السبت، 4 مايو 2019

الموت القادم إلى الشرق:


الآن سأكون في الصفوف الأولى:
كلنا شاهد ربما المسلسل السوري (الموت القادم إلى الشرق)، وبعد الربيع العربي في المنطقة، تناقشت وأخي حول المسلسل، وقال أنه لم يكن عبثا، وأنه كان لحاجة في نفس يعقوب من أصحابه، لتهيئة المنطقة العربية للربيع العربي.
وقال أيضا أن التسمية(الموت القادم إلى الشرق)، مشبوهة ومشؤومة ومنذرة بالموت لشعوب الشرق الأوسط.
وإلا هل انقرضت العناوين حتى يختاروا عنوانا يحمل الموت، لماذا لم يتسمى مثلا الربيع القادم إلى الشرق، أو الفتح القادم أو غيرها من العناوين التفاؤلية؟!
تناقشنا كثيرا حوله، ووافقته حينها في شؤم العنوان وكونه مبهما.
وبحثت حول الموضوع، فوجدت بعضهم يحمل نفس وجهة نظر أخي، ونفس تحليله، ووجدت اتهامات للمخرج نجدة آنزور بأنه ماسوني، حتى أنني راجعت جميع مسلسلاته، فوجدتها تحمل رسائل إلى العرب، الكثير منها يدعو إلى الثورات.
وبعيدا عن نظريات المؤامرة، وعن نوايا أصحاب المسلسل، بدا لي المسلسل رائعا، عدا نقطة العنوان.
وما أريد التركيز عليه في هذا المقال، هو مسألة أن يكون لكل ثورة قيادة أو زعامة أو أطراف محركة ومستفيدة.
الثورة في المسلسل قام بها كما أذكر القائد المتمرد والفار قصي(فرد شريف من الجيش)، وكذا الأميرة شمس (فرد شريف من الدولة)، ولا طرف منهما كان يعلم بالآخر فالقائد قصي كان يقوم بحرب العصابات واختطاف الجنود وقتلهم، والأميرة شمس كانت تقوم بالتنكر هي وخادمتها، وتقوم بعملية التحريض للشعب.
الأميرة علمت فيما بعد من يقود حرب العصابات، وتحالفت معه.
ومن ثم يظهر عنصر آخر الشاب الذي قتل والده (سيف بن الصافي)، والذي تدرب لسنوات على يد أمهر وأشجع الفرسان في غابات (وادي الذئاب)، ألا وهو أبو الركاب.ليتولى عملية اغتيالات منظمة لأفراد العصابة.
ورغم أن جبلة (شاب معروف بالجبن) حين رأى ثورة الشعب، وتمرده على السلطة، وكسره حاجز الخوف الذي كتم أنفاسه لسنوات طويلة، سأل صديقه أبا الركاب كيف حدث هذا للناس فجأة؟!
ليرد عليه أبو الركاب بإجابة لا أنساها لأن والدي يكررها دوما مذ شاهد المسلسل، ويتمنى حدوثها أيضا، ألا وهي عبارة ((إنه التراكم يا جبلة))
ما أود قوله أن ثورة الشعب في المسلسل لم تكن بسبب التراكم وحده، ولم تكن من تلقاء الشعب وحده، ولكن الأميرة شمس والقائد قصي استغلا *استعداد* الشعب ووصوله لمرحلة الحنق، وقامو بتحريكه من خلف الكواليس، ونجحت الثورة لأن القيادة واضحة فالشعب كان يعلم من فرد الى آخر أن شمس تؤيد التمرد.
أذكر جملة قبل بداية الحراك للمدون مصطفى عثمان يقول فيها:(لاتخرج إلى الشارع بدعاوى مجهولة، لا تخرج إلى الشارع بدعاوى أشخاص لا يعول عليهم).
وقال أيضا: ومن النذالة الدعوة إلى التظاهر والمزايدة على من هم داخل الوطن وأنت خارجه.
شخصيا كنت أرى أن ثورتنا تحرك بأيادي مجهولة وتفتقد لزعيم يقودها، وليس لنا نخبة عرفت بنضالها ومواقفها، وتحظى بشبه إجماع من الشعب، نعول عيها فيما بعد اذا تم اسقاط النظام، ونطمئن لحسن تسييرها.
فالتوانسة مثلا كان لهم شخصيات ذات وزن على اختلاف مشاربهم، إلا أنهم شرفاء ومناضلون ويحظون بثقة الشعب.(منصف المرزوقي، راشد الغنوشي وغيرهم كثير).
والمصريون كان لديهم مرسي والاخوان وشخصيات أخرى.
ولكن كي تنجح الثورة هل تكفي أن تكون القيادة واضحة وشريفة فقط؟!
- لا
فنحن نعلم ما حدث للمصريين والتوانسة بعد ذلك.
الزعيم أو القائد الذي يقود الثورة لا يكفي أن يكون من الشرفاء والطيبين، فلا بد أن تتوفر فيه شروط أخرى كالدهاء والحنكة، وينبغي أن يكون قد أسس أو ضمن دعم بعض مؤسسات الإعلام، وأرباب المال، أو أن يكون قد ضمن وقوف الجيش، فالقوة ضرورية أيضا.
اليوم و هنالك أنباء تتحدث عن ثورة الشرفاء في الجيش، وأنهم هم من قام بإخراج الشعب، وتحريكه من خلف الكواليس.
وأن النقيب شوشان يؤيد خطوة الجيش، ويصف من يعارض توجهاته في هاته الفترة بالعميل.
ولاحظنا كيف انقلب بنو علمان على الجيش، وشخصيا أي طرف يؤيده أبناء فرنسا، فيجب أن نحاربه.
وأي طرف يعارضونه فلابد أن فيه خيرا كثيرا.
وتبقى هذه فقط تكنهات وسيناريوهات، فلا أحد يملك الصورة الكاملة.
فهل هي ثورة الشرفاء في الجيش حقا؟!
ولقد قلت سابقا، اذا اتضح زعيم كفء للثورة فسأكون في الصفوف الأولى.
هذا المنشور كان منذ أيام وحذف بسبب العنوان(قيل أنه مستفز).
#شموسة

عرسان آخر زمان(يتنحاو ڨاع):قصة



عرسان آخر زمان(يتنحاو ڨاع):
حدثتني صديقتي طالبة الطب حديثا له ماله وعليه ماعليه، فتأملت حديثها طويلا، ولم أدر حقا هل أضحك أم أبكي، ولسوف أكتفي بسرده لكم، وهدفي من ذلك التذكرة والعبرة، و ما سأكتبه لا يعبر عن وجهة نظري بالضرورة، فهو كلام الأخت بدون تحريف، مع تغيير أسماء الشخصيات لأنها حقيقية. تابعوا معي:
تقول صديقتي بدأ الأمر حين حزت شهادة البكالوريا بامتياز، كانت فرحة أسرتي كبيرة، وكذلك فرحتي فأخيرا تكللت الجهود وسهر الليالي بالنجاح، تلاها رحلة إلى تركيا، كانت فيها سعادتي لا توصف.
بعدها خطوت أول خطواتي كطبيبة، أو على الأقل كما اعتقدت آنذاك، فقد ظننت دراسة الطب أمرا سهلا، وأنني ضمنت لقب الدكتورة بأول دخول جامعي لي.
مرت الأشهر على جميع الطلبة شاقة عسيرة، بعضهم ترك الدراسة، بعضهم انتحر، وبعضهم فقد عقله مع بداية الاختبارات والتي كانت الأسئلة فيها وكأنها من كوكب آخر، وبعضنا استمر رغم الألم.
حينها قررت أنا وصويحباتي حضور حفل تخرج طلبة السنة النهائية، لنرفع من معنوياتنا قليلا، ونعيش اللحظة، ونعمل لأجلها.
لكننا فوجئنا بطلبة وطالبات أشبه بالعواجيز، ضعف وتعب جلي في العيون، هالات سوداء، أكتاف محدودبة، عضلات ضامرة، وأجسام نحيلة وكأنها لمرضى السل، مع أن أصحابها يفترض أنهم أطباء، رؤوس صلعاء، وبعضها زاره الشيب فعلا.
على هذا هبطت المعنويات إلى الصفر، وصرنا نهمهم ونتمتم، ونتخيل أشكالنا بعد سبع سنين.
حينها استدارت لنا صديقة ايجابية، وميزة الايجابيين أنهم يرون النصف الممتلئ من الكأس دوما.
لمعت عيناها، وافتر ثغرها عن ابتسامة صغيرة، ثم طلبت منا التدقيق في أصابع الذكور والإناث من المتخرجين، وقالت أنها أتتنا بالخبر اليقين.(الدبلوم والأوم).
قالت جل هؤلاء ما بين مخطوب ومتزوج، وان كانت هناك من حسنة في دراسة الطب هو أن سبع سنوات كفيلة بتوأمة الأفكار، وذوبان الاختلافات، واكتشاف معدن الآخر، وهؤلاء كما ترون جمعت بينهم سنون من التعب والألم، ألفت بين عقولهم وقلوبهم، ووطدت أواصر الأخوة والزمالة والصداقة، وكان نتاجها أن تلك الأيام تمخضت عن خطوبات وزواج.
كان لكلام صديقتنا تلك أثر السحر، غابت عقولنا، ونسينا معوقات الدراسة ومنغصاتها، وحلقنا عاليا بأحلامنا.
قررنا بعد ذلك أن نضع جل الذكور ممن يدرسون معنا تحت مجهر الاختبار، فنقيس تدينهم وأخلاقهم، ونقوم بشطب كل من لا يصلح ليكون زوجا مستقبليا، لذا ركزوا معي جيدا في مراحل الاختبار.
أول أمر يجب أن تعرفوه قبل الاختبار أن كل الألقاب التي أطلقناها على أولئك الشباب كان فكرة تلك الصديقة، وطبعا أصيلا فيها، حاولنا كثيرا تنبيهها أن التنابز بالألقاب غير جائز، لكنها سحبتنا معها حتى صرنا نفعل فعلها ذاك.
الأمر الثاني الذي ينبغي أن تعرفوه أن مدرجنا للسنة الأولى كان يحوي زهاء 500 طالب وطالبة أو يزيد الى النصف أو يقارب 600.
جل الطلبة كانوا إناثا، وعدد الذكور لا يتجاوز الثلاثين.
عشرة منهم كانوا أرادنة(طلبة من الأردن)، وطالب يمني، وقرابة العشرة من مدينة وهران(أصحاب الأرض)، وزملاء آخرون سيأتي ذكرهم تباعا.
على هذا كان احتمال الفوز بعريس ضئيلا جدا، وأشبه بالفوز بجائزة يانصيب.
أول من قمنا بشطبهم فريق الأرادنة، والطالب اليمني (والسبب الأول أن أيا منا لم تكن مستعدة لتغادر الجزائر)
- الأرادنة طلبة كثيروا الحفظ، قليلو الفهم، بالاضافة إلى ضعفهم باللغة الفرنسية، يدخنون الشيشة، والسجائر، وحتى الشمة لا يستغنون عنها، يصادقون أي فتاة تقترب منهم، بحكم أنهم لم يدرسوا بمدارس مختلطة، لكن بالرغم من كل سلبياتهم كانوا يحفظون القرآن كاملا مع الأحكام، وصوتهم شجي بالتجويد، ولايتأخرون عن صلاة الجماعة بالمطلق(وهذا هو الفرق بيننا وبين المشارقة، وحرص الأولياء هناك على التركيز على الصلاة والقرآن منذ الصغر، لذا فأبناؤهم وان تميعوا وفسدوا، وتمكن منهم الطيش إلا أنهم سرعان ما يسارعون الى التوبة والرجوع إلى أحضان ايمان رضعوه مع الحليب).كان من ضمن هؤلاء الطلبة، طالب وحيد ملتزم وملتحي واذا اقتربت منه الفتيات أشاح بوجهه، واستغفر وحوقل.
- الطالب اليمني كان عاشقا للجزائر، وحين رأى الدراسة مجانا وحتى الطعام والايواء، قال أنه ذهل واعتبر أن الجزائر أم الدنيا وليس مصر كما يدعون.
- ‏أصحاب الأرض: أو شلة الصايعين كما كنا نسميهم، كانوا شبابا من أرباب النعمة والثراء، ولدوا وملعقة ذهب بأفواههم، يضعون السلاسل والأقراط، يسبغون شعورهم وينفشونها كأعراف الديكة، ويلبسون المقطع من الجينز، ليت هذا فحسب، فقد كانوا يحضرون للدراسة في الشورت نعم الشورت صدقوا أو لا تصدقوا، لم يكن أحد يتكلم معهم فهم أبناء فلان وعلان، الوحيدون الذين يتقنون الفرنسية بطلاقة، بعضهم كان يمضي الليل في سهرات ماجنة، ويقوم بتصويرها رفقة قارورة الخمر على الفيس بوك.
لم يكونوا يختلطون بالطلبة الآخرين( أبناء العامة)، وكانوا يكتفون بصحبة البنات من نفس مستواهم الاجتماعي، يعرفون بعضهم جيدا من فترة الثانوي، ولا تميز اذا اجتمعوا معا بين شاب وفتاة، فقد تجد فتاة بشعر قصير جدا، وشابا بتسريحة الديقرادي الطويلة.وكانوا اذا تقابلوا في الصباح يسلمون على بعضهم على طريقة الافرنج، وكل ذلك أمامنا.
- ‏the genious العبقري أو هكذا كنا نسميه، كان صاحب أعلى معدل لشهادة البكالوريا في الجزائر، ظهر في التلفاز، وتم تكريمه، والتقى بالوزراء، قمنا بشطبه من على اللائحة هو الآخر، فلم يمض شهرا معنا حتى انتقل لدراسة إدارة الأعمال في لبنان، وكان يعود للجزائر فترة الامتحانات فقط، كما أنه أعلن خطبته على صفحته على الفيس بوك من صديقته المتبرجة.
- الديليقي أو مسؤول الدفعة كان في السنة الأولى شابا عاديا عديم التأثير والفاعلية، ولا تعرف له أخلاق ولا مواقف ولا يمكنك التكهن بما يحمله عقله أو ثقافته، وكان أينما حل أو ارتحل يصحب زميلة له فكانت مثل ظله، بعضهم قال أنهما خطيبان، وبعضهم قال أنهما مجرد زميلان، ولا أحد يعرف ماهية تلك العلاقة الى الآن.
كان عاديا حتى تم انتخابه مسؤولا بالاجماع، حينها تغير الطالب 180درجة، واجتهد للقيام بواجباته على أكمل وجه، ونجح في كسب الطلبة والطالبات واخماد روح العداوات وعدم التفاهم التي كانت السمة المميزة لدفعتنا، أوصل مطالب الطلبة، ورفع عنهم الغبن، وساعد الجميع في أمورهم، فحاز اعجاب وثقة الجميع، نضجت شخصيته في عام واحد فقط، أصبح كثير الصداقات، ومحط اعجاب الطلبة والدكاترة. يطالع الكتب، ويشارك بالنقاشات، ويؤدي الصلوات جماعة، أعفى لحيته، وهذب سلوكه، حتى أنه قام بأداء عمرة.
لكن الشيء الوحيد الذي لم يستطع التخلص منه، تلك الفتاة التي كانت تمشي برفقته مثل ظله.
لذا أطلقنا عليهما لقب(الملك والجارية)، وكنا اذا رأيناه قادما نهمس لبعضنا هاقد أتى الملك، فتسأل احدانا:هل هو برفقة الجارية؟! فنجيب أن نعم، ثم نستغرق في ضحك لا ينتهي.لذلك تم شطبه هو الآخر.
- "كل يوم تصديرة كي الخالات": هو لقب أطلقناه على شاب آخر يكبرنا ومن غير دفعتنا كان لافتا بسبب طريقة اهتمامه بثيابه وشعره وحتى بشرته، ولكنه لم يكن الوحيد فأمثاله متواجدون في كل مكان.
- ‏باسل والوصيفات: هو لقب أطلقناه على زميل آخر، لم يكن يخطو خطوة إلا وهو محاطا بأربع على يمينه، وخمس أو ست على شماله(وأقصد البنات طبعا)، فلم يكن له صداقات من الذكور على الاطلاق، معتدا بنفسه، وذكائه، ويظن أن فعله ذاك، علامة على الرجولة، بينما كان الجميع يتقزز منه، وكنا لا نميزه عن تلكم الفتيات، ولا تظهر لنا ذرة رجولة فيه.لذا تم شطبه بنجاح.
- ‏أخينا: هو لقب أطلقناه على زميل سلفي أو هكذا اعتقدنا في البداية، إلا أن نقاشاته وملاسناته مع زميل اخواني في المجموعة الخاصة بنا على الفيس بوك، أظهرت لنا جليا أنه بعيد كل البعد عن منهج السلف، وفيه غلو لشيخه لذا فهو مدخلي، أول احتكاك لنا معه في بداية الدراسة، كان بخطأ جسيم ارتكبته احدى صديقاتنا، اذ أنها غرزت قلما بظهره فقد كان يجلس أمامها، راغبة في طرح استفسار بشأن الدراسة.
أخينا هذا لم يرقه الأمر، فاستدار لها وعينه تقدح شررا، ورمقها بنظرة غاضبة، ثم استدار لشؤونه.
أمام الموقف لم تملك صديقتنا سوى الانكماش على نفسها شاعرة بالهلع والخجل.
أخبرناها بعد ذلك أنها من أخطأت، وأن سلوكها كان خاليا من كل ذوق، إلا أنها أصرت على الغضب على أخينا وشتمه وسبه طول الوقت، حتى أنها قالت أنه وجب شطبه، ولو بقي في الكون سواه فلن أتزوج أمثاله.
- لا أدردش: هو لقب أطلقناه على شاب اخواني يكبرنا بثلاث سنوات، كان يدير ناديا علميا وكنا أعضاء في ذلك النادي، كان يجيد الإدارة جيدا، دبلوماسي ومتحدث جيد، يعمل من أجل رقي النادي لكن درجاته الدراسية كانت في الحضيض.
كان يضع لحية خفيفة على طريقة الاخوان، ويلبس من الثياب ضيقها، حتى أنني وصديقتي كنا نقول عنه وعن أمثاله (الجيل الجديد متميعة الاخوان).
كان يضع عبارة (لا أدردش) أسفل اسمه الشخصي على الفيس، ثم اكتشفنا أنه دعشوش مغشوش، وأنه لا يجيد شيئا كإجادته الدردشة مع البنات في الخاص، حتى أنه سألنا اضافته على الفيس لمدارسة مستجدات أمور النادي، لكننا أجبناه بأن مجموعة النادي على الفيس كفيلة بذلك، وأننا لا نضيف الذكور ولا ندردش، لذا استغربنا جدا سبب بقاء تلك العبارة وهي تزين بروفايله الشخصي.لذلك شطبناه على الفور.
أبو زبيدة شاب اخواني يضع لحية خفيفة، كان يكبرنا بحوالي ثلاث أو أربع سنوات، أول احتكاك لنا معه، كان بالمصادفة، أعقبها تتبعه لحركات صديقتنا لمياء، طالبة حسناء فائقة الجمال، أظن أنه درس سلوكاتها وتحركاتها مدة تزيد عن الشهر، ثم قرر خطبتها بنفسه على الفور، فاستوقفها ذات مرة وعرض عليها الأمر، لكنها كانت خجولة جدا، ولم تدر ماذا تفعل، ففرت من أمامه.لذلك كانت كلمة السر بيننا إذا رمقناه (أبو زبيدة) قادم، لنتأهب لتغيير طريقنا.
- غوغل للترجمة(google translation):التسمية لسبب خاص، لا يمكنني ادراجه، والا عرف صاحبه، كان شابا ملتزما بلحية، متفوقا على أقرانه، له مبادرات ايجابية كثيرة، واسع الثقافة، يقرأ كثيرا، ويكتب مقالات في القمة، وله صفحة تعنى بشؤون الطلبة كان يديرها، وكنا نتفاعل معها، كان هذا النوع المفضل للجميع.
كان جل طلبة الطب يتفاعلون في صفحته، ويثمنون مبادراته، فركبه الغرور، وتمكن منه فيروس حب الظهور، وصارت له قناة خاصة يبث فيها أفكاره وانشغالاته، كانت مدة الفيديو تستغرق قرابة النصف ساعة يقترب فيها من الكاميرا فلا يظهر إلا رأسه، مع اضاءة قوية تمكنك من عد المسامات على وجهه، ناهيك عن البثور، نصف ساعة يارجل؟! حتى أنس تينا لم يفعلها، نصف ساعة من الجمود، لا روبورتاجات ولا حركة سوى حركة رأسك وشفتيك وأحيانا منخريك.
ذلك الغرور تغاضينا عنه، فالبنهاية هو يقوم بخدمات جليلة، لكن ما لم نتقبله أنه كان يمسح التعليقات المخالفة، واذا كانت بها حجة قوية يمسح كامل المنشور، كان متغطرسا لا يقبل آراء الآخرين، ولا يقدس سوى آراءه، لذلك قمنا بشطبه هو الآخر من القائمة، كيف للحياة الزوجية أن تستمر مع ديكتاتور كهذا؟!
- شخصية أدهم من رواية اكتشفت زوجي في الأتوبيس: هو طالب من غير دفعتنا سمعته مثل المسك، شاب خلوق ومهذب، متفوق دراسيا، يعفي لحيته، حافظ للقرآن، وكثيرون استمعوا لتلاواته في مصلى الجامعة وغيرها.
دمث وطيب من غير ضعف، لا يكلم الفتيات ولا ينظر اليهن، وليس له الوقت لفعل ذلك، يمارس الكثير من الأعمال التطوعية، واذا سألته عن شيء في الدراسة، فستجد لديه الاجابة المفصلة.
كان سبب التسمية أنه كان يحمل كل مواصفات أبطال الروايات الملتزمة، على غرار اكتشفت زوجي في الأتوبيس، الرجل ذو اللحية السوداء، زواج مع وقف التنفيذ،  لكن الاختلاف أنه كان بطلا حقيقيا، وليس مجرد مجاز.
- نواقض الوضوء: هو شاب من مواليد الثمانينات، عملت معه صديقتنا لمياء في نفس الفريق أثناء تربص السنة النهائية، ويبدو أنه أعجب بها، فكان يسألها كل يوم أسئلة غريبة يختبرها بها، لكن البلهاء، لم تكن تعرف أن الأسئلة كانت لذلك السبب.
وأول سؤال سأله اياها بعد نقاش ديني كان:- ماهي نواقض الوضوء؟!
صديقتنا استحت من الاجابة، وغيرت الموضوع ثم فرت من أمامه.
تلاها بعد ذلك أسئلة عن معنى التوحيد، وأسئلة أخرى كثيرة.
حين أخبرتنا بذلك، انفرطنا من الضحك، معقول!!
وتم وضع اللقب كختم تعريفي له، وصار كلمة السر بيننا.
الظاهر أنه مدخلي متلبس في ثياب الأناقة، فقد كان أنيقا، جذابا، ووسيما أيضا.
(الألقاب ليست لللاستهزاء، ولست مسؤولة عنها، فلا ترهقوني بتعليقات بلا طعمة)
على هذا أصبحت فرصة الحصول على عريس مسلم مستقيم، ضربا من الخيال، وحلما من الأحلام.
فقد تم شطب الجميع تقريبا من اللائحة ولم يتبق سوى أدهم بطل الروايات.
قبل أن أتحدث عنا كبنات، يجب التنويه في البداية أننا كصديقات لم نكن جميعنا أترابا، فقد صادقنا بعد ذلك فتيات من مستويات مختلفة.
شلة البنات في البداية كانت تحوي فتاتين ملتزمتين فقط، فصديقاتنا الأخريات كن يرتدين السراويل، يضفن الشباب على الفيس بوك، يستمعن الى الأغاني، ويدمن مشاهدة المسلسلات التركية.لكنهن للأمانة كن بعيدات عن العلاقات المحرمة.
تعاهدنا بعدها على التناصح، واستطعنا اقناعهن بترك لبس السراويل، وحذف الحسابات التي تحوي أصدقاء ذكور، وأن نلتفت للدراسة فقط، ثم سجلنا بمدرسة قرآنية وعزمنا على اغتنام السبع سنين لحفظ القرآن.
- احدى صديقاتنا لم تكن تحيط بأدنى المعلومات في دينها، ثم وفجأة قررت ارتداء الجلباب، وقالت أنها ارتدته حتى يعصمها من عادة قبيحة في عائلتها الكبيرة وأبناء عمومتها وأخوالها، فقد كانت لديهم عادة السلام بالتقبيل وكانت تشمئز من ذلك وتريد تغييره.
صديقتنا هذه عكفت على تعلم أوامر ربها، وكرهت الدراسة وكانت تحلم بتكوين أسرة، وكانت لا تخفي رغبتها تلك أمام جميع صديقاتها.حتى أنها توقفت عن الدراسة في السنة الثالثة.
الشيء الجميل أنها تزوجت من ذلك السلفي الذي وخزته بقلم في ظهره، نعم الشخص الذي حلفت أن لا تتزوجه حتى لو كان الرجل الوحيد في الكون.
والسبب أنها بعد قراءاتها صارت تميل للفكر السلفي، وأخينا استبشر خيرا بمجرد رؤيته للجلباب، فتقصى أمرها من أصدقائه الذين سألوا عنها زميلاتهم.
أخينا نضج بعد ذلك وأصبح سلفيا على الجادة، ناقش كثيرا طوال تلك السنون، وقرأ كثيرا، وكان الأول على الدفعة.
- صديقة أخرى تغير سلوكها في السنة الأخيرة، حذفت حسابها الذي كان يجمعنا بها، وأنشأت حسابا آخر لا نعرفه.
كانت من "الشرفة" الأشراف يعني، ولديها أخت بلغت الأربعين ولم تتزوج بسبب أنهم كانوا يرفضون تزويج بناتهم للعرب الآخرين، ورغم أن والدها شخص جامعي مثقف، الا أنهم ألمحوا لها أنهم لن يقبلوا تزويجها من عربي، الا اذا كان غريبا عن مدينتها، لذا فرسالتهم المبطنة كانت أن اختاري لنفسك زوجا بعيدا لا يعرف الناس في مدينتهم أصله وفصله.
كانت كثيرة القراءة، وترتاد مجموعات مناقشات الكتب، لذلك عمدت على التعرف على عضو انسجمت معه في الأفكار، ولربما يعزمان على الزواج.
- صديقة أخرى من بلدية متخلفة، وأهلها يعيشون بعقلية الخمسينات، يأتيها كل مرة خطاب كثيرون لا يحملون شهادة ولم يكملوا التعليم، أمها كانت تضغط عليها كثيرا لتوافق وإلا (حصلت في راسها)، فإما أن تقبلي بمول الكاميون، وإما أن تقبلي بمول الغنم، أو صاحب التراكتور.( هذه المهن شريفة وليس هذا الأمر للسخرية، انما السبب الرئيس المستوى الفكري والتعليمي).
تلك الصديقة كانت تعاني لوحدها تلك الضغوط، كانت فتاة ناضجة عاقلة وجميلة أيضا.
لكنها ارتكبت بعد ذاك غلطة عمرها، فقد قررت في السنة الأخيرة أن تتزوج عن طريق النت، هكذا عشوائيا تعرفت على أحدهم وبعثت له بيانتها كاملة، فما كان منه إلا أن بعث صديقه ليكلم أخاها، ويطلب موعدا، ثم مالبث أن أخلف موعده ذاك، وسبب لها مشكلة كبيرة، فبدأ التحقيق والسين والجيم، حتى اكتشف أخوها الأمر برمته، وقام بضربها وتحطيم هاتفها والتهديد بإطلاع والده.
وحين أخبرتنا بفعلتها صعقنا من الأمر، وطلبنا منها الاعتراف بالخطأ والتوبة ومصارحة أخيها بمخاوفها وضغط والدتها لعل وعسى يتفهم الأمر، وفعلا سامحها شقيقها وأخذ منها عهدا أن لا تعود لمثلها، وأنه سيكون الى جانبها دوما.
- لا أدردش: تزوج مع فتاة تعرف اليها عن طريق الدردشة، لأننا سألناها وثبت لنا ذلك.
- ‏غوغل خطب صديقة نعرفها فرفض أهلها بحجة أنها صغيرة، فقام بحظرها من على صفحته، ثم خطب ممرضة.
- صديقتنا لمياء الحسناء، عقب خطبة أبو زبيدة لها في السنة الأولى، لم تستطع مفاتحة والديها في الأمر، رغم أن كلاهما جامعي مثقف، فقدت الشهية إلى الطعام، وضعف جسمها، وكثر شرودها، فاكتشفت الأم بفطرتها أن هنالك أمرا ما، صارحتها الفتاة لكن الأم رفضت الفكرة قائلة(ماشي مازال الحال على هاد الموضوع؟!) ونسيت أو تناست أنها حين كانت بمثل سنها كان لها فتاة بعمر السنتين، وأخرى في بطنها.
ظل أبو زبيدة يلاحقها، ويبعث لها العصائر وقت الحر، ويدفع المال اذا كانا بنفس الحافلة، لكنها كانت تشمئز من تلك الأفعال وتعتبرها تجاوزات.
صرنا نعمل بعد ذلك مع أبو زبيدة، واكتشفنا أنه طيب مع الجميع، ولا يضع حدودا في تعاملاته مع البنات، لذلك صارت صديقتنا تنفر من سلوكاته كثيرا.
وصارت تعقد مقارنة بينه وبين (نواقض الوضوء)، فيبدو لها أبو زبيدة مميعا والآخر متشددا
أبو زبيدة كالنساء، والآخر مكتمل الرجولة والغيرة.
وصار تفكيرها متأرجحا بين القبول بأحدهما أو شطب كليهما.
مع أنها للأمانة تنام عن صلاة الفجر، فلها سلوك الخفافيش الدراسة بالليل، والنوم في النهار، وقد عجزنا معها لتغيير عادتها تلك.
- كل يوم تصديرة كي الخالات: تغير كثيرا، عملنا معه فلمسنا تغييرا في هندامه، ورجولة في أقواله وأفعاله، تعاملاته مع المرضى من الأطفال والعجائز كانت مذهلة، كان في قمة الانسانية.
- تبقى أدهم بطل الروايات، كان مطمح الجميع، ومحط أنظار كل الفتيات ملتزمات ومتبرجات.
فالمرأة تمقت الرجل الذي يركض خلف كل النساء، بينما يطمحن للرجل العزوف العيوف الذي يركض خلف هموم أمته، وتركض كل البنات خلفه.
حاولت بعضنا أن تقنعنا بأن نحاول لفت انتباهه، لأنه عملة نادرة، وفرصة لا تتكرر، فغضبنا جداا من تفكير بعض البنات اللواتي يحاولن إفساد الشاب الملتزم.
وأن لو كان الأمر بلفت الانتباه لكان فراره من محاولة لفت انتباه أحد، هو ما جعله محط أنظار واعجاب الجميع.
وأن محاولة اغواء المتدين أكثر جرما من فعلها مع غيره.
ولأن أدهم كان نسيجا وحده، والأول على دفعته، ومحط أنظار الجميع، فقد توفي بعد ذلك في مصلاه وهو يناجي ربه.
فالعين حق وهي تدخل الجمل القدر وتدخل الرجل القبر.
مات أدهم فرصتنا الوحيدة،  لقد كان ملاكا يمشي فوق الأرض، ولعله بات ليلته تلك مناجيا ربه أن ينجيه من القرية الظالم أهلها.
توفي وقد أقيمت له خيمة عزاء بقلب كل فتاة عرفته متبرجة كانت أو محجبة.
نحن الآن أنا وصديقتي لمياء بالسنة السابعة، نحافظ على قلوبنا من العبث، وعلى أنفسنا من المداصرة والاختلاط، وقد فقدنا الأمل تماما بخصوص موضوع الفوز بعريس موافق لشروط المسلم الحق.
#تمت
بقلمي شمس الهمة

الثلاثاء، 30 أبريل 2019

شعبة آداب


شعبة آداب:

قال لنا أستاذ العلوم الطبيعية عن يومياته في الثانوية والجامعة بحسرة، أنه درس البيولوجيا، ولم يؤهله معدله لدراسة الطب رغم تفوقه واجتهاده قائلا:
" يتم اختيارنا على أساس المعدل الجيد، حيث تتم غربلة طلاب المتوسط ويميز الرديء من الجيد، فيبعث أصحاب المعدلات المتفوقة قسرا أو اختيارا الى شعبة العلوم، بينما يتبقى أصحاب المعدلات الضعيفة ليصنفوا جبرا ضمن شعبة الآداب، ولا يكون بينهم إلا متفوق أو اثنان كأقل تقدير.
في الثانوية، كنا نحن طلبة العلوم النوابغ، الأكثر تخلقا، وأدبا، الأحسن هنداما، حتى أقسامنا كانت الأنظف.
كان منهاجنا مكثفا وساعات الراحة نادرة، ندرس كل المواد بما فيها الأدبية بإسهاب.
ليس لنا وقت للهو أو اللعب أو إثارة المشكلات، فجل وقتنا للدراسة والجد والاجتهاد.
أما الأدبيون فحدث ولا حرج، أقسامهم متسخة مغبرة، فوضى عارمة، ساعات دراسة قليلة، قلة احترام للأساتذة، منهاج مخفف، ومواد أقل بكثير من الشعبة العلمية.
طلاب الآداب أشكالهم وتسريحاتهم غريبة، كثيرو المشاكل، يصاحبون الفتيات، يدخنون السجائر، وهلم جرا..
في الجامعة :
يقول أستاذي، كنا نخرج من فصل البيولوجيا منهكين من كثرة المعادلات، والكيمياء والفيزياء والرياضيات، حتى أنا لا نقوى على التحدث لبعضنا، والرأس يكاد ينفجر من كثرة التلقي.
أما طلبة شعبة الآداب، فيستطرد أستاذي قائلا :كنا إذا توجهنا الى المطعم، نكون متعبين، أما هم "الأدبيون" فهائجون، ولكم أن تتخيلوا المشكلات، فهذا يسب ذاك بدون سبب، وآخر يطلب من القائم على "الريسطو" مضاعفة الوجبات، ومعارك بالسكاكين، ومختلف الأسلحة البيضاء!!
"كنا نسميهم آنذاك :الثيران الاسبانية الهائجة"
*********
وأتذكر في هذا المعرض صورة فيسبوكية تقول:

اذا جبت الباك بمعدل:15_17 يعطوك طبيب
واذا جبت 13_14 يعطوك أستاذ يتقاضى أكثر من الطبيب
واذا جبت 11_12 يعطوك علوم سياسية تحكم في الاستاذ والطبيب
واذا جبت 10 يعطوك إمام تفتيلهم كامل
واذا ماجبتش الباك تولي رئيس جمهورية تحكم في الجزائر كومبلي..
هذه هي كرة التحطيم في الجزائر!!
"هذا زمن الشقلبة اذا رأيت أناسا تركوا المشي على أرجلهم، ويمشون على أيديهم فلا تستغرب، أولئك يحاولون التأقلم!!
********
لهذا صرنا نرى اليوم من هؤلاء الخريجين، الصحفي الفاشل والفيلسوف الملحد، والإمام الجاهل.
يدرس بشعبة الآداب ثم تراه يتفلسف لدرجة الإلحاد، وهو لا يفقه شيئا من الفلسفة !!!
أو يدرس ثلاث سنوات شريعة، ويأتي ليقولك يجوز ولايجوز!!!
من هنا فقط، نعرف كيف نبغت الصحافة الصفراء، غير الملمة حتى بأبسط قواعد اللغة العربية!!!
يجب أن يرجع الاعتبار لشعبة الآداب، فهي التي تُكَوِنُ القادة، وتصنع الدعاة، لكنها سياسة متعمدة تحاك على الأدب والشرع حتى لا تقوم لنا قائمة.
أتذكر كلام سلال حين قال: الناس يهتموا بالرياضيات واحنا نهتموا غير بالشعر!!

*******
بغض النظر عن صحة وجهة نظر أستاذي، إلا أن الموضوع يستحق فعلا أن نلتفت إليه قليلا، فهو يعكس خلفية فكرية مختلة وغير متوازنة سواء المتمثلة بالسياسة الفاشلة للمنظومة التربوية، أو تلك النظرة الدونية للمجتمع حيث تجد الآباء والأمهات يأنفون دوما من الفروع الإنسانية ويلهثون خلف الفروع التكنولوجية والتقنية، وأول ما يشب الشاب يدفعونه إليهما.
العلوم الإنسانية و علوم النفس و الفلسفة و العلوم الإقتصادية و العلوم السياسية هي العلوم المهملة التي تستطيع أن تنهض بأمتنا.
فلماذا نحتقر شعبة الآداب والعلوم الشرعية والإنسانية، بينما لا نفتأ نزاحم محبي العلو على نخبوية مجوفة على حرف الدال ذاك؟!
#بقلمي:#شمس_الهمة

محمد رفيق يجب تغيير نظام النجاح في الامتحانات لمرحلة المتوسط و رفع معدل القبول الى 12 و ارسال كل الضعفاء الى التكوين المهني . المجال الحرفي مهمل ايضا و هذا بسبب امتلاء الثانويات بتلاميذ لا فائدة منهم فيها.
********٪

ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟى ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ !!

ﻓﻄﻼﺏ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأولى ﻣﻦ ﺍلأﺫﻛﻴﺎﺀ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ إﻟﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ..

ﻭﺧﺮﻳﺠﻮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﻟﻲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ والإدارة .. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﺷﺆﻭﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍلأولى..

ﻭﺧﺮﻳﺠﻮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺘﻴﻦ ﺍلأولى ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ..

البقية ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﻭ ﻳﺘﺤﻜﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ , ﻳﻄﻴﺤﻮﻥ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬم أﻭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻬﻢ ﺇﻥ أﺭﺍﺩﻭﺍ ..

أﻣﺎ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺣﻘﺎً ﻓﻬﻮ أﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺃﺻﻼ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺷﻴﻮﺧﺎً ﻳﺄﺗﻤﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻣﺮﻫﻢ

******
من المؤسف في حاضرنا اليوم -وكلنا ضعيف- أن الذكي الفطن يُذهَب إلى غير العلم الشرعي، والذي يكون على نقص أو بلاهة، هذا يُخرَج إلى طلب العلم، فذاك الذكي الحصيف النبيه يُصرَف إلى غيره، وهذا يُصرف إلى طلب العلم، وهذه بليّلة متلبّسون بها وواقعون فيها.

الشيخ عبدالفتاح أبو غدة،بتصرف يسير (لؤي)


عُهد إلي في أحد الفصول الدراسية تدريس مادة الحديث من كتاب سبل السلام للصنعاني....إنهم طلاب لم يجدوا مكانًا لهم في كليات الجامعة فسجلوا في قسم الدراسات الإسلامية، بل صرحوا بذلك، فقد قلت لهم مرة لما ضجرت من عدم فهمهم وعدم تجاوبهم: ما الذي أتى بكم إلى هذا القسم؟ فما راعني إلا أن قالوا: لم نجد مكانًا في الجامعة إلا في هذا القسم"

(رحلتي في التعليم والإعلام، محمد بن موسى الشريف، مركز إبصار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1438هـ-2017م، ص43، 44.)



الاثنين، 29 أبريل 2019

لا تخبروا والدي(قصتي مع أحد الرقاة)

لاتخبروا والدي!!
(قصتي مع أحد الرقاة)
كان الفصل ربيعا عندما قرر خالي أخذنا إلى شاطئ الصابلات في مستغانم لنستمتع بجوار البحر...
كان الموعد بعد صلاة الجمعة، حزمنا أمتعتنا وانطلقنا...
بعد نصف ساعة كان الوصول من غليزان إلى مستغانم...
كانت آثار برد الشتاء لاتزال موجودة لذلك لم نجد أحدا هناك...وانفردنا بصحبة البحر...
مشينا وتسابقنا وأكثر من ذلك غطسنا بكامل ثيابنا في البحر، لا أحد يستطيع مقاومة الإغراء أمام جمال المياه ودفئها...
تبللت ثيابنا فمكثنا مدة حتى جففتها الرياح ...بعدها سارت بنا السيارة في طريق آخر...كنت منهمكة في التأمل ولم أعرف إلى أين الوجهة القادمة...
وصلنا إلى مدينة "بريقو" المحمدية في معسكر قبيل آذان المغرب..
كانت ستائر المطر معلقة بين السماء والأرض وقد غسلت ثمار الرنج المنتشر في كافة شوارع المدينة...
سألت خالي قبلها إلى أين الوجهة؟!
فأجابني:(بريغو)المحمدية..
- من غليزان الى مستغانم الى معسكر، هل هنالك خطب ما؟!
ضحكات صفراء خبيثة من زوجة خالي:
-درناها بيك وماخبرناكش...رانا رايحين لوحد الراقي في بريغو...راني عارفة كون خبرتك تقولي حرام...
خالي بضحكة متواطئة أيضا:
- هذا راق ممتاز كان دكتور في بريطانيا، سلفي ومثقف...لا تخافي ليس دجالا_ وكلمة سلفي هي لفظ يطلق من العوام على كل من يلبس قميصا ويربي ذقنا حتى لو كان هذا الأخير طرقيا!!
- وهل خلت غليزان ومستغانم من الرقاة حتى تأتوا إلى معسكر؟!
- جربنا قاع هادوك الرقاة، رحنا عندهم واحد واحد، ماخلينا غليزان ...ماخلينا مستغانم... ماخلينا شلف...
سرحت بخيالي أفكر، ثلاث ولايات طافوا بها وجربوا كل رقاتها الذين سمعوا عنهم، مالذي يدفعهم إلى تبديد أموالهم وأوقاتهم في هاته الأعمال؟!
ثم ماذا ينقصهما؟؟! ومم يشكوان؟!
فقد عهدت خالي وزوجته أسرة من أسعد الأسر، كان لديهم بيت جميل، وسيارة وأموال وابن صغير، وكانا إلى ذلك بشوشين فرحين طوال الوقت، ويستمتعان بالحياة والسفر والتنقل من مكان إلى مكان..
ظاهريا وماديا لم يكن ينقصهم شيء...
لكنهما لم يكونا من المصلين، ولا ممن يحافظون على الطهارة أو قراءة القرآن…
كان الحزن يلتهمهما التهاما من الداخل، والخواء يصفر تصفيرا مزعجا بأذنيهما، وكان الوسواس والقلق ينخر بقلبيهما...فيحفر عميقا عميقا.ً..
اتصل به ليعلمه بوصولنا، فخرج شاب في مقتبل العمر وفتح لنا الباب...
أدخلنا في صالة الضيوف...بقينا نتمتم فيما بيننا...إلى أن حضر الشيخ الجليل...شيخ قصير القامة...كث اللحية...يلبس البياض...رغم سنه الذي قارب الستين ربما ، إلا أن حركته وخطواته كانت خفيفة مثل خطوات قطة ...
له عينان زائغتان، وتتحركان كثيرا يمنة ويسرة بشكل غير مريح للناظر اليه...
سألته عن القبلة...فأشار بها علي ، ثم تركنا وحدنا... صليت المغرب دونهما...واستأذن هو كي يصلي أيضا...ثم مالبث أن عاد..
- من بعد الجمعة وأنا نستنى فيك على حساب الموعد انتاعنا، أجلت قاع صوالحي علاجالك...
أطرق خالي رأسه خجلا، وتوردت خدوده من فرط الحياء ثم أجاب:
الله غالب، صوالح شدوني ...راك عارف
صوالح!!
أفكر بيني وبين نفسي ، نعم... فخالي والكلمة خطان متوازيان لا يلتقيان ولا يتوافقان ، فلطالما عرفته شابا كبقية شباب هاته الأيام، لكن ليس إلى تلك الدرجة!!
ليس إلى درجة موعد مع شيخ!!
شيخ مسؤول وإمام مشغول وراق مقبول!!
صوالح !! كم ضحكت من تلك الكلمة، فموعد مع محبوبته على البحر من دون تخطيط، كان أهم من كلمة مع من يفترض به أن يكون الشيخ والراقي والإمام!!
بعدها طلب من خالي التمدد على أريكة مقابلة وأخذ يقرأ عليه ما تيسر من القرآن...
الشيخ يقرأ وخالي يتخبط في مكانه ويتحرك بحركات *إرادية* طبعا... ليضفي جوا من الوهم والتمارض...
كان الشيخ حين ينتهي من مقطع، يسأل خالي عن شعوره...فيتظاهر الأخير بالدوخة والغثيان وتنميل في الأطراف...يطمئنه الشيخ وينصحه بعقدة مناسبة...وأن يدهن يزيت الزيتون المرقي...
يأتي الدور على زوجة خالي، يقرأ عليها في مكانها من دون أن يلمسها ويسألها هي الأخرى فتقوم بعمل" كوبي كولي" لكلام زوجها وتزيد عليه قليلا...
عندما انتهى منهما، وجه إلي سؤاله مستفسرا إن كنت مريضة مثلهما وأريد الرقية...أجيبه بالنفي
حينها تتدخل الأفعى- زوجة خالي وصديقتي المقربة - قائلة:
- ارقيها الشيخ هادي متأمنش بالرقية ولوكان تشوف حالتها تبكيها وهي حية...باينة دايرينلها سحور، علابيها تخاف من الرقية...
توجه الي الشيخ بسؤاله:
- ألا تؤمنين بالرقية؟!
- قلت: بلى شيخ أؤمن بها، لكنني بخير، وأنا لا أؤمن أن كل شوكة يشاكها الإنسان تكون من أثر العين والسحر...
الشيخ مستفسرا زوجة خالي- وكأنني أحتاج إلى وصي ينوب عني في الكلام- أحسست وكأنني قاصر يحتاج الوصاية أو مريض يحتاج العناية أو طفلة تحتاج الرعاية- -:
- مم تشكو؟!
- الخطابة يجو وما يرجعوش، خطبها اكتر من 4999 خاطب لكن حتى واحد ما عاود ولا..- هنا أحسست فعلا بالقهر,أحسست بالظلم, وأحسست وكأن بي عاهة في باطني...كنت كمن كذب كذبة وصدقها وعاش فيها...فقد عشت الدور....أيعقل أن يتأثر العقل الباطن بما يراد له ويتصرف وفقه...فقد تأثرت فعلا بكلام زوجة خالي رغم أنه لم يكن صحيحا ...فمسألة سلوك الخطاب وعدم عودتهم كانت منطقية جدا...خصوصا وأن الرفض كان يتم عبر أهلي....فأنا كنت أقبل باي خاطب.... علمتني أمي وأنا صغيرة أن من ترد الخاطب الأول بدون سبب تحل عليها اللعنة بسبب دعائه عليها...لم أتربى على الخرافات أو الاعتقادات الباطلة...لكن مقولة أمي كان فيها الكثير من الصحة لذا جمعت بينها وبين شرع الله وخرجت بنتيحة أن الرفض اذا كان بدون سبب...فستندم صاحبته بعد ذلك وعليها أن تحسن الظن بالخاطب وتعطيه الفرصة حتى تتبين تدينه وأخلاقه.

كنت أقبل بأي كان وأكتفي بالاستخارة, وكان أخي مشكورا يقوم بالتقصي والسؤال, إلى أن يصل إلى قناعة مفادها أن الشخص غير مناسب...
الشيخ يحملق في مباشرة مستغربا :
– آه لو رآك أبي كان سيمسح بك الأرض ، كيف تجرؤ على النظر الي مباشرة؟! أقول في نفسي _
كل هذا الجمال!!
ولايوجد نصيب؟؟؟
_ آخ لو سمعك أخي كان سيذبحك من الوريد إلى الوريد، كيف تجرؤ على نعتي هكذا؟!
الظاهر كلامهم حق وأنت غير مدركة لما يحدث معك...
تعالي اجلسي هنا..
- الشيخ ما فيا والو...الحمد لله.
- أنت لا تدركين الأمر، لو كنت ملكة جمال العالم ووضع لك سحر لحجبت عن جميع الرجال...كنت ستبدين لهم بمثابة شيطان..

سرحت في كلامه و ورحت أتخيل أن لي قرني شيطان,وأن وجهي يحمل بشاعة الكون كله...ندوب وتقرحات مخيفة وعين مشطوبة ...وعصابة قرصان...يا إلهي!! أخافني مجرد التخيل...هؤلاء الخطاب مساكين حقا ...إنهم يفزعون من رؤيتي كل مرة...سيلاحقهم طيف بشاعتي كل حياتهم...وربما كرهوا كل النساء بسببي...في المرة المقبلة لن أدع أحدا يراني حتى لاتعذبه صورتي...

أفقت من سرحاني على أوامر الشيخ:

- تعالي يا بنيتي

قعد قبالتي ثم رأى خجلي فأخذ يسألني بصوت منخفض..
- هل تأتيك كوابيس في الليل؟
- لا
- هل يؤلمك رأسك عموما، وبالخصوص وقت العصر
- لا
- هل تعانين ألما أسفل الظهر، أو تساقطا للشعر
- لا
تمعض وجهه فجأة يبدو أن أجوبتي لم ترقه، فتلك كانت أعراض سحر الربط عن الزواج وأنا بددت له شكوكه...((كنت محصنة ضد الدجل والدجالين وأميزهم من خلال علامات معينة، فأنا قرأت كتب وحيد عبد السلام بالي - كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار- وكتاب وقاية الانسان من الجن والشيطان- قبل سن الخامسة عشر، قرأت كتبا كثيرة في حياتي بعد ذلك لكن الكتب التي شكلتني وشكلت معتقداتي وتلك التي أتذكرها من دون غيرها هي الكتب التي قرأتها في الفترة ماقبل سن الخامسة عشر...كنت عجينة طرية وتلك الكتب شكلتني في قالب صحيح...فهذه الفترة العمرية مهمة لمن يريد التميز والنضوج...))
أخذ يقرأ علي بعض الآيات القرآنية وكان متقنا لأحكام التجويد، وأصدقكم القول أن صوته بالقراءة كان مثل المقرئين، لذلك استبشرت خيرا
انتهى من قراءة دامت أكثر من ربع ساعة، ثم سألني:
- هل تحسين بشيء؟!
- لا
- ألا تحسين بتنميل أو خدر؟!
- لا
ازداد وجهه تجعدا هذه المرة أيضا ثم واصل القراءة وكان كل مرة يسألني فيها أجيب بالنفي...
حينها تمتم بكلام غير مفهوم ثم شرع يقول:
- ادخلوا يا عباد الله
- ادخلوا يا عباد الله المؤمنين
- ادخلوا في هذا الجسد المؤمن
انتفضت من مكاني، وقلت له بنبرة خائفة و مرعوبة:
- بارك الله فيك الشيخ، الحمد لله مافيا والو
ثم أومأت لخالي بأنه يجب علينا الإنصراف

ارتعب خالي من كلام الشيخ، وهيئتي المرعوبة وأبي الذي لايعلم شيئا عن هذا الموعد ولأول مرة في حياته أحس أخيرا بالمسؤولية، وكلم الشيخ موضحا له أننا تأخرنا، وأن موعدا هاما بانتظاره...(راكم عارفين خالي عنده صوالح).

مكثت بعدها عدة أشهر وأنا أتخيل أن عائلة مكونة من سبعة أفراد ربما ، ستتلبسني يوما ما...فيبدو أن أزمة السكن شاملة لعالم الجن أيضا, والدليل أن هؤلاء اعتدوا على أجساد نصف الجزائريين!!


ملاحظة: أنا أؤمن بعالم الجن, وأؤمن أنه يتلبس الإنسان, لكنني لا أؤمن بالوهم...
بقلم شمس الهمة

الجمعة، 14 ديسمبر 2018

قالوا عن التلفاز

قالوا عن التلفاز ماذا تقول أنت عنه؟

· أبناؤنا ليسوا مهيأين للتعامل مع تلك الرسائل الإعلانية الشرسة التي تصرخ في آذانهم: "الجمال ضرورة حيوية للسعادة"
· إن اللانظام وحتى الجنس العشوائي هو الأصل ..العنف هو أسلوب حياة ...
· تخطى الطفولة واجعل من نفسك شخصا بالغا الآن ؟
· ربما يستطيع الشخص البالغ أن يميز بين الغث والسمين ..ويفرق بين الحقيقة والخيال ..ولكن ماذا يدور في العقول الطيعة لطلبة المدارس عند مشاهدتهم لتلك القنوات؟
· تقول احدى الأمهات عن تربية طفل جيد إنها تتطلب من الوالدين أن يقاوموا هذه الرسائل الموجهة من قبل الإعلام بضراوة لا هوادة فيها...
· إن واجبنا كآباء وأمهات لكي نتغلب على تأثير هذه الإعلانات ...سيكون من الصعب على أبنائنا أن ينموا بشكل طبيعي دون أن تشوه نظرتهم لما هو حقيقي وما هو مهم.
· استرسل أحد الآباء متهكما عن جدوى مشاهدة فريق غنائي يتمايل مثل الطاووس المتأنق، مستجديا إعجاب الجماهير ، أين(في هذه البرامج) سماحة النفس والتواضع الذي أريد أن أغرسه في أبنائي؟
· وأب آخر ممن تحدثنا اليهم لم يعر الأمر أي اهتمام بل كل ما هنالك بالنسبة له أنه لا يريد امتلاك التلفاز وعندما يحدث شيء خطير يزلزل الأرض أو ذو أهمية إخبارية كبيرة - كنهائيات كأس العالم مثلا- لابد أن نتابعه في حينه لأن القراءة عنه غير كافية، حينها فقط يمكننا أن نؤجر تلفازا ليوم واحد فقط أو إثنين!! عدا ذلك يمكننا أن نجد شيئا آخر أفضل نقوم به، بدل قضاء الساعات في مشاهدة هذا الجهاز الأحمق الذي لاعقل له.
· وقال آخر:
· نحن في مواجهة معركة اذا يجب على الوالدين أن يخبروا أبنائهم في كلمات محددة أن الجمال والأزياء والمكياج والموضة -كل هذه الأشياء التي يقدسها المجتمع- ليست هي كل شيء.
· وقال ستيف جوبز: أعتقد مبدئياً أننا نقوم بإغلاق عقولنا حين نبدأ بمشاهدة التلفاز.
انتقاء شمس الهمة
#من كتاب "كيف ينشئ الآباء الأكفاء أبناء عظاما"
د. آلان ديفيدسون & روبرت ديفيدسون

كم عدد القنوات في بيتك؟!

كم عدد القنوات التلفزيونية في بيتك؟

لدي صديقة أمريكية هي أقرب صديقة لقلبي، وصداقتنا تتجاوز الخمس سنوات ، احدى المرات ونحن نتجاذب أطراف الحديث حول كل شيء، كان من بين حديثنا أنني أتابع جميع الحصص الأمريكية المشهورة ذات الفائدة، وقمت بتسميتها لها كلها فصعقت، وسألتني كيف تمكنت من متابعتها؟
فأجبتها أننا كعرب نتابع كل قنوات العالم بلا استثناء ، خصوصا تلك التي نتقن لغتها ...فسألتني سؤالا غريبا آخر ألا وهو: كيف تستقبلون القنوات الأمريكية في بيوتكم ؟
فقمت بتصوير الصحون اللاقطة، وأخبرتها أننا نستقبل كل قنوات العالم عن طريقها ، فلم تهتد إليها البتة !!
عجيب!!
 فالتقنية من اختراعهم لكنهم لا يستعملونها أبدا!!!
سألتها أنا الأخرى عن كيفية استقبالهم لمختلف قنوات العالم، ظنا مني أنهم يستعملون جهازا آخر، غير المقعرات الهوائية، فأجابتني إجابة *صادمة* لم أتوقعها أبدا، وقالت بالحرف "نملك مائة قناة أمريكية *فقط* وكلّها أرضية!!"
سألت صديقات أجنبيات أخريات كن ضمن قائمة الصداقة عن عدد القنوات التلفزيونية لديهم، فأجبنني بنفس الإجابة تقريبا ...
حتى أنني تعرفت على صديقة ألمانية، وسألتها نفس السؤال وكانت إجابتها أن عدد قنواتهم لا يتعدى المائة قناة!!
- كاتبة أمريكية أخرى قالت لي في معرض حديثنا عن الحصص والأفلام الأمريكية، أنها لا تتابع التلفزيون كثيرا، لأنه **يلوث الفكر** برأيها، وتستعيض عنه بمطالعة الكتب النافعة !!!
بالمقابل نجد أنفسنا كعرب إلا من -رحم ربي طبعا- نستقبل آلاف القنوات التلفزيونية، ولا نحذف القنوات التي لا نحتاجها، في زمن صار لكل منا رأي مستقل بذاته، وجمهورية في كيانه، بسبب تأثير هاته القنوات على بيوتنا، وتخريب فكر زوجاتنا وأطفالنا، فهذه قنوات شيعية، وأخرى هندية بوذية، وأخرى كورية أو يابانية و....و القائمة طويلة...
كثرة القنوات حتى لو كانت قنوات جادة وهادفة، ليست بالأمر المحبب، فهي تأخذ الكثير من وقتنا، وتشتت انتباهنا، وتحرمنا الفائدة المرجوة.
أحد المفكرين كانت بدلاته كلها بلون واحد، فسأله أحدهم عن السبب فقال: "حتى لا أهدر الوقت الكثير في التردد حيالها، بين ما سأختار من لون أو نوع معين مثلا"....!!!
ونحن ألف قناة أو أكثر، نستغرق معها ساعة أو يزيد، فقط في التنقل من محطة إلى أخرى، بتغيير القنوات، والبحث عن شيء ما، مجرد شيء، ليس لنا هدف حتى، لنجد أننا لم نشاهد شيئا يذكر!!!
لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، إذ وفرت الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو، مما جعل دور الأسرة هامشياً، ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة أمام القنوات، أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
القنوات الفضائية نعمة ونقمة ولكن المسؤولية كلها على عاتق الأبوين .
لا أدعوا الى إلغاء أو حذف كل القنوات أو منع التلفزيون، كل ما أتمناه هو تقنين عدد هذه القنوات، وعدد ساعات الجلوس مع التلفزيون، وترك فسحة للعقل، كي يطور من إمكاناته وقدراته، ويكتشف كل فرد مواهبه ويعتني بها.
#بقلمي:#شمس_الهمة
ملاحظة:
هذا المقال من الأرشيف، أعرف أن الغالبية مثلي ، أصبحنا نجهل من أي زر نشغل التلفاز، ولكن يكفينا اسقاط المسألة على قنوات اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي التي تقوم بتشتيتنا بنفس القدر إن لم يكن أكثر.


لكل قاعدة شرعية استثناء

لكل قاعدة شرعية استثناء..
لذلك حين نتكلم عن قاعدة شرعية مغيبة في ممارساتنا اليومية، لا تأتي أنت وتتكلم عن الاستثناء، لتجعل منه القاعدة، فناهيك أن هذا يعتبر غباء فقهيا اذا أحسنا الظن بصاحبه، فهذا ظلم وتعد ولي أعناق النصوص لخدمة الهوى والتعصب.
وليس معنى هذا أننا نكفر بالاستثناء، وليس مبررا لكم لاتهامنا في ديننا وأخلاقنا.
وأشبه هذا الأمر بنكته مشهورة جدا في مصر تقول:
في حفل زفاف عقد القران بين العروسين الفرحين المبتهجين ، وطلب من المأذون تلاوة آيات من القرآن الكريم لتحل البركة على العروسين ، وهو تقليد معمول به لدى اخواننا المشارقة.
ليقوم المأذون بتلاوة الآية الكريمة :(( الطلاق مرتان، فامساك بمعروف، أو تسريح بإحسان))!!

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...