السبت، 9 أبريل 2022

التعلق العاطفي

 


التعلق العاطفي:


الكثير من قصص البنات التي وصلتني في الصراحة مؤلمة جدا، ولم أملك وقتها طريقة أخفف بها ألمهن، ولكن في عزلتي مؤخرا ساق الله إلي قنوات يوتيوب تجيب عن كل تساؤلاتكن..وترشدكن خطوة خطوة للتعامل الصحيح، وأعتبر أن اكتشافي هاته القنوات فتحا وفضلا من الله..فلولاه ماعرفت هذه القنوات..

غالب مشكلات البنات كانت عن التعلق العاطفي، ويقال ان نسبة 90٪ من المشكلات، تطرحها الإناث فقط، أما الرجال غالبا، فلا يعانون من مشكلات العلاقات بقدر البنات..


قصص حقيقية وصلتني، لفتيات في عمر الزهور يعانين بسبب خيانة الشريك.

قصص واقعية مأساوية كثيرة، لفتيات لاقين نفس المصير ألا وهو انتهاء قصة حب طويلة أو قصيرة، خلفت ضحايا يردن شنقن أنفسهن، أو بقايا نساء انطفأت حياتهن وكل مباهجهن، وأصبحن أسيرات للحزن والدموع، وسجينات في سجن ذاكرة لا ترحم.

”بضع دقائق من جرعة حب"أقصد الحب المزعوم" دمرتّ الأسر ، أغرقت العالم كلهّ في جنون دائم، شيعتّ جنائز القلوب بين الشباب، و قضت على مستقبل العديد ، التهمتْ أحلاما ، فتحتْ أبواب الإدمان و القتل والمكر ، دفنتْ في مقبرتها آلاف البنات ، امتصت دماء المراهقات و بهذا تقضي على المجتمعات بأسرها.“


قال أحد الكتاب عن مآسي الحب:

”منذ متى أصبح الحب مقدسا لهذه الدرجة التي تجعلنا منعزلين عن الواقع و نغض الطرف عن مخططات الغرب على منطقتنا، اليهود عملوا على مشروعين متوازيين لإفساد البشر هما إفراغ القلب من روحانيته ثم شحنه بالشهوات، وكذا إفراغ العقل من المبادئ وملؤه بالمغالطات، فإن شعر الإنسان بالقرف من عوالم الجنس الحيوانية، دفعوه إلى عوالم الحب المخدرة. الذي قلب مبادئ الشاب من الصراع بين الخير و الشر إلى قصص الحب الهائمة .... يا ترى ما مصير هكذا جيل يبقى طوال سنوات حياته راكضا وراء من يحبه. إذن هي حرب كبيرة يجب على المجتمع كله إدراكها وفهمها الفهم الصحيح لدرء مفاسدها ومخاطرها.“


لا أدري حقا كيف انقلب الأمر ؟! ففي الزمن الماضي، كان الرجال أكثر من يعاني، فوصلتنا أشعارهم وبكائياتهم على محبوباتهم...ولم تصلنا أشعار النساء وقصص عذاباتهن إلا فيما ندر..

ربما مرد ذلك إلى كون الرجل كما قال الجاحظ:

” تحب المرأة اربعين سنة، وتقوى على كتمان ذلك، وتبغض يوما واحدا فيظهر ذلك بوجهها ولسانها..

والرجل يبغض أربعين سنة، فيقوى على كتمان ذلك، وإن أحب يوما واحدا شهدت جوارحه“.


أو أن الأمر يعود كون المرأة العربية الحرة، كانت عزيزة صعبة المنال، في زمن الأسلاف، في مقابل سهولة الفتيات وهشاشتهن في زماننا المعاصر؟“


فكل القصص التي وصلتنا عن محبوبات هؤلاء أنهن كن عفيفات حييات متمنعات..ومتى ما كانت المرأة متمنعة أذلت الرجل وأخضعته وجعلته يطاردها، ويهيم بها في قصائده، ذلك أنه لم ينل منها كلمة ولا لمسة...فالرجل في الأصل مطارد..ويعشق لعبة الصيد والمطاردة..والصياد لا تغريه الفريسة السهلة..فمتى ما حصل على فربسة سهلة ازدراها...وذهب يطارد غيرها..فكل التحدي عند الرجل في المطاردة، وعلى مر التاريخ كان طبع الرجل ولا يزال ..أنه يعشق المطاردة ويعشق التحديات...وعذابه في سبيل أنثى صعبة محبب إليه..لذلك يشتهر تعبير  أن( الرجل يعشق معذبته)، يعشق الرجل من لا ترد على رسائله، من لا تظهر له حبها، من لا تتنازل وتتساهل..


أما عن التعلق فيقول علماء النفس أن الفتاة تتعلق في مدة قصيرة لا تتجاوز (15 يوما)، بينما لا يتعلق الرجل ولا يحب بسهولة...

أما الكلام المعسول، وقصائد الغزل في البدايات فليست -في الغالب- حبا كما تتوهم الأنثى، إنما استدراجا لها، ليحصل على مبتغاه.

فالحب أفعال لا أقوال..وإلا كنا لنصدق مذيع النشرة حين يقول لنا دوما أنه يحبنا!!


ولأن الأمر في غاية الخطورة ألفت أحلام مستغانمي كتابها(نسيان com)؛ وأقرت أن الحب في الوطن العربي تسبب بكوارث كثيرة. وقالت: لم يعلمونا كيف نحصن أنفسنا وقلوبنا من الحب، وقد كذبت في هذه، فديننا وشرعنا علمنا كيف نحصن أنفسنا، لكن أحلام ومثيلات أحلام، ومسلسلات التلفزيون، روجت وأججت لمشاعر الحب عند الشباب، وغرست مفاهيم شوهاء عن كون "الهوى سلطان"، وأن  القلب ليس عليه سلطان، وأن الوقوع في الحب ليس اختيار، وأننا لا نملك شيئا أمام سطوة الحب ووو..الكثير من هذا الكلام.


لا تكمن الكوارث هنا في حالات تضييع الشرف، الانتحار، والجنون والأمراض النفسية التي قد تصيب الفتاة جراء صدمة الحب فقط..إنما تتعداه لمشكلات أخطر وهي انطفاء الفتاة وانعدام الفاعلية وتضييع الفرص الحقيقية، وتضييع الحاضر والمستقبل..ذلك أن التعلق يتسبب بحالة وهاء نفسي يفقد المرء معها ثقته بنفسه، وقوته وعزمه، ويستسلم للحزن والاكتئاب..


أمام هذا الوضع الخطير ظهر مدونون كثر ومشاهير يحذرون اليوم من الحب، والعلاقات عموما، وينادون بما أمر به الشرع (خطبة وزواج وفقط)، قد تستغربون لو قلت لكم أن غالب هؤلاء (غير ملتزمين)، أشخاص عانوا خيبات الحب ومرارة التعلق، فكرسوا أنفسهم للتوعية بشأن الأمر، ولعلي أذكر اسمين بارزين في المجال(رضوى الشربيني، وسعد الرفاعي) وأسماء أخرى كثيرة جدا، جداا

اكتشف هؤلاء أخيرا أن تلك الحالات ليست حبا، بل مجرد تعلق فقط..

واكتشفوا أيضا أن الحب وحده لا يكفي، وسردوا قصصا كثيرة لأشخاص كثر عاشوا قصة حب جميلة، وانتهى بهم الأمر إلى الطلاق، ذلك ان الحب وحده لا يكفي، والزواج والحياة السعيدة، معادلة يلزم تحقق وتوفر كل شروطها كي تنجح، والحب أحد أركان هذه المعادلة وليس كلها، وبه أو بدونه تنجح مؤسسة الزواج إن توفرت على الشروط الأخرى..


ما تقوم به رضوى الشربيني وسعد الرفاعي وغيرهما مهم جدا وضروري، وقد أسهموا بشكل فعال في توعية الشباب، وانتشالهم من دوامة التعلق..ولعل هذا يحيلنا لسنن التدرج الكونية، فمن عاش الجاهلية، وتاب منها..كان خطابه أقرب للشباب من غيره وأكثر تأثيرا..


لكن الخطورة في تصدر هؤلاء لهذا الملف، أن هؤلاء حين يتفهمون مشكلات الفتيات، ومشكلات هذا الجيل، يصبحون هم البوصلة.

 ‏ورغم أني اخترت نموذجين معتدلين يميلان قليلا نحو التدين، ويستشهدان بالآيات، ويدعوان الفتيات إلى العودة إلى الله، والإيمان، لأن مرض العشق من أسوأ وأخطر أنواع الابتلاءات، ويدرك هؤلاء جيدا أن كل نصائحهم، محض محاولات، وأن اللجوء إلى الله هو المخرج الوحيد والمنقذ من هذا الابتلاء.


فرضوى وإن كانت نموذجا مؤمنا جدا وغير معادية لأحكام الدين، قد يصدر منها الخطأ وإن كنت أراه ليس بتلك الخطورة-مقارنة بآخرين- حين تتبنى ردة فعل عكسية، فتقوم بتحريض البنات على العلم والتعلم والشغل، وهذا جيد في حال لم نجعله الأصل في الأمور كما تفعل رضوى..نعم هنالك ضرورة ملحة أن تتسلح الفتاة بالدين والعلم والمهارات، على أن لا تكون عائقا لها في مستقبل أيامها ومع أسرتها..

أما الأستاذ سعد الرفاعي فشخص مؤمن أيضا، لكن يخشى على متابعيه من قضية خطيرة، غالبا لا يتفطن لها المتابع، لأنه يتكلم في تخصصه (فن العلاقات)، فلا يتعداه..لكن رغم ذلك استنتجت منه أنه قرآني، فقد كان يكرر كل مرة أنه يعتمد على القرآن وحده، ولا يعتمد على أقوال الرجال..


والخطر الأكبر في متصدرين آخرين، يخلطون الغث بالسمين، فيمزجون فن العلاقات، بخزعبلات قانون الجذب والبرمجة العصبية وغيرها من الأمور الشركية..

ليس هذا فحسب بل رأيت ممن تكلم في هذا المجال، نساء *عاهرات* معروفات بالفسق والمجون والخلاعة..

وإذ يتكلم جميع هؤلاء نفس الكلام في فن العلاقات، ويطرحون الحيل النفسية، والأساليب الذكية للتعامل مع الجنس الآخر، وكيفية تقوية الفتاة، وأن لا تصبح سهلة المنال..

فإن هذا المزج وهذا التخليط وهذا التصدر من هؤلاء في غياب المرشدين النفسيين والتربويين الحقيقيين...لهو أخطر على الأجيال إن لم ننتبه للأمر ونوليه العناية اللازمة، فنحتوي الشباب بدل عبارات التشفي واللوم والعتاب وخطاب المعجمة الفوقية..

فإن نحن لم ننجح في كسب فتياتنا، واحتواءهن، لجأن إلى متصدري الخطوط الأخرى..


.......يتبع



ظلم الزوجة الثانية:(ملف منسي تماما)

 


ظلم الزوجة الثانية:(ملف منسي تماما)


كثيرون يعتقدون أن الزوجة الأولى أكثر تضررا من الزوج المعدد، وأن الزوجة الثانية شيطان، و*خطافة رجال*..وهي التي تحرض الرجل وتنسيه في زوجه وأولاده...نعم هكذا صور لنا الإعلام والمسلسلات الزوجة الثانية..

ولأنك يا ابن آدم فقير العلم، ضعيف الرأي، فإن هنالك أشياء تخفى عنك، بينما تأخذ أنت حكمك ضدها، ذلك أنك لم تحط بالأمر خبرا.

قررت البحث في هذا الملف، فصدمت لكثرة الحالات التي تعاني من الظلم..

كثيرا ما نسمع عن ظلم الزوجة الأولى، التي عدد عليها زوجها.

لكن نادرا ما نتكلم عن ظلم الزوج للزوجة الثانية، مع أن هنالك نماذج كثيرة تتألم بصمت.

والسبب أن الناس غالبا ما يتوجهون بأصابع الاتهام للزوجة الثانية، وأنها لو تكلمت فلن ينصفها أحد، وسيلقون باللائمة عليها، لأنها اختارت ذلك الوضع وارتضته لنفسها..لذلك غالبا ما تلجأ هؤلاء النسوة للصمت..

صديقتي السلفية من مدينة سعيدة، مطلقة ولها ابن، والدها متوفي، وتعيش تحت رحمة زوجة الأخ، وخادمة ذليلة عندها..بعد أن كانت مدللة في حياة والدها...ولكن الأيام جارت عليها، وأصبح هذا هو حالها بعد طلاقها ووفاة والدها...خطبها شاب سلفي متزوج، ترددت كثيرا كي لا تبني سعادتها على تعاسة غيرها، لكن الظروف أجبرتها على قبول العرض..لكن تقول لي وعدني بأن يعدل بيننا، ووعدته أن لا أحرضه على زوجته الأولى، فلست أريد المشكلات..لكن الذي حدث أني صرت أنا الضحية، فهو يمكث مع زوجته الأولى وأبناءه، ولا يزورني إلا لماما، مرة كل أربعة أشهر....العيد أقضيه وحدي ويقضيه هو مع زوجته الأولى وأولاده..أنفق على نفسي، وأشتري حاجياتي..وإذا مرضت ليلا لا أجده معي..لكني لا أستطيع الشكوى، فكلما هممت بذلك لامتني النساء، أني من جلب ذلك لنفسي بينما لا يعرفون ظروفي..

امرأة أخرى قالت: " تغير علي زوجي، بعد أن تصالح مع زوجته الأولى وأولاده لأنهم عارضوا زواجه بي...لم يعد يهتم بي كالسابق، ولا يقول كلمة حلوة، يسكت ولا يريدني أن أتكلم، وعندما أناقشه يقول: راعيني، لم أصدق أن عادوا لي عيالي، أشعر بالقهر والحزن من إهماله لي".

أخرى قالت: "حرمني من كل حقوقي الزوجية منها المبيت والمعاشرة الزوجية، لقوله إن زوجته تغار عليه كثيرا"

متصلة اتصلت بالدكتورة هالة سمير، قالت فيها أنها الزوجة الثانية ولها مع زوجها ولدان، ورغم ذلك يهملها وأطفالها إهمالا تاما، ولا يقوم على شؤونهم، على عكس الزوجة الأولى التي يدللها ويحرص على راحتها، مع أنه إمام وخطيب!!

كتبتُ من قبل ملفا حول التعدد ذكرت فيه بعض الحالات التي شرع لأجلها التعدد، وسيظل الرجال يعددون، وستظل النساء تضطر للقبول برجل متزوج.

فالتعدد لم يشرع أصلا لصالح الرجل؛ لأن التعدد بالنسبة له مسئولية وتبعات، وإنما شرع لمصلحة مجتمع النساء. 

فالتعدد لم يوجد فقط لإشباع نزوة عابرة، وإنما شرع لتحقيق العدل في ميزان الحياة للفقيرات واليتيمات، والعوانس، والأرامل والمطلقات، ولا يخفى على أحد وضع الفتيات الفقيرات، ومن حرمتهن الظروف من الجمال والمال والحسب والنسب.‏

- مراعاة الظروف الصحية التي تمر بها الزوجة:

فقد تضعف عن القيام بوظيفتها المنزلية أو الزوجية كإصابتها بأمراض مزمنة أو عجز مرهق أو عقم دائم، فتتعرض هذه المسكينة البائسة إلى خطر هجر الزوج لها أو طلاقها، ومصلحتها تقتضي أن تظل في بيتها وتحت رعاية زوجها.

– علاج بعض المشاكل الإنسانية:

كإتاحة الفرصة أمام العوانس والأرامل والمطلقات بأن يحظين بأزواج يجدن معهم العفة، وذلك خير للمجتمع من الوقوع في مستنقعات الرذيلة.

والأم الأرملة المتوفي عنها زوجها تاركًا لها أطفالًا، فالتعدد يفيد في تلك الحالة في إعفافها أولًا، ثم رعاية وكفالة أطفالها الأيتام.

- الحب والتعلق: فكثيرا ما جمعت بيئة العمل أو الدراسة بين رجل متزوج وصبية حسناء، وحصل بينهما مشاعر الحب التي لا يملكان معها شيئا سوى النكاح..

- المرأة النابغة، العالمة، المفكرة، القائدة، الطبيبة، أو الداعية أو...أو.... والتي يحتاجها المجتمع بشدة:

 لن تستطيع القيام بواجبها الكامل مع الزوج نتيجة انشغالاتها الكثيرة، فهل تبقى مع زوجها مقصرة بحقه، أو تقوم بحقه كاملا وتهمل دورها في المجتمع، أم تبقى وحيدة، أم من الأفضل أن تحظى بزوج تقاسمها أخرى اياه.

فليس كل النساء تستطعن القيام بحق الزوج، فإذا بقيت هكذا امرأة وحيدة، تعبت وتألمت، وإذا بقيت مع الزوج أضحت مقصرة بحقه، والحل هنا إما مفارقته، أو السماح له بالتعدد.

- الرجل الكفء(كالعالم، الشيخ، الداعية وووو): تحتاج النساء الارتباط بقيم حقيقي، رجل تام الرجولة، ذو مروءة وسعة علم ونبل وأخلاق، تحس معه بالأمان، وهذه النماذج قليلة ونادرة في مجتمعاتنا، لذلك لا تمانع المرأة الارتباط برجل كهذا ولو كان متزوجا،  لكنها غير مستعدة للارتباط بشبه رجل، وان لم تشاركها احداهن عليه، وفي هذا أسوق عديد الشواهد:

يذكر الفيلسوف ويل ديورانت عن الملك شارلمان بأنه قد جرى على سنة أسلافه، "فاتخذ له أربع أزواج واحدة بعد الأخرى، وأربع عشيقات أو حظايا، وكانت نساؤه يؤثرن أن يكون للواحدة منهن نصيب منه على أن يكون لها رجل آخر بمفردها.

وقالت "أستاذة ألمانية في الجامعة" : "إن حل مشكلة المرأة الألمانية هو في إباحة الزوجات. إني أفضل أن أكون زوجة مع عشر نساء لرجل ناجح على أن أكون الزوجة الوحيدة لرجل فاشل تافه. إن هذا ليس رأيي وحدي بل هو رأي نساء كل ألمانيا".

أما الدكتورة عائشة الرحمن فقالت في كتاب نساء النبي:

“وفي مسألة التعدد، جانب دقيق غفل عنه كثير ممن أنكروه، ذلك هو أن الرجال ليسوا سواء، وقد تؤثر أنثى -راضية- أن يكون لها حظ النصف من رجل، على أن يكون لها غيره كاملا.”

لماذا تتعرض الزوجة الثانية للظلم أكثر من الأولى؟!

الشائع عند الناس أن الزوجة الأولى تتعرض للظلم من طرف الزوج أكثر من الثانية، وذلك لعدة أسباب منها الفرق في السن والجمال بين الأولى والثانية..والذي يجعل الرجل يميل حتما للأصغر والأجمل.

لكن الإحصائيات تقول أن الزوجة الثانية عادة ما تكون ضحية في معظم الأوقات، خاصة إذا كان الرجل قد تزوج قبلها بفترة طويلة وله أولاد كُثر وكانت الزيجة الثانية قد جاءت في ظروف غير طبيعية، وعادة ما ينظر الزوج إلى الزوجة الثانية على أنه لا حق لها، وبذلك يهملها غالباً، وهذا ظلم بيِّن ؛ لأنه يخالف شرع الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن الرجل الذي يتزوج امرأتين ولا يعدل بينهما يجيء يوم القيامة وشقه مائل.

لذلك يغفل الناس عن سبب مهم يجعل من الزوجة الثانية أكثر عرضة للظلم من الأولى، ألا وهو تأثير الألفة، وطول العشرة والأولاد..

فالرجل الذي يريد أن يعدد وإن كان مظلوما ومتعبا من زواجه، وأنه منقوص من الحب والحنان..فإنكِ كزوجة ثانية ستكملين نقصه، ويصبح سعيدا وراضيا عن نفسه بنسبة 100٪

لكن أنت كأنثى من سيكمل نقصك واحتياجك؟

فالرجل لديه 70٪ احتياجات مشبعة داخل بيته، ومع زوجته وأولاده،  وينقصه نسبة30٪ فقط.

أنت ستكملين نسبة ال30٪ التي تنقصه..لكن في المقابل أنت ماذا ستأخذين؟ لا شيء.

ليس لأنه لا يحبك...ولا نفترض هنا سوء النية..

غير أنكِ يجب أن تعلمي أن حب الأولاد وتأثيرهم، أكبر من أي حب في الدنيا..

أولاده.. علاقته بأولاده..هي من أمتن العلاقات وأقواها..وهو حب أقوى بكتير من حبه لزوجته، أو حبه لك أنت شخصيا..

محور حياته وتفكيره..قبل أن يعدد أو بعد أن يفعل ذلك، هو حرصه على المحافظة على بيته من الانهيار، وأبناءه من أن يضيعوا أو يتشردوا..

كذلك بيئته وأهله وخلانه وجيرانه...لن يتخلى عن هذا كله لأجلك..

وجودك في حياته سيكون مسكنا  لآلامه مع زوجته فقط..

لذلك اذا تقدم لك زوج متزوج فكري مليووون مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة..

ليس فقط لأجل مشاعر زوجته الأولى...لكن لأجلك أنت أيضا...أنت ضعيفة ورقيقة ومرهفة الحس، ستخسرين خسارة كبيرة..وستضحين ربما وحيدة ومهملة..

الرجل المتزوج له جاذبية عند الفتيات لأنه أنضج..فاهم الدنيا..ولأن امرأة أخرى موجودة بحياته، فنحن البشر نميل لمطاردة الشيء الذي تكون عليه "زحمة".

ويزيده إغراء للفتاة، إذا كان ناجحا وذا مركز مرموق..أو ذو مكانة علمية أو أدبية..ولا يعني هذا بالضرورة حب المال والماديات...إنما نجاح الرجل ونضجه يمنح الفتاة شعورا بالأمان..وكذا تميل الفتيات للرحل الجاهز..فالشاب اليوم وبسبب الظروف الاقتصادية المزرية..لا يحصل وظيفة ولا مالا ولا سكنا بسهولة.

النقطة الثانية التي تتسبب في وقوع الظلم أكثر على الزوجة الثانية، هي شخصيتها وشخصية الزوجة الأولى، فإذا كنتِ ضعيفة الشخصية، وطيبة لأبعد حد، او شكاءة بكاءة، فتوقعي الإهمال، ذلك أن الرجل ملول ويكره النكد والشكوى، ومتى ما وجد راحته وأنسه مع من تبهجه وتسعده صار ميالا إليها أكثر، فلا تمارسي وظيفة النكد و" الدراما كوين" وتتوقعي أنه سيعطف عليك، ويهتم بك، واعتبريها معركتك واستخدمي ذكائك، وأنوثتك وكيد النساء، لأخذ حقوقك، وحماية بيتك وزوجك دون الإضرار بالأخرى سواء كنتِ الأولى أم الثانية، فإشراقتك واعتناؤك بنفسك، هو من يجذب الزوج إليك، وليس البكاء والنكد والشكوى..

ولتكن الزوجةُ الثانيةُ وأهلُها على بصيرةٍ، فيحسنوا الاختيارَ، ويحذروا مِن الخديعة؛ فالزواجُ الثاني مباحٌ مِن غير قيْدٍ، ولكن لا بُدَّ أن تَتَوَفَّرَ في الرجل الذي يُريد التعدُّدَ عدة شروط؛ مِنْهَا: القدرةُ البدنيَّة، والماليَّة، وأَلا يَخَافَ على نَفْسِه مِنَ المَيْلِ، وعَدْمِ العَدْلِ؛ قال تعالى:﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ [النساء: 3]، فإذا آنَسَ الرَّجُلُ مِنْ نَفْسِه القُدْرَةَ البَدَنِيَّةَ والماليَّة، والقُدْرَةَ على العَدْلِ، أُبِيحَ له الزَّوَاجُ والتعدُّد. 

فإن لم يكن هناك غرضٌ صحيحٌ غير شهوات الدنيا؛ والتي أكثرها شهوة النساء، فهنا مَكْمَنُ الخطر؛ لأنَّ الزوج إذا شَعَرَ بعدما حقق مأربه أنه سيخسرَ بيته الأول؛ أبناءه، وزوجته، صار يتعللُ بالموازَنة بين المفسَدة، والمصلحة، وغالبًا يضَحِّي بالزوجة الثانية، ولا يعلم مِقدار الضرر العام والخاص الذي يُسببه.

هذا: أنه - سبحانه - أحلَّ تعدُّد الزوجات، ورخَّص فيه؛ لمواجَهة ضرورات الفطرة الإنسانية، وواقعيات الحياة؛ حماية للمجتمع مِن الانحراف، تحت ضغط الضرورات الفطرية والواقعية، لبعض الرجال والنساء التي يتعذر عليها الزواج كزوجة أولى، وقيد الله تلك الرخصة بما يحمي الحياةَ الأسرية مِن الفَوْضى والظلم، ويحمي كرامة الزوجة، ولم يترك ذلك لنَزَقِ الزوج وهواه.

والرجل الذي لا يتحمل تبعات الزوجة الثانية، لا يدخلها في عدم مرجلته.

الذي يريد أن يتزوج الثانية يجب أن يكون رجلا.. 

يتزوج، ويبني بها، ثم تضغط عليه الزوجة الأولى مع أولادها..فيقوم بإهمالها أو يطلقها..هذا ليس برجل..

لذلك أنا ضد الزواج من ثانية زوجا اشبه بالمتعة من دون معرفة الالتزامات وكذا تبعات هذا الزواج والمسؤوليات المترتبة عليه..

يتزوج الثانية ليقضي منها وطرا ثم يقول لها ”الله معك“هذا ليس برجل..

واعلمي أن حقك في الزواج من رجل يساوي حق الأولى منه بلا نقصان. إلا في أعرافنا الفاسدة.

فلا تجعلك نظرة المجتمع الشوهاء ”للزوجة الثانية“، تتكتمين على الظلم الذي يطالك، وأن تطالبي بكل قوة بحقوقك..

ختاما:

نستنتج من كل هذا أن التعدد لا يقدر عليه إلا رجل تام الرجولة، وأن الملتزمين عادة لايعددون، ذلك أنهم يخافون الله..لكن غيرهم يفعل..وهذا ما أساء لهذه الشرعة الربانية للأسف(سوء تطبيق أفرادها).

#شمس_الهمة



مذهبي في التعدد:

 مذهبي في التعدد:


حين توقفت عن الدراسة، عزمتني زوجة خالي إلى منزلهم..وقضيت معها أياما فكانت تسألني أسئلة غريبة..تمتحنني بها وتحاول معرفة طريقة تفكيري، فقد كانت عروسا جديدة تتعرفنا أول مرة..

وبسبب غبائي وقتها خمنت أنه مجرد تعارف بنات حواء..لكن اكتشفت متأخرا أنه كان لها من وراء ذلك مأرب آخر..

فقد كان لها شقيق معجب، يريد خطبتي..حتى أنه ذهب لمعرض الكتاب وجلب كراتين كبيرة ممتلئة عن آخرها..تركها مؤقتا في منزل شقيقته...وطلب منها أن تسمح لي بالقراءة أو استعارة ما يعجبني..اشترى الكتب فقط لعلمه أني محبة لها..وإلا فهو لم يكن من ذلك النوع الذي يصبر على فتح كتاب..

والممل في الأمر، أن غالب العناوبن التي اقتناها كنت قد طالعتها مرارا، لأنها موجودة في مكتبة الوالد(البداية والنهاية، إحياء علوم الدين، كتب الشيخ الغزالي "المعاصر"...)


سألتني عن كل شيء وقتها..ورحت أثرثر بلا توقف...ثم جاءت نقطة التعدد...ولا أدري كيف قادنا النقاش يومها لتلك النقطة بالتحديد...المهم أنني كنت ساذجة وقتها وأعبر عن آرائي ولا أخفيها، قلت لها يومها أن التعدد جميل..ويتيح للمرأة بعضا من الراحة والحرية والفسحة لتكتشف مواهبها وتنمي قدراتها بدل الدوران في فلك الزوج والمشكلات..

لتنتفض زوحة خالي على كلامي يومها، وتنعتني بأبشع النعوت..(يا لك من بلهاء، غبية، ساذجة لا تعرف من أمور الدنيا شيئا يذكر..)

دافعت وقتها عن وجهة نظري بصلابة..وحاولَتْ هي أن تجعلني أتراجع عن رأيي بشراسة منقطعة النظير..

وحين عجَزت عن اختراق رأسي اليابس وقتها..أصيبت بحالة أشبه بالجنون، هستيريا..ضحك..ثم بكاء..

لم أفهم وقتها سبب كل ذلك..وفهمته متأخرة جدا حين رفضت رفضا تاما أن أكون زوجة لشقيقها..وحين توقفت منذ ذلك اليوم عن استضافتي في بيتها...وأدركت بعد وقت طويل أنها كانت تخاف مني ومن أفكاري..تخاف على بيتها وزوجها وأخيها من السموم التي أبثها، والتي لو انتشرت فستقضي على الجميع....لقد كانت تعتبرني تهديدا مباشرا، وخطرا يمشي على رجلين!!

بعد تلك الحادثة قررت أن أخفي أفكاري، وأن لا أبوح بمعتقدي، خصوصا لمعشر النساء..فقد فوت علي عريسا بسبب غبائي..وسذاجتي المفرطة..

توجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، صرت أكتب في المجموعات المختلطة بلا خوف ولا تبرير ولا أضطر لإخفاء آرائي، أو اقتصاصها.. والظهور بشخصية غير شخصيتي..

قررت أن أكتب عن جمالية التعدد، وإيجابياته التي تغفل عنها النساء..وكنت شبه موقنة أن فتيات الفيسبوك المثقفات سيشكرنني على هذا الاكتشاف العبقري..

وفعلتها ذات يوم..وإذ بهجومات شرسة من النساء، واتهامات قبيحة بأنني أسعى لاصطياد عريس..وسب وشتائم بالجملة، وتبليغات على الحساب..حساب بات يشكل تهديدا للأمن القومي *النسوي*..وانتهت الضجة والبلبلة بفقداني لذلك الحساب إلى الأبد.

تعلمت وقتها أن ألزم الصمت في المجموعات المختلطة..وأن لا أجهر بآرائي كلها، حتى لا أفقد حسابي مرة أخرى..


اعتزلت المجموعات، وقررت أن انشر في حسابي الخاص فقط، بدون أن يظهر ذلك للعامة..يمكنني التنفيس عن مكنونات قلبي، وتساؤلاتي وخواطري، دون وصاية أو خوف من أحد..وحدث أن نشرت (في حسابي العائلي) يوما، قصة تقول أن عمر بن الخطاب كان ماشيا، فلقيه شخص يدعى ابن حنظلة، وسأله ان يخطب له "فلانة" ، فوعده سيدنا عمر بن الخطاب خيرا ومضى في طريقه، فلقيه مروان بن الحكم فطلب منه أن يخطب له "فلانة" نفس الفتاة التي سأله عنها الشخص الأول، فوعده خيرا ومضى، ثم لقي ابنه عبد الله، فطلب منه أن يخطب له "فلانة" وصادف أنها نفس الفتاة أيضا.

حينها توجه سيدنا عمر بن الخطاب إلى بيت الفتاة، ولما رآها أعجبته، فقال لها: خطبك اليوم مني فلان وفلان وابني عبد الله وأنا...فقالت مستغربة: أجاد أنت أم هازل يا أمير المؤمنين؟!

فقال لها: ليس في هذا الأمر هزل.

فأجابته قائلة: لقد اخترتك.

كتبت القصة وعلقت عليها وقتها ببراءة: "انظروا جمالية الدين، جمالية المجتمع وانفتاحه في عهد الصحابة الأخيار، لا يوجد تشنج، ولا عقد، ولا كلاكيع، ولا اتهامات ولا ظنون ولا تنمر..يحق للشيخ والكهل أن يحب ويعجب ويتزوج، ويحق ذلك للمرأة أيضا، ولو حصل هذا لواحد من الناس في زماننا لرأيت الألسنة الحداد، تعيره، وتتهمه في عقله ودينه ومروءته"


في الليل..جمعتنا جلسة سمر مع والدي ووالدتي واخوتي..وفوجئت به يطلب مني أن أحكي له القصة التي نشرتها بحسابي..

-أي قصة يا أبي؟أتسائل مستغربة تماما.

-‏قصة الفتاة التي خطبها الأب والابن معا...أجاب والدي

ورحت أنا أسرد القصة بحماسة البلهاء التي لا تعلم شيئا..أسردها وأقوم بتطويلها كي أنال استحسان والدي، وأمي تغمزني بكلتا عينيها، ترجوني فيها أن أتوقف..وأنا غافلة عنها تماما..

وحين أنهيت القصة، نظرت إلى والدي الذي كان مغتبطا جدا، ووجهه يكاد ينطق من السعادة، ونظرت إلى أمي واخوتي فوجدتهم متبرمين ساخطين من قصتي تلك، ونظراتهم تقول"ليتك تسكتين إلى الأبد"

بعدها قال والدي أفهمي أمك هذا الكلام..أفهميها أن التعدد شرعة الله..

حينها فقط أدركت المصيبة التي أوقعت فيها نفسي..والحرب التي ستشتعل في البيت بسببي..

والمهم أن والدتي خاصمتني لمدة شهر نتاج فلسفتي الزائدة.

ولم أتمكن من مراضاتها إلا بشق الأنفس، ووعد مني بأن لا أفتح فمي إطلاقا في جلساتنا العائلية..


وبسبب ذلك كله، وقصص أخرى كثيرة، أصبحت أكتم مذهبي على طريقة الزمخشري حين قال:


إذا سألوني عن مذهبي لم أبح به ***و أكتمه، كتمانه لي أسلم..



#شمس_الهمة

تعدد الزوجات (زاوية نظر أخرى):

 

تعدد الزوجات (زاوية نظر أخرى):

وأنا صغيرة لم آخذ ثقافتي من الحياة الواقعية، بسبب عزلة أسرتي الصغيرة، فوالدي ربانا على الكتب، الكتب فقط، ولم يكن يسمح لنا بالاحتكاك مع العالم الخارجي، ولا يزال....فهو يحوط أسرته الصغيرة جيدا، لاعتقاده أن هذا هو الحل الأنسب للحفاظ عليها..
لن أناقش هنا صوابية هذا المسلك في التربية من عدمه، فقد تكلمت عنه سابقا في مقالي(ظاهرة انحراف وإلحاد أبناء الملتزمين)..
لكن ما أود قوله أني كفتاة صغيرة نشأت على الكتب والأدب ولم تعرف الواقع وقصصه، كنت أرى التعدد من جانب إيجابي فقط.
فمن تربى على كتب الأدب والكتب الشرعية، سيقرأ قصص تعدد الزوجات، وسهولة الحياة ويسرها، وأخلاق السلف، وأدب النساء وحنكتهن..سيعتاد على مصطلح التعدد ويتقبل الأمر، وقد يجده أمرا عاديا ومقبولا ومفيدا للمجتمع نساء ورجالا، ولا غرابة فيه، ولا شناعة..
ثم كبرت قليلا، وصرت أسمع قصصا من هنا وهناك عن سلبيات التعدد، فتحفظت حوله، بعدها صرت كغيري من أبناء هذا الجيل واقعة تحت تأثير الأفلام والمسلسلات العربية التي رسخت صورة نمطية واحدة عن التعدد في عقول الأجيال، ولعل الفيلم الجزائري"إمرأتان" ترك لدي انطباعا سيئا لا يمحى حول التعدد ومضاره..وصرت مذ ذاك التاريخ أنفر من هذا المصطلح كثيرا..وأعاديه..
الحياة ليست مثل الكتب للأسف...والواقع يقول أن الزمان تغير..والرجولة أضحت عملة نادرة...والأخلاق *نتعزى*فيها..
وفي أسرتي الصغيرة كبرت على تلميحات والدي ومزاحه بخصوص التعدد، وانزعاج والدتي وحزنها وغضبها من الأمر لدرجة تصور فيها والدتي أن الحياة ستغدو مظلمة والمستقبل مرعبا..وكأن أسرتي ستنهار بكلمة واحدة من والدي..
وكنت أكره هذا الأمر وأنفر منه، وأعتبر مزاح والدي واستخفافه بمشاعر والدتي بالظلم البين..
وكذا تعلق والدتي المرضي بوالدي وبنا كأبناء، وحبها لتملك والدي من الظلم والأنانية أيضا..
ثمة شيء غير صحيح هنا..لم يكن موجودا في زمن السلف..والكتب التي قرأتها!!
أتسائل أحيانا وأنا أرى غربة والدي والهوة الكبيرة الموجودة بينه وبين والدتي..
وأتفهم التعلق المرضي لوالدتي..وكل نساء جيلها..وذلك بسبب إحساسهن بعدم الأمان، ومخافة جور الزمان..فنساء ذلك الجيل بدون تعليم، بدون شهادة، ولا يملكن التصرف في حياتهن دون الاعتماد الكلي على الرجل..إذن فالتعلق المرضي هنا أسبابه واضحة.

بعدها شاهدت مسلسلا سوريا عائليا كئيبا(نسيت اسمه)، طوال الثلاثين حلقة أو يزيد، كانت الحياة في أسرة بطل المسلسل(بسام كوسا)، لا تطاق..زوج ظالم ومهمل...وزوجة مظلومة حزينة دوما ونكدية(جسدت فيها الممثلة "يارا صبري" دور المرأة العربية باحترافية).
وابن تائه ضائع بين أبويه..
عند اقتراب المسلسل من نهايته، تكتشف الزوجة والابن، زواج الأب بامرأة ثانية، الضربة التي قصمت ظهر الزوجة، وأشعلت غضب الابن الممثل "مهيار خضور"، الذي ذهب محتقنا غاضبا لمواجهة والده، وأفرغ وقتها جام غضبه، وعدد لوالده أخطاءه ومساوئه وتقصيره..
والأب متسمر يستمع مذهولا مصدوما..فقد كانت لغة الحوار منعدمة تماما في أسرته، وكانت تلك المواجهة فرصة أتاحت للأب أن يستمع فيها لرأي ابنه، ويعرف ما يدور بعقله، وما يحمله بقلبه تجاهه..
حين أنهى الابن الكلام..طلب الأب فرصة للدفاع عن نفسه، دون مقاطعة..وقام بدوره بإخراج كل مكنونات قلبه، ومعاناته..وغربته مع زوجته..
حديث الأب وقتها قلما نجد له نظيرا..فقد تعودنا شكاوى النساء فقط(ولست هنا أقلل من مظلمتهن أو أستخف بها أو أنفيها)، إنما الشكوى غالبا لا تصدر من الرجل..لسببين أولها أنه قوي، ويمكنه أخذ حقه بيده، وثانيها أن طبيعة الرجال تتأبى على التعبير عن المشاعر أو الشكوى..فالشكوى لغة الضعيف الذي لا حيلة له..
دور الزوج والأب المظلوم الذي أداه العملاق بسام كوسا ببراعة، يقول الكثير، ويلفتنا لزاوية مهملة تماما في تعاطينا مع المشكلات الأسرية..
الكلام الذي كتبه السيناريست وقيل على لسان ”بسام كوسا”، يجعلك تخجلين من نفسك كثيرا كإبنة، أو زوجة، وكأنثى أيضا..ولا يمكن لذلك الكلام، ألا يجعلك تحسين بما أحس به البطل من معاناة وغربة طيلة ثلاثين عاما من حياته..من دون أن يفهمه أحد أو يحس بمعاناته أحد في الكون..

يومها فقط عرفت تأثير الأفلام والمسلسلات والسينما في توجيه حياة الناس سلبا أو إيجابا..عرفت تأثيرها في غسيل العقول، وتشويه الفطرة..وقلب المفاهيم..
يومها شعرت بوالدي، وعرفت كيف يفكر وبم يحس..وعرفت كيف يحس الرجال الحقيقيون الآخرون..
ولا يزال ذلك المشهد مختزنا بذاكرتي..وعالقا بتلافيف دماغي...
كملاحظة صغيرة:(غالب الأعمال السورية تتناول التعدد بطريقة إيجابية، عكس المسلسلات المصرية، ربما لأن التعدد رائج في البيئة السورية، أو أعزو الأمر لكتاب النصوص السوريين، الذين طالما أبهرونا بنصوص واقعية جعلت الدراما السورية تتصف بمسمى الدراما الواقعية لأنهم *غالبا* يتناولون قصصا حقيقية من الواقع كما هو دون تشويه).

نعود لموضوعنا...وقد عرفنا تأثير الأفلام والمسلسلات في تشويه الواقع، وتوجيه أنظارنا وعقولنا لزاوية نظر واحدة قاصرة ومحدودة..
لا يمكننا رفض شريعة ربانية ومحاربتها بلا هوادة، في كتبنا ومجالسنا، ومقالاتنا...لمجرد أن التطبيق سيء، وأن الأفلام والمسلسلات أبرزت لنا النماذج السلبية فقط..
وإلا كان يمكننا أن نمتنع عن الزواج أيضا، لأن كل القصص المنشورة بالفيسبوك، وكذا غالب الاستشارات الأسرية تقول بأن الزواج سيء، ويجلب المشكلات، وينتج عنه الطلاق بكثرة..
كفوا عن الزواج اذن، لا تتزوجوا لأن كل قصص الزواج فاشلة!!
شقيقتي تزوجت وقد كانت وهي عزباء تقول أن كل الحموات شريرات، وكل شقيقات الزوج أفاعٍ سامة ينبغي اجتنابها..وكل أفكارها تلك كانت نتيحة القصص التي كانت تقرأها في صفحات المشكلات الاجتماعية بالفيس بوك..وكانت والدتي موقنة أن شقيقتي لن تحسن معاملة حماتها وشقيقات زوجها، رغم أنها ربتنا على الأدب والاحسان لأهل الزوج..وحين تزوجت شقيقتي..ذهبت كل أفكارها السلبية أدراج الرياح..وهي الآن تحسن معاملة حماتها وشقيقات زوجها، وتعتبرهم مثل أهلها تماما..وحين نمازحها ونذكرها بالأفكار التي كانت تحملها، تضحك وتقول أنها كانت مخطئة في التعميم..
نفس الأمر مع كنتنا التي كنا نظن بها السوء بسبب القصص التي نسمعها هنا وهناك عن بنات اليوم..
وحين عرفناها حقا، خجلنا من النظرة المسبقة التي كنا نحملها..

ربما ما يحكمنا في هذه المسألة وغيرها تمثلات تسربت إلى أذهاننا من تجارب الآخرين، وأصبحت توجهنا إقداما وإحجاما، وكأننا نريد الشيء المأمونة نتائجه، فلا نلتفت إلى أننا بذلك نحرم أنفسنا من نعمة الاختيار واتخاذ القرار.

الإنسان الناضج لا يغفل الواقع وتحدياته، وعراقيله، ويعيش في صومعة وبرج عاجي وأفكار مثالية حالمة صنعها في خياله..ولا يستسلم لمشكلات الواقع، وتحدياته ويكف عن العيش فقط لأن الواقع سيء..
إنما غالب المشكلات نتاج عدم النضج والفهم والإلمام بالواقع، ونتاج عدم إلمام بالشرع وثقافة الحقوق والواجبات...
لذلك تنتفي المشكلات العائلية عند الأسر الراقية المثقفة..لأن هؤلاء يعرفون كيف تحل المشكلات وكيف تتم معالجتها بالطرق الصحيحة، بدلا من تعقيدها أكثر..

بالعودة إلى ملف التعدد، وما أثير حوله من كتب ودراسات وتحليلات..أبعدتنا كثيرا عن مقتضى الفطرة السوية الذي تراكمت حوله الكثير من الحجب..فمنعتنا من رؤية الصورة الحقيقية النقية..

قد أتفهم قول القائلين بأن التعدد مورس بشكل خاطئ طيلة عقود التخلف...بسبب جهل الرجال والنساء معا..
فالرجل لا يعرف أبجديات التعامل مع الأنثى، وقد يهضمها كل حقوقها، ثم يعدد عليها وقد يهملها أو يطلقها..
والمرأة الشرقية المظلومة بسبب ضعفها وقلة حيلتها.. تتعلق بالرجل تعلقا مرضيا أنانيا، ممزوجا بحب التملك..فتفقده إلى الأبد بسبب كثرة النكد والشكوى..التي تجعل الأخير يفر منها ويهملها..
وكل ذلك بسبب ضعف نساء ذلك الجيل، وإحساسهن بعدم الأمان..لأنهن لم يتعلمن، لم يحزن شهادة، ولا يمكنهن مواجهة الحياة دون الاعتماد الكلي على أزواجهن..

أما غالبية نساء هذا الزمن، فمتعلمات، ولهن شهادات، ويستطعن مواجهة الحياة دون الاعتماد الكلي على الرجل..فالمرأة الآن تسافر وحدها للدراسة، وتقطع الأميال، وتذهب للسوق، وتسوق السيارة...ووو
فما الداعي لكل تلك الأنانية وذلك التعلق المرضي الذي مارسته الأمهات لسبب وجيه، انتفى أو يكاد ينتفي اليوم؟!

قرأت كتبا كثيرة عن التعدد بلسان النساء، وقرأت كتبا أخرى بلسان الرجال..فما وجدت إنصافا ولا تفهما لا من هؤلاء ولا من هؤلاء إلا فيما ندر..

فالرجال يعتبرون التعدد حقا من حقوق الرجل دون فهم للواقع، ودون فهم لما تعانيه النساء.
والنساء يرفضون التعدد جملة وتفصيلا دون فهم طبيعة وحاجة الرجال، ودون فهم لحاجة أخواتهن النساء ممن ظلمتهن الحياة والظروف..

ما لا تعرفه هؤلاء الكاتبات أن نسبة 90٪ من الرجال يرغبون في زوجة ثانية، شئنا ذلك أم أبينا، وأن حب النساء طبيعة متأصلة في الرجال ولولا ذلك لما قال عليه الصلاة والسلام: ”حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء“.فحب النساء ليس عيبا..
وما لاتفهمه النساء أيضا، أن الرجل لا يكره أم أولاده حين يعدد، والتعدد لا يعني أن الرجل يكرهك..
فقلب الرجل يتسع لأكثر من واحدة، تلك طبيعة الرجال.

لن أقول أن قبول التعدد سهل بالنسبة للمرأة، ولا أنفي غيرة المرأة هنا، أوأطالب بإلغاءها على طريقة ”حديثات العهد بالتدين“، اللواتي يهاجمن النساء كل يوم..ويتهمنهن بالكفر والضلال لمجرد أن أولئك النسوة لا يقبلن أن يعدد عليهن أزواجهن..
ولكني أقول أن الغيرة نوعان، غيرة طبيعية فطرية مقبولة، وغيرة مرضية مرفوضة تماما..
يمكنك أن ترفضي أن يعدد زوجك، أو أن تشترطي عليه ذلك، أو تتطلقي منه في حال علمت من نفسك أنك لن تقدري على هذا الأمر..يمكنك كل ذلك وفق ما يتيحه الشرع..
لكن المرفوض هو التعلق المرضي، والأنانية وحب التملك الذي يجعلك غافلة عن تفهم طبيعة الرجل وحاجة زوجك، و بنات جنسك ..
والمفروض أن لا تهدمي بيتك، لمجرد أن الله كتب عليك ذلك، جميل أن تحافظي على بيتك، جميل أن تحافظي على زوجك..لكن في حال عدد عليك، أرجوك لا تكرري أسطوانة جيل الأمهات، وتنكدي على زوجك ونفسك وأطفالك الحياة..فما جعل الجيل السابق من النساء يتعرضن للإهمال والطلاق والظلم، جزء منه ظلم الرجل، وجزء منه غباء الزوجة ونكدها في هذه الحالات..فالشكوى والنكد لن يعيد إليك زوجك، بقدر ما قد ينفره منك، وبالتالي يؤدي بالزوح إلى هجرك وإهمالك أو تطليقك..
دائما أقول أن نساء الزمن الماضي كن يجهلن طبيعة الرجال، وسيكولوجية الرجل وكيف تأخذ المرأة حقوقها وتحافظ على بيتها دون اعتماد أسلوب النكد...بل يجب أن تستخدم ذكائها وأنوثتها وتهتم بنفسها، فهذه هي الطريقة الأنجع لكسب قلب الزوج..

كل تلك الأسباب التي ذكرتها، يضاف إليها تأثير البيئة، فالبيئات التي يكثر فيها التعدد، يكون فيها الأمر عاديا أو أخف وطأة على المرأة، من البيئات التي لم تعرف ذلك..

هنالك توجه عالمي لسحق الرجولة، على حساب الأنوثة، موج هادر يسحب الجميع في طريقه،
نعم هنالك ظلم وقع ولا يزال يقع على النساء في الغرب، وظلم وقع على النساء العربيات في عصور التخلف في الشرق ولا يزال..لكن ردة الفعل العكسية المتطرفة، قد تمنعنا من رؤية الحق والوسط{ ألا تطغوا في الميزان}
لطالما أثبتت النظريات البشرية قصورها، كل يوم تأتي نظرية لتنقض أخرى...ونؤمن نحن بنظرية ما ردحا من الزمان ونعتنق مبادئها، لأن ضوء شعاعها كان يسطع لدرجة تمنعنا من الرؤية الجيدة، ثم يتكشف عوارها وخطؤها، فنكفر بها بعد زمن..
المطالبة بحقوق المرأة ردة فعل عكسية على ظلم حقيقي موجود، وعليه ستكون متطرفة، وبدل المناداة بالحقوق فقط، فلنحذر من أننا قد نتجاوز ذلك إلى انتهاك حقوق الغير...والدوس عليها..

أما الرجل الحقيقي، فهو الذي يستطيع أن يفرض نفسه، وكلمته، وهو الذي يتفهم طبيعة المرأة ويحسن التعامل معها في كل أوقاتها، ومن يستطيع أن يسوس امرأة واحدة، يستطيع أن يسوس أربعة، وقد كانت الروم فيما مضى لا تُمَلِكُ شخصا حتى يتزوج، فإن ساس زوجاته، ملكوه عليهم..
فمن يتمكن من سياسة النساء..يتمكن من أن يسوس دولة.

#شمس_الهمة

تأخر زواج الفتاة

 علماء ودعاة اليوم حين تسألهم الفتاة أو المتصلة عن تأخر زواجها، يغمغمون ويهمهمون ثم يقولون لها ابتلاء يا أخية، ماذا نفعل لك نحن؟

وربما تعاطفوا فذكروا لها أسباب تأخر الزواج فربطوه بالمعاصي والذنوب والتقصير في العبادات ووو، كل شيء ، يقدمون لها كل الأسباب المتخيلة من عقولهم، إلا دراسة اجتماعية نفسية تربوية دقيقة.

ولا يكلف أحد هؤلاء نفسه بسؤال الفتاة عن نمط حياتها، وسلوكاتها فلربما استشفوا منها السبب الذي تجهله المسكينة.

وعجبت كل العجب وأنا طفلة لسائلة تقول للشيخ أنا وأخواتي سبعة فتيات جميلات ملتزمات لم يطرق بابنا أحد، فهل نخرج للعمل، فأجابها الشيخ الفهامة قائلا: لاااا تمتهني نفسك يا أختاااه

أنت لا تذهبين للخطاب، بل تبقين معززة مكرمة والخاطب يأتيك لعند بابك.

وأنا صغيرة خمنت أن سبب تأخر زواج السائلة وأخواتها أنهن لا يتمتعن بعلاقات اجتماعية صحيحة وصحية، وربما يعزلهن وليهن عن المجتمع أو يعزلن أنفسهن، فلماذا لم يتنبه الشيخ لهذا، ولماذا لم يطرح أسئلة أخرى على السائلة؟

وربما سألت أخرى نفس السؤال وكانت عكس أولئك البنات تسرف في الخروج، وهذا أمر ينفر الخطاب أيضا، وأعرف في قرابتي خمس فتيات من البادية لم يتقدم أحد لخطبتهن بسبب إسرافهن في الخروج على غير المتعارف عليه بسبب وفاة والدتهن التي كانت تعمل لإطعامهن وكسوتهن، وكن يرتدين الجينز والسراويل الضيقة في بيئة لم تعهد هذا من قبل.

ومع ذلك كن يجهلن السبب في تأخر زواجهن حتى لفتتهن امرأة إلى السبب الحقيقي فاحتشمن في لبسهن وتزوجن.

هذه الفتاوى المعلبة التي لا تراعي المجتمع ولا خصوصيات الأفراد والمجتمعات تزيد أوجاع الناس.

هذا بالإضافة أنه كلما طرح موضوع الزواج، إلا وقال المشايخ أن كل شيء تبذل له الأسباب إلا الزواج.

ويعتبرون كل سعي في الأمر قدحا بالتوكل على الله.

بينما كان السلف يخطبون لبناتهن.

وإلى وقت غير بعيد كان السلف إذا سمعوا برجل لديه بنات جاوزن سن السادسة عشر يدقون ناقوس الخطر، ويقوم الإمام بالنداء في المسجد أن هذا فلان لديه بنات للزواج لمن يرغب في تزويج ابنه.

فما بال مشايخ اليوم لا يحسنون سوى الفتاوى الجاهزة؟

#شمس_الهمة

نجم ع الفبس بوك وبعد؟!

 نجم ع الفيس بوك وبعد؟!


ادمانك للفيس بوك، ولأصدقاء الفيس بوك، هو نتيجة للشعور بالوحدة، والضعف، واللاجدوى في واقعك الحقيقي.

جميلة جدا هي تلك النقاشات الجادة والهادفة، جميل جدا ذلك التلاقي الذي ينتج عنه العصف الذهني.

جميل هو ذلك الشعور أنك مشهور، ومميز.

لكن صدقني، وصدقيني

كل ذلك لن يدوم..

فكل شيء يجب أن يكون بقدر..

فبالنهاية سيمضي الجميع، ويتألق البعض، وينجز البعض الآخر

بينما تبقى أنت قابعا في مكانك...بدون انجاز على الأرض.

“انشغل بأهدافك أولاً ثم انشغل مع أهداف الاخرين 

لتكن لك أهداف ورؤى خاصة بك 

أهداف لك وحدك , تسهرك إذ ينام الاخرون , تشغلك إذ يغفل الاخرون , ترشدك إذ يتيه الاخرون .” 

― سعد سعود الكريباني, كيف أصبحوا عظماء؟!

#نجم_ع_الفيس_بوك

#شمس_الهمة

روتين العيد(2)

 من قلب الحدث:


تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأعصاب المشدودة، وتلك المناوشات بين الأشقاء حول الأمور الصغيرة، وإصرار كل فرد أن يتحمم ذلك اليوم متسببين بأزمة عالمية😌


تلك الأواني والصينيات الدبقة التي تتركها شقيقتك لآخر يوم مع أنك نبهتها لتلملم حلوياتها قبيل العيد، لكنها لا تفعل، واضافة أنك لا تتركين عملك بدون اتمام، وتنظفين مخلفات مخبوزاتك لوحدك، فأنت وبحكم الأخوة ستضطرين لتنظيف تلك الأواني الدبقة مجددا ليلة العيد😂


اخوتك الذكور الذين لا يتذكرون كي (قمصان الصلاة) سوى ليلة العيد، ويحاولون رشوتك (بفاميل)، وبحكم أنك حنونة تتركين الاهتمام بنفسك وتقومين بكي الملابس، وكل عيد تحلفين أنك ستتركينهم يعتمدون على أنفسهم، لكن بعد تفكير تجدين أن الليلة غير مناسبة لتركهم يحرقون ثيابهم.


 مظهرك أنت وشقيقاتك بماسكات التجميل، تلك الخضراء التي تجعل منك كائنا فضائيا، أو ربما السوداء التي تجعل منك وحش مجارير، وهستيريا الضحك والتعليقات من اخوتك الشباب.


الأرضيات التي تنتظر المسح بعد الإفطار، الحلويات التي تحتاج التعسيل مجددا، الأواني الفخارية التي تنتظرك بفارغ الصبر لتنظيفها وترتيبها.


شقيقك الذي يبحث عن فردة حذاءه الجديد، والآخر الذي يبحث عن جواربه البيضاء.

والدك الذي يطلب تزرير القميص....وخياطة ثنية صغيرة تحد قليلا من طول البنطال.


انقطاع شبكات الجوال، وتداخل المكالمات الذي يجعلك حانقة وغاضبة، وأنت تحاولين أن تسابقي الزمن لتكوني المبادرة بتهاني العيد لجميع الأحباب، لكنك لا تتمكنين من تهنئة الجميع.


ثم وحين تقررين النوم أخيرا عله يعوضك تعب اليوم، تتسلل إليك قهقهات شباب الحي الذين يسهرون حتى الصباح، والأطفال الذين يحلو لهم الصراخ ليلة العيد، وحركة السيارات والدراجات النارية التي لا تتوقف إلا قبيل الفجر بقليل.


تقولين كل عام أنك ستتفادين حدوثه العيد القادم اذا كتب الله، لكنه كائن دوما وسيكون، وبدونه لن يكون ليوم العيد طعم، لن يكون هنالك ذلك الاحساس العارم بالفرحة لولا ذلك التعب ممزوجا بالضغط والسهر والتوتر، والذي ينسى تماما فور لقاء الأحبة.❤💕


عسى الله أن يرفع عنا هذا الوباء، ونجتمع مجددا مع الأحباب، والله اشتقنا.


#شمس

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...