الاثنين، 18 نوفمبر 2019

نعمة اليوتيوب

نعمة اليوتيوب:

الأسبوع الفائت واجهتني مشكلة تعطل آلة الغسيل، اخوتي الذكور كانوا غائبين عن البيت ما بين عمل بعيد ودراسة في الجامعة.
ووالدي كان مشغولا جدا لأمر ما، فلم يكن متفرغا لإصلاحها.
لذا ألجأتني الضرورة للبحث عن سبب الخلل بنفسي، اعتقدت أنه عطل يسير بسبب التكلس فاقتنيت مزيل الكلس، لكن الأمر لم ينفع.
لذا رحت أبحث في اليوتيوب فوجدت عدة مقاطع لمشكلات تم اصلاحها بسرعة.
قمت بتحميل ما أحتاجه من فيديوهات ورحت أعيد المشاهدة كل مرة لترسيخ الأمر.
ثم قررت المغامرة، والمحاولة على طريقتهم، وفعلا تمت العملية بنجاح وتم إصلاح الغسالة.
وأتذكر أيضا الصائفة الفائتة، اضطرني ظرف ما أنا ووالدتي فغبنا عن البيت أسبوعا وتركنا فقط الذكور لوحدهم في المنزل لأول مرة رفقة والدي.
اعتمدوا طيلة أسبوع كامل على النواشف، ولم يقوموا بتحضير أي شيء.
وفي يوم الجمعة آخر الأسبوع حين عدنا في المساء فوجئنا بصحن كسكس كبير في الثلاجة.
خمنت والدتي أن بعض جاراتنا بعثت بها لاخوتي، وحين عاد أخي سألته عمن جلب لهم الكسكسي.
فأجاب أن لا أحد، وأنه من قام بتحضيره.
لم نأخذ كلامه على محمل الجد طبعا، واعتبرناه مزحا.
لكنه أخذ يؤكد ويعيد ويحلف ويزيد.
قال أنهم هِلكوا من النواشف.
وكان المعتاد عندنا ككل الجزائريين تحضير المسكسي بيوم الجمعة، فاشتهاه وقام بتحضيره
فسألته والدتي قائلة: ومنذ متى تجيد تحضير الكسكسي، ومتى تعلمت ذلك؟
فأخبرها أنه كان يلاحظ العملية حين نقوم بها، فاكتسب الخبرة.
لكن والدتي لم تقتنع بذلك، فهي تعرف أنه لا ينتبه الينا البتة حين نقوم بعملية الطبخ، ناهيك عن أنهم في الخارج طيلة الوقت.
فأقر أنه كان يمزح، وقال لي أنه شاهد العملية في اليوتيوب، وطبقها بحذافيرها. هههههه
***********
أقول هذه المواقع بحر من الكنوز إن أجدنا استخدامها.

مشروع أصبوحة



مشروع أصبوحة:
كلنا تقريبا يعرف على الأقل أن مشروع أصبوحة لصناعة القراء، شخصيا هذا ما كنت أعرفه منذ انطلاق المشروع، ولأن برنامجهم مسطر بعناية، ويقتضي القراءة اليومية ووضع المراجعة كل يوم، دفعني هذا إلى تأجيل الالتحاق بهم كل مرة وأنا أشاهد كل يوم منشورات الأصدقاء على الفيس بوك.
إلى أن نصحني الاخوة بالمجموعة )عشاق الكتب_ الجزائر)، بالالتحاق بالمشروع، وحين قرأت شروط الالتحاق أجلت الانضمام كرة أخرى بسبب المسنجر، فعادة كي أكمل قراءة كتاب أغلق الفيس بوك بسبب ضغط رسائل الصديقات، ولأنني حين أقرأ أحبذ أن لا تلهيني وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك أنني لا أملك المسنجر وأكرهه جداا.
سبب آخر كان يثنيني عن الالتحاق ألا وهو اعتمادي برنامجا للقراءة المتخصصة حيث سطرت لنفسي برنامجا يضم 90٪ فقط قصص وروايات لحاجة في نفسي، ومشروع أصبوحة لا يساعدني في هذا الأمر فهو مشروع صناعة قارئ وليس كاتب، ويعتمد في برنامجه على 99٪ من الكتب المنوعة فقط، وان كان يضم رواية أو روايتين (لا أعلم بالتحديد).
والكتب المبرمجة للقراءة متواجدة برف أصبوحة وأنت لك حق الاختيار مابين الكتب الفكرية أو الدينية أو الأدبية أو غيرها.
لكن ما كنت أجهله أن لديهم خيارا آخر يتيح لك البقاء على برنامجك الشخصي في القراءة، ألا وهو ميزة (الاختيار الحر)، فتختار كتابا من رف أصبوحة وحين تنهيه يحق لك انتقاء ماتشاء وتحسب لك نقاط الاختيار الحر أيضا.، والءمر الآخر أنه يمكنك الالتحاق بدون مسنجر (وهذا ما أراحني كثيرا).
قرأت بعد ذلك عن تجربة احداهن بعد سنة من الالتحاق بأصبوحة، حيث ذكرت بأنها لم تكن تقرأ بسبب ضياع وقتها على الفيس بوك، وحين التحقت بأصبوحة التزمت بالورد اليومي المقدر بست صفحات في اليوم، وحين أكملت سنة مع المشروع أصبحت تقرأ كتابين في اليوم.
هذه التجربة حفزتني للانضمام مؤخرا، وكنت خائفة من عدم الالتزام لأن وقتي يتحكم به الآخرون إلا أنا، فيقتطعون منه ما يشاؤون، ويتحكمون به كما يرغبون، وليست لدي القدرة على الاعتراض فالمسؤوليات عادة تفرض عليك هذا.
لكنني غامرت بغية اكتشاف حسنات التجربة على الأقل، لذلك أصبحت عضوة في المشروع، واكتشفت أن الالتزام معهم سهل وميسر ويعلم الانضباط.
ناهيك أن المشروع وفكرة المشروع تناسب جدا رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتبر أنجع دواء لشتات وضياع الأوقات التي تسببت به هذه المواقع للجميع.
ففكرة المشروع ابداعية ورائدة وسباقة، لا أدري حقا كيف اهتدى صاحبها (Ahmed AlShammari) إلى هاته الفكرة العبقرية.
فكرة المشروع:
برنامج أصبوحة وكأنه جاء كخلاص لأولئك الشباب الذين يعانون ادمان الفيس، وتشتت وتسرب أوقاتهم فيه، لذا ابتكر صاحبه طريقة ميسرة وناجعة لمن التزم بها، ناهيك أنها تطبيق حرفي لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي تقول:((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)).
ففكرة أصبوحة تعتمد القراءة المنهجية المتأنية، اختيار كتاب، وقراءة ست صفحات منه على الأقل في اليوم، وكتابة أطروحة صغيرة لما فهمته من تلك الصفحات.
حتى أن قائدتي بالفريق تسمي ما نقرأه في اليوم بالورد اليومي، وهي مسؤولة عن جمع نقاط أطروحاتنا وتنبيهنا بالاشارة اليومية لوضع وردنا اليومي من القراءة.
لفظة الورد اليومي هزتني كثيرا، كوننا نعتمدها في قراءة القرآن الكريم، ولكم تمنيت أن يخرج علينا أحد الأفاضل الملمين بعلم القرآن الكريم بهكذا مشروع(صفحات معينة من القرآن نقرأها+تفسيرها+ ونستخرج منها فائدة أو اعجازا أو مناسبة أو صورة بلاغية) تخيلوا معي لو تم لنا هذا الأمر، كم من فائدة سنجنيها، وكيف سينقلب حال الأمة بعدها؟
لعمري أن فكرة أصبوحة أثبتت فاعليتها ونجاعتها، ولا يدرك ما أقول إلا سفراءها وأعضاؤها الذين خبروا أثرها وعرفوا الآلاف الذين التحقوا بها، إنها خلية نحل بمعنى الكلمة.
أصبوحة كانت فكرة طالب بكلية طب الأسنان، عراقي اسمه أحمد الشمري في سنته الرابعة ويدرس بجامعة في الأردن، وانطلاقة المشروع ومهده كان دولة الأردن، ثم توسع ليصبح مشروع أمة.
فأي فكرة هذه؟
وأي همة؟
وأي قبول وضع له في الأرض وبين الشباب؟
ماشاء الله، تبارك الرحمن، فاللهم زد وبارك
أصبوحة الآن بفضل الله أكبر مشروع عربي لصناعة القراء، وهو يعتمد على فكرة التطوع فقط، فكل القادة بالمشروع كانوا سفراء من قبل وتمت ترقيتهم ليصبحوا قادة مسؤولين عن مجموعة من السفراء، وكلمة سفير هنا يقصد بها (القارئ الجديد المنضم حديثا للمشروع).
ولعلي أذكر طرفة حول الموضوع، هي أنني عضوة بمجموعة للقراءة لصبايا من دولة شقيقة للأردن، وكلما حدثتهم عن مشروع أصبوحة، أجدهن يجهلنه تماما فيسألنني(شو هي أصبوحة؟!، وما معنى أطروحة؟!)
بالرغم أن المشروع عملاق جداا، ولا تجد مجموعة قراءة لا تعرفه، خصوصا عندنا بالجزائر
فقد تغرس بذرة بكل مكان، لكن الحصاد قد يأتيك من أقاصي الأرض.
ولعل آخر ما أختم به، الرجاء من الجميع بأن يجربوا الالتحاق بهذا المشروع.
ورجاء آخر أن تقوموا بنشر فكرة المشروع بين أصدقائكم وأحبابكم، أبنائكم وتلاميذكم.
ولعلي هنا أذكر تجربتي الشخصية في هذا الأمر والتي تكللت بالنجاح بفضل الله، حيث أنني روجت لبرنامج أصبوحة في مدينتي النائمة، وكان أن تم إنشاء ناد للقراءة يعتمد كثيرا على أساسيات فكرة أصبوحة.
كم أتمنى حقا لو يقوم كل فرد منا بنقل تجربته إلى حيه وقريته ومدينته.
وتذكروا:
«الثورة بلا مثقف قد تسقط نظاما ولكنها لا تحقق نهضة، إن الثورة التي لا تسبقها ثورة ثقافية هي ثورة تمشي على رأسها، وهذا ما نلاحظه اليوم في وطننا العربي، كل تجارب الإنسانية قديما وحديثا تشير إلى هذه الحقيقة.» ياسين حسن
أعتقد أن الثقافة هي التي ستصنع لنا المجتمع الراقي الذي نبغيه.
#بقلم#شمس_الهمة

لا تتركوا الأمهات وحيدات

لا تتركوا الأمهات وحيدات:

حين كنا صغارا، نتحلق جميعنا حول التلفاز في الصالة الرئيسية، شاعرين بدفء أسري لاجتماعنا، ولقرب المدفأة من كل غرف البيت، والتي كانت تبعث بحرارة تعم كل أرجاء المنزل الصغير.

في حين كان والدي يقبع بغرفة مكتبه المظلمة إلا من ضوء خافت ينبع من مصباح صغير على مكتبه، عاكفا على تصحيح الأوراق، أو كتابة المذكرات التي غالبا ما كان يكورها بين يديه ويرمي بها في سلة قريبة، ليعيد كتابة أخرى.

أما والدتي فكانت تقبع في الرواق على هيدورة بجانب المدفأة، وكانت غالبا ما تضع لنا حبات الفول السوداني فوقها لتصبح مقرمشة، في حين كانت تقوم بتقليبها، ثم تعكف على حياكة كنزة أو شال صوفي لأحدنا.

كان مكانها استراتيجيا جدا، فهي ترى وتسمع كل حركاتنا وسكناتنا، وكذا حركات والدي فيشعرها ذلك ويشعرنا نحن أيضا بالقرب.
والدتي لم تحب التلفاز يوما، ولا بهارج الدنيا وزينتها، فكانت أغلب الأوقات وحيدة، مبتلاة بمرض التأمل والتفكير، تهرب من الوحدة والحزن الدفين إلى أعمال المنزل أو حياكة الملابس، وكان الدمع عندها عادة تبكي في فرح وفي أحزان.

والدتي شخص رقيق حساس جدا، لدرجة أنها تبكي دوما في قصصها الأيتام، وتحس بكبار السن وتذكرهم دوما، وتعطف على الصغار، وحتى الحيوانات والحشرات.

قلبها فياض بالرحمة والمحبة فلو دخلت ذبابة غرفتها، تفتح الأبواب والنوافذ على مصراعيها لتعود تلك الذبابة إلى النظام البيئي.
وقد حصل هذا أمام عيني مرة، فلقد كنا بالسيارة، وحدث أن دخلت نحلة وكنا قد أغلقنا النوافذ، فبقيت تطن وتدور وتدور، ففتحت والدتي نافذتها الجانبية، وساعدتها على الخروج بحركة من يديها، وخاطبتها قائلة:(لعلك تنقذينني من حر جهنم كما أنقذتك).

كنت الوحيدة من بين اخوتي التي تتسلل من مكانها لتفقد أمي، خصوصا إن كان الكرتون يضم قصة حزينة تدفعني بشدة بالاحساس بوالدتي، وكذا ان كان الكرتون مضحكا، فنستغرق في ضحكات متواصلة، أندم عليها أيضا، وأحس بتأنيب الضمير، فأذهب لتفقد والدتي.

كنت أرغب بمواساتها، ومشاركة أفكارها، وكان أملي ادخال السرور على قلبها، لكنني كنت أفشل في ذلك فشلا ذريعا، وينقلب الأمر إلى الضد من ذلك، فأسبب لها القلق والحزن.
كانت تستغرب مجيئي في غمرة انشغال اخوتي وانغماسهم، فتحاول معرفة السبب، فتأخذ في سؤالي، علها تفهم سبب سلوكي الغريب ذاك.
وكنت أنا لا أجد شيئا أدفعها به إلى البوح ومشاركتي ما يقض مضجعها ويسكن تفكيرها.
كانت تدفعني إلى الكلام، فأشاركها قصة الكرتون المحزنة تلك، وكان ذلك رغبة في جرها لكلام آخر، فكانت أسئلتي لها من قبيل( ماما لماذا هذا العالم سيء، لماذا هنالك فقد، وأيتام، وحروب، وفقر؟)
وعيوني تختزن دمعات توشك على الانفلات، وغصة في حلقي تحسها والدتي أثناء كلامي.

لكن والدتي لم تفهم يوما سبب ذلك السلوك، وكان ذلك يؤرقها ويحزنها أكثر، فلطالما سمعتها تردد لوالدي (طفلتنا هذه هشة جدا، ليست مثل بقية اخوتها، أنا خائفة عليها).

كبرنا وتفرق اخوتي ما بين عمل ودراسة، وأضحت والدتي أكثر وحدة عن ذي قبل، خصوصا مؤخرا مع أحداث الحراك، وانغماس والدي الكبير مع هاتفه خائضا حروبا وسجالات وجدالات لا يعرف أحد متى ستنتهي، وإن وضع هاتفه أدار الدفة إلى قناة الجزيرة وأشباهها.

كبرت أنا أيضا، ولا زلت كلما انغمست مع وسائل التواصل الاجتماعي، أشعر بعدها بتأنيب الضمير، ولا أرتاح إلا اذا وجدتها رفقة والدي يتجاذبان أطراف الحديث عن مستقبل الأيام، وذكريات الزمان.

اتركوا هذه الأجهزة قليلا، دونكم أمهاتكم، قبلوا أرجلهن، ودلكوا أقدامهن، فهناك تقبع رائحة الجنة.

#شموسة


انها كنز


إنها كنزي:
لا أحد يعلم أنني من هواة اكتشاف الكنوز، وكثيرة هي الكنوز التي اكتشفتها في هذا العالم.
وبحمد الله عدد ما جمعت من الكنوز يفوق ما صادفت من غير ذلك.
وبفضل الله لم أواجه المشكلات ولا الأشخاص السيئين ولا أتذكرهم ولا أتذكر أي حادثة بذلك.
ذلك أن لي نفسا تشبه النحلة، لا تحب أن تقع إلا على طيب
وفي هذا العالم الأزرق كل صويحباتي أعدهن كنوزا.
ولعل آثر كنز عندي أخفيه عن الجميع.
هل بسبب الأنا؟ هل مخافة أن يتشاركه معي غيري، أم لأنه أثمن شيء، فأنا أحفظه وأصونه عن الأعين.
انها صديقة من بلاد القبائل.كاتبة وشاعرة بلغة موليير، وخبيرة تنمية بشرية.
كيف عرفتني أو كيف عرفتها؟
صدقا بالصدفة؟
لا ليست بالصدفة، ولا أؤمن بعالم الصدف
انها هدية من الله لي.
كنز وضعه الله مقابل عيني.
هذه الصديقة يا جماعة، حطمت كل ما تعارف عليه الناس.
لم تكتف بأنها أحبت حروفي وثرثراتي.
بل كانت تشجعني وتثني علي.
وكثيرا ما عرضت علي المال وهي مجرد معلمة، بغية نشر كتابي الأول.
لقد حاولت معي كل الطرق لتحقيق هذا الأمر، ولازالت إلى اليوم مستعدة لتحقيقه.
طيب لماذا؟ وما الفائدة التي ستجنيها؟
لقد قالت لي بالحرف أريد ادخال السعادة لقلبك، أريد مساعدة أحدهم لتحقيق حلمه، أريد مشاركة السعادة مع شخص يحلم.
انها ببساطة مثال لما كان يفعله الصحابي مع أخيه المسلم، يضع التمرة في فم أخيه، فيتحسس حلاوتها في فمه.
انها كنز عثرت عليه وحدي، انها كنزي أنا فقط.
هل أحببتها لأجل المال؟ لا، قطعا.
ولكن أن تجد شخصا مؤمنا بك، أو على الأقل يقوم بتشجيعك في محيط، يحسسك أنك لا شيء كل يوم، في محيط يقتل آدميتك، فتقتنع أنك مش بنادم.
هذا والله ما لا أنساه لها، وهي من الأشخاص الذين تقابلهم لمرة في حياتك، فيسكنون ذاكرتك إلى الأبد.
ومع ذلك لي 11شهرا لم أسأل عنها ولا مرة، هي من يبادر بالاطمئنان علي كل مرة، ولكن ولا مرة قمت بذلك وبادرت.
أتراني أسوء خلق الله؟
ولم تغيرت هكذا؟
ولم أصبحت بهذا البرود والجمود؟
أدور في فلك مظلم هو (الأنا).
ما أقساني، وما أشد برودي
أحتاج دعواتكن حبيباتي
#شموسة

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

الكتابة

همسة:


كثيرون يعتقدون أن الكتابة شيء سهل، الهام يتدفق في لحظة ما فينتج نصا، وينتهي الأمر .

يعقب ذلك سكون وربما خمول في انتظار لحظة الإلهام تلك مجددا.

الأمر ليس هكذا، فالكتابة شيء يتلبسك طوال النهار، وأحيانا يلاحقك أثناء النوم.

فالكتابة تتم في عقلك كل ثانية، وأنت تأكل، وأنت تشرب، وأنت في المطبخ، في الصالون،

وحتى عند مشاهدة فيلمك المفضل.

ذلك الذي يتلبسك لا يتوقف أبدا.

إنه لا يتركك بسلام للحظة أو ثانية.

ذلك الذي نكتبه عادة لهو أقل بكثير مما يكتب في متاهات عقولنا.

فبالنهاية أنت تكتب لإسكات صوت الأفكار والجلبة التي تحدثها في داخلك.

إنها تسبب لك كثرة الشرود والنسيان والبله، والصداع أيضا.

أنت بجسمك مع الآخرين، لكنك بفكرك تحلق عاليا.

مؤخرا وعند طي الملابس، تكرر الأمر معي أكثر من مرة، بشكل كارثي.

 تتزاحم الأفكار في عقلي، فتنشغل يداي بالعمل، بينما أستغرق كليا مع تلك الأفكار.

أنهي العمل، وأمضي لشأني.

بعد يومين:

- ماما وين راهم التقاشير تاوعي؟!

- ‏ماما التريكو لحمر ما لقيتوش؟!

- ‏سقسو اختكم ، هي من قام بطي الملابس.

يلجأ الجميع إلي، فأفاجأ أنني قمت بتخريب كل تلك الأمور.

 قميص هشام في دولاب عمر، وبنطال فيصل في دولاب أبي!!

أتنحنح في هدوء، وأقوم بحل المشكلة.

تسألني أمي فأجيبها أنني السبب (إنه الشرود مجددا).

- تقول راهم جابدين بيك المال آبنتي، عقلك وين راه؟!

تتناولني أختي هي الأخرى

- ياللي آخد عقلك يتهنى.

أتوجه صباحا لفرش أسناني، وأنا أتأمل المرآة، أقضي قرابة الساعة أمامها، فكل الأفكار تخطر ببالك وأنت تقوم بفرش أسنانك، والحمام عادة أنسب مكان لتولد الأفكار.
أخي ممتعضا:
- إنه دوري الآن!!
أنتبه من غفلتي، هنالك طعم مر بفمي، ورغوة كثيفة!!
أصرخ كالمجنونة:
- إلهي ماذا فعلت بنفسي؟!
(لقد وضعت الجال دوش بدل معجون الأسنان، تبااا😌)

- يقهقه أخي ملء شدقيه، ثم يقول ساخرا:
- ‏لازمك داوي علابالك، تريحي بصح طولي

ويستمر مسلسل الأيام على هذا النحو، لكن أحدا لن يفهم ما تعانيه.

الكتابة اجتياح، واحتلال.

#شموسة


الأحد، 22 سبتمبر 2019

لاعبنا مفتاح!!

لاعبنا مفتاح:
----------------
إنها آخر مباراة حاسمة لفريقنا الوطني، فإما فوز وإما خسارة.
إما أن نحقق النصر المؤزر بمجرد تأهل للمونديال، وإما أن نخسر خسارة لا قيام لنا بعدها، ولننتحر بعد ذلك فلم يبق لنا سبب للبقاء في هذا العالم التعيس.
صمت يطبق على المدرجات، وأفئدة تلهج بترديد نشيد "قسما"، القسم هنا ليس لفرنسا، القسم هنا لإغاظة الفرق العربية الأخرى التي تنافسنا للتأهل إلى المونديال، وبالذات فريق "داحس" الممثل عن الوطن العربي الذي بيننا وبينه أشد العداوات.
بدأت المباراة، واستعدت لها الجماهير بالهتافات، بعضهم حمل معه دواء الضغط، والآخر دواء السكري، فالقلب، فانسداد الشرايين.
فالمسألة مسألة ثأر، ولا تحتمل التهاون أو الصبر.
مرت المباراة "العنيفة" كما ينبغي لها أن تكون، ركل لأرجل اللاعبين، تمزيق القمصان، حتى العض كان حاضرا أيضا(وقدوتنا في ذلك سواريس أشهر عضاض في تاريخ المستديرة" كيف لا ونحن المحاربون، فلم يطلق علينا عبثا لقب "محاربي الصحراء".
المباراة ملحمية، لكن دون أهداف تذكر لحد الساعة.
الدقائق الأخيرة على وشك أن تنتهي، أعصاب مشدودة، معارك شرسة بين اللاعبين، شد وجذب، سب وقذف، سترى وتشاهد كل شيء إلا لعبا محترما بشكل محترف.
هاهي الدقيقة التسعون، لاعب من هنا ولا عب من هناك والكرة لا تعرف لها مكانا غير الهواء، ينجح لاعب الفريق الخصم في إعادة الكرة لحارس مرماه، ويصادف ذلك تواجد لاعبنا الأخطر المدعو" مفتاح" أمام المرمى، الكرة لامست شفر عينه اليمنى، ثم ولجت شباك المرمى، مرحى!! وأخيرا تأهلنا.
ليس المهم كيف، ولا تقولوا أنها مصادفة، قولوا بالفم الملآن أنها بطولة، وأن ذلك اللاعب الخطر، قام بما لم يقم به أحد قبله ولا بعده، لقد سجل بشفر عينه اليمنى، يا للقوة، يا للبراعة!!
هدف واحد أدخلنا للمونديال، وضربة واحدة مركزة(بالطبع ليست ضربة حظ)، من شفر عينه اليمنى أدخلته التاريخ.
الجماهير ترقص فرحا، وتحمل صور اللاعب البطل قائد الملحمة "مفتاح".
وابتدأت الجماهير تنسج حوله الأساطير*عفوا* قصدي التسريبات الصحفية، فيهم من قال أن ولادته كانت غير طبيعية، وأنه طفل معجزة، وفيهم من قال أنه بار الوالدين، وذلك كله من بركة الدعاء.
أخبار أخرى قالت أن السر يكمن في اطالته لشعره، فهو يمنحه القوة الكافية.
وأخبار أخرى تقول بأن السر في زيت الخروع، فقد كان ديدنه استعماله على شفار عينه قبل النوم.
جماهير متحمسة وصفته بالمنقذ، وأخرى بالفارس المغوار، حتى رئيس الجمهورية استقبله بالتهنئة في عقر الدار.
وعناوين الصحف تلت هذه الأخبار( مفتاح حقق ما لم يحققه أحد في العالمين، مفتاح يحطم أرقاما قياسية ويشرف الكرة العربية، ويحصد تاريخا جديدا للكرة العربية، كيف ساهم اللاعب مفتاح في تغيير نظرة الجماهير الغربية للكرة العربية)
مرت أشهر على تلك الملحمة، وهاهو ذا منتخبنا الوطني ضمن منافسات الكبار في المونديال.
ابتدأت المنافسات، وتلاشت الأساطير والكذبات، وأخذ منتخبنا في التراجع وعد الخيبات والنكبات، وارفاقها بمنوعات من الفهم الدقيق والتحليلات، لمجرى كافة الأحداث والمباريات.
( يكرهونا صديقي، الحكم جا معاهم، الرطوبة، والحرارة وووو هلم جرا).
لكن بطبيعة الحال أخبار طفلنا المعجزة عفوا أقصد لاعبنا الخطير لم تنته بعد.
بطلنا كان رجلا، ورغم ذلك بكى في الميدان، واعلموا رحمكم الله أنكم اذا رأيتم دموع الرجال، فاعلموا أن الهموم فاقت قمم الجبال.
أيام بعدها كانت الصحف والجرائد تنقل أخبار بطلنا مفتاح، فكلما عطس أو تثاءب نشرت لنا أخباره، وتبين للمغردين، ورواد صفحات التواصل الاجتماعي، أن بطلنا تعرض لأزمة نفسية، واكتئاب حاد، وينتوي اعتزال اللعب، والمباريات.
كما نشر لاعبنا صورة له رفقة كتاب "لا تحزن" لعائض القرني، مما جعل العشاق والمتابعين يحذون حذوه، ويقال أن الكتاب اختفى بعد ذلك من جميع المكتبات، وحقق نسبة مبيعات مهولة، لم يكن الشيخ عائض يحلم بها في حياته.
وعلى إثر هذه الفاجعة التي ألمت بشعبنا الكريم في بطله العظيم، تدخل رئيس الجمهورية شخصيا ومنحه تذكرتين بالسفر إلى جزر المالديف، وقامت السفارة السعودية ببادرة جميلة حينما قدمت له تذكرة مجانية لأداء مناسك العمرة.
كما قام الرسام الفلندي المشهور unknown بتخليد ذكراه في صورة بالزي العسكري رفقة صورة اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو(حتى ميسي لم تتح له هذه الفرصة).
كما نقل عن أن الكيان الاسرائيلي يدرس جنوده تكتيكات استعمال تقنية *شفر العين* لتسجيل الأهداف، حتى أن دراساتهم كلها باءت بالفشل، ولم ينجح أحد في محاكاة التقنية الأروع في العالم، لذلك فالكيان الاسرائيلي يرتعد خوفا لهذا السبب).

نشرت وسائل الإعلام أيضا خبرا مفاده أنه وضع له مكان في أرضية نجوم هوليوود) تستطيع بكل فخر أن تجلس فوقها وتدوسها بغية التقاط الصور معها.
نسينا الخسارة الكروية، ونسينا الهزائم العلمية والمعرفية وكذا التقنية والعسكرية.
المهم الآن أن العالم يحترمنا، والكيان الصهيوني يرتجف منا، وهذا أكبر دليل على أننا صرنا أمة قوية.
#بقلم شمس
-------------------------
المقال مقتبس من كتاب " الخطط الذكية والدرر البهية في صناعة الوهم واستغباء واستحمار وتخدير الأمم الغبية حتى تعتقد أنها باتت قوية"

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

كلام يجب أن يقال:

كلام يجب أن يقال:

عقب مقالي الأخير ذكر بعضهم أن أحلام تتناول الواقع بالتشريح في كتاباتها.
و بثينة العيسى وفي أحد لقاءاتها وصفها المضيف بالكاتبة المثيرة للجدل التي تكتب عن الطابوهات بعنف فردت عليه أن الكاتب الحقيقي ليس الذي يهدهد على القراء بل يجب أن يكتب عن الحقيقة و يسمي الأشياء بمسمياتها وأكثر.
تلكم الكاتبات يدعين أنهن يكتبون الواقع، ويضعن أيديهن على الجرح، بينما هن يضغطن بقوة لإيلامنا فقط.
وسأقسم المقال إلى شقين:
أولا:
تناول الشاذ من الانحرافات السلوكية والأخلاقية المسكوت عنها، واظهارها بمظهر الأمر الشائع والعادي لإيهامنا بأن كل العرب منحرفين.
وهذا فيه سيئتان: الكذب والافتراء على الواقع العربي، ومحبة إشاعة الفواحش والرذائل بالكلام عنها والمجاهرة بها عوضا عمن أخفاها واستتر، وكما هو معلوم في الحديث النبوى :"كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
وحديث آخر يقول "وإن بليتم فاستتروا".
وهؤلاء يذكرونني بقنوات الصرف الجزائرية وكذا الجرائد الورقية من قبل، حيث ينشر هؤلاء كل ما خفي من أخبار الشر، ويلجون أوكار الرذيلة وينبشون أخبارها.
وهذا ليس منهاج المسلم الحق، ففي ديننا هنالك حديث "يكفيك من شر سماعه"، ولنا فلسفة إسلامية خاصة تستحب نشر الخيرات واجتناب ذكر أخبار الشر حتى لا تكثر وتشيع في المجتمع المسلم.
فلطالما تساءلت لماذا لا ينشر هؤلاء أخبار وقصص الناجحين والمبدعين والمخترعين، بينما يبرعون في اظهار التافهين والساقطين والقتلة واللصوص؟!
وفي هذا الصدد سأنقل اقتباسات من كتاب (من عبث الرواية، نظرات من واقع الرواية السعودية) لصاحبه عبد  الله بن صالح العجيري، وهو كتاب قيم عيبه الوحيد أنه يذكر أسماء تلك الروايات الماجنة وهذا بحد ذاته دعاية غير مباشرة لهؤلاء، فكان يكفيه أن يذكر الاقتباسات مع التحليل وسيعرف القراء أسماء أصحابها اذا كانوا قد قرأوا لهم من قبل، ويجنب الآخرين مغبة البحث عن تلكم الروايات.
قال:((يقدمون رواياتهم على أساس أنها مرايا تنعكس فيها صورة الواقع، لكنها في الحقيقة مرايا مشوهة ، تشوه صورة الواقع ولا تقدمه كما هو، بل تزيد وتنقص وتصغر وتكبر حسب أمزجة الكتاب وميولاتهم.))
وقال أيضا:
أنهم يجعلون الكون سوداويا فلا وجود لعفة، ولا أخلاق، ولا شهامة فكل العرب منافقون، زناة، وسراق.
باختصار الكون كله بشع ومن سلم من ذلك كله فهو(إرهابي) ينوي تدمير الكون ليقف وحده فوق أطلاله.
وقال بخصوص كلامهم عن الرجل الشرقي، وتصويرهم لمظلومية الفتاة العربية مايلي:
((حين تقرأ كلامهم تحسب لوهلة أن قائله يريد أن يكون حرصنا على الشاب بمنزلة حرصنا على الفتاة، لكن حين تتمادى في القراءة وتطوي الصفحات تفاجأ بأن المطلوب هو إفساد الفتاة كما فسد الشاب كي تتحقق المساواة بينهما.))

ويقول الرافعي:
((مالذي يمنع الفجور المتوقح أن يسمي نفسه الأدب المكشوف؟!
ولكن العجب من إبليس هذا، أتراه انقلب أوربيا؟! وإلا فما باله يخرج مجددين من جبابرة العقل والخيال في أوربا، ثم لا يؤتينا نحن إلا مجددين من جبابرة التقليد والحماقة؟!))

هذا الطوفان هو طوفان عقد نفسية وصديد بلاشك، لا أعتقد أن الصديد سائل مفيد للفكر، أو يعبر عن حرية صحية، إنه يلوث كل شيء يلمسه، وإن كان خروجه يريح صاحبه قليلا.
من تأمل قليلا وجد أن الاسهاب في خفايا الرذائل التي يندر حدوثها ويقل وقوعها كان من الأسباب في انتشارها.
من كتاب اللغز وراء السطور للدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله
ثانيا:
هل يكفي حقا تناول الواقع بالتشريح؟!
هل يكفي أن تغرز أصبعك مكان الجرح لتسبب لي ألما أكبر؟!
ثم هل ذكر الواقع بتلك السوداوية ينتج حلا؟!
لا أتذكر أني قرأت يوما رواية خرجت بعدها و أنا أشعر بالتفاؤل و السرور أو و أنا أقول أن العالم بخير.
و يبقى التساؤل مطروحا، أليس من الممكن أن نجد أدبا راقيا مبدعا و في نفس الوقت يبعث فينا الأمل و التفاؤل و التطلع إلى المستقبل بعين إيجابية؟ أم أن مرارة الواقع أقوى من أن تجعلنا نصل إلى هذا الهدف، و مشاكله و شخصياته بكل عيوبها؟
و هذا شيء حسن إذا كان الهدف منه وضع اليد على أصل المشكلة لمحاولة حلها، فنحن نعلم أن فهم مشكل ما يشكل نصف حله. و لكن أ يجب علينا دائما أن نقف عند هذه النقطة؟ أليس الفن و الأدب رسالة؟ أليس من المفروض أن يحاول طرح حلول لهذه المشاكل؟
إذا لم يكن مفكروا المجتمع و مثقفوه هم الذين يجب أن يبحثوا عن الحلول، فعلى من نعول إذن؟ جميل أن نقرأ فنا راقيا مبدعا و لكننا بحاجة إلى فكر بناء أيضا، فكر ينهض بالمجتمع و يرقى به، لا إلى فكر جامد يوقفنا عند المشكل و يتركنا نضيع في دوامة التساؤلات.
هل الكتابة وحدها كافية؟ هل نقل الواقع كاف في ظل الظروف التي نعيشها؟ من وجهة نظري، يجب أن نوسع دور الأدب و الفن بكل مجالاته و نجعله فنا يساهم في التغيير و النهضة.
 أتمنى أن أقرأ أدبا يعيد للدين قيمته و ينصفه و يقدم شخصيات تحاول الحفاظ على دينها و في نفس الوقت تكون إيجابية فعالة في المجتمع، خصوصا و أن هؤلاء أيضا موجودون و لكن للأسف لا يتم تسليط الضوء إلا على الآخرين.
 ‏شحصيا رواية "حبيبي داعشي" والروايات العامية المصرية على ركاكتها أفضل مما تكتبه مثيلات أحلام، فعلى الأقل تلك الروايات تتناول قضايا حقيقية رغم أن بعض كاتباتها مراهقات.
الروايات الرومنسية، هذا ما يسمى أدبا تجاريا، متى تفهمون أن هكذا أدباء يسهل عليهم كسب متابعتكم مستغلين جفافكم العاطفي، هم يعرفون تماما ما تريدون قراءته وإن كان سخيفا.
الهدف هو تحقيق الربح فقط.
تمتلك كل من بثينة وأحلام أرقاما ضخمة من حيث المبيعات!! هل هذا معيار لقياس المستوى الفكري والقيمة المعرفية؟!
#شموسة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...