السبت، 10 مارس 2018

اللهجة الجزائرية

اللهجة الجزائرية:

بعد مدة قرن ونصف من الاحتلال الفرنسي الغاشم لبلاد الجزائر، رحل المستدمر، لكنه ترك كائنات شوهاء هي بمثابة "مسوخ فرنسية" تسلّلت إلى مفاصل الدولة الجزائرية فعوّقتها سياسيا، ‬وأكسدتها اقتصاديا، ‬وديّثتها خُلقيّا، ‬وشوّهتها خَلقيا، وأنتجت لنا جيلا من الجزائريين معوّق اللسان والفكر والسلوك.‬ 
فمحاولة تقليدهم لغة المستعمر، لم تجدِ نفعا ولم تثمر، فلاهم أتقنوها، ولا هم حافظوا على لغتهم الأم، فأصبحنا مسخرة الأمم، بلغة هجينة وغريبة، ضمت كل مفردات العالم - لتفصح عن نفسها- فما زادها ذلك إلا غموضا.
ليس مدعاة للفخر أن اللهجة الجزائرية، هي الوحيدة في اللهجات قاطبة، التي تتضمن كلمات من مختلف لغات العالم، اذ يكفي أن تستمد غناها، من موروثها وماضيها وحاضرها .
كل اللهجات العربية غنية بالمفردات والتعابير الراقية والجميلة، إلا اللهجة الجزائرية، فنحن بحاجة أن نستمد من السورية والمصرية وحتى الخليجية، إضافة إلى الفرنسية والإنجليزية، للتعبير عما يجول به خاطرنا، فأي واقع هذا ؟
ومن مضحكات الأمور أن تجد صفحات الجزائريين في الفيسبوك، تدعو لاستفتاء حول لهجة من هي الأجمل الغرب، الشرق، أم الوسط؟
وترى كل شخص يفخر بمنطقته تعصبا وجهوية، وليس موضوعية، وكل يضحك من لهجة الآخر ويعيبها اذا لم يفهمها، حتى صار بعضنا لا يتحدث بلهجة منطقته اذا زار منطقة أخرى من الوطن، فأي حال وصلنا اليه "كل حزب بما لديهم فرحون"؟
أما التلفزيون فحدث ولا حرج، فأالأفلام القديمة على غرار "فيلم دورية نحو الشرق" أو غيره، رغم أنها بالدارجة، إلا أنها أكثر سهولة وفصاحة وجمالا من لغة العاصميين الدارجة اليوم.
فلماذا تغيرت لكنة الدزيريين؟ رغم أنهم كانوا ولا يزالون يهيمنون على الأعمال التلفزيونية، بالرغم من ركاكة المستوى الحالي، مقارنة بالأعمال القديمة الناجحة والمشرفة، ومقارنة بلهجات الجزائر الأخرى :
حيث نجد أن لكنة الشرق سلسة وجميلة ومفهومة وغنية بالمفردات، ولكنة أهل الغرب كذلك، ولكنة الصحراء تتميز بقربها من الفصاحة.
لكن أكثر لكنة صعبة ومملة ومتكلفة، وغير غنية بالمفردات أو الأدب أو الجمال والذوق، هي اللكنة الدزيرية والتي تطلق عليها الصحافة المكتوبة أبشع النعوت، فيما يعرف ب:"رطانة الدزيريين"على حد قولهم، ومع هيمنة العاصمة على الأعمال التلفزيونية، واختزالها الجزائر الكبيرة في "دزاير" المدينة، وبالتالي فهي المسوق لصورتنا أمام البلدان العربية، والتي شوهت اللهجة الجزائرية الغنية، ولم تتح للبلدان الأخرى أن تفهمنا.
شخصيا أعشق الوسط، فهو وسط في كل شيء، وأحد إيجابياته الكثيرة، أنه يمثل نقطة التقاء كل ولايات الجزائر، إضافة لبعده عن المظاهر والبهرجة وغلاء المهور التي يتميز بها أقصى الشرق وأقصى الغرب.
لكن بالنسبة للكنة فالنشاز في لهجتنا هو اللكنة الدزيرية ورطانتها مع احترامي لأهلها.

الأمر الآخر بعضهم يدعو الى التمسك باللكنة الأم، رافعين شعار "لاتخجل بلكنتك ولاتغيرها "، معتبرين أن الإختلاف جميل.
الاختلاف جميل نعم، لكن حينما لايؤذي المقابل أو يشذ عن القاعدة العامة، فبسبب عشقنا للغة الأم مثلا، نشمئز من أناس لا يملكون مخارج حروف سليمة وصحيحة.
قد أتقبل انسانا بلغ من الكبر عتيا فلا يستطيع تغيير مفرداته، ويقال إذا عاشرت قوما أربعين يوما فقد أصبحت منهم، لذا لا ينبغي للعاقل التمسك بالشاذ من الألفاظ أو العبارات التي تعتبر قلة حياء في مناطق أخرى، على عكس منطقتك الأم، والتي تعتبر فيها تلك العبارات عادية ومقبولة، ولا تمثل ذلك المفهوم السلبي في المناطق الأخرى.
أما الكارثة أن تؤنث المذكر وتذكر المؤنث بكسر التاء أو نصبها، وتتبجح بذلك ولاتريد تغييره، فهذا بلاء نحمد الله أن عافانا منه.

كان هناك غراب .. شاهد حمامة تمشي، فأعجبته مشيتها لما فيها من ملكية طبيعية..
ففكر بنفسه وقارن بينه وبينها .. ووجدها تتميز عنه بالكثير ..فحاول أن يقلد مشيتها .. تدرب وتدرب .. وحاول كثيراً أن يتقنها ولم يستطع .. فشل فشلاً ذريعاً... 
ثم أنه عندما يئس ... أراد العودة لمشيته القديمة .. فأكتشف أنه نسيها أيضاً ..
لقد فقد هويته بالكامل، فلا عاد غرابا ولا صار حمامة.
هكذا كل من ترك أصله مبهورا ببريق ليس له، كن أنت نفسك .. ولا تكن غيرك..

 #شمس_الهمة

يوميات فتاة جزائرية في رمضان

يوميات فتاة جزائرية في رمضان:
________________________________________
صباحا : 
تنهض على الحادية عشر صباحا, ثم تفتح حاسوبها الشخصي على آخر الأخبار. تناديها والدتها فتقول:" دقيقة ماما نشوف لي كومونتار تاع فطور تاع البارح "!!
تتوجه مباشرة إلى المطبخ,تفتح الثلاجة,تفكر قليلا في ماسوف تعده من أصناف, وتغرق في المطبخ حتى يؤذن المغرب.

يقلقها الحر, مضافا إليه درجة حرارة المطبخ والتي تكاد تنصهر فيه.يجف حلقها,وتتيبس شفاهها,وترتجف ركبتاها فهي لم تعد قادرة على الوقوف. تريد شرب الماء, لكن تتذكر أنها صائمة تقول في نفسها:" هانت, نصبر شوية, دوك صحاباتي ينخلعوا مالفطور لي راني دايراتو" " لاتقول طبعا أحتسب الأجر عند الله,ذهبت النية اذن, وذهب معها الأجر!!

تأخد استراحة قصيرة قبيل المغرب...تلتقط الكثير من الصورلمختلف أصناف الأطايب والطعام, تفتح حاسوبها الشخصي من جديد ...وتقوم بنشر الصور- لاتضع اعتبارا لمحتاج أ فقير ,قد يرى تلك الصور فيتحسر ويشعر بالألم-.

تدردش قليلا مع صديقاتها المتواجدات على الفيس بوك,
أكيد دردشتهن وأحاديثهن ستكون عن المائدة وماستحويه وقت الإفطار, وليس عن الشهر الفضيل!! 

عندما يتبقى وقت قصيرعلى الآذان ...تهرول لإعداد وتجهيز مائدة الطعام,
يستيقظ أخوها الذي سهر طوال الليل ونام كل النهار... 
ويذرع المطبخ جيئة وذهابا,قائلا:
" واش طيبتو ...وعلاش درتو هذي مانحبهاش ...وعلاش مادرتوش هذي؟
تكتم الفتاة غيظها وشعورها بالألم, والذي ضاعفته كلمات أخيها وعدم تقديره أو تعبيره عن التقدير والإمتنان....
ثم تواصل ثرثراتها مع صديقاتها على الفيس بوك ...حتى تسمع صوت الآذان,تنهض من مكانها من دون إغلاق الجهاز , وتقفز نحو طاولة الطعام ..

وبدون مقدمات تفرغ قارورة المياه كاملة في جوفها, بعدها تأكل حبة تمر,
تحس بالشبع والإمتلاء,ثم تتوجه لشاشة التلفزيون ليبدأ -يومها- أقصد سهراتها مع المسلسلات والبرامج الرمضانية.... 

تسهر حتى منتصف الليل في مشاهدة المسلسل تلو الآخر, تتخلها استراحة قصيرة هي فترة الإعلانات, تنتهزها لإحضار العصائر أو التحليات ثم تعود أدراجها لمتابعة البقية,"لاتراويح ولاهم يحزنون" ...

تنام نصف ساعة قبيل السحور,و تنهض وقت السحور, بعد جهد جهيد من أمها التي ضيعت نصف عمرها وهي تحاول إيقاظها ...

تتذكرأخيرا فضل صلاة القيام, تتجه فورا لصلاة ركعتين خفيفتين, هي أشبه بنقر الديكة لأنها لاتزال متعبة من فرط *القيام* في المطبخ!!
تتسحر ثم تفتح حاسوبها الشخصي لمزيد من الثرثرة حول المسلسلات حتى السابعة صباحا, تذهب أخيرا للنوم لتستيقظ على الحادية عشر صباحا. 

وهكذا طيلة أيام رمضاان...
أجزم أن الشريحة الأكبر منا لم تعي بعد المعنى الحقيقي للصيام ، فهو في نظرها امتناع عن طعامٍ أو شراب ، فقط لا غير . 
هدانا الله واياكم .


بقلم شمس الهمة 

تجنيد الرواية لخدمة الإسلام

تجنيد الرواية لخدمة الاسلام:

كنت أعادي الروايات معاداة شديدة, بسبب تجارب سابقة لي معها, وعندما عرفت عالم الأنترنت لأول مرة, وجدت الشباب يجعلونها موضة, ويتهافتون على القراءة لأسماء معينة بعناوين محددة ...فأحذت أحاربها بشتى الوسائل كل مرة ....
آخرها كان مقالا لي بعنوان "لماذا أصبحت الروايات موضة القراء؟"لا أدعوا فيه الى مقاطعتها تماما, بل الى التوسط والاعتدال والتنويع في شتى المجالات....
ورغم ذلك ولأن كل ممنوع مرغوب ازداد هؤلاء الذين ناقشتهم في تعنتهم وحرصهم عليها أكثر ...
كتبت أعمالا متمثلة في أربعة كتب, وقدمتها للنشر لكن أحدا من دور النشر لم يرض بنشرها..لأن لا أحد أصبح يهتم بهاته النوعية من الكتب الجادة للأسف "كان هذا ردهم لي في كل مرة".
فكرت كثيرا في الأمر وكيف بالامكان جلب انتباه الشباب, الى النافع من الكتب ...ثم قررت اتباع هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه في التصرف في هكذا مواقف ...فوجدته صلوات الله عليه لم يحارب فكرا أو مفهوما قط كما نفعل.... بل كان عليه الصلاة والسلام يقننه ويهذبه ويشذبه ويستخدمه لصالح الدين والدعوة ....نأخذ مثالا عن ذلك:
الشعرمثلا- الذي رأى البعض أنه شر مستطير وأنه ـ في أفضل حالاته ـ مزمار غواية لا ينبغي للمسلم أن يعيره سمعه!
فلم يكن صلى الله عليه وسلم يحضره لذاته وإنما يحظر منه ما شجع على الغواية والفتون...
فتفتقت الرؤى الشعرية قولا صادقا يحمل القيم الجديدة مغترفا من معين التعاليم الإسلامية منافحا ومكافحا عن النور...
لذلك قررت في قرارة نفسي التالي:"ولأن شباب العرب لايقرأون واذا قرأوا .....قرأوا روايات...
قررت التالي:"وداوها بالتي كانت هي الداء"
قررت أن أكتب روايات وأحشوها بالمضامين التي أريدها ...احدى تلك المضامين تقنين قراءة الروايات, وقراءة المتنوع من الكتب والابتعاد عن السطحية في اختيارات الكتب....
وفعلا بدأت الأمر وأخذت دورات في فن كتابة الرواية, وجمعت عددا لا بأس به من الروايات التي يتهافت عليها الشباب لقراءتها, ومعرفة كيف يفكرون, لأتمكن من مجاراة تلك الروايات, ومنافستها, لتقديم البديل النافع للشباب ...ففوجئت بأنني كنت جاهلة لأبعد الحدود رغم أنني كنت أميل الى الوسط في كل شيء...
فوجئت بأن هنالك رويات إسلامية اجتاحت النت ...روايات مؤدبة ذات هدف ومغزى, وغيرت حياة الكثيرين, بالاضافة الى جمال الأسلوب والإثارة والتشويق الذي تحمله...
كانت لدي قريبة أعياني النصح معها في كل مرة ....فمرة بطرق مباشرة وأخرى بطرق غير مباشرة وكنت في كل مرة أمدها بالكتب المتنوعة لعل وعسى ــــــــ
لكن كل ذلك كان دون جدوى...الى أن قدمت لها رواية "الرجل ذو اللحية السوداء"بعد أن كنت قد قرأتها... فوجدتها قد التهمتها التهاما, وأثرت فيها أيما تأثير, وأصبحت فجأة تحب الرجل المتدين ذي اللحية "على حد تعبيرها"...ثم أتبعتها بالبحث عن روايات مماثلة لوحدها.... الى أن اهتدت الى رواية "في الحلال"التي قلبت كيانها وغيرت حياتها جذريا"...
لم أكن قد قرأت تلك الرواية بعد, إلى أن أخبرتني بأمرها, وأنها السبب في تغيرها للأفضل...
قرأتها وقرأت مجموعة أخرى, لأكتشف أنني تأخرت كثيرا في تشخيص الداء ومعرفة الدواء ....
‏ف(الرواية)وان كانت أسلوبا غير مباشر لتمرير المفاهيم، وكثيراً ما استعملت لنشر أفكار منحرفة.فإننا في المقابل يمكن لنا تجنيدها لحسابنا, لتصبح وسيلة تأثير فعالة وساحرة, تماما كتلك الروايات الإسلامية الهادفة التي انتشرت مؤخرا والتي تدعوا الى الصدق والبر والأمانة والعفة والمحافظة على الصلوات والصدقة وحسن الجوار و...و....غيرها من المثل والقيم النبيلة ....

بقلم:شمس الهمة

لماذا أصبحت الروايات موضة القراء؟

لماذا أصبحت الروايات موضة القراء؟

ماذا يقرأ شباب اليوم ؟؟
ولماذا أصبحت الروايات موضة القراء؟
وهل فعلا كل من يقرأ يكون مثقفا وفاهما وواعيا ؟؟؟
لماذا يكب الشباب على الروايات.....؟؟؟؟ وخاصة منها روايات العشق والغرام والنساء ؟؟؟؟؟
والأنكى من ذلك أن تجد الشباب يقرأون لكاتبات انسلخن عن دينهن وقيمهن وأخلاقهن..ورغم ذلك تجد فيسبوكاتهم تعج باقتباسات لهن فأي شباب توجهه هكذا كاتبات ؟؟؟؟ 
ذكرت إحداهن عن نفسها ومثيلاتها بالحرف :
أن لا قيمة لكتب هؤلاء الكاتبات لولا أن مؤسسات في الغرب تبنت كتاباتهن وروجت لها على أنها من باب "وشهد شاهد من أهله" ... 
أما الحديث في إلتزام هؤلاء الكاتبات بالقضايا الخ، فهذا ليس صحيحا، ولا حتى من وجهة نظر تقدمية! إن بعض تلك الروايات هو دعوة صريحة إلى الفسق والفجور. قال أحدهم : أنا ـ شخصيا ـ ما عندي مشكلة مع الدعوة إلى الفسق والفجور إذا حُدّت كذلك، لأنها في هذه الحالة تكون واضحة للدعاة والمدعويين على السواء ... إنما مشكلتي الكبرى مع الذين يقدمون الدعوة إلى الفسق والفجور على أنها "قضية" ينبغي تبنيها والإعجاب بالمنادين بها والترويج لها ولهم!
من الجميل أن يكون الإنسان قارئًا !! والأجمل أن يعرف ماذا يقرأ .. 
بصفتي قارئة منتظمة، أحب القراءات الجادة في شتى العلوم ولله الحمد, لكن لاحظت أن وقتي يذهب هدرا عندما أقرأ رواية..
شخصيا، ما وجدته من الروايات هو:
تفصيلات دقيقة تتعلق ببعض العلوم والفنون...كما يفعل أحدهم في بعض رواياته...وهذه الأمور يمكن أخذها من منابعها الأصلية. 
كذلك بعض الأساليب في السرد، وجدت بعضاً منها في الروايات، وهذه تفيد فقط من يريد أن يصبح روائيا.
لكن إذا ما جلس قارئ نهم للروايات في مجلس في المثقف والعامي....فما الذي سيضيفه هذا القارئ لحديث الناس؟؟؟
- هل صحيح أننا موجهون حتى في طريقة تثقيفنا؟
يريدوننا أن نلهو ونتسلى فقط, وحتى يوحون إلينا في الأفلام والمسلسلات, أن فقط من يقرأ الروايات هو شخص مثقف, والآخرون الذين لايقرؤونها غير مثقفين, وليسوا على الموضة بينما العكس هو الصحيح ؟؟
هكذا يُصدر لنا الجمال _كما يزعمون_!
الروايات التافهة، حتى وإن كانت لأسماء معروفة قد يظن القارئ أنه سيجني شيئا من قراءتها، فإن لا معرفة وراءها سوى انحطاط قلم صاحبها وضحالة فكره.
لو أردت أن تصبح باحثا أكاديميا، هل تقبل عليها كل هذا الإقبال؟ أم تقبل على الكتب والمراجع في العلوم المختلفة؟ إذ أن طموح القارئ لا بد أن يحدد له الوقت المسموح له كي يقرأ في الروايات. فالذي يريد أن يصبح باحثاً أو كاتباً يصعب عليه أن يحقق ذلك من خلال إكثاره من القراءة للروايات، بل عليه أن يقرأ عدة كتب في عدة فنون كي يحقق ذلك.
"لا بد أن يغير ما تقرؤه من ثقافتك نحو الأحسن. وإذا تغيرت ثقافتك نحو الأحسن، لا بد أن يستفيد من حولك مما تقرأ. فإن لم يحدث هذا، فلا بد من أن تعيد النظر في نوعية ما تقرأ..."
لا بد أن أقر بمتعة القراءة في الروايات. لكنني أجدها أحياناً مثل المخدرات، الرواية تسحب رواية، والنهاية مكتبة ضخمة جداً لكن بفائدة قليلة. 
لكن مع ذلك كله لايجب منع الروايات أو منع قراءتها بتاتا بل يجب تقنينها لأن كل ممنوع مرغوب ...ولأن شباب العرب لايقرأون واذا قرأوا .....قرأوا روايات...
يجب على بعض من أصحاب القلم الجاد والمثمر أن يسدوا ثغرة في هذا المجال وينتهجوا هذا النهج:"وداوها بالتي كانت هي الداء"
ويلتفتوا لكتابة الروايات ويقوموا بحشوها بالمضامين الإسلامية والقيم النبيلة ...احدى تلك المضامين تقنين قراءة الروايات وقراءة المتنوع من الكتب والابتعاد عن السطحية في اختيارات الكتب....
وفي الأخيــــــــــــــــــــــر:
صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، 
استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد: 
* وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.

بقلم: شمس الهمة

الأحد، 4 مارس 2018

التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان

التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان
________________________________________
منذ خمس سنوات خلت , وفي احدى حفلات الزفاف - أين كانت أمي متواجدة- كان النسوة يثرثرن في مختلف القضايا التي تهمهن وتهم المجتمع, وحدث أن تطرقن لموضوع الأساتذة والمطالبة بالأجورفي تلك الفترة, وسط استنكار شديد لمطالب هؤلاء –المشروعة-, فطوال سنوات خلت كان مرتب المعلم والأستاذ لا يكفل له الحياة الكريمة, في مقابل التعب والجهد المضني المبذول...
قالت احداهن بأنهم لايستحقون حتى المبالغ الزهيدة التي يتقاضونها, ناهيك عن مطالبتهم بالزيادة, وأضافت أخرى قائلة:"على القراية لي راهم يقروا فيها"
واستطردت أخرى:"مستوى التعليم متدن بسببهم, وأولادنا ضحايا استهتارهم ولا مبالاتهم"...لتضيف أخرى:"أولادنا رسبوا بسبب انعدام الكفاءة لدى أساتذة اليوم"...
كانت والدتي تطيل الصمت وتصيخ السمع لتلتك الثرثرات -السخيفة- الغير مبنية على الموضوعية, فأمي وان كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب غير أنها كانت زوجة رجل في قطاع التعليم فوالدي كان أستاذا يعاني الويلات في سبيل لقمة العيش, وقد قاسمته والدتي نفس المعاناة وشظف العيش, التي لم تذق احداهن شيئا منها في حياتها, ولاتعرف أي منهن كواليس حياة الأستاذ, فلم نكن نملك منزلا دافئا مريحا, ولاسيارة تقل والدي إلى مقر عمله الذي يذهب إليه بالمواصلات العامة الشحيحة آنذاك, والخطيرة أيام العشرية السوداء, حيث كان يستيقظ على الساعة الرابعة صباحا ليعود أدراجه منهكا حوالي الساعة السادسة مساء, ليس هذا فحسب بل تتبعه أعماله المضنية وتحضيره لمذكرة الدرس وتصحيح الأوراق والدفاتر والتعابير ليستغرق معها إلى ما يقارب منتصف الليل...
حينها نطقت والدتي لجمع النساء بعبارة قطعت سيل الإتهامات الباطلة, بالحجة الدامغة والبرهان المنطقي قائلة :"ابني وابنك في مدرسة واحدة, وقسم واحد, ويدرسهم نفس الأستاذ, فلماذا يتفوق ابني بينما يرسب ابنك؟هل هذا خطأ المعلم, أم التلميذ,أم وزارة التربية, أم الأسرة التي لاتهتم بأبنائها؟
مضى زمن على تلك المناقشة, وأصبح لدى أولئك النسوة, بنات في سلك التعليم, تغير الحال كثيرا عن الحقبة التي عايشها أبي, وزيدت الأجور, ومنحت الامتيازات للأساتذة, وأصبح كل من هب ودب أستاذا يربي الأجيال, علما أن من بين أولئك الأساتذة من حصل على شهادته الجامعية عن طريق الغش, أو الواسطة أو الحظ الذي كان نتاج سياسة "ارخفوا يدكم في التصحيح هذا العام" لتغطية فشل عمليات الإصلاح التربوي ...والتي كفلت لهؤلاء وظيفة ضمن الأسرة التربوية...
دار الزمن دورته اذن, والتقى جمع النسوة ثانية, وأخذن يتجاذبن أطراف الحديث, وكيف أن أجيال اليوم شبيهة بالمسخ, وأن المعلم والأستاذ يعاني الويلات معه, فقالت احداهن "أولاد أمهاتهم", وقالت أخرى:"جيل مائع", وأضافت ثالثة:"هذا جيل لا يعرف احترام الأستاذ؟"
واستطردت أخرى:"ابنتي تعاني الويلات,ضغطها ارتفع, وأصبحت عصبية جدا,أنا خائفة عليها من المستقبل والأيام القادمة, كيف ستمضيها مع أولئك الوحوش!؟"
نحن لا ننكر أن هنالك تقصيرا من الأساتذة أو غيرهم, لكن لا يجب أن ننتقد هذا النقد "المبني على **المجهول**" !!
في زمن صار فيه الكل ينتقد الكل, والكل يتهم الكل, والكل يسب الكل, ولا أحد يحاسب نفسه أولا, مصداقا لقول الشاعر:
كلُّنا مظلوم بريء ..
سحقا لـ (هم) من ظالمين !
كلُّنا للإصلاح نسعى ..
ويل لـ(كم) يا مفسدين !
نحن عنوان الوفاء ..
و(هم) مثال الخائنين !
كلُّنا يوسفُ ، و (هم) الذئبُ ...
خسئ في الخاسئين !
كلُّنا جبريلُ ...
فأين إبليس اللعين ؟!
هنا تذكرت عبارات جميلة تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي تناسب المقام ,تقول:
* كُنت موظَّفاً , فانتقدتُ مديري؛ فصِرتُ مديراً
فتبيَّنِ لي أنّه كان على حق
* كُنت طالباً , فانتقدتُ معلِّمي؛ فصِرتُ مُعلِّماً
فعرفتُ أنّه كان على حق
* كُنت صغيراً , فغضبتُ من حرص أبي؛ فصِرتُ أباً
فظهر لي أنّه كان على حق
التمس العذر ؛ قبل أن يدور الزَّمان فتعرف أنَّ غيرك كان على حق.
لذا ... قدِّر , واحترِم ,وأكرم من يعمل معك بكلماتٍ جميلة , وأفعالٍ أجمل...

بقلم شمس الهمة

ألقاب مهينة سببها المستعمر:

ألقاب مهينة سببها المستعمر:
________________________________________
وأنا أشاهد استعراضا عسكريا للجيش الجزائري في برنامج "جيشنا" الذي يبث على قناة اليتيمة, لفت سمعي لقب لصاحبه غريب عجيب, كان الأجدر أن لايبقى صاحبه ولا يوما واحدا في الجيش بسببه ولكنها "بلاد ميكي", لا تفتأ تظهر لنا غرائب وعجائب من شتى المتناقضات.
كان العقيد ينادي على ضباط الصف لتقليدهم الرتب كل باسمه ولقبه, وفي خضم ذلك نطق اسما بلقب غريب جدا ألا وهو"نجيب بايع راسو", هكذا تم النطق بالاسم واللقب, أمام الملأ وعلى شاشة التلفاز...
ليس هذا فحسب فلا زلنا نسمع بالعجب العجاب من الألقاب الجزائرية المهينة للدولة وللشعب على حد سواء للأسف الشديد, فهذه صفحات التواصل الإجتماعي تتندر بلقب غريب واسم أغرب لمواطن جزائري لقبه "العيب" وسماه أبوه ربما جهلا وربما صدفة "رابح"!! الاسم جميل ولاغبار عليه, لكن عند اقترانه بلقبه يصبح مأساة يتندر بها الجهلة وعديمو الإحساس على صفحات التواصل الإجتماعي بهاته الصيغة"رابح العيب"...
ماذكرته آنفا ليس الأغرب ولا الأعجب فهنالك من المآسي والكوارث التي تشكل نشازا على أذن سامعها وإهانة لأصحابها أمام الملأ بألقاب يندى لها الجبين...
فألقاب الجزائريين أكبر مأساة يعانيها المواطن الجزائري, مقارنة بمشاكله الأخرى كإحساسه بالتهميش والفقروالبيروقراطية و..و.. 
والسبب في ذلك كله الإستدمار الحقير فقد ارتكبت فرنسا إلى جانب جريمتها الأولى جريمة أخرى بحق المسلمين الجزائريين ، جريمة أشنع من القتل و أفضع من التعذيب و أبشع من السرقة ، فقد أطلقت فرنسا على الكثير من العائلات الجزائرية ألقابا بذيئة مهينة للكرامة البشرية حتى أنه يتعذر التلفظ بها"أسماء دواب, حشرات, صفات قبيحة, كلام بذيء.....والقائمة طويلة بأبشع ما يمكن أن يخطر ببال أحد"... 
وإذا كانت الدولة الجزائرية غير آبهة بهذا الأمر رغم أن بعض منتسبيها من الوزراء يعانون كما يعاني المواطن البسيط من ألقاب مخزية تلاحقهم, فلاتستغرب إن سمعت وزيرا بلقب جدرة أو عتروس أو غير ذلك من الألقاب الشنيعة, التي ربما تناسبهم أكثر من غيرهم لأنهم من أهل الحل والربط لكن تلك الألقاب تلبَّستهم وربما استحقوا أكثر منها لسوء صنيعهم وعدم اكتراثهم فقد مات الإحساس والنخوة بقلوبهم القاسية ...
إن كنت لا أرجو أملا من هؤلاء,فما بال المواطنين خانعين راضين بهذا الحال؟!
و إذا كنا نعتبر أن الدولة مُقصّرة في هذا الأمر فما بال الشعب ؟ ما لا أستطيع أن أفهمه هو كيف لشخص أن يصبر كل هذه المدة على حمله للقب مخزي و يتعامل به دون أن تأتيه فكرة تغييره ؟ و قد يُلام الأجداد لجهلهم الذي سببه فرنسا فما بال الأبناء و الأحفاد المثقفين و المتعلمين بل و أحيانا تجدهم يتقلدون مسؤوليات مرموقة في الجامعات و المؤسسات المختلفة ؟ 
جرائم فرنسا في الجزائر لا تـــعد و لا تـــحصـــى فـــهـــي جرائم مسّت البشر و الماء و الهواء و الحجر و كل شيء في هذه البلاد ، و الأكثر من هذا أنها جرائم لم تنته باندحار الاستعمار بل لازالت ماثلة للعيان إلى يومنا هذا ، و لعل من بين هذه الجرائم جريمة تغيير ألقاب الجزائريين و تشويهها و هي جريمة أصبحت مضاعفة و تورطنا فيها نحن اليوم بالسكوت عنها و الرضا بها.
* * * * * * 
بقلم شمس الهمة

نساء الجزائر .........والعشر الأواخر

نساء الجزائر .........والعشر الأواخر


قال تعالى :

﴿.... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)﴾

لا شك أن العشر الأواخر من شهر رمضان, فيها مزيد فضل على أول رمضان وأوسطه، ولهذا آثرها النبي صلى الله عليه وسلم، ففهيا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فيجب على المرأة ان تغتنم بلوغها اياها وان تجتهد فيها .


فعن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده )) متفق عليه .


بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث باختصار سيرة أمهات المؤمنين وبرنامجهن في العشر الأواخر

بينت مقدار تعظيمهن لهذا الزمان المبارك , حتى لم يجدن وسيلة لاستغلاله خيرا من الاعتكاف فيه, متأسيات في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم .


وجاء في حديث آخر قول النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غَلَبنا عَلَيْكَ الرِّجالُ فاجْعَلْ لنَا يَوْماً مِنْ نَفْسكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فيهِ فَوَعَظَهُنَّ وأمَرَهُنَّ).


وفي هذا بيان لعلو همة نساء الصحابة رضي الله عنهن ؛ وهن السلف لكِ يا أختي المسلمة فكوني خير خلف لخير سلف.


العشر الأواخر منحة ربانية لعموم الأمة الرجال والنساء ؛ من قامها إيمانا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه رجلاً كان أو امرأة .

المرأة في مجتمعنا تحمل هم البيت زوجة كانت أو أما ؛ بل حتى الأخت يكون لها دور ونصيب من هذا الهم .

كل فرد في البيت يفكر غالبا في نفسه وشراء ما يخصه فقط ؛ إلا هذه المرأة

فإنها تفكر في ملابس العيد لجميع أفراد الأسرة وفي أثاث البيت وقبل ذلك في تجهيز الإفطار ومتابعته.

جدولها مليء بالمهام ؛ حتى تنسى نفسها بل تنسى أحيانا أي ليلة هذه من حيث التاريخ .


لذلك أحببت أن أنوه الى موضوع العشر الأواخر, وحلويات العيد وضياع الأجر بالنسبة لغالبية النساء, بسبب المغالاة الشديدة في الموضوع, فبدل أن نغتنم العشر الأواخر في التهجد وقيام الليل وقراءة القرآن ...تجدنا نلهث وراء صنع أكوام وكميات هائلة من حلوى العيد, وبالتالي نهمل ونضيع أهم مافي هذا الشهر الفضيل من أيام, ألا وهي العشر الأواخر, ولا نجد ذلك إلا في بلاد المغرب العربي والجزائر خاصة, فبعد التحري والسؤال وجدت أن أخواتنا ونظيراتنا في بلدان المشرق العربي, تكتفين بصنع نوع أونوعين على الأكثر, ولا توجد مبالغة بهذا الخصوص .


وذلك لا يعني ،أنني أريد الغاء هذه العادة الجميلة, فأيام العيد كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام أكل وشرب وفرح وسرور, فحلوى العيد تدخل البهجة على قلوب الأسر والأطفال والفقراء والمحتاجين.


فمن النساء من تبالغ وترهق كاهل زوجها بالمتطلبات, وتقيم الدنيا من أجل ذلك, وبالتالي تغضب زوجها, وتفرغ جيبه, وتنال سخط الله, والعياذ بالله....حتى أننا نرى غير نا يدخر من أموال السنة ليسافر حول العالم أو يشتري سيارة فاخرة ,أو يعمل مشروعا جميلا, على عكس الجزائري الذي يدخر طول السنة ماينفقه في شهر, فأي حال وصلنا إليه؟

ندخر لنشبع البطون!!

فمتى سنستفيق ونرشد إستهلاكنا وننظم حياتنا ونتحكم في شهواتنا؟


ومنهم من يجبرها الزوج على صنع الأصناف الكثيرة, حتى وإن كانت حبلى, أو مريضة أو نحو ذلك .

ولا يعني ذلك أن يقتر الرجل, ويحرم أسرته فرحة العيد, ولا أن تحرم المرأة زوجها بالمطلق, فيجب أن ترضي زوجها بصنع مايشتهيه قلبه وبذلك تكسب الأجر والثواب.


ولا يعني ذلك أن الكل في الأمر سواء, فمن الأسر هنالك الميسور وهنالك من النساء من تجد المساعدة, وتستطيع التوفيق بين العبادة وأشغال البيت ,وهنالك من الأسر الكبيرة المضيافة "كثيرة الزوار",وهنالك من تحب القيام بالأمر وتجد متعة في صنع الحلوى لتتصدق بها على الفقراء, فهي بذلك تحتسب الأجر والثواب من الله.

فكلامي لمن يصنع بلا طائل, فقط لمجرد أنها عادة,حتى أنني أعرف أسرا صغيرة مكونة من زوج وزجته, وتصنع المرأة الأصناف الكثيرة, ولا تهدي منها أوتتصدق, حتى تتعفن الحلوى وترمى في مكب النفايات.


أما النساء المجبرات والمغلوبات على أمرهن, فتطيع البنت أباها والمرأة زوجها, وتحتسب الأجر من الله, فالله أعلى وأعلم ولا يضيع الحقوق.



فهل رضي النساء اليوم أن يغلبهن الرجال في العشر الأواخر ؟!

أما أن موقفهن وعلو همتهن تأبى ذلك ؛ ويقلنها بلسان الحال قبل لسان المقال لن يغلبنا الرجال على ليلة القدر.
بقلم شمس الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...