الاثنين، 18 نوفمبر 2019

ما هي العربية التي تحبونها؟

ما هي العربية التي تحبونها؟!

كما هو معروف أننا ابتعدنا كثيرا عن قواعد لغتنا الأم، ونقاط القوة والجمال فيها، فصرنا لا نتذوق كلام الأولين لأننا ببساطة لا نفهمه، ولا نتقنه.
فصار الكتاب العرب المعاصرون يكتبون بدون إلمام ولا اتقان، ولمس هذا جميع الفنون من نثر و شعر
فاختل الوزن والنظام، وفسد الذوق العام.

لدرجة أن شيخ العربية أبو فهر محمد محمود شاكر قال:((فمنذ وقت طويل، لم نعد نملك في أذواقنا عبقرية اللغة العربية، يمكننا أن نستبنط من موازنة أدبية نتيجة عادلة حكيمة.))

ويقول الطنطاوي ذات الشيء تقريبا عن شعر الحداثة وكتابات الكتاب المعاصرين.

لكن كمبتدئين في هذا العالم قرأنا للرافعي والمنفلوطي وغيرهما
وقرأنا لأدهم الشرقاوي والعتوم وأحلام مستغانمي ومي زيادة وغسان وغيرهم.
لكن الجميع حين يقرأ للرافعي يحس بالصعوبة والارهاق فيلتفت لكتابات أحلام مستغانمي وغسان فيجد السهولة والبساطة والجمال وانسياب الحرف متزامنا مع دفق الشعور ودقة الوصف.

لكنك ان أثنيت على فنيات وأسلوب هؤلاء المعاصرين تقابلك وجهات نظر معاكسة وعدم اعتراف بأي جمالية في طريقة كتابة هؤلاء بينما يتم الثناء فقط على الرافعي والمنفلوطي وووو

شخصيا حين قرأت للرافعي ستة مؤلفات لم ترقني سوى ثلاثيته(وحي القلم) لقد كانت العمل الخالد المجمع عليه من جميع القراء بالجمال، في حين لم ترقني كتبه الأخرى التي قرأت، وأصابتني بالارهاق والملل.

لم أكن أعرف لماذا، ولم أكن أجرؤ على قول أنها لم ترقني مثل سلسلة وحي القلم، حتى وقعت على مقال للشيخ الطنطاوي قال فيه أنه كان منبهرا لفترة بالرافعي ثم زال ذلك الانبهار بعد أن وقع على كتب المنفلوطي لأنه وجد في كتب الأخير بساطة الكلمة ودفق الاحساس في مقابل التكلف الذي كان متبعا في كتابات الرافعي. فقال عنه:((وعلى رأيي أن الرافعي قد بدلته الأيام، فلم أعد أستحسن من الأساليب إلا ما قارب الطبع وبعد عن الصنعة)).
ثم قال أنه مالبث أن زال انبهاره بالمنفلوطي حين قرأ رفائيل للزيات فوجده كنزا من كنوز النثر.

لأعترف أن كلام الطنطاوي أراحني قليلا، فأن تحس أنك بعيد جدا عن لغتك الأم ولا تحسن تذوق ما يجمع عليه الناس، يشعرك وكأن اللسان استعجم، وأن ذوقك كاسد فاسد.

غير أن القراءة لبعض الكتاب المعاصرين(الروائيين بالتحديد)، الذين ذكرت أسماء بعضهم وأتحفظ عن ذكر أسماء البعض الآخرين بسبب فساد مضامين ما يكتبون، لطالما أبهرني وسحرني واجتذبني بقوة، ذلك أن طريقة السرد والوصف رائعة، اضافة إلى رصد الأحاسيس والمشاعر والانفعلات البشرية بدقة لامتناهية، ولم أكن أعرف الفرق بين كتاباتهم وكتابات الأدباء الكبار حتى وقعت على اعتراف من الشيخ سلمان العودة قال فيه:((قراءة تلك الروايات على مافيها من مجون صارخ، عودني سهولة التعبير، وتجنب الضغط على الحروف أوالتفاصح، والتنطع في المخارج كما كان يوصي به أئمة اللغة كأبي عمرو بن العلاء والأصمعي)).
ولعلي أضيف هنا أن الزخرفة اللفظية، والاهتمام بالمحسنات البديعية لطالما كان سمة في عصور التراجع.
وبهذا ارتحت قليلا أيضا، لكنني لا أزال أحبو وأتعثر وأتعرف على كتاب جدد وأساليب وطرائق جديدة.

- أنتم ما رأيكم؟!
- ‏وأي أسلوب تحبذونه؟!
- ‏وأي كاتب تعتقدون أنه فاتنا الكثير لأننا لم نقرأ له؟!

#شموسة


كلام عن الصداقة

كلام عن الصداقة:

يجمع الخبراء والعارفون على أن الصديق لا يسمى صديقا حتى يجرب، وأن الانسان لا يعرف شخصا ما رجلا كان أو امرأة حتى يمتحنه عند الشدائد أو المواقف، وأن ما يظهر من الناس في البدايات دائما جميل، ولكن الجميع يتغير بعدها.
ولذلك كانت هنالك قواعد اتفق عليها العارفون لمعرفة الأشخاص لخصها سيدنا عمر بن الخطاب في جملة من أبلغ ما قيل، وفي معناها أنك لن تعرف المرء حتى تبايعه أو تشتري منه أو تستدين أو العكس، أو تشاركه في عمل أو تجارة، والثانية أن تصاهره ، والثالثة أن تسافر معه، ويشمل ذلك أن تساكنه الغرفة الجامعية أو غرفة مشتركة في العمرة أو الحج.
وأذكر في هذا الصدد ما قاله الشيخ الطنطاوي رحمه الله في كتابه "مع الناس"، أنه كان له صديق لم ير منه إلا كل جميل لأزيد من ثلاثين سنة، ثم قدر الله أن يسافر معه، ويشتركا بنفس الغرفة فقال أنه ظهرت  بينهما اختلافات بحجم الاختلاف بين المشرق والمغرب.
ليلة واحدة في غرفة مشتركة كشفت الكثير.
ولعل بعضهم يضيف عامل الأيام وما يعتري الناس من فقر أو غنى تجعل الأشخاص يتغيرون ويتبدلون أيضا.
غير أن هذا كله ليس ما أود قوله، فليس بجديد علي ولا أظنه بجديد على من خبر الحياة.
قصة اليوم علمتني شيئا آخر، لا يصنف مع ماذكرت آنفا.
إنها قصة روتها لي احداهن عن صديقتها، ولغرابتها وغرابة النفس والطباع البشرية وجدتني أكتب عنها.
هي قصة لصديقتين حميمتين جدا في كلية الطب، قضيا معا سبع سنوات كاملة في صحبة عايشا معها الحلو والمر وتجاوزاه معا.
كانت الفتاة (أ) تحدثني عن جمال أخلاق صديقتها(ب)، ونقاء سريرتها وحبها الكبير لها فكانت الفتاة (ب) تدافع عنها في غيبتها، ولا تقبل أحدا يتكلم عنها بسوء حتى عرف عنها ذلك بين جميع الصديقات، وغبطنها على صديقة مثلها.
قالت الفتاة (أ) أنها لم تكن مشتركة مع الفتاة (ب) بنفس الغرفة، وحدث في السنة الثالثة أن اضطرا لتشارك نفس الغرفة الجامعية، فكان أن حذرهما الجميع أنهما سيخسران صداقتهما، فتشارك غرفة يمكن المرء من اكتشاف عيوب صاحبه، ولربما أدى ذلك الاكتشاف والاختلاف إلى المشاكل فالتنافر والتباغض.
تقول الفتاة(أ) أنها كانت خائفة جدا من هذه الخطوة، مخافة أن تخسر صديقتها للأبد كما حدث مع كثيرات.
لكن لم يكن أمامها حل آخر، فقد اضطرتهن الظروف لذلك.
مضى الأمر على خير، ولم يحدث بينهما ما كان يحدث عادة بين الشركاء الجدد، وتوطدت صداقتهما أكثر فأكثر.
كانت السماء صافية، والعصافير تزقزق، والأجواء رائعة بينهما طوال ثلاث سنوات أخريات مضافات للسنوات الثلاث الأول، وبهذا تمت لهما ست سنوات كاملة من الألفة والمحبة.
ما حدث في السنة السابعة قلب كل الموازين، وكل ما تعارفه الناس في باب الصداقة، وتحولت العقدة المتينة إلى خيوط بالية انفصمت عراها إلى الأبد.
ذلك أن الفتاة(ب) تشاركت الغرفة الجامعية مع أخرى لظروف خارجة عن إرادتها، وكذا أصبحت الفتاة (أ) تتشارك غرفتها مع فتاة أخرى.
تقول الفتاة(أ) أن صديقتها بدأت تتغير عليها بالتدريج، ثم حدث بينهما خلاف بسيط كما يحدث بين جميع الأصدقاء، لكن الخلاف أصبح عداوة، ولم تفلح الفتيات في اقناع الفتاة (ب) بالصلح رغم صغر المشكلة وتفاهتها، والأعجب أنها الطرف الظالم في المشكلة حسب الشهود.
حدثتني تلك الفتاة بصدمة وحزن عميق فهي لم تتوقع يوما أن تفترق عن توأم روحها لانسجامهما وحبهما العميق تحاه بعضهما.
حدث ما حدث وتفرق شمل الصديقتان، وفشلت كل المساعي لجمعهن ثانية، واستمرت الأيام من جديد.
تقول الفتاة (أ) أنها بعد بحث وترو، و تفكير وتأمل وصلت إلى نتيجة حللت بها شخصية صديقتها فهي بها أعرف.
قالت أن صديقتها تلك هي الوحيدة لأم مطلقة، تحبان بعضهما وتخافان على بعضهما البعض فليس لهن في الدنيا أحد، وكانتا تهتمان ببعضهما أيضا.
وكانت شخصية الفتاة(ب) انطوائية، وعدوانية أحيانا مع الآخرين، ولا يعرف جمال شخصيتها إلا المقربون.
لكنها تقول أنها شخصية هشة، ضائعة، وضعيفة بحيث يلزم عليها دائما أن تسند نفسها بشخص ما فتحبه وتخلص له والأعجب أنها تذوب في شخصيته وتتبعه مثل ظله.
وما حدث معي تقول الفتاة(أ) أن تلك الفتاة كانت مجرد ظل، أو انعكاس لنفسي، أما الفتاة حقيقة فلم تكن موجودة، لقد ذابت تماما فصارت هي( أنا) الأخرى.
وما حدث بعدها أنها حين تقاسمت الغرفة مع شريكة أخرى، لعبت معها نفس الدور تماما، فأحبتها وأخلصت لها، وأصبحت مثل ظلها، لقد ذابت مجددا في شخصية صديقتها الجديدة.
#شموسة



تلك البرامج تلوث الفكر

تلك البرامج التلفزيونية تلوث الفكر!!

في أحد نقاشاتي مع ذلك الأمريكي، كنت أتعمد لغة الانتقاص منهم لكسر نبرة الغرور والتسيد المعتادة، واظهار أننا نعلم عنهم أكثر ما يعلمون عنا(كشعوب ومواطنين لا أقصد الساسة والخبراء طبعا)، فنشرت ذات مرة صورا لكافة مشاهير الإعلام لديهم كأوبرا وينفري وبرنامجها الشهير، والدكتور phil والدكتور OZ، ستيف هارفي وغيرهم الكثير.
وكذا الكثير من أشهر الطباخين كإمريل لاغاسي والمتألقة مارثا ستيوارت وغيرهم.
فكرت أنني سأحرجه اذا بينت له معرفتي بهؤلاء في مقابل أن أطلب منه المثل لأظهر عجزه وجهله.
حقيقة انطباعه الأول كان الدهشة بعض الشيء، فقد كان يتوقع أن المسلمين يرفضون الآخر جملة وتفصيلا، وأنهم متقوقعون على أنفسهم، لكنه فوجئ بالعكس.

ثم علق بكلام آخر لا أنساه، قال أنه لا يتابع تلك الحصص والبرامج، وأنه حينما تضيق نفسه قليلا ويجد فسحة في وقته المزدحم فإنه يشاهد توم وجيري والكلاسيك كارتون.

قال بالحرف أن تلك الحصص والبرامج تلوث الفكر، وتسمم العقل، وتوجه الفرد وفق ماتريد.
وأن العقل لن يكون بكامل حريته إلا اذا أعرض عنها والتفت للكتب، وقال أنه مكتف بالكتب ومدمن على القراءة.
حقيقة خجلت من نفسي يومها، فقد كنت مدمنة لبرامج التلفزيون وكنت قد هجرت مكتبة الوالد لسنوات بسبب جاذبية الفضائيات آنذاك، وكانت تلك معلومة جديدة علي تماما، قضيت أشهرا أتأمل كنهها وأتأكد حقيقتها التي ثبتت مع الأيام.

#شموسة




نعمة اليوتيوب

نعمة اليوتيوب:

الأسبوع الفائت واجهتني مشكلة تعطل آلة الغسيل، اخوتي الذكور كانوا غائبين عن البيت ما بين عمل بعيد ودراسة في الجامعة.
ووالدي كان مشغولا جدا لأمر ما، فلم يكن متفرغا لإصلاحها.
لذا ألجأتني الضرورة للبحث عن سبب الخلل بنفسي، اعتقدت أنه عطل يسير بسبب التكلس فاقتنيت مزيل الكلس، لكن الأمر لم ينفع.
لذا رحت أبحث في اليوتيوب فوجدت عدة مقاطع لمشكلات تم اصلاحها بسرعة.
قمت بتحميل ما أحتاجه من فيديوهات ورحت أعيد المشاهدة كل مرة لترسيخ الأمر.
ثم قررت المغامرة، والمحاولة على طريقتهم، وفعلا تمت العملية بنجاح وتم إصلاح الغسالة.
وأتذكر أيضا الصائفة الفائتة، اضطرني ظرف ما أنا ووالدتي فغبنا عن البيت أسبوعا وتركنا فقط الذكور لوحدهم في المنزل لأول مرة رفقة والدي.
اعتمدوا طيلة أسبوع كامل على النواشف، ولم يقوموا بتحضير أي شيء.
وفي يوم الجمعة آخر الأسبوع حين عدنا في المساء فوجئنا بصحن كسكس كبير في الثلاجة.
خمنت والدتي أن بعض جاراتنا بعثت بها لاخوتي، وحين عاد أخي سألته عمن جلب لهم الكسكسي.
فأجاب أن لا أحد، وأنه من قام بتحضيره.
لم نأخذ كلامه على محمل الجد طبعا، واعتبرناه مزحا.
لكنه أخذ يؤكد ويعيد ويحلف ويزيد.
قال أنهم هِلكوا من النواشف.
وكان المعتاد عندنا ككل الجزائريين تحضير المسكسي بيوم الجمعة، فاشتهاه وقام بتحضيره
فسألته والدتي قائلة: ومنذ متى تجيد تحضير الكسكسي، ومتى تعلمت ذلك؟
فأخبرها أنه كان يلاحظ العملية حين نقوم بها، فاكتسب الخبرة.
لكن والدتي لم تقتنع بذلك، فهي تعرف أنه لا ينتبه الينا البتة حين نقوم بعملية الطبخ، ناهيك عن أنهم في الخارج طيلة الوقت.
فأقر أنه كان يمزح، وقال لي أنه شاهد العملية في اليوتيوب، وطبقها بحذافيرها. هههههه
***********
أقول هذه المواقع بحر من الكنوز إن أجدنا استخدامها.

مشروع أصبوحة



مشروع أصبوحة:
كلنا تقريبا يعرف على الأقل أن مشروع أصبوحة لصناعة القراء، شخصيا هذا ما كنت أعرفه منذ انطلاق المشروع، ولأن برنامجهم مسطر بعناية، ويقتضي القراءة اليومية ووضع المراجعة كل يوم، دفعني هذا إلى تأجيل الالتحاق بهم كل مرة وأنا أشاهد كل يوم منشورات الأصدقاء على الفيس بوك.
إلى أن نصحني الاخوة بالمجموعة )عشاق الكتب_ الجزائر)، بالالتحاق بالمشروع، وحين قرأت شروط الالتحاق أجلت الانضمام كرة أخرى بسبب المسنجر، فعادة كي أكمل قراءة كتاب أغلق الفيس بوك بسبب ضغط رسائل الصديقات، ولأنني حين أقرأ أحبذ أن لا تلهيني وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك أنني لا أملك المسنجر وأكرهه جداا.
سبب آخر كان يثنيني عن الالتحاق ألا وهو اعتمادي برنامجا للقراءة المتخصصة حيث سطرت لنفسي برنامجا يضم 90٪ فقط قصص وروايات لحاجة في نفسي، ومشروع أصبوحة لا يساعدني في هذا الأمر فهو مشروع صناعة قارئ وليس كاتب، ويعتمد في برنامجه على 99٪ من الكتب المنوعة فقط، وان كان يضم رواية أو روايتين (لا أعلم بالتحديد).
والكتب المبرمجة للقراءة متواجدة برف أصبوحة وأنت لك حق الاختيار مابين الكتب الفكرية أو الدينية أو الأدبية أو غيرها.
لكن ما كنت أجهله أن لديهم خيارا آخر يتيح لك البقاء على برنامجك الشخصي في القراءة، ألا وهو ميزة (الاختيار الحر)، فتختار كتابا من رف أصبوحة وحين تنهيه يحق لك انتقاء ماتشاء وتحسب لك نقاط الاختيار الحر أيضا.، والءمر الآخر أنه يمكنك الالتحاق بدون مسنجر (وهذا ما أراحني كثيرا).
قرأت بعد ذلك عن تجربة احداهن بعد سنة من الالتحاق بأصبوحة، حيث ذكرت بأنها لم تكن تقرأ بسبب ضياع وقتها على الفيس بوك، وحين التحقت بأصبوحة التزمت بالورد اليومي المقدر بست صفحات في اليوم، وحين أكملت سنة مع المشروع أصبحت تقرأ كتابين في اليوم.
هذه التجربة حفزتني للانضمام مؤخرا، وكنت خائفة من عدم الالتزام لأن وقتي يتحكم به الآخرون إلا أنا، فيقتطعون منه ما يشاؤون، ويتحكمون به كما يرغبون، وليست لدي القدرة على الاعتراض فالمسؤوليات عادة تفرض عليك هذا.
لكنني غامرت بغية اكتشاف حسنات التجربة على الأقل، لذلك أصبحت عضوة في المشروع، واكتشفت أن الالتزام معهم سهل وميسر ويعلم الانضباط.
ناهيك أن المشروع وفكرة المشروع تناسب جدا رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتبر أنجع دواء لشتات وضياع الأوقات التي تسببت به هذه المواقع للجميع.
ففكرة المشروع ابداعية ورائدة وسباقة، لا أدري حقا كيف اهتدى صاحبها (Ahmed AlShammari) إلى هاته الفكرة العبقرية.
فكرة المشروع:
برنامج أصبوحة وكأنه جاء كخلاص لأولئك الشباب الذين يعانون ادمان الفيس، وتشتت وتسرب أوقاتهم فيه، لذا ابتكر صاحبه طريقة ميسرة وناجعة لمن التزم بها، ناهيك أنها تطبيق حرفي لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي تقول:((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)).
ففكرة أصبوحة تعتمد القراءة المنهجية المتأنية، اختيار كتاب، وقراءة ست صفحات منه على الأقل في اليوم، وكتابة أطروحة صغيرة لما فهمته من تلك الصفحات.
حتى أن قائدتي بالفريق تسمي ما نقرأه في اليوم بالورد اليومي، وهي مسؤولة عن جمع نقاط أطروحاتنا وتنبيهنا بالاشارة اليومية لوضع وردنا اليومي من القراءة.
لفظة الورد اليومي هزتني كثيرا، كوننا نعتمدها في قراءة القرآن الكريم، ولكم تمنيت أن يخرج علينا أحد الأفاضل الملمين بعلم القرآن الكريم بهكذا مشروع(صفحات معينة من القرآن نقرأها+تفسيرها+ ونستخرج منها فائدة أو اعجازا أو مناسبة أو صورة بلاغية) تخيلوا معي لو تم لنا هذا الأمر، كم من فائدة سنجنيها، وكيف سينقلب حال الأمة بعدها؟
لعمري أن فكرة أصبوحة أثبتت فاعليتها ونجاعتها، ولا يدرك ما أقول إلا سفراءها وأعضاؤها الذين خبروا أثرها وعرفوا الآلاف الذين التحقوا بها، إنها خلية نحل بمعنى الكلمة.
أصبوحة كانت فكرة طالب بكلية طب الأسنان، عراقي اسمه أحمد الشمري في سنته الرابعة ويدرس بجامعة في الأردن، وانطلاقة المشروع ومهده كان دولة الأردن، ثم توسع ليصبح مشروع أمة.
فأي فكرة هذه؟
وأي همة؟
وأي قبول وضع له في الأرض وبين الشباب؟
ماشاء الله، تبارك الرحمن، فاللهم زد وبارك
أصبوحة الآن بفضل الله أكبر مشروع عربي لصناعة القراء، وهو يعتمد على فكرة التطوع فقط، فكل القادة بالمشروع كانوا سفراء من قبل وتمت ترقيتهم ليصبحوا قادة مسؤولين عن مجموعة من السفراء، وكلمة سفير هنا يقصد بها (القارئ الجديد المنضم حديثا للمشروع).
ولعلي أذكر طرفة حول الموضوع، هي أنني عضوة بمجموعة للقراءة لصبايا من دولة شقيقة للأردن، وكلما حدثتهم عن مشروع أصبوحة، أجدهن يجهلنه تماما فيسألنني(شو هي أصبوحة؟!، وما معنى أطروحة؟!)
بالرغم أن المشروع عملاق جداا، ولا تجد مجموعة قراءة لا تعرفه، خصوصا عندنا بالجزائر
فقد تغرس بذرة بكل مكان، لكن الحصاد قد يأتيك من أقاصي الأرض.
ولعل آخر ما أختم به، الرجاء من الجميع بأن يجربوا الالتحاق بهذا المشروع.
ورجاء آخر أن تقوموا بنشر فكرة المشروع بين أصدقائكم وأحبابكم، أبنائكم وتلاميذكم.
ولعلي هنا أذكر تجربتي الشخصية في هذا الأمر والتي تكللت بالنجاح بفضل الله، حيث أنني روجت لبرنامج أصبوحة في مدينتي النائمة، وكان أن تم إنشاء ناد للقراءة يعتمد كثيرا على أساسيات فكرة أصبوحة.
كم أتمنى حقا لو يقوم كل فرد منا بنقل تجربته إلى حيه وقريته ومدينته.
وتذكروا:
«الثورة بلا مثقف قد تسقط نظاما ولكنها لا تحقق نهضة، إن الثورة التي لا تسبقها ثورة ثقافية هي ثورة تمشي على رأسها، وهذا ما نلاحظه اليوم في وطننا العربي، كل تجارب الإنسانية قديما وحديثا تشير إلى هذه الحقيقة.» ياسين حسن
أعتقد أن الثقافة هي التي ستصنع لنا المجتمع الراقي الذي نبغيه.
#بقلم#شمس_الهمة

لا تتركوا الأمهات وحيدات

لا تتركوا الأمهات وحيدات:

حين كنا صغارا، نتحلق جميعنا حول التلفاز في الصالة الرئيسية، شاعرين بدفء أسري لاجتماعنا، ولقرب المدفأة من كل غرف البيت، والتي كانت تبعث بحرارة تعم كل أرجاء المنزل الصغير.

في حين كان والدي يقبع بغرفة مكتبه المظلمة إلا من ضوء خافت ينبع من مصباح صغير على مكتبه، عاكفا على تصحيح الأوراق، أو كتابة المذكرات التي غالبا ما كان يكورها بين يديه ويرمي بها في سلة قريبة، ليعيد كتابة أخرى.

أما والدتي فكانت تقبع في الرواق على هيدورة بجانب المدفأة، وكانت غالبا ما تضع لنا حبات الفول السوداني فوقها لتصبح مقرمشة، في حين كانت تقوم بتقليبها، ثم تعكف على حياكة كنزة أو شال صوفي لأحدنا.

كان مكانها استراتيجيا جدا، فهي ترى وتسمع كل حركاتنا وسكناتنا، وكذا حركات والدي فيشعرها ذلك ويشعرنا نحن أيضا بالقرب.
والدتي لم تحب التلفاز يوما، ولا بهارج الدنيا وزينتها، فكانت أغلب الأوقات وحيدة، مبتلاة بمرض التأمل والتفكير، تهرب من الوحدة والحزن الدفين إلى أعمال المنزل أو حياكة الملابس، وكان الدمع عندها عادة تبكي في فرح وفي أحزان.

والدتي شخص رقيق حساس جدا، لدرجة أنها تبكي دوما في قصصها الأيتام، وتحس بكبار السن وتذكرهم دوما، وتعطف على الصغار، وحتى الحيوانات والحشرات.

قلبها فياض بالرحمة والمحبة فلو دخلت ذبابة غرفتها، تفتح الأبواب والنوافذ على مصراعيها لتعود تلك الذبابة إلى النظام البيئي.
وقد حصل هذا أمام عيني مرة، فلقد كنا بالسيارة، وحدث أن دخلت نحلة وكنا قد أغلقنا النوافذ، فبقيت تطن وتدور وتدور، ففتحت والدتي نافذتها الجانبية، وساعدتها على الخروج بحركة من يديها، وخاطبتها قائلة:(لعلك تنقذينني من حر جهنم كما أنقذتك).

كنت الوحيدة من بين اخوتي التي تتسلل من مكانها لتفقد أمي، خصوصا إن كان الكرتون يضم قصة حزينة تدفعني بشدة بالاحساس بوالدتي، وكذا ان كان الكرتون مضحكا، فنستغرق في ضحكات متواصلة، أندم عليها أيضا، وأحس بتأنيب الضمير، فأذهب لتفقد والدتي.

كنت أرغب بمواساتها، ومشاركة أفكارها، وكان أملي ادخال السرور على قلبها، لكنني كنت أفشل في ذلك فشلا ذريعا، وينقلب الأمر إلى الضد من ذلك، فأسبب لها القلق والحزن.
كانت تستغرب مجيئي في غمرة انشغال اخوتي وانغماسهم، فتحاول معرفة السبب، فتأخذ في سؤالي، علها تفهم سبب سلوكي الغريب ذاك.
وكنت أنا لا أجد شيئا أدفعها به إلى البوح ومشاركتي ما يقض مضجعها ويسكن تفكيرها.
كانت تدفعني إلى الكلام، فأشاركها قصة الكرتون المحزنة تلك، وكان ذلك رغبة في جرها لكلام آخر، فكانت أسئلتي لها من قبيل( ماما لماذا هذا العالم سيء، لماذا هنالك فقد، وأيتام، وحروب، وفقر؟)
وعيوني تختزن دمعات توشك على الانفلات، وغصة في حلقي تحسها والدتي أثناء كلامي.

لكن والدتي لم تفهم يوما سبب ذلك السلوك، وكان ذلك يؤرقها ويحزنها أكثر، فلطالما سمعتها تردد لوالدي (طفلتنا هذه هشة جدا، ليست مثل بقية اخوتها، أنا خائفة عليها).

كبرنا وتفرق اخوتي ما بين عمل ودراسة، وأضحت والدتي أكثر وحدة عن ذي قبل، خصوصا مؤخرا مع أحداث الحراك، وانغماس والدي الكبير مع هاتفه خائضا حروبا وسجالات وجدالات لا يعرف أحد متى ستنتهي، وإن وضع هاتفه أدار الدفة إلى قناة الجزيرة وأشباهها.

كبرت أنا أيضا، ولا زلت كلما انغمست مع وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر بعدها بتأنيب الضمير، ولا أرتاح إلا اذا وجدتها رفقة والدي يتجاذبان أطراف الحديث عن مستقبل الأيام، وذكريات الزمان.

اتركوا هذه الأجهزة قليلا، دونكم أمهاتكم، قبلوا أرجلهن، ودلكوا أقدامهن، فهناك تقبع رائحة الجنة.

#شموسة


انها كنز


إنها كنزي:
لا أحد يعلم أنني من هواة اكتشاف الكنوز، وكثيرة هي الكنوز التي اكتشفتها في هذا العالم.
وبحمد الله عدد ما جمعت من الكنوز يفوق ما صادفت من غير ذلك.
وبفضل الله لم أواجه المشكلات ولا الأشخاص السيئين ولا أتذكرهم ولا أتذكر أي حادثة بذلك.
ذلك أن لي نفسا تشبه النحلة، لا تحب أن تقع إلا على طيب
وفي هذا العالم الأزرق كل صويحباتي أعدهن كنوزا.
ولعل آثر كنز عندي أخفيه عن الجميع.
هل بسبب الأنا؟ هل مخافة أن يتشاركه معي غيري، أم لأنه أثمن شيء، فأنا أحفظه وأصونه عن الأعين.
انها صديقة من بلاد القبائل.كاتبة وشاعرة بلغة موليير، وخبيرة تنمية بشرية.
كيف عرفتني أو كيف عرفتها؟
صدقا بالصدفة؟
لا ليست بالصدفة، ولا أؤمن بعالم الصدف
انها هدية من الله لي.
كنز وضعه الله مقابل عيني.
هذه الصديقة يا جماعة، حطمت كل ما تعارف عليه الناس.
لم تكتف بأنها أحبت حروفي وثرثراتي.
بل كانت تشجعني وتثني علي.
وكثيرا ما عرضت علي المال وهي مجرد معلمة، بغية نشر كتابي الأول.
لقد حاولت معي كل الطرق لتحقيق هذا الأمر، ولازالت إلى اليوم مستعدة لتحقيقه.
طيب لماذا؟ وما الفائدة التي ستجنيها؟
لقد قالت لي بالحرف أريد ادخال السعادة لقلبك، أريد مساعدة أحدهم لتحقيق حلمه، أريد مشاركة السعادة مع شخص يحلم.
انها ببساطة مثال لما كان يفعله الصحابي مع أخيه المسلم، يضع التمرة في فم أخيه، فيتحسس حلاوتها في فمه.
انها كنز عثرت عليه وحدي، انها كنزي أنا فقط.
هل أحببتها لأجل المال؟ لا، قطعا.
ولكن أن تجد شخصا مؤمنا بك، أو على الأقل يقوم بتشجيعك في محيط، يحسسك أنك لا شيء كل يوم، في محيط يقتل آدميتك، فتقتنع أنك مش بنادم.
هذا والله ما لا أنساه لها، وهي من الأشخاص الذين تقابلهم لمرة في حياتك، فيسكنون ذاكرتك إلى الأبد.
ومع ذلك لي 11شهرا لم أسأل عنها ولا مرة، هي من يبادر بالاطمئنان علي كل مرة، ولكن ولا مرة قمت بذلك وبادرت.
أتراني أسوء خلق الله؟
ولم تغيرت هكذا؟
ولم أصبحت بهذا البرود والجمود؟
أدور في فلك مظلم هو (الأنا).
ما أقساني، وما أشد برودي
أحتاج دعواتكن حبيباتي
#شموسة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...