الأربعاء، 21 فبراير 2018

مطلقة!!

مطلقة!!

قال لي :"كُنتِ فَبِنتِ" بعد عامين انتظار

فكان قراره الأخير لافرار

كانت البنات من حولك يرقبنك باستمرار

لكنني الوحيدة فزت بك فكان الإختيار

بعد كر وفر مع والدي وصبر واصرار

وإلغاء كل عادات الدرهم والدينار

فقد شرى أبي خلقا ودينا وكان ذا المعيار

وبارك الكل زواجنا وكان الإنبهار

مرت الأيام والشهور وتعاقب ليل ونهار

فما سألتَ ولا أجبتَ من كان محتار

تهيأتُ واستعدت أسبوعا قبل الموعد المختار

وكان الشوق فالترقب والانتظار...

فكان أن بحتَ بمكنون صدرك المحتار

رغما عنك وعني فتلكمو الأقدار

وتركتَ أبواك يبكياننا من الدموع أنهار

رضيتُ وحمدت الله وسجدت شكرا للجبار

وجائني الشامتون من كل الأقطار

فرحين مهللين بآخر الأخبار

هذا يعلنها بقهقهات في وسط الدار

وآخر فرح ويسرها اسرار

وسال اللعاب لمن يريد بخسا في الأسعار

وقالوا تلك فتاة سهلة لاتبغي الدينار

تلك بائسة محطمة تعاني الإحتضار

لم يبق لها عذر وفاتها القطار

وجاءتني من تقول بسوء الطالع والإختيار

وتغتاب طليقي وأمه في وضح النهار

وتطمع بودي وقربي وأن نصبح من الأصهار

فلاوربي وقد آذيتني في الأخيار

ومايقتل حقا ويدمي القلب ويقطع الأوتار

صويحبات لي كنت أشاركهن الأسرار

جئنني يحملن لي حلولا وأفكار

أن اقبلي بمطلَّق كان ديدنه العصا ومصاحبة الأشرار

سيتغير لا محالة فالدنيا دار اختبار

فلاشيء يدوم على حاله باختصار

وهاته فرصة اخرى ..رجل يدخن ليل نهار

ليس ضراب نساء ولكنه عن العمل في استكبار

إليك آخر يكبرك بثلاثين حولا مالك أعذار

سيهتم بك لتعيشي حياة هانئة في ازدهار...

لست كما تظنون أنا لا أنهار

ولا أعيش حياة ملؤها الإنتظار

صلب معدني يأبى الإنصهار

قوية روحي لاتعرف الإنكسار

كلما ازددت حزنا وشقاء وانفطار

ازددت عطاء و قوة واصرار

امضِ قدما ولا تلفت ولا تكثر الأعذار

ولك مني دعوات بفلاح وانتصار

كنتُ فمافرحت فبنت وماحزنت لتقلب الأقدار

يقينا مني أن ذلك من الله اختبار

بقلم شمس الهمة

مهلا شعراء الجزائر!!

رسالتي لشعراء هذا الزمان ...دخلت مجموعة للشعر والشعراء فاذا بي أرى العجب رجال جاوزت أعمارهم الأربعين أوالخمسين ..ولاهَمّ لهم سوى تقيُؤ تفاهات المراهقين ...لارسالة..لا ضمير.. ولا احساس بالأمة 




مهلا شعراء الجزائر...!!!


العالم يعانق الثريا وشباب أمتي يلتصقون بالأرصفة والأرضية 
ولسان حالهم يقول :"لأقعدن على الطريق وأشتكي"...شاهت الوجوه..
شبابنا قردة في أقفاص "رقمية"، وشبابهم صقور تُحلق في فضاء الحرية الرحب،
لا يعرفون أفقا مسدودا ولا يطيب لهم سكن الجحور وأخلاق الفئران.
شبابهم قادة المستقبل وشبابنا مستهلكو المستقبل، 
لا حيلة لهم سوى اللهاث على شفا الرقمية، وتتبع ما يقذف به طوفانها.
شبابهم لا يعرف الخوف وشبابنا مُحاط بخطوط وهمية، تُشيع الآخرية عنها أساطير وأساطير!
مجموعة لشعراء الجزائر؟؟؟؟.....بل شعراء الرذائل ...
شعر منحط جعل من الكلمة هزيلة والابيات من المعاني نحيلة ...
والقراءة مملة ...لأنك تجد القصيدة حين تجدها وهي عريضة الخاصرتين ...
فان ولجت معانيها ولجت دارا مقفرة وقرأت أبياتا هي للمعاني مقبرة ...
كلمات هكذا مدهورة ...وعبارات متخمة بالمجون والفسق والثرثرة ...
آهات وأحزان بكاء وضجيج معها تهويل وعجيج ..
حاملين معاول الهدم للقيم والأخلاق والطهر والعفاف ...
أبيات أدهشت بعضهم بما تحمله من جرأة 
وشوشت على من ليس لهم كبير حظ من الثبات عند هبوب رياح الارجاف والفتنة...
عبثوا بقلوب العذارى لأن قلوبهن هواء ..
يسهل على كل متلبس مستتر... اذا دق أبواب عاطفتها بالأنامل من غير أن يوقظ شجونا أو يزعج احساسا.. 
فتح الأبواب بل ودخل من أوسعها ثم فر وترك الفؤاد حسران معتلا...
ذلك أن الصائل لم يجد من يردعه ..فهو لن يردعه دمع أو توسل ..وانما يردعه حامي الفتاة بزئير وتغول ... 
ترى القوم سكارى وماهم بسكارى ...شعراء يهيمون في واذ غير ذي زرع...
قد نضح اناؤهم بالباطل وولغ فيه أشياعهم ...
فاذا وردت عليه فأرقه فانه نجس ...لايصلح لري ولا تطهير بدن ولازي....

على ماذا نبكي اليوم ؟؟؟هذا يبكي على صديقة أورفيقة , 
وآخر يبكي على عشيقة ...وذاك يبكي عل خسارة مادية او مشكلة اجتماعية...
بل الادهى والاطم هناك من يبكي على احداث في مسلسلات في شاشات وقنوات ...وآخر يبكي على خسارة مباراة
فيا خسارة هؤلاء....شتان والله بين دموع الصالحين وبين دموعنا !!!
أمة يبكي رجالها في الشام من هول ما يحدث من قتل وسفك ودمار؛
أمة تذبح من الوريد الى الوريد ولا نزال في سبات.. 
ولا ننصرهم ولو بكلمة اودعاء كيف لها أن تفلح ؟!!!
بقلم شمس الهمة

جهزي سفرتك النهاردة وارتاحي بكرة!!

جهزي سفرتك النهاردة وارتاحي بكرا.......مخاطر الأغذية المجمدة

انتشرت في الآونة الأخيرة, عبارة "جهزي سفرتك النهاردة وارتاحي بكرا" أو "اطهي طعامك مرة واحدة في الشهر"..
بمعنى جهزي قبل رمضان, وارتاحي طوال الشهر, وصارت موضة تتبعها الكسولات من النساء, بغية السهر, وقضاء الأوقات مع الأفلام والمسلسلات!! 
متناسين بذلك أنهن يعرضن أسرهن لخطر الإصابة بأمراض فتاكة, أخطرها مرض السرطان والعياذ بالله .......
( إن عملية حفظ الأطعمة في الثلاجة أو بالفريز, هي عملية تثبيط أو إبطاء نمو للبكتيريا, التي تسبب التسمم الغذائي أو البكتيريا التي تسبب فساد الطعام, وهذا يعني بكل بساطة, أن الطعام المبرد أو المجمد, يصبح غير آمن للاستهلاك.)
ويبقى الخطر الرئيس في سلسلة التبريد يؤدي إلى تكاثر البكتيريا التي تسبب التسممات الغذائية من جهة، وفقدان منفعتها بإتلاف الفيتامينات التي تحتويها، وبذلك لا تصبح لها أية قيمة غذائية.
“إلى جانب الآثار السلبية على صحة المستهلك، هذه الظاهرة التي تنتهجها الأسر تؤثر على ناحيتين، سواء الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي؛ لأن سياسة التخزين هذه تحفّز على كثرة الطلب على الأطعمة التي تُقبل الأسرة على تخزينها، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في السوق خاصة قبل شهر رمضان.
بالاضافة الى أن هذا السلوك الخاطئ الذي تنتهجه النساء اليوم, له تداعيات ومضار أخرى غير تلك المضار الصحية التي تكلمنا عنها آنفا...
فالمرأة اليوم تجهز كل أصناف المأكولات لوحدها, وهذا له أثرين سلبييين, فمن جهة هو مستنزف لصحتها ويشكل خطرا مستقبليا حقيقيا, ومن جهة أخرى يغنيها عن الإستعانة بمن حولها, اذا كان الأمر اضطراريا, كزيارة مفاجئة لأقارب أو أصدقاء, ففي الماضي القريب كنا نرى أمهاتنا حين يحل على البيت ضيف مفاجئ, يلجأن للجارات بطلب المساعدة, وكانت تلك المساعدة تتمثل في رغيف زائد أو طبق جاهز وغير ذلك من تلك الأمور...
بالإضافة الى تعاون الجارات في إعداد الطعام مع بعضهن البعض عند الضرورة ...
أمور قضى عليها هذا السلوك, ليعزز لمزيد من الجفاء والبعد, و يسهم في اندثار العلاقات الحميمة بين الناس...
وهنالك تسمية شعبية ساخرة لطيفة للثلاجة هي "قطاع الرحمة", من طرف نساء يعين حقا اندثار سلوكات جميلة, كانت سببا لطلب الجنان فيما مضى, ألا وهي "الصدقة"..."قطاع الرحمة" يعنين بها أن الثلاجة تتسبب بقطع الصدقة والرحمة, ففي الماضي القريب, لم يكن الناس يحتفظون ببقية طعامهم,وإلا فسد... بل يتصدقون بما يفضل لهم فيكون هذا السلوك _أي الصدقة _ يوميا...
إن العادات الغذائية السيئة مسؤولية الأسرة والمجتمع, حيث إن غالبية القرارات والخيارات المتعلقة بنوعية الغذاء، وكمياته، وأوقاته، تقع ضمن مسؤولية الأبوين، وغيرهما من البالغين الذين يشرفون على رعاية أبنائهم وتربيتهم..لذا فيجب على المرأة العربية أن تعي دورها جيدا ولا تهلك أسرتها بتصرفات غير واعية وغير مسؤولة.
بقلم شمس الهمة

مايحبوش الزوالي!!

ذهب لخطبة فتاة فرفضته... ثم أخرى فرفضته... وأخرى فرفضته...لايعلم سببا لرفضهن سوى أنه مظلوم وأن فسادا عريضا سوف يحل بالمجتمع بسبب أولئك الفتيات الماديات...
عاد يجر أذيال الخيبة ويردد في نفسه:"رفضنني ببساطة لأنني زوالي "
تجد أغلبهم بالملاعب ...بالمقاهي ...لا عمل لهم سوى قراءة جريدة الهداف... ومتابعة أخبار اللاعبين...هم لايبحثون عن عمل أصلا وعندما تتحصل النساء على وظائف يشتمون الدين والدولة والأيادي الخارجية.. ويعزون الأمر لمخططات الماسونية!!
عادة يوصف الزوالي على أنه فقير ماديا...حسنا سنتجاوز فكرة فقره المادي... لكن ماذا عن مستواه الثقافي والديني المنحط ؟
فالمشكلة أن من يسمي نفسه زوالي فقير ماديا وأخلاقيا ...
فالكثير منا يعرف هؤلاء الزواولة حق المعرفة...نعرفهم يدخنون السجائر...يفوتون الصلوات...يسبون الدين...يتكاسلون عن العمل...مستواهم الدراسي متدن جدا...وغير ذلك من الأمور
فهل معنى كون الانسان فقيرا مع أن أفقر الزوالية ببلادنا يملكون هاتفا ذكيا ومع ذلك يسمون أنفسهم زواولة يؤهلهم لفعل مايريدون لفرض أنفسهم على الناس وإن رفضوا فهم ماديون ظالمون..لنقل بطاقة تسمح للزوالي بفعل ما يريد ...على سبيل المثال يقوم بخطبة فتاة ما فترفضه فيعلل لأنني "زوالي" ..
والأنكى أن يبررالزوالي كل فشل له تحت شماعة " يكرهونني لأنني زوالي.. لم تتزوجني لأني زوالي!! 
هنا نطرح السؤال: هل من يسمي نفسه "زوالي" بمجتمعنا معصوم عن الخطأ؟!
هل هو من السلف الصالح.. ولي صالح مثلا ؟
أعتذر عن قولي هذا ولكن أغلب الشباب من هذا الصنف...يبررون أخطائهم وفشلهم بكلمة "مايحبوش الزوالي... مايحبوش الرجال"
فاطمة بنت قيس رضي الله عنها رفضت معاوية نفسه !!
طبعا أنا لااشجع على رفض الخطاب.. لكن لا يحق لأي شخص فرض نفسه على أي انسان آخر فالرجل يخطب عشر مرات ويتزوج بواحدة ...يبحث عن عمل ولن يوفق من أول يوم ؟ 
لذا لا أفهم كلام هذا الجيل ومبرراته , فكيف يسمي نفسه "زوالي" ويدعي أنه محسود وهو الذي قد يفوت الصلوات.. وقد يشتم الله والدين... ويأتي يقول عن الناس أنهم يكرهونه لأنه "زوالي"
قد يرفضونه لسوء خلقه ...لنقص ثقافته...لنقص تدينه..وحتى لو رفض بسبب فقره فهم أحرار..
عقدة الزوالي قد غسلت دماغ شبابنا ...أيها الزوالي " ﻻبأس في أن تكون فقيرا ذا دخل محدود!
المهم أن ﻻ تكون فقيرا ذا فكر محدود! "...
بقلم شمس الهمة

#ولد أم #بنت؟؟

#ولد أم #بنت؟؟

أنهينا كافة المحاضرات وخرجنا من كلية الطب .. عطشى وجوعى, سارعنا الخطى الى أقرب محل لبيع "الكاران "...انتظرنا وقتا طويلا بسبب الزحام ثم تناولنا وجبتنا بعد طول عناء...كانت الشمس قد لفحت وجوهنا والعرق يتصبب من عليها وشفاهنا قد تيبست بسبب الحر والعطش, و أسفل عيوننا قد اسود كدببة الباندا بسبب طول السهروالتعب الشديدين فكان شكلنا في أسوأ حال ومظهرنا يرثى له...
توقفنا أمام باب الكلية ثانية لانتظار احدى زميلاتنا ..فلفت نظرنا في جزء من الثانية منظر شاب يدرس معنا ...وقد سبق مروره من جانبنا روائح العطور والكريمات التي غمس نفسه بها أقصد التي تعطر بها "ماعلينا"...
كان يرتدي بنطالا ضيقا جدا يشبه الى حد ما "الفيزو"...وقميصا ضيقا أبرز جسده النحيل الخالي من العضلات ...بشعر مموج ومسرح بعناية بالكيراتين والديفريساج و"السيشوار" عفوا مجفف الشعر...مع خصلات أمامية مصبوغة بالأصفر !!
ولفت أنظارنا لون بشرته المضئ بالبياض ونعومة يديه لدرجة توحي بأنه لم يتعرض للشمس في حياته وهذا نتيجة الاستخدام المفرط لكريمات واقية من الشمس وأخرى لتنعيمه!!
مشى بضع خطوات ضاما لرجليه ومتمايلا كقطعة مطاط...
ثم وقف محييا صديقه: "كيراه عمري!!"
أشحنا بوجهينا فورا لبشاعة المنظر ولغض الطرف وأخذنا نتأفف ونتعوذ بالله من الشيطان الرجيم مع احساسنا بالخجل الشديد من مظهرينا المهترئين مقارنة به...
وفجأة أطلت علينا صديقتنا "أزهار" مرتدية خمارها وبدلة "جيب شورت"سروال عريض وحذاء رياضيا رجاليا من نوع "Air max" ...واضعة يديها في جيوب بنطالها وخلفها محفظة الظهر وتمشي بطريقة فقدت بها كل أنوثتها فارجة مسافة عريضة بين رجليها عكس السائد لمشية البنات الطبيعية ...
ثم وقفت لتحيينا قائلة"كيراكم les hommes" !!
انفجرنا فجأة بضحكات هستيرية ونطقنا بصوت موحد "يرحم باباكم شكون لي خلط فال"Les paramétres" ؟؟

#مشهد حقيقي لكنه مؤلم

#شموسة

من يظلم المرأة غير المرأة؟!

من يظلم المرأة غير المرأة:



كثيرا مانسمع أن المرأة كانت ولا تزال تعاني في الحياة, رغم تطور المستوى الثقافي للأفراد, ورغم ماحصلت وتحصل عليه من حقوق.

إلا أننا نعتقد بل ونجزم كل الجزم,بأن الرجل هو سبب معاناة حواء ولا يزال.

لكن هل فعلا فقط آدم هو من يظلم حواء ؟

أنا أقول العكس, فظلم المرأة للمرأة هو أقوى ظلم!!

- فالمرأة هي تلك التي تظلم ابنتها عندما تأمرها بطاعة إخوانها الذكور حتى لو كانوا أصغر منها سنا, فالبنت في البيت مجبرة على تلبية أوامر وطلبات إخوانها حتى ابن 7 سنين, رغم أنه يصغرها بكثير من السنوات, إلا أنه بفعل تربية أمه له بهذه الطريقة يصبح الطفل قيصرا صغيرا يأمر وينهى, يصرخ ويتجبر, يتحكم ويتطلب.

أخبروني اذن كيف لطفل ربي على هذا السلوك, أن يصبح مثاليا وحنونا مع زوجته ومتفهما وغير ظالم لها اذا كبر؟

- والمرأة هي التي تظلم زوجة ابنها, وتحيك لها المؤامرات والدسائس, ولا تريد لها أن تهنأ أو تعيش مرتاحة.كما أنها تحرض ابنها وتغويه, لتطليقها أو الزواج عليها ,وبالمقابل ولا امرأة اشتكت من والد الزوج إلا فيما ندر.

- والمرأة هي التي تظلم نفسها, بتعويدها لزوجها القيام بكل المهام المنوطة به في الأصل, كالتسوق وشراء مستلزمات البيت, من أثاث وثياب للأولاد وأخذهم للمدارس والطبيب, إلى غير ذلك من الأمور, وكل ذلك بحجة التحضر والمدنية وتقليد الأخريات.

ليصبح الرجل لا مباليا, ولا مسؤولا بحكم التعود, ولا يسأل عن أطفاله ولا عن زوجته إلا نادرا...

فأنا لست ضد تسوق النساء ولا خروجهن من البيت, ولكن وفق حدود ومعايير منضبطة وغير مبالغ فيها, حتى لا يحدث لها ما يحدث لنساء كثيرات كبيرات في السن ولا يجدن زوجا أو إبنا يشتري لهن مستلزمات البيت ...فتضطر غالبيتهن لشراء حاجياتهن بأنفسهن بالإضافة إلى القيام بأعباء البيت الأخرى....

- والمرأة هي تلك التي تظلم ابنتها بتكليفها بمهام الذكور, بالإضافة الى مهام البيت, رغم الأخطار التي قد تحدث لها بسبب قيامها بأعمال وجب على الذكور القيام بها كالتسوق مثلا,

فالبنت تقوم بأعمال الذكور وأعمال البيت الأخرى, أما الولد فينشأ جاهلا كسولا لا يعرف معنى للمسؤولية...

فكيف بولد نشأ على هكذا أسلوب, لا يعرف كيف يشتري كيلو بطاطس كبقية الناس؟ كيف له أن ينشئ أسرة ويحميها ويعرف قدرها ويتحمل أعباءها ومصاعبها؟

- والمرأة هي التي تظلم نظيرتها بقبولها بالزواج, من رجل عنده أسرة وزوجة وأولاد, بينما لا تقبل هي على نفسها هذا الأمر!!

أنا لست ضد التعدد ولكن أنظروا إلى ازدواجية التفكير؟

ولا تكتفي بهذا الزواج, بل تلجأ لظلم الزوجة الأولى, فهي التي تحرضه بعدم الإنفاق عليها وعلى أولادها, كما أنها تحرضه على طلاقها, وتدمير حياتها, وتحرضه ضد أولاده وتلهيه وتنسيه عنهم .

لذلك وجب على المرأة أن تقبل أوامر وضوابط ديننا الاسلامي الحنيف, ولا تنجر وراء مظاهر برّاقة وخادعة حتى لا تقع في المحظور.

فبالتزامها بأوامر ربها ومعرفة حقوقها وواجباتها, ضمن حدود الشرع, تعيش راضية هانئة سعيدة مطمئنة البال .

كما قال الشاعر:

الأم مدرسة إن أعددتها ....أعددت جيلا طيب الأعراق

بقلم شمس الهمة

هل تسمحين لي بدورك عند الطبيب؟!

هل تسمحين لي بدورك عند الطبيب؟


بعد ليلة شاقة وطويلة مع الحمى والآلام, هاقد انبلج الصبح معلنا بداية يوم جديد,بعد أخذٍ ورَد مع والدتي ووالدي وإخوتي, قررت الإنصياع لإلحاحهم الشديد, بزيارة طبيب, وأنا التي أكره جلسات الطبيب,ورائحة المستشفى, و روتين الأدوية ومرارتها...


توجهت فورا إلى المشفى العام , والحمى تلازمني وآلام مرهقة في المفاصل, يصاجبها صداع عميق...


اتخذت مكاني وكان دوري الثالث,فقد أتيت مبكرا قبل الجميع, لتفادي الانتظار الطويل, المرهق و الممرض, والذي يضاعف آلامك, بسبب انعدام التدفئة, فتظطر مكرها للانتظار ساعات طوال, في مكان تبلغ درجته درجة التجمد...


انتظرت طويلا زهاء الساعتين, حتى قدم الطبيب الذي يحرص على الحضور في موعده المحدد,هذا الأخير الذي يستحيل أن يأتي قبل أن تدق العاشرة ومابعدها, بعد أن يأخذ كفايته من النوم أو ربما بعد اتمامه لمهامه في عيادته الخاصة, المخالفة للقانون طبعا,فالقانون واضح في هذا الأمر والمفروض منه الحضور على الساعة الثامنة, وعدم ممارسة نشاط آخر يستقطع من فترة الدوام,و المتمثلة بثماني ساعات!! لكن من يطبق؟ ومن يرتدع؟ فلا يوجد حسيب أو رقيب"!!


دخلت المريضة رقم واحد,فحمدت الله في قرارة نفسي أن الفرج قريب والمعاناة تكاد تنتهي فدوري هو الثالث بين النساء, لكنه الخامس اذا احتسبنا دور الرجال أيضا فالترتيب المتبع هو امرأة فرجل لكلا قاعتي الانتظار...


فجأة أطلت علينا امرأة متوسطة العمر,وجاءت تعرج وتكاد تسقط في مكانها ,وسألتنا قائلة:"من دورها الآن؟"


فأجابتها السيدة التي قبلي قائلة:"إنه دوري"


فأخذت تتوسل وتترجى, وتستدر العطف, بمحاولاتها اقناع المرأة, وأنها مريضة جدا, ومنهارة, ولاتقوى على الإنتظار,بالطبع كانت الغلبة لمشاعر الانسانية والنبل والكرم, وربما حتى التظاهر بهما أمام جمع النساء,لِتوافق المعنية على الفور.


شكرتها المرأة,فالتفت إليها قائلة:"إن تنازلتِ عن دورك فمعناه أنك ستصبحين في ذيل الترتيب,فأنا لن أفرط بدوري وربما الأخريات أيضا"..


فنظرت إلي متجهمة تستفسر عن الجرم الذي ارتكبته, حتى تصبح في ذيل الترتيب هكذا,وصرخت في قائلة:


- "ماذا فعلت لأستحق جزاء سنمار,هل هذا جزاء من يفعل الخير في هذا الزمان؟"


وتتابعت صيحات النسوة تؤيدها,وتستنكر موقفي,وزادني تقريعهن ولومهن ارهاقا وتعبا,لأصبح أنا المخطئة...


وبعد دقائق معدودة ظهرت أمامنا المريضة التي كاد أن يغشى عليها,صحيحة سليمة معافاة, تمشي مشية متبخترة قوية, لتودعنا بلهجة ساخرة "بالشفا عليكم",وسط ذهول النسوة من تصرفها المقيت....


في المستشفى لا أحد سليم معافى,فكما أنك مريض أنا أيضا مريض ولايعقل أن أسمح لك بدوري تحت أي مسوغ,ومن كانت حالته حرجة فقسم الطوارئ أولى به, وليس قاعة الانتظار,ذكرني الأمر بنكتة في مواقع التواصل الإجتماعي تقول:"


عند العرب :عندما تدخل العيادة,يأتيك شخص ما ليقول لك: "ممكن أدخل قبلك لإني مريض؟! طيب تفضل،أصلآ أنا قدمت اشتري بطاطس؟!"


هناك من لا يرغب بالوقوف في «الطابور» وربما تحايل ب «المرض» حتى يتجاوز الآخرين, أو يتحايل ليأخذه بما سَمّاه العلماء (سَيْف الحياء) ومعناه أن الإنسان يأخذ ما يريده, بإحراج صاحبه،


وقد قال العلماء: إن ما أُخِذَ بسيفِ الحياء فهو حرام, قال رسول الله: ((لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ مسلم إلا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ)) [صحيح الجامع:7662] وقال: ((إن الله تعالى إذا أنعَمَ على عبد نِعمَة, يُحِبُّ أن يَرَى أثَر النعمَة عليه, ويكرَه البؤس والتباؤس, ويبغض السائل الملحِف, ويحب الحَيِىّ, العفيف, المتعفّف)) [صحيح الجامع:1711]


بقلم شمس الهمة

مجزرة بحق اللغة العربية

والدي أستاذ للغة العربية، يعشقها كثيرا ويحيط نفسه بمكتبات ضخمة من الكتب التي لا تتحدث عن سواها...
عشت طفولتي كاملة في مدينة تيارت، كان والدي يحدثنا باللغة العربية الفصحى بنسبة 80ظھ فتكون الدارجة هي الدخيلة في لغته...
في تيارت أين كنت أعيش، لم يكن لدينا أقارب أو زوار..
فمدينتنا الأصلية هي معسكر، لذلك لم يكن أحد يزورنا ...
كانت علاقتنا فقط مع الجيران، كانوا يعرفون طبع والدي في التكلم باللغة العربية، فقد نشأنا معا، وذلك الحي الذي كنت أسكن فيه ،كان يضم الأساتذة فقط، كانوا غريبي الأطوار، فهذا أستاذ التربية البدنية يدور حول الحي كل يوم سبعة أشواط مع ابنه، وكثيرا ما يركب الدراجة لقضاء حوائجه، لم يكن يستعمل سيارة أبدا..
وهذا أستاذ الرسم، يقوم بزخرفة جداريات الحي..
وذاك أستاذ الموسيقى، لا تراه إلا مع قيثاره...
أما أستاذ الشريعة فقد كان يحب تلاوة القرآن بصوت خاشع...
كما أنه كان بمثابة المنبه، كنا نضبط ساعتنا بتوقيت خروجه الدقيق إلى الصلوات، وكثيرا ما كان يفض النزاعات بين أبناء الحي..
انتقلنا بعدها للعيش في معسكر، وبدأ أقاربنا وأبناؤهم بزيارتنا كل مرة...
أذكر أول مرة زارنا فيها ابن خالي لقضاء اليوم كله معنا، وربما المبيت أيضا...
حينها وجه له أبي أمرا بإحضار شيء ما كان ينقصه، فوقف ابن خالي مشدوها متسمرا وكأن أحدا ما ضغط زر (pause) عليه..
فتجمد الكون، وتجمد معه ابن خالي...
لقد كان منظره غريبا جدا، لم يستوعب أن والدي كلمه باللغة العربية الفصحى...
انتهره والدي بالعربية ، هذه المرة لم يستجب أيضا، فسألني الوالد يومها:
- مابال عبد الله، طلبت منه احضار شيء فتخشب كاللوح؟!
فقط عندما زال التخشب عنه، عرفنا أن العربية هي السبب ..
لمدة خمس سنوات أو يزيد، كان الأقارب يستغربون ويتندرون علينا في المجالس واللقاءات...
هذه فقط احدى الأمور عن أبي، الأمر الآخر الذي كان يميز والدي هوسه بتصحيح الأخطاء اللغوية ، لجميع من حوله، حتى لو كان ذلك الشيء جمادا لا ينطق كعلبة طماطم مصبرة، كان سيقرأ تاريخ الصلاحية ويقرب نظارتيه لتصحيح الأخطاء اللغوية...
حتى فاتورة الكهرباء، لم يكن يهمه أن ترتفع الأسعار إلى الضعف، لم يكن يراقب ذلك، كان كل همه لماذا ارتفعت الألف هنا ولماذا خفضت وكتبت على السطر هناك !! 
أما معاركه على الفيس بوك فحدث ولا حرج، لم يكن يدخل نقاشا إلا وكانت اللغة العربية محل جدل فيه...
أذكر أنه ناداني مرة لرؤية منشور أحدهم على الفيس بوك - وقد كان معتادا على مناداتي لمشاركة أفكاره –
اقتربت منه وقرأت المنشور وصحت أقول:
- ماشاء الله، لم يترك لنا صاحب المنشور شيئا لنضيفه، صدقا لقد أتعب من بعده.
- أتعب من بعده، ها أنت تقولينا، هذا الأحمق ارتكب مجزرة حقيقية..
في خبر واحد صغير مؤلف من دزينة سطور..نسير في حقل من الألغام يحتوي على زهاء نصف دزينة من الأخطاء الصارخة التي تنتمي إلى الوزن الثقيل!

انظري هنا كيف شنق التاء المفتوحة بلا رحمة!!
وانظري هنا كيف أطلق سراح التاء المربوطة وما كان ينبغي ذلك!!
وانظري هناك كيف كسر المفعول بلا ضمير، وكيف نصب الفاعل بلا تبرير!!

حينها سرحت بخيالي هنيهة كيف لو كان ذلك الشخص أمامه،
فلو رآه لفلاه..وشلع أذنه..وعلّمه درسا في التربية لا يُنسى.. وأصلح أمره من مبتدئه إلى منتهاه!

بقلم شمس الهمة

علاش راكي تخدمي؟!قصة

علاش راكي تخدمي؟!

التقيتها في محطة الحافلات...كانت فتاة في أواسط العشرينيات من العمر...
كانت فتاة عادية...تملأ البثور وجهها كما تنتشر البراعم في فصل الربيع...
قد صبغت وجهها..وتعطرت بعطر نفاذ...وتزينت بثيابها...وتكلفت لزهوها...فليس الثوب يسع اثنين...
وجدتها تشكو سوء الحال...وتقلب تلاميذ الزمان...وصعوبة التنقل من مكان لمكان...فمقر عملها يبعد عنها عشرات الكيلومترات فتضطر أن تقطع المسافات.. ابتداء من آذان الفجر ولا تعود إلا قبيل غروب الشمس...
كانت تتكلم بآلية مفرطة...والجميع حولها يستمعون...كانت كمن يظن نفسه سيدا والناس من حوله تلاميذ في الروضة...
كانت تشكو ارتفاع ضغط الدم والتهاب اللوزتين ...وألم المفاصل...والشقيقة...
قالت أنها تعاني من تيبس شفاهها..وخشونة جلدها...وهالات سوداء أسفل عيونها...
وأنها تعاني أيضا ضعفا في النظر...وحساسية من الطبشور....وطنينا بالأذن...وبحة بالبلعوم...
قالت بأنها ذهبت للدكتور، وشكت له الحالة، ووضحت له الأسباب... والتي تلخص بأنها تعمل أستاذة..
قال لها الطبيب : أفضل دواء لك "حبسي الخدمة"
قالت : محال ...طبيب وتتلفظ بهذا الهراء.. 
قال لها: ابقي تتعذبين اذن...ستخسرين كل حياتك، بل وصحتك وزواجك، وتربية أولادك...واستمتاعك بشبابك...
قالت: قاع هداك التعب اللي تعبته، وفالأخير تقولي حبسي الخدمة!! "مستحيييل".
سألتها : لماذا تعملين، هل أنت محتاجة؟!
أجابت : لا، لست محتاجة.
قلت: هل تحبين عملك؟!
قالت : شر لابد منه...
قلت : هل تستمتعين بحياتك وعملك؟
قالت: أصدقك القول...لا أستمتع...روتين قاتل...وضغط هائل...يومي مسروق وشبابي ضائع..
لا ألتقي الأقارب...ولا أحضر المناسبات ...وتفوتني الأيام الحلوة وأسعد اللحظات...
قلت : فلم لا تعملين بنصيحة الطبيب...لست بحاجة إلى عمل، وأنت لاتحبين المهنة ولاتستمتعين بحياتك؟!
علاش ماتحبسيش؟!
علاش راكي تخدمي؟!
قالت : باش نوفر لولدي قاع واش يحب ...

ناسية أن أعظم احتياج لطفلها، هو أمومتها له، واستقرارها في بيتها ليحس بالأمان...هي تعتقد أن تلك تربية ...جاهلة أن المال هو من سيتسبب بشقاء وفشل ابنها وليس العكس.
يلهثون ورا "زوج دور" متسببين بآفات ومشاكل مجتمعية، سوف يصرف عليها الميارات، لمعرفة الأسباب والمسببات، والحلول التي لن يجدوها طبعا، ماداموا قد انحرفوا عن الجادة... 
((عن مورصوات اللفت اللي حاسبين رواحهم بطاطا،أتكلم))

العبرة:مكان المرأة بيتها..زوحها وأولادها .ولكنها تعمل في حالتين فقط (( اذا احتاجت للعمل، أو احتاج العمل إليها))
فمن اضطرت للعمل بسبب الظروف، وضيق الحال...فهذه تدخل في باب ((اذا احتاجت للعمل أي المضطرة))
أو تلك التي نبغت في مجال معين، وهي تستمتع به، فهذه تدخل في باب ((تعمل اذا احتاج العمل اليها))
أما هاديك اللي قاع النهار تشكي وتبكي ولاتستمتع فتدخل في باب ((إلا الحماقة أعيت من يداويها)).

بقلم شمس الهمة 

ترى ماذا سيقول التاريخ عنا يوما؟!

ترى ماذا سيقول التاريخ عنا يوما؟!
اشحذوا أقلامكم، وقيموا زمانكم!!

((ثم مضت سنة 2017 ودخلت سنة 2018 
وفيها مات من الحكام مفسد اليمن صالح، ومثّل بجثته من قبل حلفه الأعوان، وحل به وبداره الذل والهوان...
ومات أيضا حاكم الشام، بشار الجبان، فقتل شر قتلة، ومثل بجثته وعلقت ليراها القاصي والدان، وذلك كله بفعل شيعته من يهود أصفهان...
وفيها أيضا أحيا ملك الجزائر بوتفليقة عيد ميلاده المائة والخمسون، وصفق له الشعب الحنون، وفرح بعهده الميمون..
فلا هو حي ولا هو جماد أو آلة، لذا حاز من العارفين على لقب (الإنسالة) وهو مصطلح جديد آنذاك، وهو يعني انس وآلة...
وأما وفيات العلماء من الأعيان فلم نحصل لهم على خبر أو أثر، ذلك أن الرعية آنذاك كانت ترميهم بالشرر، فقد عرف ذلك الزمان بتجريح الأخيار وأكل لحوم العلماء الأبرار، والضرب بأقوالهم والنهش في أعراضهم، وتتبع زلاتهم ، وتمني موتهم وانقراضهم..... 

فلم يسلم من العلماء آنذاك طيب أو شرير، صاحب معروف أو صاحب بدعة، ذلك أنهم أسقطوا العلماء والقامات بجهلهم، وحارب كل فصيل منهم الآخر بفحش أقوالهم ولسانهم...
فتنازلوا عن القيم والأخلاق في حروبهم، ولم يتنازلوا عن انتماءهم لفصيلهم..
وفيها أيضا من أخبار الشعوب ما يندى له جبين الحر، فقد عانقت نساء الجزائر ما أضر ، وصافح شبابها الغر، مكارون القذر...
وحاربوا برسمهم وأقلامهم حاكم آل سعود، الذي قيل أنه باع القدس ليهود…
وساد العرب هرج ومرج، فلم يعرف للقوم أي مخرج...
وأضحت أمة الاسلام آنذاك مقسمة مشتتة تتخبط في غياهب السنون والأيام...فلم يعرف لهم قائد يتبع أو عالم يسمع...
وفيها أيضا حكم أمريكا حاكم مجنون، قضى عليها وعلى كيان صهيون الملعون، فندموا على توليته العرش بظنون، ليسوقهم إلى حتفهم المضمون...))
البداية والنهاية بقلم شمس الهمة

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

في بيتنا ماصو!!

في بيتنا ماصو:
على غرار بيوت كل الجزائريين، كان بيتنا الجديد غير مكتمل، المساحة المغطاة ثلاث غرف فقط...ببلاط شطرنجي من عهد نابليون الأول...وواجهة المنزل بآجر أحمر غير مدهون...
كنا نسكن في منزل حكومي جميل وواسع وكثير المرافق، به حديقتان خلفية وأمامية، الحديقة الأمامية كانت تحوي شجرتي ورد من نوع" الياسمين الأبيض" ...
وحديقة خلفية غناء تحوي شتى الأنواع فمن البصل إلى الطماطم، والنعناع والخس...وتتشابك داليتان عملاقتان فيما بينهما ...
تركنا كل شيء، واشترى والدي قطعة أرض وعند انهاءه ثلاث غرف ...انتقلنا سراعا للعيش فيها...
أفنى والدي عمره في بناء منزلنا، فكل غرفة فيه تختلف في نوعية البلاط عن الأخرى، والأمر نفسه مع الطلاء...فأبي كان يشتري ما يسمح به جيبه، لا ما تتطلبه المساحة المغطاة...
 كأغلب بيوت الجزائريين، بيتنا كان غير مكتمل، أعمدة صدأة فوق السطوح تعد بغد أفضل، منتصبة في السماء ، تكابد للبقاء، وتنتظر سني الرخاء..
أول عملية بناء تذكرتها، كانت عندما كنت في العاشرة من عمري، أذكر ذلك المساء جيدا، كان حلول بناء في بيتنا مناسبة سعيدة، تحضر فيها أمي أشهى الوجبات ، وتتخللها ما يسمى ب"العشوية" كل مساء...ووجبة الافطار أو مايسمى ب"لاكروت" على الساعة التاسعة صباحا...
كانت رائحة المسمن تنبعث في كافة أرجاء المنزل، حينما سمعت البناء "عمي محمد" ينادي فذهبت إليه لأستفسر ، فطلب مني الأخير طلبا أوصله لوالدي...حينها ذهبت منتشية كفتاة يعتمد عليها وقلت لأبي :
- عمي محمد قالك جيبلي البغرير
أبي مستغربا :
- هل أنت متأكدة من طلبه؟!
فأجبته بلهجة واثقة فقد كان يثق بفهمي وسرعة بداهتي ويعتمد علي في أمور يعجز عنها الكبار
- نعم، متأكدة
ازدادت دهشة والدي ونظر نحو والدتي قائلا:
- إنه طلب غريب...سأذهب للتأكد بنفسي
حينها نهض والدي من أمام الحاسوب، وذهب نحو عمي محمد واستفسره أمامي عن طلبه ، فأجابه الأخير أن عجينة الإسمنت نفذت، ويريد منه ابلاغ المساعد الذي كان خارجا، كي يحضر له المزيد...
حينها قهقه والدي عاليا ، وأخبر عمي محمد عن قصة "البغلي والبغرير" ...
تلك كانت أول مرة يدخل فيها ذلك المصطلح إلى قاموس كلماتي ....لكنه كان موقفا مخجلا للغاية...
تكررت زيارات البنائين كل سنة تقريبا، وكان مجيئهم للبيت يجلب لنا السعادة، فوالدي كان يجدها فرصة للقصص والحكايا معهم، ووالدتي كانت تفرح بكل زيادة في منزلنا الخالي من المرافق الضرورية لحياة أكثر رفاهية...
كان والدي كريما جوادا وكذلك أمي، وكانا إلى ذلك يدركان تعب هاته الفئة من الناس في تحصيل الرزق وتكبد المشقة والتعب، وما تتطلبه المهنة من جهد عضلي كبير...والذي يجب أن يقابله غذاء كامل يحوي اللحم لتعويض نقص البروتينات...فمعروف أن الماصو في الجزائر يتقاضى أموالا خيالية، ولكنه يبقى فقيرا نظرا لاتباعه نمطا غذائيا محددا، يحوي على الأقل 2كيلو من اللحم في اليوم...فما ينفقه هنا يصرف بسرعة هناك عند الجزار...
أتذكر والدي كيف كان يجتمع معهم حول مائدة الغداء، وسينية القهوة أو الشاي، بل ويلاطفهم ويمزح معهم، فلا يحسون معه بأي فرق، كان يتعلم منهم دروس الحياة، وكانوا يتعلمون منه بعض المسائل الشرعية...
والدي ذلك الرجل الأنيق بهندامه، والذي يمقت الكبر والتفاخر...كان يرتدي ثياب المهنة ويشاركهم بعض الأعمال، وكثيرا ما حدث اخوتي الذكور أن يخشوشنوا وأن الله يحب اليد العاملة فهي اليد العليا…
العام الفارط زارنا البناؤون لتغطية مساحة أخرى من المنزل، أصبحت فتاة ناضجة وعلي الآن مسؤولية خدمة الجميع بدل والدتي، كان الأمر محببا لي ، ويعتبر تجديدا وكسر روتين يومي ممل، لذلك كنت أتفانى في تحضير ألذ الوجبات...
وتنظيف ما خلفته عملية البناء من فوضى في المساء... وفي الليل كان والدي يحدث الجميع عن أخلاق "سي لخضر" ورفيقيه، ويرثى لحالهما فالأول كان يعاني قصورا كلويا ومع ذلك يتفانى في المهنة...
والآخر كان يعاني  من مرض "القولون العصبي"...
لكنهما مع ذلك يقول أبي؛ من أفضل وأمهر من عرف من البنائين...وضف إلى ذلك كانا يتميزان بالقناعة والرضا ورقة القلب والروح، ودماثة الخلق...
وكانا يحدثانه عن غريب ما يلاقونه من تصرفات الناس معهم...
فأحيانا يبقونهم بدون طعام...
وفي أحسن الأحوال يقدم لهم صاحب المنزل الطعام من فوق أنفه، ولا يشاركهم الجلوس وكأنهم كلاب جرباء...
وآخر تتعمد زوجته تحضير نفس الوجبة كل يوم، وحين ألمحوا لصاحب المنزل-وكان رجلا غنيا كريما وطيبا- أنهم يعانون مع وجبة العدس كل يوم، وأن أحدهم يعاني البواسير يقول؛ وليتنا ما فعلنا، فقد عمدت زوجته الخبيثة بعد أن كلمها، بتحضير نفس الوجبة مضافا اليها الفلفل الحار!!

والدي كان كريما معهم في المأكل ، لكن للأمانة ولأنه أستاذ وكل الجزائريين يعرفون طبيعة الأساتذة والمعلمين ...وعلاقتهم بالدرهم والدينار...
فقد كان في نهاية البناء يرهقهم في التنازل، وتخفيض السعر، وكان يشق عليه إخراج المال، وكأنه يقتطع جزءا من جسده، لكن أمي *الأمية* لم تكن تقبل بذلك السلوك منه، وتظل تحدثه وترقق قلبه عليهم، وتخوفه من أن يبخسهم حقهم، ويأكل عرقهم، وأن ذلك كله ستكون عاقبته على أولاده وعلى آخرته فيما بعد.
بالنهاية كانت عاطفتها من تفوز، ولا يخرجون إلا وهم راضون...
أمر آخر أذكره-لأننا جميعا كجزائريين نعرف به - ألا وهو تشدد والدي وحرصه على ستر نسائه، لم يكن يكتفي بعمل " الحايل" في بعض جهات المنزل ، بل ويغلّق الأبواب والنوافذ، ولا يسمح لنساء البيت برفع صوت بكلام ، ولن يسمح أيضا بإخفائه برفع صوت التلفاز...((كنا نتكلم بالهمس)).

كفتاة كثر خطابها، ولا أحد مناسب بعد...سرح خيالي مع كلام الوالد عن أخلاق هؤلاء، وتمنيت أن يكون لهما أبناء بنفس تلك الروح والأخلاق، ولأن كل ما قلبي يظهر فورا على لساني، لاحظت والدتي أنني أكثر الحديث عن أخلاق هؤلاء البنائين، بفطرتها فهمت والدتي الأمر واستفسرت من أخي عن أبناء هؤلاء البنائين...
فرحت أنا بالأمر، ورحت أتخيل أخلاق ابن الماصو ذاك، وذهبت بي الأحلام إلى خواطر الابراهيمي: (( أتمثَّله مقدامًا على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدّرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلًا أول الفكر آخر العمل.
أتمثّله حِلْفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال)).
ومالبثت أن تكسرت أمواج أحلامي العالية على صخرة حيثيات الحقيقة القاسية..
فواقع أولئك الأبناء لا يحكي أبدا سيرة أولئك الآباء...قال أخي بأن أحدهم خريج سجون...والآخر مدمن مخدرات شبه مجنون..
كانا حليفا بطالة لا حليفا عمل...وحلسا مقاهي لا حلسا عمل...وماضغا أقوال لا بطلا أعمال...ومرتادا خيال لا رائدا حقيقة...
فيا لخيبة هؤلاء الآباء...مع هكذا أبناء!!
فيا شباب الجزائر مثل أولئك لا تكونوا...

بقلمي: شمس الهمة





في بيتنا اخواني، ومدخلي، وتحررية!!

في بيتنا اخواني، ومدخلي، وتحررية!!
مضى زمن التلفاز الواحد، والقلب الواحد، والفكر الواحد...
أتذكر والدي حين كان يرغب باقتناء جهاز تلفاز ثان، ليستمتع ببرامج قناة الجزيرة، من دون امتعاض أفراد الأسرة...لكن والدتي وقفت للفكرة مثل جدار برلين، وحالت دون تحققها، وكان لها اعتبارات عقلانية خشيت من ورائها تفرق الأسرة، وجفاءها.
كان والدي اخوانيا، شابا متحمسا في فترة التسعينات، مثله مثل غيره من شباب تلك الفترة، كانوا يقدسون كل من ظاهره الالتزام، لم يتشربوا الفكر الإخواني، ولم يتعصبوا له، انما كان تعصبهم للإسلام، فقد كان الاخوان في تلك الفترة ممثلين عنه، في ظل غياب مذاهب أو حركات اصلاحية أخرى عن الساحة...
ورثنا عن والدي حب الاخوان، والمتدينين بصفة عامة، كنا نتحمس مع من يتحمس لهم، ونمقت من يمقتهم.
كان أعدى أعداء والدي، المفرنسين، والطرقيين، فكان سلفي المرجع، اخواني الفكر..
فمكتبته الكبيرة تحوي كتب الذهبي، والألباني، وأبو بكر جابر وابن باز وابن العثيمين...
كما حوت بعد ذلك كتب القرضاوي والغزالي ومحمد شلتوت وغيرهم كثيييير.
كبرنا وأصبح لكل فرد منا توجهاته الفكرية بسبب انفراد كل منا مع جهاز حاسوبه، وأصبح لكل فرد جمهورية في كيانه...ورأي مستقل بذاته..
أخي الذي لم يرقه من مكتبة الوالد، سوى كتب "الإحياء" لأبو حامد الغزالي أصبح سلفيا.
أما أختي الكبرى التي لم تكن تعنى سوى بقراءة الكتب التاريخية، أصبحت ناقدة لجميع تصرفات الرجال...ومطالبة شرسة بحقوق المرأة المهضومة...فقد نضج فكرها على قسم "المحتارة" في منتدى الجلفة وما يحويه من قصص مرعبة عن ظلم الرجال للنساء...
كبرنا وعرفنا أن نهج الاخوان ليس بالضرورة كل الاسلام، وأنهم بشر يخطؤون ويصيبون...لكن والدي رغم موافقته لجل أفكارنا ، غير أنه كان يعود دوما ليلعن النظام... وكثيرا ما أظهرت عيونه ابتسامة حماسة لرؤية "علي بلحاج".
كانت النقاشات على المائدة المستديرة محمومة بين أفراد الأسرة الواحدة...
فالأب محب الاخوان، والابن محب السلفية...وأختي كانت لا تتناول سوى مواضيع حقوق المرأة...حتى أن أخي السلفي كان ينعتها ممازحا ب "نوال السعدواي" ، فتغضب هي ونضحك نحن من غضبها...(طبعا اختي تعرف دينها وتلتزم أوامر ربها، فقط لديها غضب عارم نحو كل الرجال، كما أن اختلافات والدي وأخي، كانت تذوب لتتوائم و تلتقي عند نقطة "فقه المرأة"، فالكل يؤمن أن المرأة "الفتنة" كائن يجب أن يتعفن بين الجدران، ولا يحق له الخروج من المنزل سوى مرتين ، مرة حين تزف الى بيت زوجها، ومرة حين تدفن خارجه - غير أن هذا ليس من الإسلام في شيء، فمع حبي الشديد واحترامي لوالدي وأخي غير أن العادات لاتزال تحكمنا).
أما أنا فلشدة بلادتي وشهرتي بغبائي، وبطء فهمي، بين أفراد الأسرة، فكنت بمثابة النقطة التي تسبح في الفضاء، وتهيم في الفراغ...
لم أكن سريعة الفهم، وكانت المعلومة التي يفهمونها في ثوان، تأخذ معي أنا ساعات أو أسابيع وربما سنوات ضوئية...
كنت أرغب بمشاركتهم النقاش أحيانا، لكن اخوتي كانوا يسخرون من آرائي فيقولون((انتي كي تبغي تهدري، ارفدي يدك).
شهدت أسرتنا نقاشات محمومة وتعصب كل طرف لرأيه، ثم تعلمنا أخيرا التعايش مع تلك الأفكار، وتجنب الجدال والمراء، والخوض في الخلاف...
ورغم ذلك، تطفو العصبية أحيانا، مع كل مستجد على الساحة.
تألمت كثيرا بسبب وضع أمتنا، وانعكاسه الواضح على أفراد أسرتي...
بكيت ...وانفطر قلبي...ولزمت الكتب...وأمعنت النظر...فوجدت أن لا شيء يستحق لنتعصب لأجله سوى ((ماذا قدمنا نحن للأمة، عدا جدالاتنا؟!))
ومع مرور الأيام اتخذت تلك النقطة التائهة موقعا لها، وأصبحت نقطة التقاء محاور الأضلاع، في مثلث رؤوسه، أبناء أسرة واحدة، وأمة واحدة...
فهل يا ترى سوف نفلح يوما في رفع أوتاد خيمة واحدة، تتسع للجميع؟!
#بقلم: #شمس_الهمة

العيد

 تلك اللحظات الحرجة قبيل يوم العيد، ذلك التعب، والضغط، تلك الأمور التي أنجزت نصفها والنصف الآخر ينتظر منك اتمامه حالا، ذلك التوتر، وتلك الأع...