الأحد، 6 فبراير 2022

الكتابة أمانة

 لا أخفيكن أنني عزمت حذف تطبيق الفيس بوك نهائيا، والرغبة في عزلة طويلة هذه المرة..

اكتشفت أني هشة جدا، بقلب ساذج يسهل خداعه بسرعة..بقلب يخدش بأقل الأشياء..

مجموعة خاصة للكتاب الشباب، كنت عضوة بها..وطرح موضوع المرأة..فوجدت من هؤلاء اعتدالا وإنصافا..

فسألتهم لماذا لا يكتبون مقالات في ذلك؟

فكان ردهم أما على الفيس، فلا..  نحن نتعرض للتصنيف والاتهام بالنسوية والتمييع ووو.

فصدمت..

وأنا التي كنت أحارب في كل الاتجاهات، وأتعرض لصنوف الأذى..وأحمل شعار " كتمان الحق خوفا من تهمة التشدد، ككتمانه خوفا من تهمة المسلم الكيوت، ككتمانه خوفا من تهمة النسوية”.

لكثرة ما أوذيت كان يخيل إلي أحيانا أني المخطئة، أني أحمل السلم بالعرض وأمشي به بين الناس..

شعور أنك تحارب لوحدك، دون كلمة، دون دعم، ودون سند أو حماية، شعور سيء..

وشعورك بالضعف والهشاشة، يفاقم آلامك..

فأنت تعودت دوما على الحماية من الأسرة، والد محب عطوف، وثلاثة أشقاء يعاملونك معاملة الأميرات، ويحفونك ويظللونك بأجنحة الحب والأمان..

وكما يقول بيت الشعر:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له🍁🍁وتتقي صولة المستأسد الضاري!

فرط الحماية يجعلك أضعف...خروجك قليلا عن جو الفقاعة المعقمة..يجعلك عرضة للخطر، والإصابة بالأمراض الفتاكة أكثر من غيرك.

 ما نتحمله على هذا الفضاء من إساءات وعنف لفظي، لم نجابهه يوما في حياتنا الواقعية، إلا فيما ندر.

سهولة التعرض للأذى خلافًا للواقع، يتحفز الفارغ لحفر ذهنه بذكر نقدات متكلفة؛ يرضي نفسه بأنه تفاعل وقدم شيئًا.

‏كل شيء هنا يغري بأذية الآخرين.

كل يوم أرهق صويحباتي المقربات برسائل الشكوى، أبكي من رسالة فتاة حاقدة، أبكي من ردود عنيفة غير مؤدبة، أبكي من هؤلاء الذي يقومون بالتشهير بي على قنوات التلغرام خاصتهم..

قد يستغرب الناس مدى هشاشتي حين أقول أنه قد يمرضني تعليق لأيام..أو أسابيع..لكني والله أمرض لهكذا سبب.

كل هذا يجعلني أرغب في الفرار، والاستسلام..لم أعد أقوى على التحمل..

ثم تأتيك رسائل أخرى تربط على قلبك، وتؤيد فكرتك، وتقول لك شكرا لقد تكلمت بالنيابة عني..

فتاة بعثت لي برسالة صوتية تقول فيها "يا إلهي لقد كتبتني في قصتك *أين اختفت الصالحات؟* لقد كتبتني في كل سطر"، شكرا لأنك فعلت.

صديقتي المقربة تبعث لي بحروف من نور، حروف لو تمكنت من احتضانها لفعلت..

والدي ذكر أن محمد إقبال * حسبما أذكر* كان يحاضر على الهواء، فسمع الحاضرون صوت إطلاق النار، وأمروه بأن يجلس ويطأطئ رأسه، لكنه ظل واقفا شامخا وقال:” إن جلست أنا من يقوم؟!“


يقال أن من أقوى دوافع الكتابة أن تتحدث عوضًا عمن لا يستطيعون ذلك.

أن تحكي قصص الذين أُرغموا على السكوت، أن تتحدث عن جميع الأحداث السيئة في تاريخ العالم وعما يحدث إلى يومنا هذا. يجب أن تنقل حقيقة تلك الأمور.


- كل موضوع محظور لم يُناقش وكان يُرى أنه ممنوع، هنالك من يرتبط به ويعيشه، ولكنه لا يستطيع التحدث عنه ولا البوح بما يمر به. جميعهم متلهفون لأن يتحدث أحدٌ عنهم ويوصل معاناتهم وصوتهم.

هذه هي وظيفة الكاتب..حتى لو حصل له الضرر من وراء الكتابة.


الكلمة أمانة، والكتابة أمانة.

الكل يتوكأ عليه، الكل يلقي إليه بأحماله، كل يوم يزداد الحمل على كاهله وطأة..

فلا هو يتحمل كل هذا العبء... ولا هو قادر على إلقاء العبء..

هنالك وظائف في الحياة غير قابلة للاستقالة!!


#شمس_الهمة


رجل له ماض

 رجل له ماض:


المرأة تخاف أن يكون معها جسدا وقلبه وروحه بعيدا عنها مع تلك المرأة السابقة..

الرجل الذي تؤثر فيه امرأة سيكون إيجابيا مع كل النساء بعدها..

نتكلم عن الرجال الحقيقيين..

لا يمكن لرجل حقيقي أن يجلب الماضي لحاضره..لكي يجرح قلب زوجته الحالية..

الرجل الذي هذبته امرأة، سيكون أفضل الرجال مع كل النساء..

طبعا ستبقى المرأة خائفة ومتوجسة، لكن هنا الدور على الرجل في إثبات عكس ذلك.

بعض النساء يحببن الرجل صاحب التجارب، لأن تجاربه ستعلمه كيف يتعامل مع المرأة، وكيف يعاملها بشكل جيد.

لا تطلبوا من الآخر الإفصاح عن ماضيه، لأن الذي يسأل، غالبا لا يغفر..الذي يسأل يريد أن يحافظ على كبرياءه، فلو قالت له المرأة لدي ماض، سيشعر أن كبرياءه جرح.

 ‏وهذا غالبا لا يغفر لأن كبرياء الرجل يمنعه من أن يغفر، فالرجل يريد أن يكون الرجل الأول والأخير في حياة المرأة التي يحبها..

 ‏كذلك المرأة وهذا حق للاثنين..

 ‏أما المرأة التي تسأل الرجل عن ماضيه، فلا نقول لن تغفر، لكنها غالبا ستتعب قلبها بنفسها..

 ‏فأنت لكي لا تجرح كبرياءك لا تسأل..وأنت كي لا تتعبي قلبك لا تسألي وعيشوا.

#سعد_الرفاعي

يمكن أن تتغير ملامح المرء مع مرور الوقت...يمكن لطريقة تفكيره أن تتغير أيضا..

لكن القلب ...يمكن أن يبقى أصيلا إلى الأبد..

يبدو أن شخصا مثل هذا يمتلك قلبا في غاية النقاء والطهر..

ألن يكون هذا جديرا بالسعي من أجل الفوز به؟

قال أحد الفلاسفة: لم أرى حقا أشبه بباطل، ولا باطلا أشبه بحق كالعشق..

يكون باطلا إذا تلاعب الشخص بقلب من يحب..

ويكون حقا إذا انتهى بهما المطاف أن يبقيا معا إلى الأبد..


عاطفةvsعقل

 


بنات أحتاج آراءكن:


هنالك صديقتان حميمتان:

الفتاة الأولى تحب الأندلس، تحب الشعر، تعشق الخيول وصورها، رقيقة القلب والشعور، تتذوق الأدب وتحسنه..وهي عاطفية جدا، وترغب بالزواج من شخص يفهم هذا ويقدره، ويلمس عاطفتها، ويحبها، وتحب أن يسمعها كلام الغزل والشعر ويتابع نفس اهتماماتها..

في المقابل الفتاة الثانية، تستسخف مشاعر الحب...لا تحتكم إلى العاطفة..وهي من النوع العملي(1+1=2)

ولا تومن بأن الحب وحده يكفل النجاح للحياة الزوجية، تؤمن أن الزواج معادلة وأن الحب أحد أركانها فقط، وبه أو من دونه إذا اكتملت باقي شروط معادلة الزواج، فإن الزواج سينجح حتما..

لكن القدر يا بنات كان معاكسا لكليهما...فالفتاة العاطفية كان كل خطابها من النوع العقلاني الذي لا يجيد لغة المشاعر، لذا لم يملأ أي واحد منهم قلبها وعقلها..ولم يتمكن من ملامسة عاطفتها وشغاف قلبها..كانت تتألم جدا حين يتقدم لها خطاب من ذلك النوع، وتحلم برجل على مقاس القلب والأحلام..رجل يقول لها الشعر، ويجيد الغزل، فتذوب فيه وتحبه..

أما الفتاة الثانية فمشكلتها كانت مع الخطاب العاطفيين، كان القدر يضع أمامها -من تحب صديقتها صفاتهم-

رجال يعشقون الأندلس، ولادة وابن زيدون...يترنمون بشعر الغزل...يعشقون الجياد..وشوارع غرناطة وقرطبة، يعشقون الجمال أينما كان..

لكنها كانت تكره الرجال العاطفيين، تعتبر ذلك ضعفا في الرجل، تحلم برجل قوي الشكيمة، يحمل فقط هموم الأمة، ولا وقت لديه مع تتبع أشعار الغزل وغيرها..كانت تستسخف تلك المشاعر..ولا تتخيل نفسها زوجة لرجل محب يقول فيها شعرا، فلا تقدره قدره..كانت تخاف جدا من هذا الأمر...

وكانت كلما تقدم لها خاطب من هذا النوع، تتمناه لصديقتها تلك..تقول لها إنه يناسبك أكثر مني...يا إلهي إنكما متشابهان جداا..

وعلى العكس كلما تقدم لصديقتها خاطب ونفرت منه، وحدثتها عن صفاته، وجدته من النوع الذي تميل إليه هي..عقلاني، عملي..يعرف جيدا ما يريد..

ثم بعد كثير من الخيبات التي تعرضتا لها مع الخطاب(الذين قالتا أنهم غير مناسبين)..وجدتني (أنا) أفكر في  أمرهن..وجدتني أفكر في الفتاة العاطفية، كيف بها لو تزوجت شخصا عاطفيا مثلها، هل يستقيم أمرهما؟

هل تنجح مؤسسة الزواج بشخصين متشابهين يحتكمان إلى العاطفة؟

ثم أخلص بنتيجة أن ذلك الخاطب العقلاني، يناسبها ويكملها أكثر ربما..لذلك لم ينجذب لها أشبابها

وانجذب لها فقط ذلك النوع (العقلاني).

وفكرت في الفتاة العقلانية، هل يستقيم أمرها مع شخص عقلاني، متبلد العاطفة مثلها؟!

هل تنجح مؤسسة الزواج بزوجين عقلانيين، وكيف يتصرفان في مستقبل الأيام، ومع الأطفال بالذات؟

ثم أخلص بنتيجة أن ذلك الخاطب العاطفي، ربما يناسبها ويكملها أكثر..لذلك لم ينجذب لها الأشخاص العقلانيون..ووضع القدر أمامها فقط أشخاصا بقلوب رقيقة.


هل الاختلاف لهذا الحد(التناقض إن صح التعبير)، صحي، أم لا؟!

أنتم ما رأيكم؟


كيف تعززين رجولية الرجل بدون أن تخسري، وبدون أن يستغني عنك:

 كيف تعززين رجولية الرجل بدون أن تخسري، وبدون أن يستغني عنك:


والدتي اعتمرت مرة رفقة نسوة من العاصمة، فحكت لي تفصيلا لفتها أبدأ به مقالي هذا، قالت والدتي أن تلكم النسوة، قلن لها أنهن هن من يصرفن على البيت، يقدم لها الزوج المرتب كاملا وهي تتولى مهمة الإنفاق والتسوق ووو...ولاحظت والدتي أنهن يمنعن رجالهن من القيام بأي مجهود يذكر، فإذا حمل الرجل شيئا ثقيلا توجهت إليه زوجته تؤنبه على ذلك، وتتولى المهمة بدلا عنه حتى لا يتعب ولا يمرض، لأن صحته لا تسمح-على حد قولهن- ..وذكرت والدتي أمورا كثيرة من هذا القبيل لا أريد ذكرها كلها..

والدتي استغربت ذلك، وأدركت أن والدي يعاملها كملكة، فهو يتولى الانفاف، والتسوق، وحمل الأثقال، وإصلاح الأمور التي تحتاج إصلاحا...في مقابل قيام والدتي بأمور المنزل كالطبخ والغسيل وغيرها..

موقف آخر أذكره في بداية مقالي، حدث أمام ناظري، كنت مرة رفقة قريبي وزوجته بالسيارة عائدين من رحلة تزلج في جبال الشربعة، كانت الساعة العاشرة ليلا، لكن قريبي تاه في شوارع البليدة ولم يتمكن من إيجاد طريق العودة، رغم أنه زار البليدة مرات كثيرة.. 

زوجته ولأنها تحفظ المولات ومراكز التسوق، كانت تحفظ الطريق جيدا لذا راحت تملي عليه، وهو يتجاهلها ويستمر في البحث والسير دون جدوى، ولكم تمنيت يومها أن تسكت، فقد أحرجت رجولته، وآذته من حيث أرادت أن تساعده...وبقينا ندور وندور حتى الواحدة ليلا حينها استسلم وطلب مساعدتها، وتمكنا أخيرا من إيجاد طريق العودة إلى الديار.


في هذا المقال سأتكلم عن نقاط مهمة استلهمتها من كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة..

كيف تعززبن رجولية الرجل، دون أن تخسري، وأخطاء يلزم أن تتجنبيها حتى لا تكوني الضحية..

- كونك أصبحت امرأة عاملة وتسوقين السيارة لا يعني أبدا تبديل الأدوار مع الرجل والاعتداء على ما اختصه الله به، فتصبح النساء مسترجلات، والرجال يأخذون دور النسوان.

- زوجك مثلا غير مقتدر ماديا، أو مرتبه أقل من مرتبك، لا تدفعي ثمن مشوار عزمك عليه، اتركيه يدبر أموره، لا بأس أن تمشوا على البحر، في الحديقة، أي شيء ليس فيه مال..المهم أن تكونا معا وتستمتعا..

فليست وظيفتك أن تدفعي، وليست مسؤوليتك..

- لا تقولي له أنني أعمل، وأشاركك المسؤولية، وهذه الأسطوانة المشروخة، أنت هكذا تنتقصين من رجوليته، وتهينينها، تفعلين ذلك حتى يقدرك أكثر ويقدر تضحيتك ومجهوداتك..لكن العكس تماما سيحدث لك.

نعم أنت تبحثين عن التقدير، أن يحس بما تقومين به، لكن لا تفعلي، اختاري معركتك جيدا..

اتركي له مهمة الانفاق على البيت، حتى لو كنت عاملة، خصصا مبلغا معا، هو يقوم بإدارته..

ستقولين مادخل رجولة الرجل بدفع المال من جيبه؟

سأقول لو فهمت تركيبة الرجل ستفهمين أن الرجل كلما أحب نفسه، ووجد الاحترام..ستكونين أنت ملكة بقلبه..على عكس لو أهين أو انتقص منه..

فكيف يمكن لك أن تنمي وتغذي وتعززي الأنا لديه؟وفي نفس الوقت تحافظين على قوة شخصيتك وعلاقتك معه..

أول سؤال يسأل للرجال في المجتمع هو ما وظيفتك، ما عملك، مركزك الاجتماعي، دخلك المادي؟

فإذا توفرت هذه الأمور للرجل أحس أنه ملك..دورك هنا أن تجعليه يتأكد أنه رجل كامل.

- اطلبي نصيحة الرجل دوما إذا كنت بحاجتها، أو لست بحاجتها ..حتى تحسسيه بقيمته ورجولته..فإذا أحس أنه ملك بعينك..لن برغب في أن يخسرك..حتى لا يخسر الصورة الجميلة التي جعلته يراها عن نفسه.. 

- ‏لا تمارسي دور الطرزان بالعلاقة الزوجية..تمكنت من إصلاح الغسالة لوحدك في غيابه، أوكي تمام، لا تأتي لتخبريه بذلك وتتفاخري به أمامه..

أنا قوية يمكنني الاعتماد على نفسي، وأحسن القيام بكل المهام، ‏أنت هنا دون شعور منك تنافسينه على رجولته..

- مصباح يحتاج لتغيير، اطلبي منه ذلك بغنج-بغير صيغة الامر-، لا تقومي أنت بتغييره وهو موجود..

هكذا يحس أنك مقدرة لرجولته..ومعتمدة عليه..ولا يمكنك الاستغناء عنه.

- حين يستلم مرتبه ويقدمه لك، اشكريه، ثمني جهده وقدري التعب الذي يقوم به لأجلك..هكذا ستكسبينه أكثر..لا تقولي هذا واجبه ووو..

- ‏سمعت صوت خشخشة في البيت، لا تقومي أنت، بل اطلبي منه ذلك، وحين يعود حسسيه أنك لا تستطيعين العيش بدونه..وأنك تحسين بالأمان بوجوده..هكذا سيخاف عليك من نسمة الهواء..

- ‏تريدين أن تصفي السيارة، والأمر صعب عليك، لا تكابري، اطلبي منه ذلك إذا كان موجودا، قولي له أنه أفضل منك في ذلك، هذه الأمور يتقنها الرجال أكثر وهي من اختصاصهم، وبها يتفاخرون..وبذلك تعززبن الأنا بداخله.

- ‏إذا كنتما في السيارة، ومشيتما في طريق أنت تحفظينه وهو "مخربط" لا تملي عليه، اتركي الطريق يطول، إلا إذا طلب هو منك ذلك..

لأنه لو قلت له اذهب يمينا سيذهب شمالا، وإذا قلت له اتجه يسارا، سيذهب يمينا..الرجل دائما على صواب..طبيعة الرجال هكذا..

لا تعاكسيه، ولا تدخلي نقاشا أنت الخاسرة فيه بالأخير..

لا بهم أن تكوني أنت "صح" يلزم أن تكوني ذكية حتى تكسبيه..

- إذا كان يعاني مشكلة مع أصحابه في الخارج، وحكى لك..لا تصححي له..هو يريدك أن تسمعي منه فقط..

لا تحاولي أن تظهري أنك "مخ" ، حتى لو كنت كذلك..وإذا أعطيته نصيحة، قدميها بشكل غير مباشر حتى يعتقد أنه هو من وجد الحل..

حتى لا تأتي امرأة أخرى تحسسه أنه"فهمان"، وبهذا تكوني الخاسرة الوحيدة..


#شمس_الهمة




البساطة والبداوة

 رسالة وصلتني بعلبة الصراحة(لم أستطع تجاهلها)، أتمنى ردودكن حول الموضوع:


قالت لي احداهن أنا دكتورة، وتقدم شاب لخطبتي عبر إحدى معارفي واستأذن في الحصول على حسابي على الفيس بوك، لنتعارف قبل الإقدام على أي خطوة، فوافقت..

تقول أنه من خلال حديثه بدى شابا جيدا، يعمل بتجارة الأحذية، فعائلته مشهورة بهذه الحرفة أبا عن جد، ويكمل دراسته الجامعية بعد أن توقف عنها بسبب ظروف، ودراسته آداب..

من خلال النقاش وجدته ملما جدا بشتى المعارف ومثقف بشكل أذهلني، وواضح أنه نمى عقله جيدا..محافظ على الصلوات كما يقول عن نفسه، ولا يفوت صلاة الفجر..


ثم أراد رؤيتي، فدللته على مقر عملي، ذلك أن والدي طلب مني ذلك، فقد أرهقنا الخطاب للرؤية الشرعية، رغم أني أخرج للعمل ويمكنهم رؤيتي من قريب أو بعيد دون تلك الزيارات.

قدم إلى مقر عملي رفقة صديقه، فوجدته شابا مقبولا، لكن للأمانة لم يرضني هندامه كثيرا..فهو يهمل أناقته قليلا..

كتمت الأمر، وقلت أن العقلية أهم من ذلك كله...وربما حين أتزوج أغير فيه قليلا..

على الفيس كلمني أنه رضي بشكلي، ثم ذكر تفصيلا لم يذكره من قبل، استشطت له غضبا...ألا وهو أنه يسكن بالريف..وحين لمته على ذلك قال أنه لم يتوقع أن أكون متكبرة وأحمل تلك النظرة الشائهة حول الريف..فوضحت له أني أكره القرى الصغيرة، بسبب عقلية الناس هناك...لا أستطيع قيادة سيارتي..لا أتمكن من زيارة مدرسة قرآنية، ولا صالة رياضية..أولادي لن يكون لهم فرصة الالتحاق بمسبح أو فريق رياضي ووو..

بعدها هدأ، وتفهم موقفي، وقال أن قريته لا تبعد عن مركز المدينة كثيرا، ويمكننا فعل أي شيء نرغب به..والناس عندهم متفتحون...فليست قريته من مناطق الظل المعزولة..أو النائية..فقبلت بالءمر اطلاقا من تلكم المعلومات التي أخبرنيها.

بعد أسبوعين جاء لزيارة ثانية مفاجئة، ليسأل عني الناس بمدينتي، حتى يقدم على خطوة جادة..

وفوجئت به يزورني في مقر عملي..بنفس ثيابه التي جاء بها المرة الأولى..(بعد أسبوعين).

وحين خرجت من عملي، كانت هنالك شاحنة صغيرة من نوع (Toyota) تتبعني إلى باب منزلي..اكتشفت بعد ذلك أنها تخصه، وكان رفقة ابن خالته يتبعونني للحصول على عنوان بيتنا..

فانقبض صدري لذلك السلوك..ونفرت من الأمر..

وحين تحدثنا قال أنها سيارته، وأنها توقفت بهم في منتصف الطريق حتى حل الظلام..

فعقبت أنها سيارة مناسبة لفلاح أو خضار، وليست مناسبة للسفر الطويل، ولا للعائلة..

فغضب كثيرا، واعتبر ذلك تكبرا، وقال أنني حين أصبح زوجته سيقلني بها إلى العمل، وسألني إن كنت أقبل بهذا..فأجبته أنني أفضل المشي على أن أركب شاحنة خضر..

فأسمعني موشحا من الانتقادات، وقال أن الأوربيات يركبن مثلها ونحن الفتيات العربيات نتكبر..

وأنه لن يسمح لي بالذهاب إلى عملي ماشية، مادامت السيارة موجودة..

فغضبت وصدمت لطريقة تفكيره تلك..تفكير بدائي يحرم المرأة من المشي فقط لأن السيارة موجودة..

وماذا عن السعرات الحرارية بجسمي، وماذا عن فائدة المشي لصحتي؟ 

كيف يعقل أن أمنع من المشي، فقط لأن السيارة موجودة؟

وماذا عن بريستجي، ومقامي، كيف لدكتورة أن تركب شاحنة خضر؟

فقال أن هذه هي عقليته، وأنه يحب البساطة، لا الزوخ والفوخ..وأنه يملك المال، لكنه يفضل سيارته تلك على أن يقتني غيرها..ووو الكثير من هذا الكلام..

هذا علما أنني لم أشترط عليه نوع سيارة محدد، انما قلت له أفضل المشي على ركوب سيارة خضر.

وافترقنا لهذا السبب التافه.

فهل حقا أنا مخطئة ومتكبرة؟ وهل حقا البساطة تعني القبول بسلوكات بدائية؟

************

من وجهة نظري الشخصية:

لست مخطئة، وأنتما تنتميان لبيئتين مختلفتين..لذا هذه المشكلات متوقعة جدا.


تذكرت في هذا الصدد صحفيا سعوديا من الأثرياء، تزوج بفتاة أوربية، ويقوم بتصوير حياته اليومية معها، وتعريفها بثقافتنا، وعاداتنا...ما لفتني في الموضوع أنها تظهر معه بثياب مكشوفة جدا(ترتدي الشورت).

ولم يجد شيئا يعلمها إياه من عاداتنا، سوى أنه ألغى اسمها بالكامل، وقام بتكنيتها(أم تركي)، وعلمها أن تأكل الطعام بكلتا يديها بطريقة بدائية جدا، بدون شوكة ولا ملعقة..

تقززت كثيرا للأمر، كيف ترك تعليمها الحشمة على الأقل، (والتي هي من صميم عاداتنا)، وراح يعلمها أمورا تسيء لنا كعرب وتظهرنا بمظهر المتخلفين..

في إحدى حلقات برنامج سوار شعيب، أيضا قام المذيع "شعيب" باستضافة عارضة أزياء أوربية، وأجبرها على تناول الطعام بشراهة بكلتا يديها، وهو يقول (نعلمها عاداتنا، عاداتنا) طيب ما لقيت من العادات الحميدة سوى عادة أكل الطعام باليد؟ سبحان الله!!

(كملاحظة صغيرة لجناب المفتيات*ريحولي جمالكن*، لسنا بصدد مناقشة حكم الأكل باليد، وأنه موجود في الإسلام، إنما تقززت من الطريقة يضع الطعام براحة يده، ثم يقوم بضمها لتخرج بحجم البيضة، ثم يفتح فاه على مصراعيه مثل ثور في البرية، ويدخل اللقمة العملاقة إلى فمه بشراهة).


وتذكرت أيضا قريبة لي، حين قلت لها أنها تهمل نفسها، ونظافتها، فقالت أن زوجها يكره أن تتزين له، ويكره المكياج، ويحب البساطة، يحب رائحتها حين تكون معبقة برائحة دخان(الكوشة تاع العرب)، وحين تعصب رأسها مثل جداته..ووو الكثير من هذا الكلام الذي يعتبره هذا الزوج بساطة وأصالة.


قصة أخرى حدثت لوالدي حين انتقلنا إلى مدينة برتبة (دائرة)، كانت تعاني انقطاعات طويلة ومتكررة لمياه الشرب، لذا قام والدي بالتحدث مع الجيران لتقديم شكوى حول الأمر، لكنهم رفضوا تقديم الشكوى مبررين أنهم في الماضي كانوا ينقلون الماء فوق الدواب لمسافات طويلة، لذلك يجب أن نحمد الله على نعمة الحنفية، وكتر خير الدولة!!


قصة أخرى ترويها طبيبة قالت أنه عند الرؤية الشرعية جاء رفقة والدته التي جلبت كيلوغراما من السكر، لا ورد ولا شكولا، ولا باتيسري..تخطب طبيبة بكيلو سكر!!

وحين رفضت اتهمت بالتكبر!!


ربط البساطة والأصالة بالسلوكات المتخلفة والبدائية، دليل على عقل مكعب، وذهنية متخلفة، وهو غير مقبول البتة..هذا دليل أننا أخذنا قشور الحضارة، ونعيش بقيم جاهلية..فالانسان المتحضر يرتقي بأفعاله وسلوكه..والتحضر مطلب دعى له الرسول صلى الله عليه وسلم.

وربط التواضع بالرضى بالذلة، واستصغار النفس، والرضى بالدون من العيش خطأ فادح..


وفي هذا يقول شريعتي أن الفقر، ونمط العيش السهل المريح الخالي من التحديات والتعقيد، في أحايين كثيرة خيار وليس قدرا محتوما: 

”الزهد نوع من الاستحمار، لأنه يأمر الانسان ان يترك حقوقه الاجتماعية ،وحاجاته الطبيعية جانبا، ويقطع حبل الأمل منها جميعا ، ويبقي الانسان مرتبطا بحاجات بسيطة جدا ، لا تتجاوز حاجات الحيوان".*طبعا لا يقصد هنا الزهد بمعناه المحمود.


#شمس_الهمة


كوني أنثى حقيقية

 


نعم ينبغي لك أن تصبحي أنثى حقيقية..مارسي الرياضة، تعلمي المكياج والرقص والطبخ..

الرجل مهما كان ملتزم يبحث عن أنثى حقيقية.

التربية التقليدية قتلت الجزء الأنثوي بداخلنا وصورت لنا أنه عيب..وعززت أفكارا تزيد من موضع الذكورة لدى الفتاة...فأنتج هذا أجيالا من الملتزمات بصفة(بوعلام)، لا فرق بينها وبين الرجل سوى الحجاب الذي تضعه على رأسها، فتيات لا يجدن سوى العلم والطلب، والقراءة، لكنهم أميات في ميادين الأنوثة ومتطلباتها...لذا تجدين المتدينين يبحثون عن المتبرجات لأنه يعتقد أن المتدينة مملة، وليست أنثى حقيقية.

فالصورة النمطية الشائعة عن الفتيات المتفوقات بالدراسة والفتيات الملتزمات، أنهن بعيدات عن الحياة، لا يعرفن كيفية التزين، ولا يمارسن الرياضة، ولا يجدن الرقص، جديات أكثر من اللازم، ولسن مرحات.

و مع تجارب كثيرة لي مع البنات، وجدت فعلا أن الكثير من الملتزمات والمتفوقات دراسيا، لا زلن لا يفقهن شيئا في فنون الحياة، فكثيرات اعترفن لي أنهن لا يتقن كيفية وضع الآيلاينر، ولا المكياج، ولا يمارسن الرياضة، وأخبرتني أكثر من واحدة أنها لا تجيد الرقص ولم ترقص في حياتها ولا مرة!

فهل تعلم هؤلاء البنات وصايا السلف لبناتهن بالاكتحال(فأزين الزينة الكحل)، ويقوم مقامه في وقتنا الآيلاينر الذي يرسم جمالا للعين فيكبرها أو يجعلها صغيرة أو مستطيلة أو ....


الشغف بأمور أخرى غير العلم والكتب، والاهتمام بالارتقاء بالأنوثة، وتعلم الأدب، والاتيكيت، والرقة...والاهتمام بالرشاقة...يحب كثير من الرجال المرأة التي يشغل بالها أمور أخرى إلى جانب أسرتها، حتى وإن بدا من بعضهم عكس ذلك، المرأة المرحة، الذكية عاطفيا واجتماعيا، المرأة المتفوقة في عملها، المرأة التي تمارس الرياضة وتهتم بنفسها قد تثير الرجل كثيرًا.


فالفتيات اللاتي يحببنهم الرجال، واثقات، نشيطات، ويملكن قدرا كبيرا من الذكاء الاجتماعي، مدهشات لأنهن بعيدات عن الرتابة.


يعني حتى بدون محاولة الدوران في فلك الرجل أو إرضاءه او الرغبة في كسبه ...

فإن لنفسك عليك حقا...وخلقت أنثى، فعيشي أنوثتك دون مجاوزة، أو مبالغة..

القرآن قال عنا معشر الإناث{ أومن ينشأ في الحلية...} 

فلو تعلمت التانغو، أو الطبخ، أو اخذت دورة في تعلم المكياج، أو مارست الرياضة، او غيرها من الأمور، فهذا لن يقدح بالتزامك، ولن ينقص من قدر ثقافتك، ولا اطلاعك..


اعتقاد الفتاة انها مميزة ومختلفة، لأنها لا تعرف ولا تشارك بنات جنسها اهتماماتهن، شيء لا تمتدح به المسلمة السوية.

لذا مما بلغت المرأة من مراتب التدين والعلم والثقافة، غير أن الرجل ينجذب لأنثى حقيقية.


#شمس_الهمة

الاثنين، 24 يناير 2022

الكتوم (قصة قصيرة)

 

الكتوم(قصة قصيرة)

كانت في طريقها إلى المنزل عائدة من الجامعة، فلمحت أخاها المراهق ئو الثلاثة عشر عاما مع فتى ضخم الجثة وأكبر منه سنا، فهو يبدو في السادسة عشر من العمر...فانقبض صدرها وتوجست من الأمر..ليس هذا فحسب، فقد كان ذلك الفتى يرتدي المقطع من الثياب، والذي صار موضة هذه الأيام، ويرفع شعره كعرف الديك بتسريحة غريبة، كما يفعل فتيان السوء..
هرولت (حليمة) بخطى متسارعة، توازي دقات قلبها لتلوذ بالمنزل الآمن.
أسرعت إلى غرفتها
، فوجدت شقيقتها الوسطى(نور) في الغرفة، فغَلَّقت بابها جيدا، ثم التفتت إلى شقيقتها بكلام يشبه الهمس، مخافة أن ينتقل الكلام خارج حيطان الغرفة فتسمعه والدتهما..
- ما الأمر؟! ما الذي جرى لك حتى اختفى لون شفتيك، هل هنالك خطب ما؟!قالت (نور مستفهمة)
- شششش..ردت حليمة محذرة أختها من رفع صوتها بالكلام..
رأيت منظرا لا يسر، شقيقنا المراهق (بلال)، وجدته يجالس احد الشباب الأكبر منه سنا، وقد كانت أوصافه كيت وكيت، لم أرتح للأمر...تعرفين أن بلال كتوم جدا، ولا نعلم مع من يقضي وقته خارج المنزل...هو مجتهد في دراسته، والأول على صفه، يلزم دروس حفظ القرآن، ويحافظ على الصلوات في المسجد، لكن هذا لا يكفي...نحن لا نعلم أصدقاءه، ولا من يخالط، وهذا السن حساس جدا، أنا خائفة عليه..
- بلال كتوم جدا نعم، لكنني أعرفه جيدا وأعرف أخلاقه..ردت نور مطمئنة شقيقتها حليمة..
لكن حليمة لم تقتنع، كانت من النوع الذي يعتبر الشك وسوء الظن من الحزم، الجميع بنظرها متهم حتى تثبت إدانته، تعتقد ان الخصوصية مساحة ترتكب فيها الأخطاء والخطايا، تكره المسافات، وتعتقد أن من هم أصغر منها ضعفاء طيبون، وفريسة سهلة لرفقاء السوء..
تعتقد أن الكل يخطئ ويقع في المزالق، ماعداها...كانت تشك بالجميع وتتهم الجميع، لكنها لا تقبل ذلك على نفسها..فهي قوية الشخصية، ثابتة الإيمان، جاهزة فقط للأحكام الجاهزة...
عكسها تماما كانت شقيقتها نور، هشة وضعيفة، وكثيرة الأخطاء، تعتقد أن كل الناس أفضل منها، وتنظر لكل شخص بعين الإعجاب، وتتمنى لو كانت مثل هذا في صلابته، وذاك في إيمانه، وذاك في كفه عن النميمة ...وهلم جرا..
- سأقوم بمواجهته، لن أطيق الانتظار لأعرف..يجب ان نستنطقه ليتكلم، ونكثف مراقبته، ونفتش أشياءه، حاسوبه، ملابسه وجيوبه...فأبناء هذا الجيل لا يؤتمن جانبهم.. قالت حليمة.
-‏ تقصدين أنك تريدين التحقيق معه، هذا خطأ، أرجوك لا تفعلي، لم تسيئين الظن؟ نحن نعرف تربيتنا، ونثق بابننا، ولا شك لديه تبرير مقنع، أمهليني بعض الوقت لأتمكن من سؤاله بطريقة غير مباشرة.
-‏حسنا، لك ذلك، وإن كنت أعتقد أنه بدون جدوى، وستكلل مساعيك بالفشل..ذلك أن بلال شخص كتوم، لا يعرف المرء ما يدور برأسه الصغير ذاك...
قالت نور كلامها ذاك ولبثت أياما تحاول الاقتراب من بلال، وسحب الكلام منه، لكن بدون جدوى..كان قلبها مطمئنا، لكنها كانت تحتاج شيئا يؤكد شعورها ذاك..
ثم اهتدت لفكرة اللعب معه، كان عاشقا لألعاب الحاسوب، وكان والده يسمح له بساعة في اليوم فقط..لذلك عمدت نور إلى مناداته، وقالت أنها تريد تعلم لعبة المزرعة السعيدة، وكذا اللعبة التي يعشقها بلال كثيرا ، لعبة (ساندرياس).
استأذنت من والدتها لتمنح لهما أربع ساعات متواصلة على الحاسوب فوافقت أم بلال، شريطة أن ينهي واجباته المدرسية قبل ذلك..
بعدها لم تفعل نور شيئا طوال أربع ساعات سوى الضحك والمرح رفقة بلال، حتى نسيت تماما ما جاءت لأجله..
حين انتهت الأربع ساعات، جلبت نور قطعا من الكعك مع فنجانين من القهوة، وجلست بجانب بلال، وأخذا يتجاذبان الحديث حول ساندرياس وإحراز النقاط..ثم انعطف الحديث وأخذ مجرى آخر، حين سألت نور أخاها بلال عن كم العنف الموجود باللعبة، وعن حركات بطل اللعبة(سي جي)، ولماذا يرغب في الانتقام وقتل الناس؟
فحدثها بلال عن اللعبة، وعن مأساة(سي جي)، وأنه مكث سنوات في السجن بسبب الظلم الذي تعرض له من قبل مع الشرطة الفاسدة..
أخذ بلال يتحدث ونور تستمع فقط دون أن تقاطعه، تحدث عن الظلم، عن الفساد، عن ظواهر الأشخاص وبواطنهم، ثم قال:
- تعرفين؟ منذ أسبوع حدثني فتى يكبرني بثلاث سنوات، فتى من ذلك النوع الذي يشار إليهم بالفساد، فيهمزهم الناس، ويلمزونهم...شعر منكوش، سروال مقطع، سلسال على الرقبة، وشم في الذراع وهلم جرا..
في هذه اللحظة، أرعت نور كامل سمعها، وأرهفت كل حواسها، وجلست تنتظر المزيد..
واصل بلال سرد قصته، فقال أن ذلك الفتى جلس أمامه، وحكى له ضياعه، وأنه من بين كل أبناء الجيران توسم فيه خيرا، ويريد منه مساعدته...حكى له ظروفه ومأساته، والمشاكل التي يعاني منها مع بيت منهار، ووالدين منفصلين، ومشاكل لا تعد ولا تحصى..
وأنه لجأ بسبب كل ذلك إلى رفقاء السوء، فتعلم منهم كل منقصة، ويخاف على نفسه من مآلات هذا الطريق...لكنه لا يعرف كيف ينجو بنفسه، ولا كيف يسحب نفسه من شلة السوء تلك..
- بم أجبته؟ وكيف يمكن مساعدة هذا الفتى الطيب؟ قالت نور تريد سحب الكلام من أخيها، كان لديها ثقة به، وبنفس الوقت تخاف عليه أن يتورط مع أمثاله..
- ‏صحبة المسجد، وبعض الفيديوهات حملتها له من اليوتيوب ليسمعها، لا يوجد حل آخر..ولا أريد تمثيل دور الشيخ، فأتورط معه..لازلت في طور التعلم أنا الآخر، وأخاف على نفسي أيضا..
ذهلت نور من إجابة بلال، وراقها العقل الكبير الموجود بداخل ملامح الطفل البريء تلك، وراحت تطرح المزيد من الأسئلة.
- لكن هل تكفي حقا صحبة المسجد؟ أتمنى من الله أن يكون معه، الأمر ليس سهلا. إنه جهاد كبير.قالت نور
- ‏لقد عرفته على الشيخ، وقصصت عليه خبره، ولا أظن الشيخ سيتركه..إضافة أنه سيملأ وقته لحفظ القرآن في المسجد، ويتنافس مع أقرانه، علاقتنا مع الإخوة رائعة في المسجد، وتلك الروح التنافسية على الحفظ، تصنع جوا من البهجة، ينسيك العالم الخارجي تماما..أنا متفائل خيرا بذلك..(رد بلال)
*************
كانت حليمة ونور، تحملان هم الأخ الأصغر، بسبب خيبات سابقة عاشتاها مع الشقيق الأكبر الذي اعتنق العلمانية، والشقيق الأوسط الذي اختار التشدد..
كانتا مصدومتان تماما، فالواضح أن أبناء هذه العائلة من الذكور، سبب للهم والغم في أسرة لم تعرف سوى السعادة والهناء من قبل.
كانت الابتلاءات تتوالى على ذلك البيت الصغير، بشكل نسي فيه الوالدان أن لهما أربعة من الأبناء الآخرين، ينتظرون الرعاية والاهتمام، ومن يربت على مخاوفهم ومشاعرهم بحنان..
لقد ترك هؤلاء الأربعة للخواطر والهواجس تتآكل قلوبهم وعقولهم الصغيرة..
مضت الأيام تركل بعضها...غادر الشباب المنزل لأجل الضرب في الأرض، والبحث عن لقمة العيش..
تزوجت حليمة وفارقت المنزل، والتحقت الصغرى بكلية بعيدة..
وبقيت نور في المنزل رفقة الصغير بلال..
كبر بلال وأصبح شابا مكتمل الرجولة والبهاء...شاب كما يقول المثل السوري(أختو بتعشقو).
شاب هادئ، وسيم ، يلوذ دوما كعادته بالصمت..
ولم يتخل عن طبعه الكتوم، لدرجة كانت تسبب القلق لوالدته التي فجعت بأبناءها الآخرين..وكذا والده الذي لم يكن يكف عن استجوابه كل يوم، من دون أن يحصل على كلمة يطمئن بها على حاله..
أما نور فلم تكن أحسن حالا من باقي أفراد الاسرة مع بلال..ومع إحسانها الظن إلا أن المخاوف والهواجس لم تكن تفارق رأسها الصغير..كانت تخاف على بلال رفقة السوء، تخاف عليه أن يشبه مصيره، مصائر أخويه السابقين...تخاف عليه الإلحاد، والتطرف، وكل مشكلات الكون وتحديات العصر التي تتهدد هذا الجيل من الشباب...فتن متلاطمة كقطع الليل المظلم..
نور كانت تؤمن بثقافة الخصوصية، وفن المساحات، وكذا عدم مصادرة حق الغير في التجربة والخطأ..
لكن طبع بلال الكتوم، جعل قلبها لا يهدأ، وبالها غير مطمئن عليه..
إضافة انها كانت تحلم أن ترى بلال يشغل وقته بالنافع من الأمور، كانت تتمنى لو أنه يقوم بالتطوع في الجمعيات الخيرية كما يفعل الصفوة من الشباب، أو يلتحق بفريق كرة قدم يشغله قليلا ويملأ أوقاته الفارغة تماما، كانت تتمنى أن يكون من هؤلاء الذي يفتحون كتابا، فيفتح لهم آفاقا من الفكر، ويربت على حيرتهم، ويجيب على تساؤلاتهم المختلفة.
لكن شيئا من ذلك، لم يكن موجودا ببلال...كان شابا يدرس سنته الأولى بالجامعة، وحين يعود يقضي وقته كاملا رفقة الأصحاب، وأي أصحاب، لا أحد يعلم عنهم شيئا بعد..
************
بلال صرح لنور ذات مرة عن تجاربه في الأنترنت، عن حبه للتصميم، عن تعلمه فن القرصنة، كما ذكر لها أنه دخل مواقع الدارك ويب، فصعقت لأجل ذلك..
كانت تتمنى لو تعرف ماذا يدور برأسه، أي أفكار تقفز إلى دماغه، من أين أتت؟ من أصدقاءه بالتأكيد، أو مما يراه على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا أحد يعرف..
كانت نور ترى خيبة أخرى في الاسرة، تلوح في الأفق، ولم تكن مستعدة لتحملها هذه المرة أيضا..
وكانت تلوذ بالدعاء في صلاة القيام، كي يحفظ الله شقيقها بلال..
لكن الأيام كانت تحمل ما يعمق مخاوف نور..
فبلال كان يبكر صباحات الجمع خارج المنزل، ويغيب حتى منتصف النهار، وحين يعود تسأله والدته عن سبب بكوره، فيتعلل أنه كان رفقة أصحابه..
- هؤلاء الاصحاب يأخذون عقله ووقته وجل تفكيره..أصحاب، أصحاب...لا يجيد سوى هذه الكلمة(قالت والدته بحنق).
استمر قلق نور، وتفاقمت سلوكات بلال الغريبة التي عمقت مخاوف نور كما لم تخف يوما من قبل..
فقد كانت كل تصرفات بلال تدعو إلى الريبة، من ذلك أن نور وفي أثناء ترتيبها خزانة الثياب الخاصة ببلال، وجدت مبلغا كبيرا من المال(عشرة ملايين) يخبئه بلال جيدا بين ثيابه....ترك ذلك المبلغ مدة يومين، ثم اختفى من خزانته بعد ذلك...فانتاب نور الهم والغم..وعمدت إلى سؤاله بطريقة غير مباشرة فقالت له:
- بلال، أود سؤالك، عمتي خديجة وجدت مبلغا كبيرا من المال بين ثنايا الأغطية والأفرشة، تعتقد أنه يعود لولدها "مراد"، ولا تدري من أين جاءه المال..ما رأيك أنت؟
- ‏ذلك المال يعود لتاجر مخدرات يستغل ابن عمتي مراد..أعرفه جيدا، وأعرف علاقتهما معا، وكل المدينة تعرف ذلك، عدا عمتي المسكينة(قال بلال)
- معقووول، كان الله في عون عمتي..يا للمصيبة التي حلت بها..
انتهى النقاش في مهده، فلم يكن بلال شخصا يستكثر من الكلام، وأسقط في يد نور، فلم تكن من النوع الذي يكثر من نمط الأسئلة المخابراتية، وكانت تخاف أن تقع في سوء الظن فتفقد ثقة أخيها بلال إلى الأبد..لم تعرف هل تفرح بإجابته التي تدل على وعي ونضج كبيرين، أم تتأول أن الإجابة تدل أنه يعلم جيدا كوليس ذلك الوسط الموبوء، لأنه ربما يحمل عضوية في نادي السوء ذاك..
كالعادة استغفرت نور الله بإسراف، لكن الوساوس والهواجس مالبثت تزورها باستمرار...
كان والد بلال يمنع بلال من أن يسهر خارج البيت بعد الساعة الحادية عشر...وكان بلال يلتزم بذلك حرفيا، فلا يزيد عن الوقت المتفق عليه، متجنبا مناوشات قد تحدث مع والده بسبب الأمر..
لكن بلال مؤخرا، صار يذهب خلسة على الساعة الثانية عشر، وأحيانا الواحدة ليلا، دون أن يعلم والده بذلك، يغيب لفترة قصيرة جدا، ثم يعود أدراجه لينام..
كانت نور الوحيدة التي تتفطن لفعلته تلك، ولم تعرف السبب وراءها..
سألته مرة أو اثنان عن ذلك، فقال لها أمر خاص..منهيا بذلك محاولاتها لمعرفة الأمر..
وذات ليلة كان نائما كالعادة، فتلقى اتصالا هاتفيا على الساعة الواحدة ليلا، ففتح الباب خلسة وخرج مهرولا من تحت فراشه الدافئ، إلى مكان مجهول...ثم عاد سريعا ككل مرة..
بدل ثيابه، ثم نام قليلا، وفي الصباح توجه إلى جامعته البعيدة..
نور لم تنم ليلتها تلك بسبب تصرف بلال، ولم تجرؤ على إخبار والديها بالأمر، لم تعرف ماذا تفعل، ثم توجهت إلى غرفته وقامت بتفتيش حاجياته..فعثرت على ملابس عليها أثر القيء الذي كان بلون قريب من اللون الأحمر القاني، ورائحة نفاذة وغريبة..
قامت نور بغسل الثياب قبل ان تتفطن والدتها للأمر...ثم توجهت إلى هاتفها تبحث عن إجابة، فاكتشفت أن ذلك القيء واللون يعود ربما للخمر..
- خمر؟! يا إلهي هذا لا يحتمل..
ارتجفت نور، وسقط الهاتف من يدها، وتسارعت دقات قلبها، وضاقت عليها الأرض بما رحبت..
هذه المرة عزمت على مواجهة بلال، لتحصل على إجابات لأسئلتها، وليحدث ما يحدث، فقد باتت لا تستطيع تحمل فرط التفكير والهواجس التي تنتابها.

**************

انتظرت نور أسبوعا كاملا، حتى يعود بلال من جامعته..كان في مزاج سيء، فآثرت تأجيل الأمر قليلا..
- اصبري بعد، لم يبق القليل لموعد المواجهة..قالت نور تحدث نفسها..
في الليل زارها ألم الضرس، وحرمها النوم، فقررت زيارة طبيبتها الخاصة بوهران..وطلبت من بلال مرافقتها..فوافق على الفور..
في الحافلة تحدث بلال كثيرا يومها، ولم تتمكن نور من مقاطعته، وآثرت كالعادة تأجيل المواجهة..
كان حديثا حميما ينم عن قلب عطوف بالغ الرقة، مع عقل مكتمل الرجولة والنضج..
أتمت نور مهمتها، وعادت أدراجها إلى المنزل...وفي طريق العودة الطويل ذاك، لم يكف بلال عن الكلام في الحافلة، وكأنه كان ينتظر اللحظة المناسبة، ليفرغ حمولة قلبه بعد كل تلك السنوات من الكتمان..
تحدث عن قيم المسجد الجديد، وكيف أنه أسوأ شخص عرفه في حياته..
- تخيلي، لم نعد ننظف المسجد أيام الجمع، لأنه لا يثق بنا، عكس قيم المسجد القديم "أبو مروان"، الذي كان يفرح بنا ويهش ويبش في وجوهنا، ويمدنا بكل أدوات التنظيف..كان رجلا رائعا بحق..
- ‏هل كنتم تنظفون المسجد؟ متى وكيف؟ لم أرك يوما تفعل هذا، ولم تخبرنا يوما بذلك؟
(قالت نور والدهشة تملأ عقلها)
- معقول، لا تعرفين..وماذا عن ذلك البكور أيام الجمع؟ ونصف اليوم الذي كنت أغيب فيه عن البيت!!
- لكنك، لم تصرح يوما بذلك(قالت نور)
- ‏هذا العمل لوجه الله، لو صرحت به لن يرتفع ثواب العمل إلى السماء.(أجاب بلال).
- ‏هل أخفيت عنا أمورا اخرى يا بلال؟ هات اعترف الآن..قالت نور ممازحة بلال.
- ‏لا تعلمون مثلا أنني اعمل في جمعية خيرية، وأن مهمة الاحتفاظ بالتبرعات موكلة إلي، وأني أخبئ مال الجمعية كل مرة ويكون في العادة مبلغا كبيرا، هل تعلمين بهذا؟
-لا، لم أكن اعلم بهذا (قالت نور ذلك مدعية أنها لا تعلم بالأمر، وكان قلبها المسكون بالهواجس والوساوس قد بدأ يهدأ أخيرا، بعد طول عناء).
-‏تعلمين لم لم أعلمكم بكل هذا، أنت تعرفين ردة فعل والدي، وإطلاقه للأحكام الجاهزة، وتعلمين الخوف الذي يسيطر على والدتي، خوفها وحبها المفرطين يخنقانني..
-‏ لكن، ما الذي استجد اليوم، لم تخبرني بكل ذلك؟قالت نور
-‏الولد يختلف عن الفتاة يا نور، أنتن الفتيات تهرعن إلى أمهاتكن حين تواجهن أية مشكلة، لكن الولد حين يشب يعمد إلى إخفاء كل شيء عن والديه، ويرغب بالاستقلالية، والانعتاق من التبعية حتى يحقق الرجولة المنشودة..
-‏ أقنعتني أيها الرجل الصغير(قالت نور مداعبة بلال).
- ليس هذا فحسب، هنالك أسباب أخرى، أترين طريقة والدي في التربية صحيحة؟
يريد اختيار أصدقاءك، يقيس حركاتك وخطواتك بالقلم والمسطرة، يمنعك من التجربة ويصادر حقك في التعلم والخطأ، ويمنعك من مخالطة أناس معينين..
لكنني نضجت الآن، ولدي أصدقاء من كافة الأطياف، وقد خبرت قلوب الرجال حين مارست العمل التطوعي..ودرست بالجامعة...المظاهر وحدها لا تكفي للحكم على الناس...
- نعم، كلامك صحيح، أوافقه تماما.
أضاف بلال قائلا:
تخيلي لدي أصدقاء مدخنون، لكنهم يصلون ويسارعون لفعل الخيرات، ويتطوعون معنا بالجمعية..
أعرف أشخاصا متعاطين أيضا، لكنهم بحاجة ماسة لمن ينتشلهم من ضعفهم ذاك..
هل تتذكرين صديقي سمير؟
- نعم، أذكره جيدا، ذلك الفتى الطيب الذي التحق بالجيش ليعيل أسرته؟
- ‏نعم هو ذاك....(أجاب بلال واكتست ملامحه غلالة حزن غامضة..)
- ‏لقد تغير حاله كثيرا ...مؤخرا صار يشرب ويسكر..
يهاتفني كل ليلة ويطلب مني أن أوصله للمنزل حين يكون ثملا..
فأهرع إليه من نومي، يستند علي، وأجره كل ليلة إلى منزله، والناس ينظرون..
إنهم يتحدثون عنا بالسوء..ويسيؤون بنا الظنون..
أتعرفين أقسى ما في الموضوع؟!
لا يهمني رأي الناس بي ولا تهمني نظراتهم ولا همزهم، فأنا أعرف نفسي وصديقي جيدا..
إنما المؤلم في الأمر أن أصدقاءنا الآخرين انفضوا من حولنا أيضا، وجعلوا منا فاكهة لمجالسهم..
يتحدثون عن سمير، ولا يعلمون أنه يحمل هموما تنوء بحملها الجبال..ووالله لو علموا بمصابه لخجلوا من أنفسهم على ذلك..
سمير فتى بقلب ماسي، فتى طاهر ونقي، لم يكن كذلك من قبل، لقد كان شاب مستقيما من أقرب الأصحاب إلى قلبي، ولي معه مواقف رجال لا أنساها له..
مؤخرا صار يشرب كثيرا، نتكلم معه، فيعدنا أنها المرة الأخيرة، ثم يعود مجددا للسكر والعربدة..
صرت أخجل منه ومن تصرفاته، وذات يوم أغلظت له القول والنصح، فانهار تماما، وأخذ ينشج ويشهق ببكاء مرير مثل طفل صغير..
سمير كان رجلا تام الرجولة، ليس ضعيفا، ولا جبانا، ولا هشا في مجابهة المشكلات..
كان يبكي ويتحدث بصوت متهدج يقطع نياط القلوب، عن مشكلاته الأسرية..عن جفاء والده، وخيانته لزوجته، وظلمه لأولاده، عن لا مبالاة أخيه...عن الفقر...والجوع...
ثم قال لي هل تعرف أني اكتشفت أني لست ابنا شرعيا؟
أغمض بلال عينيه، ونكس رأسه، وانحبس الكلام داخل شفتيه..وأومأ لنور أنه لا يستطيع إخبارها بالمزيد...وأن تلك المصيبة التي اكتشفها سمير، واحدة فقط من عديد المصائب والهموم التي يعانيها..
كانت هذه المأساة مصدرا لأزمة شديدة في حياته، لقد شعر وهو فتى حدث في التاسعة عشر من العمر، أنه أوقظ بشدة من أحلام مدرسته، ليشهد حقائق الحياة الواقعية القاسية.
تلك المصائب انهالت على قلبه دفعة واحدة، فقصمت ظهره وقضت على ما تبقى من صبره وثباته..
- يا الله!! يا لقلب الفتى المسكين، كان الله بعونه.
قالت نور ذلك واستندت على كتف شقيقها بلال، كان قلبها مفطورا، قد انشطر إلى نصفين..ويتعارك بقلبها شعوران متضادان، شعور الحزن العميق لأجل الفتى سمير، وشعور الحب والإعجاب لموقف شقيقها بلال، والقلب النبيل الذي يحمله بين جوانحه..
لقد شلها هذا الأمر تماما، ولم تجد بدا من أن تريح رأسها المثقل على كتف بلال..
بلال استغرب سلوكها ذاك لوهلة، ثم استسلم لمشاعر الدفء التي أزاحت البرود وجبل الجليد الذي أخفى من وراءه عن قلبه الدافئ المكلوم..
ونور وجدت أخيرا رجل البيت، الذي يستحق أن تتكئ على كتفه أخيرا..
- بلال، لا تتركه، سمير بحاجتك، أرجوك لا تتخلى عنه.(قالت نور جملتها تلك وغطت في نوم عميييق).
- ‏لن أتركه، اطمئني يا نور..

*تمت*

#شمس_الهمة







العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...