همسة:
كثيرون يعتقدون أن الكتابة شيء سهل، الهام يتدفق في لحظة ما فينتج نصا، وينتهي الأمر .
يعقب ذلك سكون وربما خمول في انتظار لحظة الإلهام تلك مجددا.
الأمر ليس هكذا، فالكتابة شيء يتلبسك طوال النهار، وأحيانا يلاحقك أثناء النوم.
فالكتابة تتم في عقلك كل ثانية، وأنت تأكل، وأنت تشرب، وأنت في المطبخ، في الصالون،
وحتى عند مشاهدة فيلمك المفضل.
ذلك الذي يتلبسك لا يتوقف أبدا.
إنه لا يتركك بسلام للحظة أو ثانية.
ذلك الذي نكتبه عادة لهو أقل بكثير مما يكتب في متاهات عقولنا.
فبالنهاية أنت تكتب لإسكات صوت الأفكار والجلبة التي تحدثها في داخلك.
إنها تسبب لك كثرة الشرود والنسيان والبله، والصداع أيضا.
أنت بجسمك مع الآخرين، لكنك بفكرك تحلق عاليا.
مؤخرا وعند طي الملابس، تكرر الأمر معي أكثر من مرة، بشكل كارثي.
تتزاحم الأفكار في عقلي، فتنشغل يداي بالعمل، بينما أستغرق كليا مع تلك الأفكار.
أنهي العمل، وأمضي لشأني.
بعد يومين:
- ماما وين راهم التقاشير تاوعي؟!
- ماما التريكو لحمر ما لقيتوش؟!
- سقسو اختكم ، هي من قام بطي الملابس.
يلجأ الجميع إلي، فأفاجأ أنني قمت بتخريب كل تلك الأمور.
قميص هشام في دولاب عمر، وبنطال فيصل في دولاب أبي!!
أتنحنح في هدوء، وأقوم بحل المشكلة.
تسألني أمي فأجيبها أنني السبب (إنه الشرود مجددا).
- تقول راهم جابدين بيك المال آبنتي، عقلك وين راه؟!
تتناولني أختي هي الأخرى
- ياللي آخد عقلك يتهنى.
أتوجه صباحا لفرش أسناني، وأنا أتأمل المرآة، أقضي قرابة الساعة أمامها، فكل الأفكار تخطر ببالك وأنت تقوم بفرش أسنانك، والحمام عادة أنسب مكان لتولد الأفكار.
أخي ممتعضا:
- إنه دوري الآن!!
أنتبه من غفلتي، هنالك طعم مر بفمي، ورغوة كثيفة!!
أصرخ كالمجنونة:
- إلهي ماذا فعلت بنفسي؟!
(لقد وضعت الجال دوش بدل معجون الأسنان، تبااا😌)
- يقهقه أخي ملء شدقيه، ثم يقول ساخرا:
- لازمك داوي علابالك، تريحي بصح طولي
ويستمر مسلسل الأيام على هذا النحو، لكن أحدا لن يفهم ما تعانيه.
الكتابة اجتياح، واحتلال.
#شموسة
كثيرون يعتقدون أن الكتابة شيء سهل، الهام يتدفق في لحظة ما فينتج نصا، وينتهي الأمر .
يعقب ذلك سكون وربما خمول في انتظار لحظة الإلهام تلك مجددا.
الأمر ليس هكذا، فالكتابة شيء يتلبسك طوال النهار، وأحيانا يلاحقك أثناء النوم.
فالكتابة تتم في عقلك كل ثانية، وأنت تأكل، وأنت تشرب، وأنت في المطبخ، في الصالون،
وحتى عند مشاهدة فيلمك المفضل.
ذلك الذي يتلبسك لا يتوقف أبدا.
إنه لا يتركك بسلام للحظة أو ثانية.
ذلك الذي نكتبه عادة لهو أقل بكثير مما يكتب في متاهات عقولنا.
فبالنهاية أنت تكتب لإسكات صوت الأفكار والجلبة التي تحدثها في داخلك.
إنها تسبب لك كثرة الشرود والنسيان والبله، والصداع أيضا.
أنت بجسمك مع الآخرين، لكنك بفكرك تحلق عاليا.
مؤخرا وعند طي الملابس، تكرر الأمر معي أكثر من مرة، بشكل كارثي.
تتزاحم الأفكار في عقلي، فتنشغل يداي بالعمل، بينما أستغرق كليا مع تلك الأفكار.
أنهي العمل، وأمضي لشأني.
بعد يومين:
- ماما وين راهم التقاشير تاوعي؟!
- ماما التريكو لحمر ما لقيتوش؟!
- سقسو اختكم ، هي من قام بطي الملابس.
يلجأ الجميع إلي، فأفاجأ أنني قمت بتخريب كل تلك الأمور.
قميص هشام في دولاب عمر، وبنطال فيصل في دولاب أبي!!
أتنحنح في هدوء، وأقوم بحل المشكلة.
تسألني أمي فأجيبها أنني السبب (إنه الشرود مجددا).
- تقول راهم جابدين بيك المال آبنتي، عقلك وين راه؟!
تتناولني أختي هي الأخرى
- ياللي آخد عقلك يتهنى.
أتوجه صباحا لفرش أسناني، وأنا أتأمل المرآة، أقضي قرابة الساعة أمامها، فكل الأفكار تخطر ببالك وأنت تقوم بفرش أسنانك، والحمام عادة أنسب مكان لتولد الأفكار.
أخي ممتعضا:
- إنه دوري الآن!!
أنتبه من غفلتي، هنالك طعم مر بفمي، ورغوة كثيفة!!
أصرخ كالمجنونة:
- إلهي ماذا فعلت بنفسي؟!
(لقد وضعت الجال دوش بدل معجون الأسنان، تبااا😌)
- يقهقه أخي ملء شدقيه، ثم يقول ساخرا:
- لازمك داوي علابالك، تريحي بصح طولي
ويستمر مسلسل الأيام على هذا النحو، لكن أحدا لن يفهم ما تعانيه.
الكتابة اجتياح، واحتلال.
#شموسة