعبة الآداب، ولا يكون بينهم إلا متفوق أو اثنان كأقل تقدير.
في الثانوية، كنا نحن طلبة العلوم النوابغ، الأكثر تخلقا، وأدبا، الأحسن هنداما، حتى أقسامنا كانت الأنظف.
كان منهاجنا مكثفا وساعات الراحة نادرة، ندرس كل المواد بما فيها الأدبية بإسهاب.
ليس لنا وقت للهو أو اللعب أو إثارة المشكلات، فجل وقتنا للدراسة والجد والاجتهاد.
أما الأدبيون فحدث ولا حرج، أقسامهم متسخة مغبرة، فوضى عارمة، ساعات دراسة قليلة، قلة احترام للأساتذة، منهاج مخفف، ومواد أقل بكثير من الشعبة العلمية.
طلاب الآداب أشكالهم وتسريحاتهم غريبة، كثيرو المشاكل، يصاحبون الفتيات، يدخنون السجائر، وهلم جرا..
في الجامعة :
يقول أستاذي، كنا نخرج من فصل البيولوجيا منهكين من كثرة المعادلات، والكيمياء والفيزياء والرياضيات، حتى أنا لا نقوى على التحدث لبعضنا، والرأس يكاد ينفجر من كثرة التلقي.
أما طلبة شعبة الآداب، فيستطرد أستاذي قائلا :كنا إذا توجهنا الى المطعم، نكون متعبين، أما هم "الأدبيون" فهائجون، ولكم أن تتخيلوا المشكلات، فهذا يسب ذاك بدون سبب، وآخر يطلب من القائم على "الريسطو" مضاعفة الوجبات، ومعارك بالسكاكين، ومختلف الأسلحة البيضاء!!
"كنا نسميهم آنذاك :الثيران الاسبانية الهائجة"
*********
وأتذكر في هذا المعرض صورة فيسبوكية تقول:

اذا جبت الباك بمعدل:15_17 يعطوك طبيب
واذا جبت 13_14 يعطوك أستاذ يتقاضى أكثر من الطبيب
واذا جبت 11_12 يعطوك علوم سياسية تحكم في الاستاذ والطبيب
واذا جبت 10 يعطوك إمام تفتيلهم كامل
واذا ماجبتش الباك تولي رئيس جمهورية تحكم في الجزائر كومبلي..
هذه هي كرة التحطيم في الجزائر!!
"هذا زمن الشقلبة اذا رأيت أناسا تركوا المشي على أرجلهم، ويمشون على أيديهم فلا تستغرب، أولئك يحاولون التأقلم!!
********
لهذا صرنا نرى اليوم من هؤلاء الخريجين، الصحفي الفاشل والفيلسوف الملحد، والإمام الجاهل.
يدرس بشعبة الآداب ثم تراه يتفلسف لدرجة الإلحاد، وهو لا يفقه شيئا من الفلسفة !!!
أو يدرس ثلاث سنوات شريعة، ويأتي ليقولك يجوز ولايجوز!!!
من هنا فقط، نعرف كيف نبغت الصحافة الصفراء، غير الملمة حتى بأبسط قواعد اللغة العربية!!!
يجب أن يرجع الاعتبار لشعبة الآداب، فهي التي تُكَوِنُ القادة، وتصنع الدعاة، لكنها سياسة متعمدة تحاك على الأدب والشرع حتى لا تقوم لنا قائمة.
أتذكر كلام سلال حين قال: الناس يهتموا بالرياضيات واحنا نهتموا غير بالشعر!!

*******
بغض النظر عن صحة وجهة نظر أستاذي، إلا أن الموضوع يستحق فعلا أن نلتفت إليه قليلا، فهو يعكس خلفية فكرية مختلة وغير متوازنة سواء المتمثلة بالسياسة الفاشلة للمنظومة التربوية، أو تلك النظرة الدونية للمجتمع حيث تجد الآباء والأمهات يأنفون دوما من الفروع الإنسانية ويلهثون خلف الفروع التكنولوجية والتقنية، وأول ما يشب الشاب يدفعونه إليهما.
العلوم الإنسانية و علوم النفس و الفلسفة و العلوم الإقتصادية و العلوم السياسية هي العلوم المهملة التي تستطيع أن تنهض بأمتنا.
فلماذا نحتقر شعبة الآداب والعلوم الشرعية والإنسانية، بينما لا نفتأ نزاحم محبي العلو على نخبوية مجوفة على حرف الدال ذاك؟!
#بقلمي:#شمس_الهمة

محمد رفيق يجب تغيير نظام النجاح في الامتحانات لمرحلة المتوسط و رفع معدل القبول الى 12 و ارسال كل الضعفاء الى التكوين المهني . المجال الحرفي مهمل ايضا و هذا بسبب امتلاء الثانويات بتلاميذ لا فائدة منهم فيها.
********٪

ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟى ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ !!

ﻓﻄﻼﺏ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأولى ﻣﻦ ﺍلأﺫﻛﻴﺎﺀ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ إﻟﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ..

ﻭﺧﺮﻳﺠﻮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﻟﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ والإدارة .. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﺷﺆﻭﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأولى..

ﻭﺧﺮﻳﺠﻮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺘﻴﻦ ﺍلأولى ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ..

البقية ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ , ﻳﻄﻴﺤﻮﻥ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬم أﻭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻬﻢ ﺇﻥ أﺭﺍﺩﻭﺍ ..

أﻣﺎ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺣﻘﺎً ﻓﻬﻮ أﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺃﺻﻼ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺷﻴﻮﺧﺎً ﻳﺄﺗﻤﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻣﺮﻫﻢ

******
من المؤسف في حاضرنا اليوم -وكلنا ضعيف- أن الذكي الفطن يُذهَب إلى غير العلم الشرعي، والذي يكون على نقص أو بلاهة، هذا يُخرَج إلى طلب العلم، فذاك الذكي الحصيف النبيه يُصرَف إلى غيره، وهذا يُصرف إلى طلب العلم، وهذه بليّلة متلبّسون بها وواقعون فيها.

الشيخ عبدالفتاح أبو غدة،بتصرف يسير (لؤي)


عُهد إلي في أحد الفصول الدراسية تدريس مادة الحديث من كتاب سبل السلام للصنعاني....إنهم طلاب لم يجدوا مكانًا لهم في كليات الجامعة فسجلوا في قسم الدراسات الإسلامية، بل صرحوا بذلك، فقد قلت لهم مرة لما ضجرت من عدم فهمهم وعدم تجاوبهم: ما الذي أتى بكم إلى هذا القسم؟ فما راعني إلا أن قالوا: لم نجد مكانًا في الجامعة إلا في هذا القسم"

(رحلتي في التعليم والإعلام، محمد بن موسى الشريف، مركز إبصار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1438هـ-2017م، ص43، 44.)



الاثنين، 29 أبريل 2019

لا تخبروا والدي(قصتي مع أحد الرقاة)

لاتخبروا والدي!!
(قصتي مع أحد الرقاة)
كان الفصل ربيعا عندما قرر خالي أخذنا إلى شاطئ الصابلات في مستغانم لنستمتع بجوار البحر...
كان الموعد بعد صلاة الجمعة، حزمنا أمتعتنا وانطلقنا...
بعد نصف ساعة كان الوصول من غليزان إلى مستغانم...
كانت آثار برد الشتاء لاتزال موجودة لذلك لم نجد أحدا هناك...وانفردنا بصحبة البحر...
مشينا وتسابقنا وأكثر من ذلك غطسنا بكامل ثيابنا في البحر، لا أحد يستطيع مقاومة الإغراء أمام جمال المياه ودفئها...
تبللت ثيابنا فمكثنا مدة حتى جففتها الرياح ...بعدها سارت بنا السيارة في طريق آخر...كنت منهمكة في التأمل ولم أعرف إلى أين الوجهة القادمة...
وصلنا إلى مدينة "بريقو" المحمدية في معسكر قبيل آذان المغرب..
كانت ستائر المطر معلقة بين السماء والأرض وقد غسلت ثمار الرنج المنتشر في كافة شوارع المدينة...
سألت خالي قبلها إلى أين الوجهة؟!
فأجابني:(بريغو)المحمدية..
- من غليزان الى مستغانم الى معسكر، هل هنالك خطب ما؟!
ضحكات صفراء خبيثة من زوجة خالي:
-درناها بيك وماخبرناكش...رانا رايحين لوحد الراقي في بريغو...راني عارفة كون خبرتك تقولي حرام...
خالي بضحكة متواطئة أيضا:
- هذا راق ممتاز كان دكتور في بريطانيا، سلفي ومثقف...لا تخافي ليس دجالا_ وكلمة سلفي هي لفظ يطلق من العوام على كل من يلبس قميصا ويربي ذقنا حتى لو كان هذا الأخير طرقيا!!
- وهل خلت غليزان ومستغانم من الرقاة حتى تأتوا إلى معسكر؟!
- جربنا قاع هادوك الرقاة، رحنا عندهم واحد واحد، ماخلينا غليزان ...ماخلينا مستغانم... ماخلينا شلف...
سرحت بخيالي أفكر، ثلاث ولايات طافوا بها وجربوا كل رقاتها الذين سمعوا عنهم، مالذي يدفعهم إلى تبديد أموالهم وأوقاتهم في هاته الأعمال؟!
ثم ماذا ينقصهما؟؟! ومم يشكوان؟!
فقد عهدت خالي وزوجته أسرة من أسعد الأسر، كان لديهم بيت جميل، وسيارة وأموال وابن صغير، وكانا إلى ذلك بشوشين فرحين طوال الوقت، ويستمتعان بالحياة والسفر والتنقل من مكان إلى مكان..
ظاهريا وماديا لم يكن ينقصهم شيء...
لكنهما لم يكونا من المصلين، ولا ممن يحافظون على الطهارة أو قراءة القرآن…
كان الحزن يلتهمهما التهاما من الداخل، والخواء يصفر تصفيرا مزعجا بأذنيهما، وكان الوسواس والقلق ينخر بقلبيهما...فيحفر عميقا عميقا.ً..
اتصل به ليعلمه بوصولنا، فخرج شاب في مقتبل العمر وفتح لنا الباب...
أدخلنا في صالة الضيوف...بقينا نتمتم فيما بيننا...إلى أن حضر الشيخ الجليل...شيخ قصير القامة...كث اللحية...يلبس البياض...رغم سنه الذي قارب الستين ربما ، إلا أن حركته وخطواته كانت خفيفة مثل خطوات قطة ...
له عينان زائغتان، وتتحركان كثيرا يمنة ويسرة بشكل غير مريح للناظر اليه...
سألته عن القبلة...فأشار بها علي ، ثم تركنا وحدنا... صليت المغرب دونهما...واستأذن هو كي يصلي أيضا...ثم مالبث أن عاد..
- من بعد الجمعة وأنا نستنى فيك على حساب الموعد انتاعنا، أجلت قاع صوالحي علاجالك...
أطرق خالي رأسه خجلا، وتوردت خدوده من فرط الحياء ثم أجاب:
الله غالب، صوالح شدوني ...راك عارف
صوالح!!
أفكر بيني وبين نفسي ، نعم... فخالي والكلمة خطان متوازيان لا يلتقيان ولا يتوافقان ، فلطالما عرفته شابا كبقية شباب هاته الأيام، لكن ليس إلى تلك الدرجة!!
ليس إلى درجة موعد مع شيخ!!
شيخ مسؤول وإمام مشغول وراق مقبول!!
صوالح !! كم ضحكت من تلك الكلمة، فموعد مع محبوبته على البحر من دون تخطيط، كان أهم من كلمة مع من يفترض به أن يكون الشيخ والراقي والإمام!!
بعدها طلب من خالي التمدد على أريكة مقابلة وأخذ يقرأ عليه ما تيسر من القرآن...
الشيخ يقرأ وخالي يتخبط في مكانه ويتحرك بحركات *إرادية* طبعا... ليضفي جوا من الوهم والتمارض...
كان الشيخ حين ينتهي من مقطع، يسأل خالي عن شعوره...فيتظاهر الأخير بالدوخة والغثيان وتنميل في الأطراف...يطمئنه الشيخ وينصحه بعقدة مناسبة...وأن يدهن يزيت الزيتون المرقي...
يأتي الدور على زوجة خالي، يقرأ عليها في مكانها من دون أن يلمسها ويسألها هي الأخرى فتقوم بعمل" كوبي كولي" لكلام زوجها وتزيد عليه قليلا...
عندما انتهى منهما، وجه إلي سؤاله مستفسرا إن كنت مريضة مثلهما وأريد الرقية...أجيبه بالنفي
حينها تتدخل الأفعى- زوجة خالي وصديقتي المقربة - قائلة:
- ارقيها الشيخ هادي متأمنش بالرقية ولوكان تشوف حالتها تبكيها وهي حية...باينة دايرينلها سحور، علابيها تخاف من الرقية...
توجه الي الشيخ بسؤاله:
- ألا تؤمنين بالرقية؟!
- قلت: بلى شيخ أؤمن بها، لكنني بخير، وأنا لا أؤمن أن كل شوكة يشاكها الإنسان تكون من أثر العين والسحر...
الشيخ مستفسرا زوجة خالي- وكأنني أحتاج إلى وصي ينوب عني في الكلام- أحسست وكأنني قاصر يحتاج الوصاية أو مريض يحتاج العناية أو طفلة تحتاج الرعاية- -:
- مم تشكو؟!
- الخطابة يجو وما يرجعوش، خطبها اكتر من 4999 خاطب لكن حتى واحد ما عاود ولا..- هنا أحسست فعلا بالقهر,أحسست بالظلم, وأحسست وكأن بي عاهة في باطني...كنت كمن كذب كذبة وصدقها وعاش فيها...فقد عشت الدور....أيعقل أن يتأثر العقل الباطن بما يراد له ويتصرف وفقه...فقد تأثرت فعلا بكلام زوجة خالي رغم أنه لم يكن صحيحا ...فمسألة سلوك الخطاب وعدم عودتهم كانت منطقية جدا...خصوصا وأن الرفض كان يتم عبر أهلي....فأنا كنت أقبل باي خاطب.... علمتني أمي وأنا صغيرة أن من ترد الخاطب الأول بدون سبب تحل عليها اللعنة بسبب دعائه عليها...لم أتربى على الخرافات أو الاعتقادات الباطلة...لكن مقولة أمي كان فيها الكثير من الصحة لذا جمعت بينها وبين شرع الله وخرجت بنتيحة أن الرفض اذا كان بدون سبب...فستندم صاحبته بعد ذلك وعليها أن تحسن الظن بالخاطب وتعطيه الفرصة حتى تتبين تدينه وأخلاقه.

كنت أقبل بأي كان وأكتفي بالاستخارة, وكان أخي مشكورا يقوم بالتقصي والسؤال, إلى أن يصل إلى قناعة مفادها أن الشخص غير مناسب...
الشيخ يحملق في مباشرة مستغربا :
– آه لو رآك أبي كان سيمسح بك الأرض ، كيف تجرؤ على النظر الي مباشرة؟! أقول في نفسي _
كل هذا الجمال!!
ولايوجد نصيب؟؟؟
_ آخ لو سمعك أخي كان سيذبحك من الوريد إلى الوريد، كيف تجرؤ على نعتي هكذا؟!
الظاهر كلامهم حق وأنت غير مدركة لما يحدث معك...
تعالي اجلسي هنا..
- الشيخ ما فيا والو...الحمد لله.
- أنت لا تدركين الأمر، لو كنت ملكة جمال العالم ووضع لك سحر لحجبت عن جميع الرجال...كنت ستبدين لهم بمثابة شيطان..

سرحت في كلامه و ورحت أتخيل أن لي قرني شيطان,وأن وجهي يحمل بشاعة الكون كله...ندوب وتقرحات مخيفة وعين مشطوبة ...وعصابة قرصان...يا إلهي!! أخافني مجرد التخيل...هؤلاء الخطاب مساكين حقا ...إنهم يفزعون من رؤيتي كل مرة...سيلاحقهم طيف بشاعتي كل حياتهم...وربما كرهوا كل النساء بسببي...في المرة المقبلة لن أدع أحدا يراني حتى لاتعذبه صورتي...

أفقت من سرحاني على أوامر الشيخ:

- تعالي يا بنيتي

قعد قبالتي ثم رأى خجلي فأخذ يسألني بصوت منخفض..
- هل تأتيك كوابيس في الليل؟
- لا
- هل يؤلمك رأسك عموما، وبالخصوص وقت العصر
- لا
- هل تعانين ألما أسفل الظهر، أو تساقطا للشعر
- لا
تمعض وجهه فجأة يبدو أن أجوبتي لم ترقه، فتلك كانت أعراض سحر الربط عن الزواج وأنا بددت له شكوكه...((كنت محصنة ضد الدجل والدجالين وأميزهم من خلال علامات معينة، فأنا قرأت كتب وحيد عبد السلام بالي - كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار- وكتاب وقاية الانسان من الجن والشيطان- قبل سن الخامسة عشر، قرأت كتبا كثيرة في حياتي بعد ذلك لكن الكتب التي شكلتني وشكلت معتقداتي وتلك التي أتذكرها من دون غيرها هي الكتب التي قرأتها في الفترة ماقبل سن الخامسة عشر...كنت عجينة طرية وتلك الكتب شكلتني في قالب صحيح...فهذه الفترة العمرية مهمة لمن يريد التميز والنضوج...))
أخذ يقرأ علي بعض الآيات القرآنية وكان متقنا لأحكام التجويد، وأصدقكم القول أن صوته بالقراءة كان مثل المقرئين، لذلك استبشرت خيرا
انتهى من قراءة دامت أكثر من ربع ساعة، ثم سألني:
- هل تحسين بشيء؟!
- لا
- ألا تحسين بتنميل أو خدر؟!
- لا
ازداد وجهه تجعدا هذه المرة أيضا ثم واصل القراءة وكان كل مرة يسألني فيها أجيب بالنفي...
حينها تمتم بكلام غير مفهوم ثم شرع يقول:
- ادخلوا يا عباد الله
- ادخلوا يا عباد الله المؤمنين
- ادخلوا في هذا الجسد المؤمن
انتفضت من مكاني، وقلت له بنبرة خائفة و مرعوبة:
- بارك الله فيك الشيخ، الحمد لله مافيا والو
ثم أومأت لخالي بأنه يجب علينا الإنصراف

ارتعب خالي من كلام الشيخ، وهيئتي المرعوبة وأبي الذي لايعلم شيئا عن هذا الموعد ولأول مرة في حياته أحس أخيرا بالمسؤولية، وكلم الشيخ موضحا له أننا تأخرنا، وأن موعدا هاما بانتظاره...(راكم عارفين خالي عنده صوالح).

مكثت بعدها عدة أشهر وأنا أتخيل أن عائلة مكونة من سبعة أفراد ربما ، ستتلبسني يوما ما...فيبدو أن أزمة السكن شاملة لعالم الجن أيضا, والدليل أن هؤلاء اعتدوا على أجساد نصف الجزائريين!!


ملاحظة: أنا أؤمن بعالم الجن, وأؤمن أنه يتلبس الإنسان, لكنني لا أؤمن بالوهم...
بقلم شمس الهمة

الجمعة، 14 ديسمبر 2018

قالوا عن التلفاز

قالوا عن التلفاز ماذا تقول أنت عنه؟

· أبناؤنا ليسوا مهيأين للتعامل مع تلك الرسائل الإعلانية الشرسة التي تصرخ في آذانهم: "الجمال ضرورة حيوية للسعادة"
· إن اللانظام وحتى الجنس العشوائي هو الأصل ..العنف هو أسلوب حياة ...
· تخطى الطفولة واجعل من نفسك شخصا بالغا الآن ؟
· ربما يستطيع الشخص البالغ أن يميز بين الغث والسمين ..ويفرق بين الحقيقة والخيال ..ولكن ماذا يدور في العقول الطيعة لطلبة المدارس عند مشاهدتهم لتلك القنوات؟
· تقول احدى الأمهات عن تربية طفل جيد إنها تتطلب من الوالدين أن يقاوموا هذه الرسائل الموجهة من قبل الإعلام بضراوة لا هوادة فيها...
· إن واجبنا كآباء وأمهات لكي نتغلب على تأثير هذه الإعلانات ...سيكون من الصعب على أبنائنا أن ينموا بشكل طبيعي دون أن تشوه نظرتهم لما هو حقيقي وما هو مهم.
· استرسل أحد الآباء متهكما عن جدوى مشاهدة فريق غنائي يتمايل مثل الطاووس المتأنق، مستجديا إعجاب الجماهير ، أين(في هذه البرامج) سماحة النفس والتواضع الذي أريد أن أغرسه في أبنائي؟
· وأب آخر ممن تحدثنا اليهم لم يعر الأمر أي اهتمام بل كل ما هنالك بالنسبة له أنه لا يريد امتلاك التلفاز وعندما يحدث شيء خطير يزلزل الأرض أو ذو أهمية إخبارية كبيرة - كنهائيات كأس العالم مثلا- لابد أن نتابعه في حينه لأن القراءة عنه غير كافية، حينها فقط يمكننا أن نؤجر تلفازا ليوم واحد فقط أو إثنين!! عدا ذلك يمكننا أن نجد شيئا آخر أفضل نقوم به، بدل قضاء الساعات في مشاهدة هذا الجهاز الأحمق الذي لاعقل له.
· وقال آخر:
· نحن في مواجهة معركة اذا يجب على الوالدين أن يخبروا أبنائهم في كلمات محددة أن الجمال والأزياء والمكياج والموضة -كل هذه الأشياء التي يقدسها المجتمع- ليست هي كل شيء.
· وقال ستيف جوبز: أعتقد مبدئياً أننا نقوم بإغلاق عقولنا حين نبدأ بمشاهدة التلفاز.
انتقاء شمس الهمة
#من كتاب "كيف ينشئ الآباء الأكفاء أبناء عظاما"
د. آلان ديفيدسون & روبرت ديفيدسون

كم عدد القنوات في بيتك؟!

كم عدد القنوات التلفزيونية في بيتك؟

لدي صديقة أمريكية هي أقرب صديقة لقلبي، وصداقتنا تتجاوز الخمس سنوات ، احدى المرات ونحن نتجاذب أطراف الحديث حول كل شيء، كان من بين حديثنا أنني أتابع جميع الحصص الأمريكية المشهورة ذات الفائدة، وقمت بتسميتها لها كلها فصعقت، وسألتني كيف تمكنت من متابعتها؟
فأجبتها أننا كعرب نتابع كل قنوات العالم بلا استثناء ، خصوصا تلك التي نتقن لغتها ...فسألتني سؤالا غريبا آخر ألا وهو: كيف تستقبلون القنوات الأمريكية في بيوتكم ؟
فقمت بتصوير الصحون اللاقطة، وأخبرتها أننا نستقبل كل قنوات العالم عن طريقها ، فلم تهتد إليها البتة !!
عجيب!!
 فالتقنية من اختراعهم لكنهم لا يستعملونها أبدا!!!
سألتها أنا الأخرى عن كيفية استقبالهم لمختلف قنوات العالم، ظنا مني أنهم يستعملون جهازا آخر، غير المقعرات الهوائية، فأجابتني إجابة *صادمة* لم أتوقعها أبدا، وقالت بالحرف "نملك مائة قناة أمريكية *فقط* وكلّها أرضية!!"
سألت صديقات أجنبيات أخريات كن ضمن قائمة الصداقة عن عدد القنوات التلفزيونية لديهم، فأجبنني بنفس الإجابة تقريبا ...
حتى أنني تعرفت على صديقة ألمانية، وسألتها نفس السؤال وكانت إجابتها أن عدد قنواتهم لا يتعدى المائة قناة!!
- كاتبة أمريكية أخرى قالت لي في معرض حديثنا عن الحصص والأفلام الأمريكية، أنها لا تتابع التلفزيون كثيرا، لأنه **يلوث الفكر** برأيها، وتستعيض عنه بمطالعة الكتب النافعة !!!
بالمقابل نجد أنفسنا كعرب إلا من -رحم ربي طبعا- نستقبل آلاف القنوات التلفزيونية، ولا نحذف القنوات التي لا نحتاجها، في زمن صار لكل منا رأي مستقل بذاته، وجمهورية في كيانه، بسبب تأثير هاته القنوات على بيوتنا، وتخريب فكر زوجاتنا وأطفالنا، فهذه قنوات شيعية، وأخرى هندية بوذية، وأخرى كورية أو يابانية و....و القائمة طويلة...
كثرة القنوات حتى لو كانت قنوات جادة وهادفة، ليست بالأمر المحبب، فهي تأخذ الكثير من وقتنا، وتشتت انتباهنا، وتحرمنا الفائدة المرجوة.
أحد المفكرين كانت بدلاته كلها بلون واحد، فسأله أحدهم عن السبب فقال: "حتى لا أهدر الوقت الكثير في التردد حيالها، بين ما سأختار من لون أو نوع معين مثلا"....!!!
ونحن ألف قناة أو أكثر، نستغرق معها ساعة أو يزيد، فقط في التنقل من محطة إلى أخرى، بتغيير القنوات، والبحث عن شيء ما، مجرد شيء، ليس لنا هدف حتى، لنجد أننا لم نشاهد شيئا يذكر!!!
لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، إذ وفرت الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو، مما جعل دور الأسرة هامشياً، ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة أمام القنوات، أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
القنوات الفضائية نعمة ونقمة ولكن المسؤولية كلها على عاتق الأبوين .
لا أدعوا الى إلغاء أو حذف كل القنوات أو منع التلفزيون، كل ما أتمناه هو تقنين عدد هذه القنوات، وعدد ساعات الجلوس مع التلفزيون، وترك فسحة للعقل، كي يطور من إمكاناته وقدراته، ويكتشف كل فرد مواهبه ويعتني بها.
#بقلمي:#شمس_الهمة
ملاحظة:
هذا المقال من الأرشيف، أعرف أن الغالبية مثلي ، أصبحنا نجهل من أي زر نشغل التلفاز، ولكن يكفينا اسقاط المسألة على قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقوم بتشتيتنا بنفس القدر إن لم يكن أكثر.


لكل قاعدة شرعية استثناء

لكل قاعدة شرعية استثناء..
لذلك حين نتكلم عن قاعدة شرعية مغيبة في ممارساتنا اليومية، لا تأتي أنت وتتكلم عن الاستثناء، لتجعل منه القاعدة، فناهيك أن هذا يعتبر غباء فقهيا اذا أحسنا الظن بصاحبه، فهذا ظلم وتعد ولي أعناق النصوص لخدمة الهوى والتعصب.
وليس معنى هذا أننا نكفر بالاستثناء، وليس مبررا لكم لاتهامنا في ديننا وأخلاقنا.
وأشبه هذا الأمر بنكته مشهورة جدا في مصر تقول:
في حفل زفاف عقد القران بين العروسين الفرحين المبتهجين ، وطلب من المأذون تلاوة آيات من القرآن الكريم لتحل البركة على العروسين ، وهو تقليد معمول به لدى اخواننا المشارقة.
ليقوم المأذون بتلاوة الآية الكريمة :(( الطلاق مرتان، فامساك بمعروف، أو تسريح بإحسان))!!

هلال الشهر الفضيل

همسة!!
---------
اليوم وعلى النقيض لعاداتي اليومية، شغلت التلفاز!!
أحمد الله أنني لم أنس زر التشغيل!!
ماعلينا!!
اليوم هو يوم ترقب هلال شهر رمضان المبارك، وكلفت من قبل الوالد بمتابعة المستجدات حول هلال الشهر الفضيل.
مكثت ساعة ونصف الساعة متسمرة في مكاني، أقلب القنوات المعنية بالأمر، وأخص بالذكر القناة الرسمية السعودية والاخبارية وقناة العربية، كوننا نقتدي بالسعودية حال اتفاقنا معها دبلوماسيا، ونختلف معها حتى لو حدث ورأينا هلال الشهر الفضيل في عز النهار في دولتنا الموقرة!!
وأنا أقلب القنوات، أصابني الفتور والملل والإعياء، وكذا المغص والغثيان حتى أوشكت على الإقياء.
قناة العربية تتناول الأخبار الرياضية، أما الجزيرة فتعرض بثا مباشرا حول القضية الفلسطينية.
الإخبارية السعودية تقدم حصة عن أنواع التمور، وأيها أجود وألذ عند الفطور.
أما القناة الرسمية لدولة آل سعود، فتعرض مسلسلا دراميا، فمرة يبكي أصحابه ومرة يضحكون، اضافة إلى مشاهد التبرج والمجون، وأنا بين ذلك كله في شبه حيرة وجنون.
حتى ترقب رؤية هلال الشهر الفضيل لا توحدنا!!
أين ذهب شعار((رمضان يجمعنا))؟!
وأين تعظيم شعائر الله؟!
حينها تحسرت على أيام الزمن الغابر مع قناة اليتيمة، على الأقل لدينا لجنة مشايخ كنا نعتبرهم في عهد الصبا، يبعثون على الملل والنعاس، لكن على الأقل كانوا يشعروننا، بأهمية الاجتماع، وأهمية اليوم، وأهمية الشعيرة الدينية، والحماس لترقب أخبار هلال الشهر الفضيل.
اليوم لم يعد أحد يهتم.
وتلك القنوات وما تعرضه تشي بالأهواء المتعددة لأفراد الشعب الواحد ، وربما الأسرة الواحدة.‏
إن تلك الاختلافات في هذا التوقيت الهام، تعكس ملامحَ من حقيقتنا، إنها تعبر عن فرديتنا وفَوْضَانا تعبيراً لا لَبْسَ فيه من خلال التشرذم والتفرق الذي ساهمنا جميعا في تضخمه.
فهلا عظمنا شعائر الله!!
وهلا اتحدنا يوما على الأقل!!
#شموسة.

النشر الإلكتروني

لماذا نحن متخلفون عن الركب؟!
لماذا لا توجد منصات جزائرية للنشر الإلكتروني(تدعم الشباب) على غرار موقع عصير الكتب الشهير، وموقع حروف منثورة مثلا؟!
في مصر توجد الكثير من مواقع النشر الإلكتروني المجانية والتي ساهمت بشكل كبير في التعريف بالكتاب الجدد.
أكثر الكتاب شهرة كان الفضل بعد الله لدور النشر الإلكتروني تلك.
دعاء عبد الرحمن، رانيا الطنوبي، محبوبة محمد سلامة، منى سلامة وغيرهن كثيرات_كل أولئك الكاتبات الملتزمات اشتهرن لأن قلمهن وأفكارهن فرضت نفسها لدى الجمهور، وكوَّنَ قاعدة جماهيرية عريضة من المتابعين والقراء أهلتهن فيما بعد للنشر الورقي، فتخاطفت عليهن دور النشر بعدما ضمنت رواج سوق كتاباتهن لدى فئة الشباب وخصوصا المراهقين.
دور النشر الإلكتروني تلك تشارك الآن في معارض خاصة بها تدعى (معرض الكتاب الإلكتروني). وبعضها انتقلت لمرحلة النشر الورقي لمن برز لديها من تلك الأقلام.
فكرة بسيطة، بسواعد متطوعين، حققوا الريادة، وبعد ذلك الربح المادي.
أنا جربت التعامل مع أكثر من دار نشر، ولأنها صارت مشهورة ولازالت تعمل بالمجان، فالطلب عليها كبير، والضغط هائل جدا، لدرجة يمكنك انتظار أن ينشروا لك كتابا بعد تقديم طلبك بسنة أو سنتين.
ولأن هذا الإشكال واجه الأستاذة دعاء عبد الرحمن، فقد قام زوجها الأستاذ المحامي(أسامة الوحش) بتأسيس دار للنشر الإلكتروني تحت مسمى(مشاعر غالية) دعما لزوجته وأمثالها من الكتاب الجدد، وقد كان لي شرف التعامل معهما ونُشِرَ لي كتابان في موقع مشاعر غالية.(رغم أن الخدمة المقدمة غير متقنة نوعا ما) ورغم ذلك تشارك الدار في معارض الكتب المختلفة.
موقع حروف منثورة يقدم لك المراجعة اللغوية والتعريف بك في عدة منصات أهمها calaméo, Goodreads, Google play
اقترحت الأمر قبلا على الأستاذين" زاوي" القائمين على صفحة الجزائر تقرأ قبل شروعهم في النشر الورقي، راقتهم الفكرة لكنهم لم يعملوا بها، وآثروا النشر الورقي.
هنالك محاولات وتجارب فردية جزائرية لكن لم يكتب لها النجاح، على غرار تجربة الأستاذ الكاتب مصطفى بحر(الجزائري يقرأ ويكتب) وذلك لتملص بعض المتطوعين على التصميم والتنسيق،  والذي تسبب في تأخر نشر كتابي الى الآن لمدة تعدت السنتين.
النشر الورقي ليس مهمة سهلة في خضم الأوضاع الاقتصادية الجزائرية التي نعيشها، ضف اليه سلوك المواطن الجزائري الذي لا يمتلك ثقافة القراءة ناهيك عن انفاق ماله على الكتب.
كما أن كل من نشر كتابه ورقيا وجب عليه ترويج بضاعته بنفسه والا كان الكساد من نصيبه ونصيب الدار ربما.
النشر الإلكتروني هو الحل، والذي يمكن الكاتب من التعلم من أخطائه، واكتساب قاعدة جماهيرية ومتابعين.
والأقلام التي تفرض نفسها وفكرها، ستحلق عاليا، ويكتب لها النجاح، وبالتالي ستكون مؤهلة للانتقال إلى مرحلة النشر الورقي عن جدارة واستحقاق.
ألا هل من متبن للفكرة؟!
# شموسة




العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...